- منظر عام
منظر عام
كانت قرمونة منذ القدم، منذ زمن التارتيسيون، من أهم حواضر الوادي الكبير الأدنى، ولم يتغيّر شأنها مع الفتح الاسلامي لعبت قرمونة على امتداد536 سنة من انتمائها للأندلس دورًا بارزًا. كانت على الدوام مدينة متمردة يصعب اخضاعها ولم تكفّ عن التسبّب بمنغصات للسلطة المركزية حتى في زمن الموحدين. كانت في عصر الخلافة الاموية رأس كورة شاسعة، ومع اندثار الخلافة أصبحت، الى جانب مورور وأرقش ورندة، من ممالك الطوائف البربرية المهمة التي تشكلت حول اشبيلية. مازالت المدينة تفتقد لمن يعنى ويبرز أهميتها في العصر الأندلسي، وهي تحتفظ بأجزاء هامة من أسوارها وان غاب قسم منها وراء كتل البيوت. وما زال في المدينة بابان من أصل الأربعة التي ذكرها الحميري الا انهما تعرضا لبعض التعديل في قرون تالية. فباب اشبيلية يحمل آثار مختلف العهود التأريخية، نجد فيه بصمات القرطاجنيين والرومان والأندلسيين والقروسطيين النصارى وتعديلات اخرى حديثة. أما باب قرطبة فله عقد عظيم يجاوره برجان حجريان وأسوار من الطوب والقرميد. قصر قرمونةكان قائما حيث يوجد اليوم القصر الملكي Alcazar Real . كان محاطا بصفين من الأسوار وعلى شكل مستطيل ويتخلل بنائه عناصر تعود لعهود مختلفة تشهد على اهمية المدينة في القرون الوسطى. لا ريب انه كان في قرمونة العديد من المساجد لكننا لا نملك معطيات تذكر سوى عن المسجد الجامع الذي بات كنيسة سانتا ماريا