KABAYAN
01-05-2022 - 09:56 am
هلا والله بالشباب والشابات ،،، هذا الموضوع قريته وأعجبني وحبيت أنقله لكم مع بعض التعديلات والاضافات،،،
يقال ان ابرز ما يميّز بيروت التنوّع وعدم التجانس، فمثلما يقال "في بيروت هناك كل شيء"، فاختلاف الثقافات والانتماءات يتجلّى بوضوح في مختلف مرافق العاصمة.
وللمقاهي في بيروت وجود لافت، وخصوصاً مقاهي الرصيف التي كانت تنتشر على جوانب شارع الحمراء لا سيّما "الويمبي" و"الكافيه دو باري". فمن هذه المقاهي خرجت ابلغ المقالات الصحافية واجمل أبيات الشعر. واليوم ومع حالة الاعمار، ازدهرت المقاهي وتضاعفت، منها تلك التي تنتشر في الوسط التجاري، واخرى في شارع "فردان" الذي يعتبر مركز التسوق في العاصمة... وصولاً الى مقاهي "الرعيل القديم" في شارع الحمراء.
ولكل من هذه المقاهي اجواؤها وروادها، فواحد تجده مخصصا لشباب الطبقة الراقية، وآخر للكتاب والمثقفين، وثالثة لرجال الاعمال واجتماعات "البيزنس". ويكفي أي زائر لهذه المقاهي ان يلاحظ بنفسه طابع كل واحدة. ففي بيروت مقولة مفادها: قل لي اي مقهى ترتاد اقل لك من انت!
لنبدأ جولتنا من المركز التجاري "فردان 732" حيث مقهى bucksstar و Amore Cafe. وبما ان شارع فردان يُعدّ من ارقى شوارع العاصمة، فان رواد مقاهيه من شباب الطبقة الراقية، والاعمار تتراوح بين العشرين ولغاية الاربعين. وعموماً الزحمة يومياً، خصوصاً ما بين الخامسة والسابعة... بعد انتهاء دوام العمل، واحياناً ما بين الثامنة والعاشرة ليلاً ، اما يوم الأحد، وابتداءً من الساعة الرابعة، فيصعب ايجاد مكان، خاصة الطاولات الموجودة في الباحة الخارجية... حيث يفضّل معظم الناس الجلوس.. "للتفرّج" على المارين.
ومن المقاهي اللافتة في بيروت، والتي تم افتتاحها في صيف العام 1995، مقهى City Cafe، ويعتبر من اوّل المقاهي التي ارتادها شباب بيروت، بعدما كان البلد يقتصر على المطاعم. وCity Cafe الواقع في منطقة قريطم، اصبح "وكر" الصحافيين والكتّاب والاعلاميين، ومكان لقاءاتهم، سواء مائدة الظهيرة، او عند الساعة السادسة، واحياناً في جلسات المساء. ومن ابرز الصحافيين المواظبين على City Cafe الكاتب سمير عطا الله ورئيس الحكومة السابق امين الحافظ، اذ يجمعهما غداء ظهر كل يوم خميس. ولا تقتصر ال City Cafeعلى الاعلاميين فقط، وانما الكثير من روادها هم من السياسيين، ابرزهم الرئيس رفيق الحريري، الذي مراراً ما نراه هناك برفقة معاونيه ومستشاريه، لا سيما أنه على بعد امتار من قصر قريطم.
وعلى بعد بضعة كيلومترات من قريطم وفردان، نزولاً يتمدد شارع الحمراء الذي اخذ نصيبه "من العز" قبل الحرب، وانطفأت اضواءه منذ تألق شارع فردان... قبل سنوات، وعموماً اصبح يعتبر شارع الحمراء ذا مستوى متوسط سواء من حيث متاجره او مطاعمه. ولكن لمقاهيه نكهة خاصة، سواء "الويمبي" او Modca Cafe فهي تعتبر مقاهي رصيفية وتستقطب المثقفين "البوهيميين" كالشعراء والمسرحيين وبعض الكتّاب ذوي الآراء الغريبة... او "الناقمة". وأبرز من "تقتنصهم" في هذه المقاهي، الفنان زياد الرحباني والكاتب يحيى جابر والشاعر شوقي بزيع... وغالباً في جلسات قبل الظهر. ولطالما نالت مقاهي شارع الحمراء، نصيباً وافراً من التألق قبل الحرب، اذ فيها كنا نحصي آلاف السياح من عرب وأجانب، وكان يكفي ان يذكر اسم لبنان في اي بلد عربي، ليقال فوراً... "حيث شارع الحمراء... والكافيه دو باري".
فشارع المصارف... كما يدل اسمه، هو مركز المصارف، وللمحلات التجارية موقعها الخاص. اما المقاهي والمطاعم، "فمرصوصة" على جانبي شارع "المعرض"، الذي يعرف بقناطره... واصبح هذا الشارع صورة لبنان بعد الحرب. لا يتعدى طول شارع "المعرض" 50 متراً، لكن ومع كل بزوغ فجر، نلحظ مطعماً او مقهى جديداً، ولجميع هذه المرافق، جلسات خارجية على جانبي الطريق.
وزحمته ليلاً نهاراً بجادة الشانزيليزيه يشبهونها وذلك للزحمة المشهودة وعدم وجود مواقف للسيارات تكفي أستيعاب هذا العدد من الناس... فيصعب على المارة التمييز بين الطاولات الخاصة بمطعم Scoozy وتلك الخاصة بمقهى الPetit Cafe، فالكراسي ملصوقة الواحد بالاخر... والمكان ضيّق ويعج بالطاولات لدرجة ان الكل يجلس مع الكل، والجالسون يتفرجون على المارة، والعكس صحيح. غير أن ما يميز غالبية مقاهي الوسط التجاري هو "الأرغيلة".
تحياتي