- (الجماليه -قيتباي -...خلف مسجد برقوق.)
- قلت للحج : اعمل ايه ..؟ امشي ازاى انا دالوقت ..
- قالى انت حتنام هنا معاى ..واهوة في البيت 3 غرف اختار وحده ..
اكمالاً لما بدأته ..من ان احكى عن الماضى قليلاً ..استغلالاً لهذه الايام الجميلة الرمضانيه وايضاً لعدم وجود سفريات "طازجه " لذلك نلجأ الى الماضى ..سأحكى لكم عن اشخاص دلونى على مكان ..وهذا حالى مع مصر ..
في احدى الرحلات التى عزمت فيها على مصر وكعادتى لى اتصال ببعض المصريين هنا في السعوديه وكان معنا في العمل مصري شاب كنت اعرف ابيه الذي عمل معنا في نفس الشركة وتقاعد وذهبت الى الابن "محمد " حتى استفسر عن عنوان ابيه ..حتى ازوره ..بحكم ان علاقتى بالاب "اقوى " وله في رقبتنا زيارة ..ذهبت اليه وسألته فقال : فرصه ابعت معاك حاجه ..قلنا وماله هات ياسيدي بشرط ان تبتعد عن الاجهزة الكهربائيه واى شي يسبب الحساسيه لأفراد الجمارك قالى ما تخفش "لا تخاف" ..
ارسل معى كم حته قماش واعطانى العنوان وكان ..
(الجماليه -قيتباي -...خلف مسجد برقوق.)
بعد الوصول وثانى يوم اتصلت بزميل العمل (ابومحمد) وقلت له انا جاي ..ركبت التاكسي وعلى طريق صلاح سالم وعند "الامن المركزي" انعطفت يمين وعلى طول لحد ما وصلت "لمسجد برقوق " وكم اندهشت من روعة المكان ..عند المسجد لقيت اخو "محمد " خالد " نزلت وسلمت ..وسألته عن المسجد ..قالى ما تستعجلش انا حوريك كل حاجه بس ابوى مستنى ..قلت له ..لا خلينا نلف قبل الظلام ..اتصل على ابوه وقاله ..وانتقلت بين مسجد برقوق الى مسجد الاشراف الى مسجد قيتباي الى على الجنيه ..وبعد كذا طلعنا على ترب الغفير ..وترب الشهداء ..مبانى كثيرة قديمه وتستحق الزيارة والتأمل ..
بعد الجولة ذهبنا الى المنزل والذي كان قريب من مسجد برقوق ..ويؤسفنى انى لم اوثق بالصور لذلك احضرت ما وجدته في الانترنت ..فالكلام بدون صور زي المولوخيه بدون التقليه
ذهبنا الى البيت ..والذي كان لا يقل آصالة عن ما حوله واستغربت انه في "وسط المدافن " دخلنا استقبلنى الصديق القديم والذي اثرت عليه السنين ..واخذنا الحديث لكل شي ..ما بين مصر والسعوديه ..
بعد ان شربت قهوتى قمت لأستئذن ..فحلف على الا ان اتعشى ..اتصلت بأبو اسماعيل ..وقلت العشاء حيكون عند "ابومحمد " والذي اخذ منى السماعة وحاول ان يدعوه ..وفشل ..بدأت ليلتنا في الصالة وبعد العشاء الفاخر انتقلنا الى البلكونه التى ما ان فتحها خالد حتى تفأجأت بمنظر المدافن واقشعر بدنى لمنظرها "مهيب من جد " او بالاصح "رعب " ولا فلم امريكانى ..
جلسة البلكونه تركزت على المكان وقدمه وكيف شراء الحج ابومحمد قطعة الارض وتاريخ المكان ..وبعدها جعلنى اشاهد مكتبته الكبيرة والتى تضم "النوادر " من امهات الكتب والمجلات "هواية مشتركة بينى وبينه"
وعدنا للبلكونه لنجد "خالد" جهز الشيش والنار ..وقال : الليلة عيد ..نسيت ان اقول لكم ( ان الحج متزوج من اثنتين ) وهذا البيت بيت ام (محمد وفهد) ولا يوجد فيه الا هم ..(الام متوفيه رحمها الله )
طرطرطر ..صوت الشيشه ..وما هي الا لحظات حتى دخل "رجل مسن " ظننت للوهلة الاولى انه من اهل البيت لولا وجود "عود" يتدلى من يده واحضر معه صبي معه طبلة ..وسعنا جلستنا ..وعرفونى بالرجل نسيت اسمه "ابوه عبدالغنى السيد " ومن ذهب للحسين فبالتأكيد صادفه ..وغنى له ..
على اغانى الست وعبدالوهاب مع شويه خليجي ..اطربنا الرجل ..وكانت ليلة لا تنسى
شارف الليل على الانتصاف وانقضت الجلسة مع خمود نار "الولعه" عزمت على الرحيل فتلفت الىخالدابحث عنه ..فقال صديقي ( مشي لشقته في السلام ) اسقط في يدى فقد اعتمدت عليه لأيصالى الى طريق صلاح سالم ..فانا لن امشي وسط المدافن في هذا الوقت حتى لو دفعوا لي الملايين جبان جبان بس اعيش ..وصديقي لا ينزل من الدرج الا بمساعده ولا يصعد الا بسند ..
قلت للحج : اعمل ايه ..؟ امشي ازاى انا دالوقت ..
قالى انت حتنام هنا معاى ..واهوة في البيت 3 غرف اختار وحده ..
بصراحة انا عملت نفسي مش حقبل وما طولتش خفت الراجل يرجع في كلامه ..قلت له ماشي ..اشار الى غرفة ودخلتها ..مفروشه وسرير مزدوج ..بعد ما ساعدت الراجل في لم الحاجات واغلاق باب البلكونه مشي هو الى غرفته وانا الى غرفتى ..
وضعت راسي ..واغمضت عينى ..ونمت ..هو انا نمت الا اسمع اصوات زي الى بينادوا على بعض ..هذا الصوت اختلط بمجموع الصور التى شاهدتها في المنطقه ..بصور المدافن في البكونه ..جعلوا نومي مستحييل ..
الصوت بيتردد وتقريبا بيسكت 10 دقائق ويعود ..وكلما سكت ..وقلت "خلاص " يعود مره اخرى ..انا شويه واروح في حضن الحج وانام معاه .."استويت من جد " وقعدت على هذا الحال حتى طلع الصبح بعده غفيت مع اختفاء الصوت الذي اختفى مع ظهور النور ..
شويه والا اسمع صوت في الصالة ..طلع خالد جايب الفطور ..طلعت له "عامل نفسي شبعت نوم"
وقالى "هه ايه رايك في الهدوء ده ..اكيد نومه مزبوطه ..قلت له : وانت تقول فيها (شكلى كل ما اجى انام حاجى انام هنا ) وضحكت ..وقلت له عن الليلة ..وما حصل .
قال لي تفسير ما لم استطع عليه "صبرا " الصوت كان لعساكر بيحرسوا الآماكن السياحيه وبيصحوا بعض بالصوت ..(مناوبه ) ولما النهار بيطلع بيبطلوا ...(بس)
فطرنا وحبست بالشاى ..مع الحج وبعدها ودعتهم ونزلنا انا وخالد كملنا اللفة وعدت الى الوراق ...
المنطقة تستحق الزيارة بجد ..وهى ثرية بالآثار والغرائب وحكاية الحرس والاصوات حسب ما عرفت من محمد انها خلاص انتهت بوجود المحمول "الجوال " فدى الوقت بيعملوا لبعض (رنات ) ويصحوا بعض
وهذا مخطط المكان علشان ما تقولوا انى حارمكم من حاجه
والى اللقاء في رحلة اخرى من الماضى ..
تقبلوا تحياتى
عاشق الكنانه
ده انت ابن بلد بحق وحقيق
ارسل معى كم حته قماش واعطانى العنوان وكان ..
(الجماليه -قيتباي -...خلف مسجد برقوق.)
يعني ممكن نروحلهم ونقولهم احنا من طرف عاشق الكنانة
اسلوب فكاهي ومحبب ويبدو اننا امام قصص من الف ليلة وليلة ولكنه شهريار الذي يقص حكايته على شهرزاد