لاأستحي إن ذكرت انني إعرابي اباً عن جد صحيح اننا تأثرنا بالمدنية واهلها لكن لازال الحنين لتلك المرابع والجبال...
سمعت كثيراً عن الحمام المغربي فهو لدينا بديار مكة والمدينة أشهر من نار على علم فيكفي شهرةً ان ليلة العرس مُرتبطة إرتباطاً وثيقاً بسُنة الحمام المغربي في عادات الزفاف وسننه...سواء للذكور او الأناث على حدٍ سواء...
والحمام المغربي عادة من عادات أهل المغرب زيارتهم له بين فترة وأخرى إما لغرض الإستجمام او العلاج او غيرهما...وتختلف الحمامات من بسيطة تقليدية لفخمة ترفيهية..ومن فوائد الحمام المغربي المنقولة من موقع صديق
يساعد على إنقاص الوزن وإفراز المياه الزائدة
ينشط الدورة الدموية
يفتح لون البشرة
يذيب الشحوم المترسبة على المفاصل
يزيل الإرهاق العضلي والعصبي
لتجديد ورفع كفاءة الأداء والتركيز في العمل
يحتفظ بحيوية ونضارة جسمك وبشرتك
يؤخر ظهور التجاعيد بالجسم
يساعد على إنقاص الوزن وإفراز المياه الزائدة
في زيارتي للمغرب ماقبل الأخيرة كُنت قد كتبت قليلا ًعن زيارة لي لحمام مغربي تقليدي بين أزقة سلا أسمه حمام السلام....
في صبيحة ذلك اليوم تناولت قدحاً من الشاي وشيئاً من حريرة من صنع سلاوية عتيقة كانت اماً ولازالت..
مضيت في تلك الصبيحة برفقة حسن بعد دقائق وجدت نفسي في الطريق وصديقي مًمسكاً بيده سطل صغير فيه بعض مستلزمات الحمام من صابون وشامبو وليفة وكريمات و " كيس " وغيرها....
قمنا نقطع أزنقة" الأزقة " الحي حتى وصلنا لمأربنا حمام السلام المغربي...توجه حسن لدفع قيمة الدخول وانا أنتظره وكِدتُ ان أتهور حينما وجدت بابين أردت دخول احدهما ظناً مني أن كلاهما يؤدي لطريق واحد....للأسف ثقافتي عربية وإن زدت فبعض الإنجليزية.
سلمني الله من دخول باب النساء وإلا لحدث مالا يحمد عقباه..
دخلنا سوية لقسم الرجال واستبدلنا الملابس ماعدا الإحتفاظ بشرت صغير ولمن زار المغرب ولم يعش أجوائه فلعله يستدركها فيما هو آت....
حمام السلام على الرغم من صغره إلا أنه بوجهة نظري أفضل من حمام وسط دمشق الكبير حيث اذكر في زيارتي لها قبل اثنتي عشرة سنة أن " البعض " يخلع ملابسه كاملة داخل الحمام دون حياء من الله وخلقه!
حمام السلام ينقسم لثلاث غرف تقل الحرارة نزولاً حيث جلسنا في الغرفة الأولى وعددنا لايتجاوز العشرة أثنين أثنين حيث يساعد كل شخص الآخر بالإضافة لوجود أطفال اعمارهم لاتتجاوز العشرة...فجأة سمعت صوت آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه طخ ( صوت ضرب منطقة مليئة بالشحم في الجسم ).
قمت أتلفت يمنة ويسرة ابحث عن الصوت حتى وجدت ذلك السمين ذو بطن مزودجة خلفاً وأماماً وكانه طفل بيدي والده مع رجل يدلكه ويعمل المساج له...ضخم الجثة لا ترى الإبتسامة على وجهه..
قام يدلكه صاحبه بطرق عديدة أقلها بالنسبة لي تكسر بالهيكل العظمي...وصراخه يرتفع تدريجياً بحسب المساج المعمول...
منها على سبيل المثال لا الحصر يُنزل المدلك رجليه من خلفة ركبة المُدلك له ومن ثم يرفعها بحيث تصبح قدمه في النهاية فوق قدم المدلك له....بعد ذلك يقوم المُدلك بإنزال رأسه من خلف الرجل مع مسك الكتفين من الخلف ورفع الرجل للأعلى ( كأننا نشاهد مصارعة حرة :biggrin....عند هذه اللقطة لاتسأل عن حال الرجل أما محدثكم فولى الأدبار للغرفة الثانية لاسيما بعد أن مازحني صديقي حسن بأنه سيدعوا الرجل لضيافتنا لابارك الله فيها من ضيافة فأنا في زيارة للمغرب وكاحلي لم يبرء من إلتواء يؤلمني بمرور نملة فكيف بمكسر عظام :biggrin:
واستغليت لحظة أنشغاله وتواجدت في الغرفة الثانية حتى حضر والإبتسامة تعلوا محياه بدأنا بتدليك بعضنا البعض قرابة الساعة والنصف حتى أنتهينا...والأجواء في هذه الغرفة معتدلة الحرارة نسبياً وأعتقد أنها خُصصت لتبخير الجسم...
أنهكني العطش لاسيما أن الغرفتين الأوليين فيهما من الحرارة مالا يوصف اما الغرفة الثالثة لولا حيائي من المتواجدين وإلا لفتحت صنبور الماء البارد على فمي...من شدة مامررت به من حر على الرغم من برودة الأجواء في الخارج...وهنا تكمن حلاوة الحمام المغربي...حينما يُزار في شدة البرد..
بعد إنتهائي من مراسم الحمام المغربي خرجت شخصاً آخر خفيفاً كالريشة كما لو كُنت لابساً جلداً ثقيلا فأثقلني في المشي..فكان ثقلاً وانزاح
من المؤكد ان كثير ممن زار المغرب قد زار الحمام المغربي فأصبح سُنة له...
هذه تجربة من تجاربي للحمام المغربي...
دمتم بخير