- في غرف الاستقبال المغربية ..
- راحة الضيف تبدأ من الصالون
- الكل.. في غرفة!
- الضيف.. ملك متوج!
- السقف المنقوش!
- تناغم وامتزاج
في غرف الاستقبال المغربية ..
راحة الضيف تبدأ من الصالون
بين الماضي والحاضر لازالت الدار المغربية تمنح الزائر أثراً من عبق التاريخ ولمحات من روح وإيقاع هذا العصر، ولا يمكن الحديث عن الدار المغربية بدون الحديث عن غرفة الاستقبال أو ما يسمي ببيت "الضيوف"، وقبل الحديث عن ذلك لابد من نظرة وجيزة علي البيت المغربي التقليدي وجميع مكوناته قبل الوصول إلي هذا الفضاء الذي بدأنا نعرفه مع تطور أنماط العيش والحياة تطوراً كبيراً موازياً لتطور العصر.
أشهر تصميم للدار المغربية ينتمي إلي القرن الرابع عشر الميلادي أي في أوج الحضارة "المرينية" وتتواكب هذه الفترة مع دخول الأندلسيين المغرب حاملين معهم كل التراث الحضاري الإسلامي العربي في الأندلس.. وتتميز الدار المغربية بما تتميز به الدار العربية بشكل عام وهو ازدواجية الأدوار، حيث نجد فيها ما هو خاص وما هو عام، ومن ذلك الفضاء الخاص بالرجال والفضاء الخاص بالنساء، إلا أن الانطباع العام الذي يميز الدور المغربية مثلها مثل أغلب الدور العربية هو البساطة المعمارية الخارجية لها حيث لا يتأت للزائر أن يعرف ما تخبئه باطن الدار.. وما أن تجتاز عقبة هذا الباب.. حتى يفاجئك ما لم يكن أبداً في حسبانك.
الكل.. في غرفة!
الدار المغربية عامة تتكون من وحدة قياس وهي الغرفة التي تكون أساس التشكيلة العمرانية للبيت، ولا يميز بين الغرفة والأخرى إلا محتوياتها من الأثاث والتجميل.. فالغرفة الأكثر تأثيثاً هي التي يستقبل فيها الزوار.
ويحظ الضيف في الحضارة العربية والمغربية باهتمام كبير من طرف رب البيت مما جعله يخصص مكانًا خاصاً لاستقباله وراحته والحفاوة به ويختار له أفضل غرفة في المنزل تأثيثاً وهدوءاً.
وتحظ بعض الدور المغربية التقليدية بدور صغيرة (أو ما يسمي بالدويرية) تنفصل عن الدار الرئيسية، لكنها تحتوي علي كل وسائل الراحة التي يتم توفيرها للضيف طوال مدة إقامته.
الضيف.. ملك متوج!
ورغم تغير تصميم الدار المغربية نظراً لتطور المجتمع وتقلص السكن بالدور التقليدية فلا يزال الضيف يحظ بالحفاوة والاستقبال، في غرفة تسمي الصالون، وفي كل الدور المغربية وعلي حسب المستوي الاجتماعي لصاحب البيت يتجاور الصالون المغربي والصالون الأوربي أو يندمجان معاً في صالون واحد "مغربي أوروبي". ولهذا يصعب في بعض الأحيان التمييز بين ما هو مغربي وما هو أوروبي لأن المواد المستعملة في الديكور لابد أن تعطي في النهاية الواجهة المغربية. وقديماً كانت غرف الاستقبال تشغل مكاناً شاسعاً من مساحة المنزل، ومع مرور الوقت أصبحت هذه المساحة أصغر من السابق دون أن تفقد هويتها، وفي كل الأحوال فإن هذه الغرفة تكون إما مربعة أو مستطيلة في أحجام مختلفة أكثر انفتاحاً من السابق علي بقية أجزاء البيت دون حواجز كالأبواب الخشبية الكبيرة التي كانت تفصل ما بين المدخل وباقي أجزاء البيت.
السقف المنقوش!
ولا تزال تحتفظ أسقف المنازل المغربية بطابعها الخاص المميز وهي إما تكون منقوشة كلياً أو جزئياً بما يسمي بالزواق "وهو عبارة عن أعمدة عادية من خشب العرعر أو غيره" يعطي للسقف أصالة وتفرداً. وعادة ما تستخدم مفروشات من الأثواب والأقمشة التي تتأقلم مع "زواق" الخشب.
أما الأرضيات في البيوت المغربية، فغالباً ما تغطي بطبقة من مادة الزليج العصري أو الطيني التقليدي "مثل البجماط BAJMAT) أو الرخام الإيطالي، خصوصاً، ذلك النوع الذي يحظ بسمعة جيدة ومعظم المغاربة وخاصة الطبقة الثرية منهم يفضلون استخدام بعض التشكيلات الهندية التي تمزج بين ما هو تقليدي وما هو عصري وفي بعض الأحيان تغطي هذه الأرضيات بزرابي "سجاد" مغربية مختلفة الأشكال ومنها زرابي رباطية وشامية أو بربرية أو سجاجيد "الزمورية" التي تمتزج بسهولة مع ديكور الصالون.
ويتم دهن الجدران بصباغات متنوعة ويميل الصالون المغربي اليوم إلي العودة إلي الماضي باستعمال "التدلاكت" (TADELAKT)، كما يلجأ البعض إلي عمل تشكيلات من الجبس لتزيين الجدران المدهونة بمادة ال"تدلاكت" مما يزيد من بهاء البيت وجماله.
تناغم وامتزاج
ولأن المغرب من البلاد المعروفة بجمال طبيعتها الخلابة، وامتزاج العديد من الحضارات في نسيجها فلهذا نجد زخماً في المواد المستعملة في الديكور، والتصميم الداخلي للبيوت (الطين، الخشب العرعار،...) زد عليها يد الصانع المغربي ورغبة أصحاب البيت في إعطاء طابع خاص للمنزل مروراً بالطابع المعاصر (MODERNE) أو الشرقي، أو البربري أو الآسيوي أو الأوروبي.. ولكننا نجد في النهاية تذكاراً مغربياً يطبع كل هذا بطابعه الخاص، كما يؤدي هذا الخليط أو الامتزاج إلي تنوع وتغير شديد في استخدام الألوان لكي تتواكب مع كل ما هو جديد وتتناسب مع روح العصر.
أما المفروشات والأثاث فتتنوع هي أيضاً بين المفروشات المغربية التقليدية مثل "السداري"، وتلك الأوروبية الطابع ، بالإضافة إلي أشغال الحديد (FERFORGE) والخشب والفضة والنحاس، أما بالنسبة للمائدة المستديرة فلم تعد ضرورية كما كان عليه الحال منذ سنوات حيث حلت المائدة المستطيلة والمربعة في أحجام مختلفة، محل المائدة التقليدية
تبارك الله مشعلل المنتدى ، موضوع رائع تشكر عليه