- شكر أخير:
ثلاثة سعوديين يتعرضون للاختطاف والابتزاز في غابات كينيا................... المصدر جريدة الرياض
تعرض ثلاثة من السعوديين لعملية اختطاف وابتزاز من أحد السائقين الذين كان ينقلهم بين مدن كينيا وغاباتها التي كان هؤلاء يقصدونها بهدف السياحة والتعرف على الطبيعة هناك وتأتي تفاصيل القصة كما يرويها احد هؤلاء وهو الأستاذ عصام بن محمد الغفيلي الذي حضر لمكتب "الرياض" متحدثاً عن تفاصيل تلك الحادثة:
قررت أنا واثنان من أقاربي الذهاب لدولة كينيا بقصد السياحة وللاطلاع على الغابات هناك وقد قمنا بتسجيل جوازاتنا عند وصولنا، وكذلك قمنا باستئجار سيارة عن طريق احدى الشركات الرسمية، وكان في البداية معنا مرشد سياحي تعامل معنا بشكل ممتاز للغاية بل إنه أشاد كثيراً بتعاملنا وطيبتنا وكرمنا مع السائق ومع من نمر بهم ونتوقف عندهم وهو الأمر الذي لامنا عليه الجميع بعد وقوع الحادثة، وقد أصبحنا آخر يومين مع السائق لوحده وكنا نود الانتقال من (سفاري ماساي مارا) الى منطقة (ناكور) قاصدين المحمية الكبيرة وهي آخر المحطات تقريباً قبل عودتنا للعاصمة، وكان السائق يرى مثل هذه التصرفات الطيبة الزائدة عن الحدود نوعا من السذاجة جعلته يطمع بنا ويرسم لابتزازنا.
بعد تناولنا الإفطار توجهنا من مدينة ناكور الى ادغال المحمية التي دخلناها الساعة الثامنة صباحاً وبعد أن تجولنا فيها خرجنا قرابة الساعة الثانية ظهراً بقصد التوجه للعاصمة نيروبي لاستغلال فترة النهار لأن المشي ليلاً فيه نوع من المخاطرة، وكان السائق يلمح كثيراً الى وجود مبلغ مالي جديد على السيارة وأن الشركة طلبت منه تحصيل هذا المبلغ أثناء التجول بالغابة وكنا قد اتصلنا بالشركة للاستفسار وأكدوا ان السائق ليس له علاقة بتحصيل المبلغ الذي رسم عليه السائق وهو مبلغ مالي كبير فوق قيمة السيارة.
لما خرجنا من ناكور قاصدين العاصمة ذهب بنا السائق الى منطقة صحراوية بعيدة وقام بإطفاء السيارة أمام مجموعة من الشباب والعمالة الذين كان يظهر عليهم الحاجة كثيراً ونزل فقال: عليكم دفع مبالغ مالية كبيرة من الدولارات فقط وبعدها يتم التفاوض بيننا وكان يستغل ظروف تواجدنا في هذه المنطقة المعزولة ونحن عند الساعة الثالثة ظهراً تقريباً وكل ما تأخر الوقت كان وضعنا يزداد صعوبة وحرجاً، وكان من الواضح ان السائق يجري اتصالات غريبة مع أشخاص آخرين قبل أن يتوقف، ومما زاد الأمر صعوبة ان المبالغ المالية التي معنا كانت في السيارة وسط مجموعة من الشنط وقيامنا بفتح هذه الشنط مغامرة صعبة أمام السائق ومجموعة الأشخاص الذين حوله، وعندها تجرأت فنزلت لوحدي من السيارة فاتصلت على المرشد الكيني وأوضحت اننا مختطفون فطلب أن يكلم السائق فتحدث معه ولم يتغير شيء، فحاولنا مع السائق مرة أخرى بالتفاهم على أن نعطيه المال في العاصمة ولكنه رفض وسط مفاوضات وأخذ ورد استمرت قرابة الساعتين والوقت يتأخر والوضع يتأزم، فقررنا أن نجتمع نحن الثلاثة عند شنطة السيارة وفتحنا العفش بسرعة باحثين عن كرت القنصل السعودي الأستاذ ابراهيم الغامدي والذي أعطانا كرته بأرقامه الشخصية عند تسجيل جوازاتنا في السفارة وكان السائق ومن معه يظنون أننا سوف نخرج لهم المال، وبعد دقائق بفضل الله وجدنا الكرت فاتصلت عليه مباشرة فأعطيناه اسم ورقم الشركة فقال اتصل عليكم بعد قليل، فقام مشكوراً بإجراء اتصالات مكثفة وأعلن حالة استنفار قصوى محملاً الشركة مسؤوليتها عن اختفاء ثلاثة سعوديين فاهتمت الشركة كثيراً وتابعت الموضوع وكانت الاتصالات تنهال على السائق وعلينا بشكل متواصل وبعدها بدقائق تغير السائق جذرياً لأنه لم يكن بحسبانه أن تتطور الأمور الى هذه الدرجة من الأهمية، وقد طلب منا القنصل اثبات موقعنا بشكل رسمي من خلال فواتير تطلب من أقرب محل فكان القريب إلينا محطة فاشترينا واحضرنا فاتورة بذلك، وكانت الاتصالات تنهال علينا بشكل متتابع من قبل السفارة ومن قبل مسؤولين كبار في الشركة، السائق وقتها اختلف وضعه تماماً فتارة يضحك ويداعبنا وتارة يبكي، وبعدها بحمد الله وفضله قام السائق بنقلنا الى العاصمة نيروبي والتي وصلنا اليها عند الساعة التاسعة والنصف وكان القنصل السعودي والموظف بالسفارة الأستاذ عبدالله عمر على اتصال مباشر ودائم معنا ولم تتوقف الاتصالات الا بعد ان اطمأنوا على وصولنا الى الفندق والإقامة فيه مع العلم أنهم عرضوا استضافتنا ولكننا رفضنا لأننا كنا متعبين للغاية ولم يغادرا السفارة مشكورين إلا عند الساعة العاشرة مساءً وهذا بلاشك جهد كبير ومتابعة واضحة، وما كان من الفندق الا ان شدد الدخول والخروج وكثف الحراسة لحمايتنا، وعند الصباح الباكر ليوم غد وبعد الافطار تحديداً كان السائق نفسه الذي حدثت منه المشكلة بانتظارنا عند باب الفندق وذلك بطلب من الشركة وكان الأستاذ الغامدي يتابع معنا منذ تحركنا ومع تأخرنا كثيراً عليه كان قلقاً، ولم يكن السائق قد فهم مرادنا فقد طلبنا إيصالنا للسفارة السعودية وفهم أننا نقصد السفارة الإسرائيلية فلم يكن منه إلا أن أوصلنا لبوابة السفارة الإسرائيلية، فطلب منه القنصل الذي اتصل عليه التوجه للسفارة السعودية ومن هنا ركبنا مع القنصل وعبدالله عمر حيث ذهبنا للشركة وكان قرار طرد السائق قد تم اتخاذه قبل وصولنا كما أن المسؤولين بالشركة رفضوا أخذ أي مبلغ مالي عن السيارة أما موضوع الاختطاف فقد أصبح قراره بأيدينا وهذا ما أوضح لنا القنصل الذي أكد أنه من الممكن أن يتم رفع شكوى رسمية لاتخاذ اللازم ولكن لما وجدناه من تعاون رائع وتعامل راقٍ من القنصل ابراهيم الغامدي والموظف عبدالله عمر ولمسؤولي الشركة ايضاً ومن باب القيم الإسلامية والمبادئ التي تربينا عليها في بلادنا الطاهرة ومن مصدر قوة وليس ضعفاً فقد تنازلنا فاستبشر صاحب الشركة وقام بتقبيلنا وقد أكد القنصل الغامدي بأن هذا ليس غريباً على شعب نبيل عرف عنه طيبة الخلق وحب الخير والتسامح.
وقد قامت السفارة مشكورة بالاشراف على جدول رحلاتنا بشكل رسمي وسط متابعة دقيقة واجتهاد كبير فاق الوصف من القنصل الأستاذ ابراهيم الغامدي وخلال الثلاثة أيام التي بقيت لنا كان التواصل معنا بشكل مستمر وفي اليوم الأخير كان الأستاذ عبدالله عمر ملازماً لنا وسهل جميع اجراءات السفر بل كان يريد إركابنا في الدرجة الأولى ولم نكن نعلم ايضاً ان السفارة قد أعدت لنا هدايا خاصة وفاخرة جداً لكن تأخر السائق وتعطله أخر وصول هذه الهدايا ولكن للحق والأمانة فإن ما وجدناه من رعاية واهتمام ومتابعة كان فوق كل الهدايا وأكبرها.
الغفيلي يقدم نصائحه للمسافرين
يقول عصام الغفيلي من خلال هذه الرحلة تعلمنا الكثير من الدروس التي على الجميع أن يعيها ويستفيد منها مستقبلاً ومن أهمها :
@ ضرورة تسجيل الجوازات بشكل رسمي في السفارة.
@ أخذ أرقام وكروت المسؤولين في السفارة تحسباً لحدوث أي طارئ.
@ التعاقد مع شركات رسمية وسائقين معتمدين من قبل هذه الشركات بعيداً عن التوفير المادي الذي تجده في السائقين غير الرسميين.
@ يقول الغفيلي (رب ضارة نافعة) فمن خلال ما حدث لنا من معاناة تعرفنا على جزء بسيط وهو حقيقة كبير جداً لما تقوم به سفاراتنا في الخارج من جهود كبيرة ومساعدات لا توصف لكل محتاج لها.
@ عدم المبالغة في الطيبة والكرم التي قد يحسبها البعض سذاجة وضعفاً والالتزام بالأنظمة الرسمية وفق الاتفاقات التي تمت مع الشركات هناك دون النظر لأشياء أخرى.
شكر أخير:
قدم عصام الغفيلي بالغ شكره وتقديره للأستاذ ابراهيم الغامدي القنصل السعودي في سفارة خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله وأكد أن ما لمسناه وما شاهدناه من هذا الرجل ومن معه وبالأخص الأستاذ عبدالله عمر من جهود كبيرة ومتابعة دائمة وحرص مستمر لمشكلتنا التي تعرضنا لها دليل على حرص سفارتنا ومسؤوليها على كل مواطن والسعي الدائم لتسهيل كافة العقبات وحل جميع المشكلات التي قد تعترضهم مهما كان حجمها فللأستاذ ابراهيم الغامدي ومن معه كل الشكر وخالص الامتنان على ما قدم ونسأل الله العلي القدير ان يجزيه خير الجزاء وأن يجعل ما قدم ويقدم لاخوانه في موازين اعماله انه سميع مجيب.
انت متأكد انك متصل على القنصل السعودي وانه هو الذي عمل هذه الاعمال ؟ تأكد واللي يرحم والديك
اشوفها كبيرة على ممثيليننا في الخارج ! عسى ما في الموضوع مجاملة صحفيه