الطائرالجريح
06-09-2022 - 01:50 am
السلام عليكم جميعا أيها الاخوة و الاخوات
وقع تحت يدي قبل عدة ليالي كتاب مفاجأة للشيخ الفاضل و الأديب المناضل
على الطنطاوي ( رحمه الله ) بعنوان ( صور من الشرق في اندونيسيا ) ...
ويقع الكتاب في 200 صفحة من الجلدة الى الجلدة .. و هو صادر عن دار
المنارة للنشر و التوزيع بجدة ..
و قد كان الكتاب مفاجأة لي من جهتين .. الأولى : لعدم علمي أن الشيخ زار
شرق اسيا و الهند و السند و بورما و الملايا و سنغافورا و سيام ومكث 8
أشهر في تلك المنطقة قبل أن يعود الى سوريا ثم يستقر بعدها في السعودية ..
و الثانية: ان الزيارة قديمة قبل 50 سنة تقريبا و قد حصل اختلاف كثير و لاشك
عن ذكريات الشيخ السابقة .. فالاوضاع تغيرت و الناس تغيروا و المباني تغيرت ..
حيث كانت زيارته لها سنة 1954 .و قد كان وقتها عضو محكمة النقض في سوريا ..
و لكن لهذه الذكريات حلاوة و عليها طلاوة .. كيف لا ؟ و راويها الأديب الأريب
على الطنطاوي رحمه الله .. اضافة الى النبذ التاريخية التي ذكرها بعد بحث
و تدقيق عن استقلال اندونيسيا و اشهر علمائها و شخصياتها و نضالها الدؤوب
في سبيل الاستقلال ... و ما حصل له من مواقف في تللك البلاد .. ولتي ولا شك
تثري عقول محبي البلاد الاندومية الحبيبة بالكثير و الرائع المثير ....
و من أبرز المواضيع التي تكلم عنها ( حسب الفهرس ) :
في جاكرتا ... و صور من الطريق ... و مشكلة الكلام و المأكولات .. و اسلام
اندونيسيا ... و الحركة الاسلامية في اندونيسيا ... و لمحات من تاريخ الدين
و الوطنية ... و استقلال اندونيسيا ... و اندونيسيا كما راها ابن بطوطة ...
و نثار من المشاهدات و الأخبار ...و كاراسيك ... و نزهة في أطراف سورابايا ..
و يوم في الجنة ... و رحلة بوقور ... و رحلة جوكجا ... و رحلة سورابايا ....
يقول الشيخ في مقدمة الطبعة الثانية ... لقد مر على الطبعة الأولى أقل من 40
سنة ... و يقول أيضا ... فلما قعدت أكتب مقدمة هذه الطبعة من كتاب اندونيسيا
عدت اليه فنظرت اليه , فاذا أنا أقرأ كتابا جديدا , كتابا لا يصف اندونيسيا اليوم ,
و لكن يؤرخ ما كانت عليه بالأمس .. أفأدع الكتاب لا أعيد طبعه .. فيخسر القراء
ما فيه من وصف , و ما فيه من حقائق , و ان منها لصفحات تعبت في اعدادها ,
و أرجو من الله الثواب عليها ....
و يقول أيضا .. لقد تبدلت اندونيسيا التي تقرؤون عنها في هذا الكتاب , فحالت
الأحوال , و ذهب أكثر من ذكر فيه من الرجال , و صار تاريخا يروى , و قد كان
قائما يرى ... و يقول أيضا .. ما تبدلت طبيعة الأرض , ولا تغيرت مشاهدها , ولا
ذهب ذلك الجمال الذي جعلني أقول في نعته ( ان سويسرا قد انتقلت الى اسيا ) ,
فهذا خلق الله , و خلق الله باق ما أذن الله ببقائه , لا يصل اليه الفساد , انما
يفسد ما امتدت اليه يد الانسان .....
الكتاب جميل و رائع و يستحق البحث عنه فقد تحدث عن الجمال هناك و العيد
و الطعام و تحدث عن نساء بالي و منازل جوقجا و عن الحضارم و الاسلام
هناك ... تكفيكم هذه النبذ .. فاستمتعوا به كما استمتعت به أنا ...
نبذه رغم أنها مختصرة إلا أنها شوقتني لإقتناء الكتاب .
سلمت أخي الطائر الجريح .