- بيروت: ريما نزيه صيداني
عطلة الأعياد في الربوع اللبنانية الجبلية وفندق جديد في بيروت بكلفة 250 مليون دولار يليق بالزوار
بيروت: ريما نزيه صيداني
يرغب الكثير من العرب في قضاء عطلة عيد الاضحى المبارك بعيدا عن بلادهم باحثين عن رحلة تناسب أوضاعهم وعائلاتهم يجدون فيها الراحة والمتعة والتسلية، فهناك وجهات عديدة يمكن للسائح العربي أن يجد ما يريد فيها من بينها لبنان الذي يتميز بالنشاطات والسياحة الشتوية التي ترضي في غالب الاحيان جميع الاذواق.
وفي ما يخص زحمة السياح خلال عيد الاضحى فقد أفادتنا غالبية فنادق العاصمة اللبنانية ان نسبة العمل فيها تناهز ال 100% وأغلبية النزلاء هم من السعوديين، لا سيما ان اجازة عيد الاضحى طويلة في السعودية وغالبية سكانها يمضون اجازاتهم خارج المملكة. ومعدل الاقامة يتراوح ما بين اسبوع وخمسة عشر يوماً. وتتقاسم بلدتا فاريا وفقرا اللتان تعتبران من أهم منتجعات التزلج في لبنان نسبة عالية لزحمة السياح، لا سيما خلال فترة الاعياد، اذ أفادتنا مسؤولة الحجوزات في «فندق مزار انتركونتيننتال»، ساندرا خليل، بأن الفندق محجوز بالكامل منذ الخامس عشر من الشهر الجاري لغاية الخامس والعشرين منه. ويذكر انه منذ التاسع والعشرين من ديسمبر (كانون الأول) ولغاية الخامس والعشرين من يناير (كانون الثاني)، فإن الحد الادنى للإقامة يجب ألا يقل عن ست ليال، حسب ادارة الفندق. وعن جنسية النزلاء، أفادتنا ساندرا خليل بأن غالبية النزلاء هم من الخليجيين، اما بالنسبة لسعر الغرفة المزدوجة لليلة واحدة يبلغ 270 دولارا شاملاً الضريبة والخدمة ووجبة الفطور اضافة الى وجبة غداء او عشاء، والجدير بالذكر ان للفندق حلبة تزلج خاصة به، أما سعر تعريفة التزلج على الجلسة الخاصة يبلغ 48 دولارا. يذكر ان فاريا تعلو عن البحر ما بين 2465 و1850 مترا، وتوجد فيها 16 حلبة تزلج تتناسب مع مختلف مستويات المتزلجين، وتقدم كافة الخدمات على مستوى راق. ويلقى فندق مزار منذ افتتاحه اواسط عام 2003 إقبالاً ونجاحاً ملفتين، ويعج على مدار العام باللبنانيين والسياح على حد سواء.
وفي بلدة فقرا الراقية التي تعلو عن البحر ما بين 1735 و1975 مترا، يوجد منتجع شهير يعرف باسم «فقرا كلوب» شيّد عام 1974، وساهم في تصميمه مهندسون سويسريون، ويضم حوالي 350 فيلا وفندق «اوبرج دو فقرا» التابع لسلسلة Relais et Chateaux.
ويسجل هذا الفندق ايضا انشغالا بنسبة 100% خلال عيد الاضحى، وسعر الغرفة المزدوجة فيه 231 دولارا اميركيا ،شاملا الضريبة والفطور. ولمواكبة هذا التدفق السياحي على لبنان، ولا سيما بيروت، هناك عدد من الفنادق قيد الانشاء في العاصمة وضواحيها منها فندق Habtooor Grand Hotel Concention Center and Spa، الواقع عند ضاحية سن الفيل التي تبعد حوالي ربع ساعة عن وسط العاصمة بيروت، الذي يفترض افتتاحه في شهر مايو (أيار) المقبل. والفندق مملوك من رجل الاعمال الاماراتي خلف الحبتور الذي كانت لديه تجربة سابقة في المضمار السياحي والفندقي في لبنان عندما قام بانشاء فندق «ميتروبوليتان بالاس» الذي احتل مكانة مهمة بين الفنادق المميزة في لبنان بوقت قصير، أما الفندق الجديد فيقع مقابل الميتروبوليتان وضمن مجمع «حبتور سيتي» الذي يضم المجمع التجاريBoulevard ، ويربط ما بين المجمع التجاري وفندق ميتروبوليتان بالاس جسر زجاجي معلق.
يرتفع «فندق حبتور غراند اوتيل» 130 مترا ويضم 150غرفة، و17 جناحا ملكيا، مساحة كل واحد منها 500 متر مربع، ويعتبر الفندق بغاية الفخامة حيث يضم اكبر قاعة مؤتمرات في لبنان وهي Emirates Hall الممتدة على مساحة 2200 متر مربع وتستوعب 2000 شخص. كما يضم ناديا صحيا Elixir Spa على مساحة 3500 متر مربع ويضم ثلاثة طوابق. وتناهز كلفة حبتور غراند اوتيل 250 مليون دولار، ومن المتوقع ان يوفر فرص عمل لحوالي الف يد عاملة. والتقت «الشرق الأوسط» بمدير «حبتور غراند اوتيل» ومدير ميتروبوليتان بالاس الفرنسي، كريستيان انطوان، الذي انضم الى مجموعة الحبتور في شهر ديسمبر (كانون الاول) الماضي.
وتحدث انطوان عن عروض ميتروبوليتان بالاس بمناسبة عيد الاضحى كما واخبرنا عن المشروع الجديد اضافة الى نظرة شاملة عن القطاع السياحي اللبناني.
يذكر ان انطوان نشأ في عائلة فرنسية لها تاريخها العريق في المجال السياحي، اذ كانت عائلته تملك سلسلة مقاه من بينها مقهى فوكيتس الشهير ومطعم بريكاتلان الراقي في باريس. وتولى انطوان مناصب عدة في اشهر السلاسل الفندقية ك انتركونتيننتال ومريديان وحياة وشيراتون. كما تولى منصباً في الفندق الباريسي الشهير كونكورد لافايت. وانطوان الذي تنقل ما بين العالم العربي وأوروبا تسنى له العمل ايضاً في جزيرة موريشيوس في المحيط الهندي وفي فندق Le Tovessorkالراقي، كما كان يتولى ادارة العمليات في فندق جميرا بيتش في دبي.
واستهل كريستيان انطوان حديثه بنسبة انشغال ميتروبوليتان بالاس والعروض التي يقدّمها خلال عيد الاضحى، قائلا: «إن معدل متوسط الاقامة في الفندق أيام العيد لا يقل عن أسبوعين، وأغلبية النزلاء هم من السعوديين، ومن العروض الخاصة التي يقدمها الفندق أثناء عيد الاضحى، خصم تعرفة الدخول الى «حبتور لاند» المركز الترفيهي الضخم الذي افتتح الشهر الماضي من سعر الغرفة الاجمالي بدلا من دفع 22 دولارا اميركيا كرسم دخول. والحبتور لاند يناسب كل افراد العائلة ويبعد حوالي عشر دقائق عن الفندق، وبالتالي سيكون وجهة غالبية نزلائنا».
ويتماشى هذا الفندق مع كافة مقاييس الضيافة العالمية وسيقدم خدمات جديدة تنافس الفنادق الاخرى في لبنان من حيث الفخامة والخدمة، ويضم اجنحة فخمة جدا تتنوع ما بين الطراز الهندسي المغربي والفرنسي والاميركي. اما النادي الصحي فسوف يقوم بتقديم خدمات فريدة من نوعها، نذكر منها علاجات للبشرة بواسطة الليزر والاوكسجين خلال دقائق. بالاضافة الى اكبر قاعة للمؤتمرات والاعراس في لبنان بمساحة تناهز ال 2200 متر مربع. وستكون مجهزة بنظام ترجمة فوري الى ست لغات.
وأضاف أنطوان ان نسبة السياح العرب هي الطاغية في لبنان، البلد الفرنكفوني الذي تربطه بفرنسا علاقات وطيدة، ويجب العمل اليوم على استقطاب السياح الاوروبيين بالتنسيق ما بين الحكومة اللبنانية، لا سيما وزارة الداخلية، لتأمين التأشيرات، وطيران الشرق الأوسط والفنادق من خلال استحداث نظام الرحلات الذي يعرف بال Package للسائح الاوروبي، شاملا بطاقة الطيران والإقامة وتأمين التأشيرة والنقليات من وإلى المطار، بأسعار مقبولة تناسب ميزانية الاوروبيين.
وفي نظرة لجنسية السياح الى لبنان، نجد ان الغالبية هم من الوافدين من البلاد العربية، اذ دخل لبنان في شهر اغسطس (آب) 130 الف و295 سائحا عربيا، بينما دخل 36 الف و899 سائحا اوروبيا، و21 الف و381 سائحا آسيويا، و16 الف و574 سائحا اميركيا.
يشار الى أن قطاع السياحة في لبنان آخذ في التحسن، حيث شهد عام 2004 إقبالا ملفتا، اذ دخل الى لبنان مليون و279 الف سائح بالمقارنة مع عام 2003 الذي شهد دخول مليون و26 الف سائح، وبذلك تكون السياحة قد حققت نموا بمعدل 25.86%. وفي مراجعة لعدد السياح الذين دخلوا خلال اشهر السنة، نرى ان شهر يونيو (حزيران) من عام 2003 شهد دخول 97 الف و273 سائحا، بينما شهد شهر يونيو من عام 2004 دخول 133 الف و3378 سائحا. وبذلك نلمس نموا سياحيا في شهر يونيو بنسبة 37.43%، اما شهر يوليو (تموز) من عام 2003 فشهد دخول 178 الف و6612 سائحا، بينما شهد الشهر نفسه من عام 2004 دخول 225 و366 سائحا، محققا بذلك نموا بنسبة 26.18%. اما في شهر اغسطس من عام 2003، دخل لبنان 191 الف و123 سائحا، بينما دخل لبنان في شهر اغسطس الماضي 212 الف و113 سائحا، محققا نموا بنسبة 10.98%.