- خالص جلبي
- صحيفة عكاظ 9/ 4/ 1426ه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقال رائع يحتوي كثير من المعلومات الشيقة
استمتعت كثير وأنا أقراه
من باب الحب لهذا المنتدى نقلت الموضوع حرفياً دون زيادة أو نقصان
أتمنى يعجبكم
برج بيزا المائل
خالص جلبي
صحيفة عكاظ 9/ 4/ 1426ه
تعيش مدينة بيزا الإيطالية الساحلية على ما ينفقه السواح الذين يتأملون برج بيزا المائل الصامد منذ ثمانية قرون, والذي يعتبر من عجائب الدنيا ويتنافس الزوار في التقاط الصور بجانبه. ولكنه منذ عام 1990 أُغلق ومنع السواح من تسلقه لأنه معرض للانهيار كل لحظة.
وحسب قوانين الفيزياء كان من المفروض أن ينهار منذ خمسين سنة, ولكنه واقف مائل أكثر من خمس درجات ضد قوانين الفيزياء.
وتعود قصة هذا البرج العجيب إلى القرن الحادي عشر الميلادي, عندما غزا أهل المدينة صقلية وحملوا من كنوزها ما جعلهم يبدأون مشروعهم في بناء هذا البرج المكوّن من ثماني طبقات. وبداية البناء كانت عام 1173م ولكن بعد أن وصل البناء إلى الطابق الثالث بدأ يميل والسبب أنهم اختاروا منطقة طينية رخوة تمر بين نهرين. فخشي القوم أن ينهار وتوقف البناء عام 1178
ودام التوقف حوالى القرن وشرعوا في البناء من جديد عام 1278م ولمعالجة مشكلة الميل بدأوا يطيلون العواميد الحجرية من الطابق الثالث. وزيادة في الاحتياط حاولوا أن يضيفوا في أعلاه أجراسا منوعة الأثقال في أماكن شتى.
وفي عام 1370م اكتمل بناؤه ولكنه كان يقف مثل الموزة بميل ستة درجات إلى الجنوب.
ومنذ ذلك الوقت قدح المهندسون شرارة التفكير في محاولة لتعديل هذا الانحراف بدون فائدة تذكر وكلما وضعوا أيديهم في محاولة إصلاحه تبين أن الرقع يزداد والانحراف لا يستقيم بل يزداد انحرافاً.
وفي عام 1590م قام غاليلو باستخدام البرج لإثبات نظريته في الجاذبية وتسارع سقوط الأشياء, ونقض نظرية أرسطو التي كانت تقول إن انحدار الأشياء متعلق بوزنها, فأثبت الرجل أمام ذهول الناس أن سقوط كيلو قطن وحديد ينزلان بنفس السرعة, وما يفرقهما هي عوامل الاحتكاك.
وفي عام 1838م قام المهندس الكسندر تيراداسكا بحفر القاعدة في محاولة لتقويمه فتدفق الماء ومال البرج 3 سنتيمترات ولكنه لم يتداعَ. ومضت 70 عاما هدراً.
وفي عام 1933م قام مهندس بثقب قاعدة البرج ب360 ثقباً وملأه ب80 طناً من الإسمنت عسى أن يرسو على قاعدة ثابتة فاهتز ومال جنوبا 9 سنتيمترات.
ثم بدأت الحرب العالمية الثانية وأعطيت الأوامر للمساعد ليون ويكستين الأمريكي بضرب البرج فيما لو اعتصم فيه الألمان ولكنه أشفق على التحفة الفنية فغادره وترك الجنود الألمان فيه ونجا بأعجوبة.
وأعاجيب الدنيا ترجع إلى قرار وتصرفات أفراد فهذه سخرية التاريخ. ومنذ عام 1990م بدأت الأفكار تنهمر على لجنة التقويم لمحاولة تقويم اعوجاجه. وهناك من اقترح زراعة الشجر.
وفي عام 1992م وضعت أجهزة إنذار واستشعار ليوم سقوطه حتى لا يقتل أحداً قريباً منه? كما يراقب يوميا بالتلسكوب ولو مال واحد من مائة من الملمتر. وفي النهاية وضعوا حزاماً فولاذياً حول الطابق الثاني. ووضعوا 600 طن من الرصاص في الشمال منه فتحسن 2,5 سم. ثم زادوه 230 طناً أخرى فأصبحت 830 طناً.
وفي عام 1998م رجعوا إلى فكرة الفيزيائي فيرناندو دتيراتشينا التي صممها عام 1962م باستخراج التربة من القاعدة الشمالية وهكذا ربطوا البرج بأسلاك فولاذية بسماكة 5 سم يزن كل 10 أمتار منها500 كلجم وحفروا على بعد 4 أمتار من البرج ب12 أنبوباً مايشفطون به التربة من ناحية الشمال حتى يستوي مع غطسه من ناحية الجنوب ويقولون إنه خلال 5 أشهر تحسن سنتيمتراً واحداً إلى الشمال.
ولكن لو استيقظ أحدنا ذات يوم وسمع بأنه خرّ هداً كما انفجر مكوك الفضاء الأمريكي كولومبيا في السماء, فيجب أن لا يُفاجأ. فهو ليس أعظم من سد ذي القرنين. فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقاً
انك تقراء مثل هذه المواضيع
ولو انها من جريده
لكن لا يمحي
اي جهد
من صاحب الموضوع
الذ لولاه بعد الله
ماقرأنا
الف شكر لك اخوي ميلانو