السلام عليكم
ايها الاحباب الكرام
كما وعدتكم بإيراد القصيدة الشعرية كاملة , بعد الأبيات التي وردت في الجزء الاول من حلقة بالي
قبل ان أبدأ اود أن أذكر لكم قصة حصلت لي و أنا في بالي , حيث اتصلت علي
حبيبتي و شريكة حياتي و رفيقة دربي أم الحسين , و بعد السلام سألتني : أين ديارك
يا أبا الحسين ؟ فأجبتها : أنا في بالي يا حبيبتي , فبادرتنيسريعا بجملة استفهامية
سريعة معبرة مستنكرة !!
أما بليت في عينك بالي ؟؟
طبعا فور سماعي لهذه العبارة دخلت في نوبة ضحك من جمال العبارة و قوتها
و عفويتها و مباشرتها و لم أجد أي إجابة مباشرة أرد بها عليها , بل حاولت
تلطيف الأجواء و السؤال عنهم و عن أخبارهم ! و عند العودة إلى المملكة كانت
قصة بالي في بالي , و خرجت إليكم قصيدة معبرة مجيبة ,
فإليكم القصيدة أهديها لكم كاملة بكل أبياتها و قصتها آملا أن تحوز على رضاكم
مع إهداء خاص إلى أخي الحبيب
الكوكب الطائر
جاء السؤال فمرحبا بسؤال ... من غادة ترجو جواب سؤال
ظلت على بعد الحبيب حزينة ... لم تستطع صبرا على الأحوال
و أتى الوصال يفور في أعطافه ... شوق , و من لا يحتفي بوصال ؟
في صوتها المبحوح بعض متاعب ... طاشت بكل حكايتي و مقالي
سألت عن المحبوب أين توقفت ... أحلامه , و عن الغرام لسالي
فتقول يا نبض الفؤاد و روحه ... في صوتك الآتي هوى آمالي
إني بصوتك يا ربيع سعادتي ... أحيا و يسري النبض في أوصالي
و بقربك الزاهي تظل جوارحي ... مزهوة رغما عن العذال
و بحضنك الدافي أظل سعيدة ... أغفو على جنبيك في استرسال
لكن ببعدك قد كسرت معازفي ... و تركتها ترثي الغداة لحالي
هل تخبر المحزون أين فؤاده ... و متى يعود بوجهه المتلالي ؟
ليرى قعيدة بيته في خوفها ... تشقى ببعد غيابه القتال
و متى سيترك من سبته بحسنها ... و يظل لي وحدي بعذب وصال ؟
فأجبتها في دهشة قد أوهنت ... صوتي و لم تحفل بصفو خيالي
إني هنا , و تفرقت كل الحروف ... و عاند المأسور بوح التالي
إني هنا في منتدى بالي الذي ... حطت به الفجر السعيد رحالي
فتقول حسنائي بنبرة ذاهل ... لما انتهى ركب الحبيب ببالي
و تقول في أسف نزلت مرابعا ... فتركت مربعنا ببعدك خالي
بليت بعينك هذه الحسناء أم ... أن الجمال يديمها في البال ؟
هل ما يزال بقلبك الغالي لها ... حب نسيت به الحبيب الغالي ؟
أأبا الحسين تركتنا من أجلها ... و نسيت أحبابا بغير سؤال ؟
هذا يتوق لضمة من والد ... و تبسما يفني لظى الأوجال
و أراك في بالي تطير مغردا ... متمتعا فيها بكل جمال
أتظن أن جمالها هو دائم ... و شبابها الفتان ليس ببالي ؟؟
إن كنت في داري ذكرت غرامها ... و أراك تنساني و انت ببالي ؟
و تظل تذكر حسنها في حضرتي ... فتطيل في مدح الربى و تغالي
و تقول من ثقة بأن حبيبها ... في نشوة المتنقل الرحال
أمسى أسيرا في الربى و كأنه ... راض بما يلقى من الأغلال
و مضت تعاتبني ببعض حديثها ... بتلطف في أعذب الأقوال
فطفقت معتذرا أخاطب قلبها ... و أريد أن أنجو بغير نزال
مهلا علي ترفقي بمعذب ... يشكو عذاب العشق و الترحال
قد بات مسحور الفؤاد بجنة ... حفت نضارتها ببعض خيال
قد أدمن التطواف في جنباتها ... و سرى خيالا في جميل ليالي
لكنه لم ينس قلب حبيبة ... ملكته في الدنيا بغير جدال
لم ينس غادته التي كانت له ... بدعائها بحرا من الأفضال
لم ينسها و هي الوصولة كلما ... تاقت له قامت إلى الجوال
تحبوه بالنصح المحبب تارة ... و تريه ما ينسى من الأفعال
و تظل ترجوه ليرحم قلبها ... و تزيده شوقا إلى الأنجال
لم ينسها و هو الذي يحيا بها ... و لها يعود بشوقه المنثال
مهما قسوت فإنني من ينتهي ... في بحر حبك غارقا بدلال
إني أحبك فاصفحي عن عاشق ... هو عاشق للعين و الأطلال
الطائر الجريح
أحمد المتوكل بن علي أحمد النعمي
جازان - حرجة ضمد
- 1431
واسلوب رائع
اتمنى لكما حياة سعيدة