المغرب المسافرون العرب

أكتشف العالم بين يديك المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة. artravelers.com ..
طنجاوي بورو
01-11-2022 - 04:10 am
تكمن أهمية هذا المقال في محاولة الوقوف عند محطة تاريخية هامة من تاريخ المغرب، وطنجة تحديدا حيث شهدت المدينة تقديم عروض مسرحية إنجليزية وإسبانية أيام خضوعها للاحتلال الإنجليزي خلال النصف الثاني من القرن السابع عشر (1661-1684) وقبل الحديث عن هذا الحضور المسرحي للإنجليز والإسبان بالمدينة، ينبغي تحديد الإطار التاريخي العام الذي أصبحت فيه طنجة تابعة للتاج الإنجليزي. خلال منتصف القرن 17، بات الاحتلال البرتغالي لطنجة يعاني من جملة من المشاكل المتصاعدة، فداخليا كانت المدينة مهددة بكثير من الهجمات المغربية قادتها أطراف تعددت بتعدد الصراعات الطائفية التي كان يعيشها المغرب قبيل وصول العلويين إلى الحكم، وعلى المستوى الخارجي، كانت إسبانيا أول قوة تهدد الوجود البرتغالي بطنجة، نظرا لقربها من المدينة، إضافة إلى حسابات سياسية كثيرة ظلت كالقرابين البرتغاليين والإسبان هكذا إذن، دعا هذا الوضع جون إلى التنازل.. عن طنجة لشال الثاني كجزء من دوطة الأميرة كاثرين أوف براكنزا التي اتفق شارل على الزواج منها في ماي 1661،1 وبالفعل تم توقيع اتفاقية الزواج الإنجليزية-البرتغالية عام 1661 التي سلم البرتغاليون بمقتضاها المدينة للإنجليز،2 وفي الاستقصا يشير المؤرخ الناصري إلى احتلال الإنجليز لطنجة قائلا: حاز طاغية الإنجليز طنجة من يد البرتغال، لضعفهم عن مقاومة المسلمين يومئذ بسبب أن المسلمين غزوهم فقتلوا منهم خمسمائة مقاتل، ثم أربعمائة أخرى،3 فهذه الغارات المغربية بالإضافة إلى الهجمات الإسبانية، صارت تستنزف القوات العسكرية البرتغالية، الأمر الذي دفع كلا من البرتغال وإنجلترا إلى إبرام ُاتفاقية الزواجُ باعتبارها حلا مناسبا لمشكل طنجة هكذا، ظلت المدينة في حوزة الإنجليز إلى أن أجبرهم السلطان اسماعيل عن الجلاء عنها عام 1684. في عام 1670 تم اختتام احتفالات رأس السنة الميلادية الجديدة يوم 26 ديسمبر بعرض مسرحية إنجليزية ويلاحظ جون ليوك،4 الذي كان يشغل منصب كاتب عام لحكومة طنجة تحت قيادة اللورد ميدلتن lord middleton أن الممثلين الإنجليز أدوا أدوارهم الدرامية على أحسن وجه، وأنهم نجحوا في إثارة الضحك داخل قاعة مفعمة تماما بالجمهور، وكانت هذه القاعة عبارة عن منزل كبير كان يعرف باسم الوايت هال the white hall، أو دار المتعة house of pleasute وكانت المسرحية، الشيء بدأت حوالي الساعة السادسة إلى غاية الثامنة مساءا عبارة عن عرض كوميدي الهدف منه قضاء الوقت بشكل ترفيهي خلال فترات الشتاء القاسية، من جهة أخرى خلق أجواء ممتعة للتخفيف من وثيرة الأوضاع المزرية والعصيبة التي كانت تطال رجال حامية الإنجليز العسكرية بطنجة وقد تم استعمال اللسان أو الرصيف البحري mole بالميناء، أو إحدى المستودعات الكبيرة القائمة على متنه كقاعة للعروض المسرحية. كما قام الإنجليز أيام الحاكم إنشكوين inchiquin باستخدام مستودع قريب من قلعة يورك5 york caslte كقاعة عروض مسرحية وقد تمكن الإنجليز من إقامة خشبة ركمية stage على مجموعة من الصناديق والعلب الضخمة المحشوة بالأسلحة والبارود، وكان الجنود الإنجليز هم من أشرف على هذه العملية التي تثمل أولى العتبات السينوغرافية في كل عرض مسرحي، بل ووصلوا إلى حد تكوين فرقة مسرحية قادرة على إنجاز وتشخيص عروض درامية، خصوصا الكوميدية كلما سمحت لهم الفرصة بذلك، وهذا ما كان يتم بارتياح كبير خلال فترات الهدنة الموقعة مع المغاربة. وتجدر الإشارة إلى أن اهتمام الإنجليز بالمسرح في هذه الفترة يندرج أساسا في سياق التأثيرات المسرحية العميقة التي خلفها رواد الدراما الإليزابيتية، وفي مقدمتهم وليم شيكسبير W.shakespeare ويسجل جون ليوك عروضا قدمت بطنجة خلال فترات تاريخية متباينة فيما بين عام 1670 وعام 1673 نذكر منها:
1- الإمبراطور الهندي the indian emperor، 2- الأخ الكبير the oldbrother، 3- the easl of essex. ويلاحظ ليوك أن كثيرا من رجال حامية طنجة العسكرية تمكنوا من تقديم عروض دارمية في مستوى جيد ولائق بالدراما الإنجليزية السائدة في هذه المرحلة، ويذكر ليوك إنه في شتاء 2/1671، استقبل إنجليز طنجة سفينة إسبانية كانت تقل فرقة متجولة من الممثلين الإسبان، والواقع أن هذه الزيارة الفنية تندرج في إطار الاحتفال بانتصار حققته قوات إنجليزية-إسبانية متحالفة، بعدما تمكنت من القضاء على أسطول بهادي من الجزائر، حيث تمكنت القوات المتحالفة من أسر سفينة جزائرية بكاملها. كما يقف جون ليوك في مذكرته عند سلسلة من الأحداث التي جرت ما بين 1670 و1672، عندما كان يشغل منصب الكاتب العام تحت حكم ميدلتن، ويرى أنه في شهر دسمبر من عام 1670، احتفل حاكم المدينة ميدلتن بحفل زفافه، بحيث أقام حفل عشاء فاخر دعا إليه كلا من هيوشولملي sir hugh chalmely -وهو المهندس المشرف على أشغال ميناء طنجة آنذاك- صحبة زوجته، وكبار قياديي الجيش الإنجليزي وزوجاتهم، وباقي أصحاب الوجاهة الراقية من معمري المدينة، وقد أشرف على تنشيط هذا الحفل جماعة من الموسيقيين الإنجليز والإسبان، وكذا ثلة من المسرحيين الإسبان الذين قدموا خصوصا لهذا الغرض، وقدموا عروضا كوميدية نالت إعجاب الحضور، رغم استعمالها اللغة القشتالية حسب تعبير ليوك. وينبغي التنبيه إلى مسألة هامة وهي أن العروض المسرحية التي قدمها الإنجليز والإسبان أيام الاحتلال الإنجليزي لطنجة كانت موضوع فرجة لبعض الشخصيات المغربية الذين كانوا على صلة متواصلة بالإنجليز، إما لأسباب سياسية أو اقتصادية، وفي مقدمة هؤلاء المغاربة نجد عائلات جلها من أصل أندلسي كعائلة الشاط ولوقش وراغون.. وشخصيات أخرى لم تذكر سوى أسماؤها الشخصية، ولا يستبعد أن يكون المقدم الخضر غيلان من بين المغاربة الذين أتيحت لهم فرصة مشاهدة المسرح الأوروبي في هذه الفترة، خصوصا إذا علمنا بالمدة العصيبة التي قضاها غيلان تحت حماية القائد الإنجليزي نوروود C.Norwood عندما كان يواجه خطر السلطان الرشيد العلوي القادم من جهتي فاس وتافيلالت، في وقت كان أهالي أصيلة قد طردوةه من مدينتهم بدعوى الخيانة والتسلط،1 هذا بالإضافة إلى ذكر مجموعة من اليهود المغاربة الذين كانوا مقيميون بطنجة، والذين كانت لكثير منهم مكانة اقتصادية واجتماعية بارزة.


التعليقات (2)
سور الصين
سور الصين
اشكرك اخي طنجاوي على هذه المعلومات القيمه عن طنجه واشكر لك حرص على اهتماك بالمغرب عامه وبطنجه خاصه

طنجاوي بورو
طنجاوي بورو
الحبيب / سور الصين
تحية لك
وبارك الله فيك


خصم يصل إلى 25%