- بمرور(2200)عام لانشائها ولكونها واحدة من أفضل عواصم العالم
- عابد قاري محمد جان:
- نبذة تاريخية عن طاشقند:
- علماء طاشقند:
- طاشقند الحديثة:
- معالم طاشقند:
- الانسجام في الماضي والحاضر:
العاصمة الأوزبكية طاشقند تستعد للذكرى السنوية
بمرور(2200)عام لانشائها ولكونها واحدة من أفضل عواصم العالم
عابد قاري محمد جان:
تجرى حاليا في العاصمة الأوزبكية طاشقند الأعمال التحضيرية لتنظيم مؤتمرا دوليا في شهر سبتمبرالقادم 2009م للاحتفال بالذكرى السنوية بمرور(2200) سنة لتأسيسها ولكونها واحدة من أفضل عواصم العالم بثقافتها الفريدة النادرة .
و يعد قرار رئيس الجمهورية " اسلام كريموف " الصادر في شهر ابريل 2008م بشأن الاعداد للاحتفال بهذه المناسبة - عاملا هاما في دراسة تاريخ المدينة والاهتمام باعادة بناء وترميم الآثار التاريخية فيها, وانشاء المشاريع الحديثة وتطوير البنية التحتية الاجتماعية للمدينة.
وكذلك يعتبرالقرارالصادرعن الدورة ال34 للمؤتمرالعام لليونسكو في شهر نوفمبر 2007م حول الاحتفال بالذكرى السنوية بمرور (2200) عام لتأسيس مدينة طاشقند ومشاركتها في هذا الاحتفال - دليلا واضحا يشهد على الاعتراف الدولي لهذه المدينة وما تحتويه من معالم تاريخية وحضارية وثقافية.
وكما يأتي قرارمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة " الأيسيسكو" باعلان طاشقند عاصمة للثقافة الاسلامية في عام2007 م - تقديرا لأهميتها التاريخية والاسلامية وبما قدمته على مر العصور بفضل علمائها ومثقفيها الذين اسهموا في تطوير الحضارة الاسلامية والعالمية.
نبذة تاريخية عن طاشقند:
طاشقند احدى أقدم المدن في آسيا الوسطى , وهي مدينة جميلة وعريقة تحمل عبق الماضي التليد من خلال معالمها التاريخية ومتاحفها التي أقيمت فيها. وعلى مدى 2200 سنة قطعت طريقا طويلا للتطور والتمدن من القلعة القديمة والأسوار المحاطة بالمدينة الى واحدة من أكبر المدن والعواصم العالمية التي أسهمت اسهاما كبيرا في تطوير الحضارة الانسانية العالمية عبر آلاف السنين.
وتستمد أهميتها من كونها مركزا على طريق التجارة الى الصين قوافل الحرير المشهور. وهي بمثابة حلقة وصل بين الشرق والغرب. وامتزجت فيها الحضارات الصينية والفارسية والعربية والأوروبية. وتعد احدى مراكز الحضارات العالمية العريقة .
ودلالة على مسارها التاريخي الطويل استيطان المزارعون القدامى في واحة طاشقند. وحسب ما تشير اليها الحفريات الأثرية ودراسات علماء الآثار ظهورالمستوطنات الزراعية والمدن القديمة التي نشأت على أراضيها في الألفية الأولى قبل الميلاد , ووجود عديد من الآثار التاريخية والمعمارية والكميات الهائلة من المخطوطات القديمة المحفوظة لديها في خزائن مكتباتها التي تثبت جذورها العميق في التاريخ.
و قد قام علماء الآثار بتسجيل (240 ) معلم تاريخي فيها حتى الآن. و لذا سجلت اليونسكو مدينة طاشقند في قائمة التراث العالمي.
- و يشهد على العراقة التاريخية لها ظهورمستوطنة " شاشتيبا " منذ ما يقارب (2500) عام قرب القناة النهرية " جون " بطاشقند الحالية.
- وكذلك الأطلال التاريخية لمدينة " مينغ أوريك " الواقعة على القناة النهرية " سالار" والتي شيدت الحصون للمدينة في الفترة مابين نهاية القرن الاول قبل الميلاد ومطلع القرن الأول للميلاد.
- كما ورد في الكتابات اليونانية والرومانية أن قبائل وشعوب ماوراء ياكسارات الساكيين بحوض البحر الأبيض المتوسط والذين وصفوا ب " الطوريين العظام " سكنوا واحة طاشقند منذ القدم.
- وعلى بعد (70) كلم عن مدينة طاشقند الحالية قامت دولة كانغوي وعاصمتها كانكا- ما بين القرنين الثاني والثالث الميلادي - وورد ذكرها في الكتابات الصينية تحت اسم " يوني" و " شي".
- وفي القرن الثالث للميلاد أصبحت طاشقند عاصمة لدولة " تشاتشاناب " أي بلد الشاش.
- و لقد شملت طاشقند الثقافة الصغدية ( بخارى و سمرقند ) والتي تعتبر من أعظم الانجازات الثقافية التي ظهرت في آسيا الوسطى قبل قدوم العرب اليها.
- ومنذ القرن 9- 11 م شهدت نهضة عربية اسلامية واسعة في مناطق آسيا الوسطى. وساعدت التقاليد الاسلامية مع التراث الثقافي الغني لشعوب تلك المنطقة على تكوين ثقافة اسلامية متميزة انعكست آثارها في الحياة الاجتماعية والثقافية وتركت بصماتها على تطور العلوم والتعليم وفنون العمارة الاسلامية. وكان لطاشقند/ الشاش دورا خاصا في هذا الشأن.
- وفي مطلع القرن (14) م في عهد الأمير تيمور والتيموريين كان عهد ازدهار للثقافة والعمارة الاسلامية بكافة أشكالها ومظاهرها شملت مناطق آسيا الوسطى بما فيها الشاش/ طاشقند.
- وقي العصر الحديث (19-20) م أدت السياسة الاقتصادية والثقافية للروس والسلطة الشيوعية التي انتهجتها في تلك البلاد الى تدهورالاقتصاد وتدني ثقافة الشعب.
- وفي 26 أبريل1966م تعرضت طاشقند لأسوأ زلزال أدى الى تدمير العديد من المباني و المعالم الاسلامية فيها.
- وفي31 أغسطس1991م نالت أوزبكستان وعاصمتها طاشقند استقلالها من الاتحاد السوفيتي . وأصبحت دولة ذات سيادة ومكانة تليق بها في الأسرة الدولية. ويعتبر هذا التاريخ بداية المرحلة الحقيقية الحديثة للبلاد.
تسمية طاشقند:عرفت اسم المدينة قديما باسم " شاش" بالعربية أو" تشاتش/ جاج" بالفارسية. وللمرة الأولى جاء ذكر تشاتش كاسم جغرافي في كتابات الملك الساساني الايراني شابور الأول عام 263م.
و جاء ذكر" شاش" في المصادر العربية ما بين القرنين التاسع والعاشر تحت اسم آخر هو " بنكث " أو"بينكينت ".
وفي نهاية القرن العاشر الميلادي وللمرة الأولى وردت التسمية التركية " طاشقند " في كتاب المؤرخ أبو ريحان البيروني وحلت محل الأسماء الأخرى.
وقد ورد انه انعكست الترجمة الصينية للتسمية " شاش" مثل " جي- شي " و" شي" أي بمعنى " حجر" في التسمية التركية لمدينة " طاشقند" أو " طاشكنت " كما يطلق عليها الأوزبك ومعناها " المدينة الحجرية ". وطاشقند هي مركبة من كلمتين " طاش" ومعناه حجر و" قند " أي عسل قصب السكر أو سكر النبات. والأصح أن تنطق الكلمة الثانية " كينت " أي المدينة ويصبح المعنى المدينة الحجرية.
والتسمية ليس لها معنى مباشر لأن المدينة لم تكن حجرية , وربما تكون صفة لسكانها لما يبدوه من شجاعة وصمود ووقوفهم كصخرة منيعة في حروبهم مع الأعداء.
وهناك احتمال للتسمية " طاشقند " اشارة الى ثرآء جبالها بالاحجار الكريمة مثل الفيروز.
وقد وصفها الشاعر أبو الربيع البلخي بقوله :-
الشاش بالصيف جنة ومن أذى الحر جنة
لكنني يعتريني بها من البرد جنة
وكما وصفها الشاعر عبدالعزيز جنكيز خان في هذه الأبيات:-
طاشقند التي حوت الجمالا تحاكي الجنة المأوى الزلالا
وقد عرفت ب " شاش" يوم كانت يشيد لعلمها الناس الرحالا
و قد ذكر ياقوت الحموي في معجم البلدان – الشاش/ طشقند بقوله :-
" الشاش خرج منها العلماء ونسب اليها خلق من الرواة والفصحاء ".
وقد أطلق عليها المؤرخون لقب " بوابة الشرق " وكذلك أطلق عليها " بلد الألف مدينة ". وكما يسميها المعاصرون ب " نجمة الشرق " .
علماء طاشقند:
لقد أهدت ( طاشقند / الشاش) العالم الاسلامي كوكبة من العلماء خلدت أسماؤهم في التاريخ الاسلامي نذكر منهم :-
- الامام ابوبكرمحمد بن علي بن اسماعيل القفال الشاشي: ويضاف الى اسمه "الكبير" احتراما وتقديرا, وكان يلقبونه ب"حضرة الامام" وبلغة الأوزبك " حست امام ". ولد في الشاش/ طشقند عام291ه/904م ووفاته عام366ه/976م. كان امام عصره وعالما في العلوم الاسلامية كالفقه والحديث والتفسير, تفقه على المذهب الشافعي ونشره في موطنه . من مؤلفاته : " دلائل النبوة " , " محاسن الشريعة " , " جوامع الكلم" , " أدب القاضي" , " شرح الرسالة " و" الفتاوي".
- الامام أبو سعيدالحافظ الهيثم بن كليب الشاشي: ولد في بنكاس قرب الشاش وتوفي عام335ه/946م. من أشهر العلماء في رواية الأحاديث الشريفة, ولقب ب " الامام الشاشي" ومن مؤلفاته : " المسند" و" المسند الكبير" في الحديث.
معلومات عن طاشقند:تقع طاشقند في الشمال الشرقي من أوزبكستان,غرب اقليم فرغانة. في وسط اقليم زراعي على ضفة نهر سرداريا " سيحون " النهر الذي ينبع من الجنة. وهي قريبة من حدود كازاخستان.
وعدد سكانها أكثر من ( 2,5) مليون نسمة. ومساحتها (335.6 ) كلم2.
ويتكلم أهلها اللغة الأوزبكية وتعرف بالسعودية " البخارية " وهي اللغة التركية القديمة ودخلت فيها كلمات من اللغة العربية لتأثرها العميق بالاسلام. وكانت تكتب بالأحرف العربية.
و طاشقند احدى الولايات أو المحافظات ( 12) التي تتكون منها أوزبكستان. وتوجد بها (17) قرية منها : آنغرين , آخنغران , بيك أباد , ألماق , تشيرتشيق , ينغي أباد و ينغي يول.
طاشقند الحديثة:
خلال (18)عاما من عهد الاستقلال شهدت العاصمة الأوزبكية تغييرات سياسية واقتصادية جذرية تحت رعاية رئيس الحكومة اسلام كريموف , وتحققت فيها انجازات رائعة تعادل انجازات قرون كاملة من حيث أهميتها لم يتحقق مثلها في المراحل الماضية , حيث أنشئت فيها العديد من المشاريع التنموية والثقافية والتعليمية والطبية والمؤسسات الصناعية. و تم صيانة واعادة بناء المعالم التاريخية والأثرية فيها. وافتتحت الفنادق العالمية والمصارف وتم توسعة الشوارع والطرق , حتى تطورت العاصمة الأوزبكية وتغير مظهرها وازداد وجهها جمالا عن كل يوم .
وتوجد فيها (300) مؤسسة صناعية و(1400) مؤسسة ذو شراكة مع شركات أجنبية مكونة من (80) دولة.
وفي عام 2007م تم تشغيل (28) مصنعا حديثا , و زادت القدرات الانتاجية للمنشآت الصناعية كما زادت الاستثمارات والشركات الأجنبية التي تعمل فيها. و توجد (160) منظمة تعمل في مجال السياحة.
و في خلال السنوات الأخيرة تم جذب الاستثمارات بحوالي (1,3) مليار دولارأمريكي في القطاع الخاص. وفي العام الماضي تم تصدير المنتجات بمقدار(2,6) مليار دولارأمريكي.
وتكمن صناعاتها الرئيسية في الطاقة وصناعة الطائرات وكذلك في معالجة المعادن وصناعة الماكينات ومكائن قاطفات القطن والجرارات ومشاغل الخياطة وصناعة الأسلاك النحاسية والألكترونيات وصناعة النسيج والأحذية والمنتجات البلاستيكية والمصنوعات المنقوشة و الخزفية وصناعة المواد الغذائية والمشروبات.
و توجد أكاديمية العلوم بطاشقند وتضم (40) دائرة للأبحاث العلمية. وكما توجد فيها (32) مؤسسة تعليمية عليا و(30) أكاديمية و(51) معهد مهني و(300) مدرسة. وبعد الاستقلال فتحت في العاصمة (15) مؤسسة تعليمية عليا مرموقة جديدة مثل جامعة الاقتصاد العالمي والدبلوماسية و جامعة تكنولوجيا المعلومات وجامعة طاشقند الإسلامية وغيرها. وكما يوجد في العاصمة عديد من فروع الجامعات الأجنبية مثل جامعة وستمنستر الدولية وجامعة موسكو الحكومية باسم م. لومونوسوف ومعهد سنغافورة للتنمية الإدارية وغيرها. ويتلقى العلم فيها عدد كبيرمن الطلبة ينتمون لأكثر من (40) دولة.
وكما توجد فيها (30) مدرسة موسيقية و( 13) مسرحا و( 12) متحفا و(25) مرفق رياضي.
وتصدر دورالنشر (19) صحيفة على مستوى الجمهورية و ( 2)على مستوى المحافظات و( 2) على مستوى المدن و(44) صحيفة تصدر بأعداد كبيرة و( 62 ) مجلة.
و في العاصمة توجد مطاران ومحطتان سكة حديد وخطوط لمترو الأنفاق وخطوط للنقل كالباصات و ترولي باص والترام والسيارات.
ويجرى في العاصمة سنويا الاحتفال الرسمي بعيد استقلال الوطن في شهر سبتمبر.
معالم طاشقند:
- مجموعة " حضرة الامام" أو" حست امام " حسب ما يطلق عليها الأوزبك وتعتبر من أهم المعالم الاسلامية الأثرية والتي أعيدت بناؤها وترميمها عام2007م على الطرازالمعماري الاسلامي. وتتكون من : " مسجد حضرة الامام " و " ضريح الامام القفال
الشاشي" الذي لقب بحضرة الامام , وكذلك "مدرسة براق خان" وكانت تعرف باسم كوك قمباز" أي القبة الخضراء , و" مسجد نمازكاغ" الذي أعيد اعماره وأقيم فيه معهد الامام البخاري. وكما تضم المجموعة " مدرسة موي مبارك" وتحتفظ في مكتبتها مصحف الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه المخطوط عام 634-644م , و "مسجد تلا شيخ" , وكذلك ضمن المجمع "مبنى الادارة الدينية لمسلمي أوزبكستان". وتحتوي مكتبتهاعلى (20,000) كتاب و(3000) منها من المخطوطات القديمة النادرة .
- ومن المعالم الحديثة " ميدان الاستقلال" وهو الميدان الرئيسي للمدينة وزين ساحتها بالنوافيرالمائية , ويعد من أجمل وأحب الأماكن للأوزبك. وأنشئ فيه النصب التذكاري للاستقلال والانسانية.
- متحف" الأمير تيمور" عن تاريخ دولة التيموريين وتراثهم . ويمزج في تصميمه الأسلوب القومي والأسلوب العصري لفن الهندسة المعمارية.
- " معهد الاستشراق" الذي يحمل اسم أبو ريحان البيروني التابع لأكاديمية العلوم وفيه مكتبة تعد من أثرى خزائن المخطوطات في العالم وهي مدرجة في قائمة اليونسكو للأشياء النادرة. ويحتفظ فيها (25,000) مخطوطة و(67,000) من الكتب القديمة.
- " متحف تاريخ شعوب أوزبكستان " أحد أقدم المتاحف في آسيا الوسطى.
- " المتحف الحكومي للآداب" في خزانة المتحف (17000) من المخطوطات والكتب و(50,000) من المواد الوثائقية المتعلقة بشعراء وكتاب الأوزبك.
- " مدرسة كوكالداش " وتعد من أهم الآثار المعمارية الاسلامية.
- " الحديقة الوطنية " و تحمل اسم"علي شيرنوائي" وتقام فيها الاحتفالات الرئيسية للبلاد .
- " مترو طاشقند " احدى المنشآت الجميلة النادرة والمترو الأنفاق الوحيد في آسيا الوسطى .
- " برج التلفزيون" ويصل ارتفاعه الى375م . ومن خلاله يمكنك مشاهدة المدينة.
الانسجام في الماضي والحاضر:
ما شهدته العاصمة الأوزبكية من انجازات في مدة تاريخية قصيرة لهو دليل ساطع على الأهتمام والتطويرالذي تسعى اليها الحكومة الأوزبكية منذ الاستقلال حتى اليوم . وأخذت تخطو خطوات سريعة لاستعادة مجدها وجذورها التاريخي . ولم تألوا جهدا باقامة المشاريع التنموية الحديثة والمنشآت الثقافية والتعليمية و الصناعية و صيانة الآثار والمعالم التاريخية واعادة بنائها , والاهتمام بالتطوير في جميع المجالات العلمية والثقافية والصحية والصناعية والاستفادة من خبرات الآخرين خصوصا من الدول المتقدمة , اضافة الى الاهتمام باحياء التقاليد القومية الأصيلة للشعب الأوزبكي ودراسة التراث الاسلامي لتحقيق الهويه الاسلامية والوطنية والحفاظ عليها , واحياء ميراث أجدادهم المبدعين الذين كتبت
أسماؤهم بحروف ذهبية في صفحات التاريخ وفي صفحات الحضارة العالمية.
وبذلك فتحت من جديد صفحات مهمة من تاريخها الذي يشهد بأنه تحقق في بلادها تبادل الثقافات العالمية خلال العديد من القرون.
وأن عاصمتها طاشقند مدينة عريقة وغنية بالتراث بشهادة التاريخ. والتي أصبحت مركزاعلميا وثقافيا وصناعيا هاما , ورمزا للسلام والصداقة بين الشعوب منذ القدم. ولذا جدير بأن تلقب عاصمتها
ب " سفيرة السلام " اذ تتوافق هذه التسمية مع جوهر المدينة. وانسجاما لهذا الحدث تستعد العاصمة الأوزبكية طاشقند للاحتفال بالذكرى السنوية بمرور(2200) عام لانشائها.
واننا متفائلون بأن تعود الحضارة الاسلامية للازدهار مرة أخرى في تلك الديار.
###
قوانين الكتابة في المنتدى تنص على منع ادراج الإيميل الشخصي في المشاركات.. نأمل التنبه لذلك مستقبلاً..
الإدارة..
العاصمة الأوزبكية طاشقند تستعد للذكرى السنوية
بمرور(2200)عام لانشائها ولكونها واحدة من أفضل عواصم العالم
عابد قاري محمد جان:
تجرى حاليا في العاصمة الأوزبكية طاشقند الأعمال التحضيرية لتنظيم مؤتمرا دوليا في شهر سبتمبرالقادم 2009م للاحتفال بالذكرى السنوية بمرور(2200) سنة لتأسيسها ولكونها واحدة من أفضل عواصم العالم بثقافتها الفريدة النادرة .و يعد قرار رئيس الجمهورية " اسلام كريموف " الصادر في شهر ابريل 2008م بشأن الاعداد للاحتفال بهذه المناسبة - عاملا هاما في دراسة تاريخ المدينة والاهتمام باعادة بناء وترميم الآثار التاريخية فيها, وانشاء المشاريع الحديثة وتطوير البنية التحتية الاجتماعية للمدينة.
وكذلك يعتبرالقرارالصادرعن الدورة ال34 للمؤتمرالعام لليونسكو في شهر نوفمبر 2007م حول الاحتفال بالذكرى السنوية بمرور (2200) عام لتأسيس مدينة طاشقند ومشاركتها في هذا الاحتفال - دليلا واضحا يشهد على الاعتراف الدولي لهذه المدينة وما تحتويه من معالم تاريخية وحضارية وثقافية.
وكما يأتي قرارمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة " الأيسيسكو" باعلان طاشقند عاصمة للثقافة الاسلامية في عام2007 م - تقديرا لأهميتها التاريخية والاسلامية وبما قدمته على مر العصور بفضل علمائها ومثقفيها الذين اسهموا في تطوير الحضارة الاسلامية والعالمية.
نبذة تاريخية عن طاشقند:
طاشقند احدى أقدم المدن في آسيا الوسطى , وهي مدينة جميلة وعريقة تحمل عبق الماضي التليد من خلال معالمها التاريخية ومتاحفها التي أقيمت فيها. وعلى مدى 2200 سنة قطعت طريقا طويلا للتطور والتمدن من القلعة القديمة والأسوار المحاطة بالمدينة الى واحدة من أكبر المدن والعواصم العالمية التي أسهمت اسهاما كبيرا في تطوير الحضارة الانسانية العالمية عبر آلاف السنين.وتستمد أهميتها من كونها مركزا على طريق التجارة الى الصين قوافل الحرير المشهور. وهي بمثابة حلقة وصل بين الشرق والغرب. وامتزجت فيها الحضارات الصينية والفارسية والعربية والأوروبية. وتعد احدى مراكز الحضارات العالمية العريقة .
ودلالة على مسارها التاريخي الطويل استيطان المزارعون القدامى في واحة طاشقند. وحسب ما تشير اليها الحفريات الأثرية ودراسات علماء الآثار ظهورالمستوطنات الزراعية والمدن القديمة التي نشأت على أراضيها في الألفية الأولى قبل الميلاد , ووجود عديد من الآثار التاريخية والمعمارية والكميات الهائلة من المخطوطات القديمة المحفوظة لديها في خزائن مكتباتها التي تثبت جذورها العميق في التاريخ.
و قد قام علماء الآثار بتسجيل (240 ) معلم تاريخي فيها حتى الآن. و لذا سجلت اليونسكو مدينة طاشقند في قائمة التراث العالمي.
تسمية طاشقند:
عرفت اسم المدينة قديما باسم " شاش" بالعربية أو" تشاتش/ جاج" بالفارسية. وللمرة الأولى جاء ذكر تشاتش كاسم جغرافي في كتابات الملك الساساني الايراني شابور الأول عام 263م.
و جاء ذكر" شاش" في المصادر العربية ما بين القرنين التاسع والعاشر تحت اسم آخر هو " بنكث " أو"بينكينت ".
وفي نهاية القرن العاشر الميلادي وللمرة الأولى وردت التسمية التركية " طاشقند " في كتاب المؤرخ أبو ريحان البيروني وحلت محل الأسماء الأخرى.
وقد ورد انه انعكست الترجمة الصينية للتسمية " شاش" مثل " جي- شي " و" شي" أي بمعنى " حجر" في التسمية التركية لمدينة " طاشقند" أو " طاشكنت " كما يطلق عليها الأوزبك ومعناها " المدينة الحجرية ". وطاشقند هي مركبة من كلمتين " طاش" ومعناه حجر و" قند " أي عسل قصب السكر أو سكر النبات. والأصح أن تنطق الكلمة الثانية " كينت " أي المدينة ويصبح المعنى المدينة الحجرية.
والتسمية ليس لها معنى مباشر لأن المدينة لم تكن حجرية , وربما تكون صفة لسكانها لما يبدوه من شجاعة وصمود ووقوفهم كصخرة منيعة في حروبهم مع الأعداء.
وهناك احتمال للتسمية " طاشقند " اشارة الى ثرآء جبالها بالاحجار الكريمة مثل الفيروز.
وقد وصفها الشاعر أبو الربيع البلخي بقوله :-
الشاش بالصيف جنة ومن أذى الحر جنة
لكنني يعتريني بها من البرد جنة
وكما وصفها الشاعر عبدالعزيز جنكيز خان في هذه الأبيات:-
طاشقند التي حوت الجمالا تحاكي الجنة المأوى الزلالا
وقد عرفت ب " شاش" يوم كانت يشيد لعلمها الناس الرحالا
و قد ذكر ياقوت الحموي في معجم البلدان – الشاش/ طشقند بقوله :-
" الشاش خرج منها العلماء ونسب اليها خلق من الرواة والفصحاء ".
وقد أطلق عليها المؤرخون لقب " بوابة الشرق " وكذلك أطلق عليها " بلد الألف مدينة ". وكما يسميها المعاصرون ب " نجمة الشرق " .
علماء طاشقند:
لقد أهدت ( طاشقند / الشاش) العالم الاسلامي كوكبة من العلماء خلدت أسماؤهم في التاريخ الاسلامي نذكر منهم :-معلومات عن طاشقند:
تقع طاشقند في الشمال الشرقي من أوزبكستان,غرب اقليم فرغانة. في وسط اقليم زراعي على ضفة نهر سرداريا " سيحون " النهر الذي ينبع من الجنة. وهي قريبة من حدود كازاخستان.
وعدد سكانها أكثر من ( 2,5) مليون نسمة. ومساحتها (250) كلم2.
ويتكلم أهلها اللغة الأوزبكية وتعرف بالسعودية " البخارية " وهي اللغة التركية القديمة ودخلت فيها كلمات من اللغة العربية لتأثرها العميق بالاسلام. وكانت تكتب بالأحرف العربية.
و طاشقند احدى الولايات أو المحافظات ( 12) التي تتكون منها أوزبكستان. وتوجد بها (17) قرية منها : آنغرين , آخنغران , بيك أباد , ألماق , تشيرتشيق , ينغي أباد و ينغي يول.
طاشقند الحديثة:
خلال (18)عاما من عهد الاستقلال شهدت العاصمة الأوزبكية تغييرات سياسية واقتصادية جذرية تحت رعاية رئيس الحكومة اسلام كريموف , وتحققت فيها انجازات رائعة تعادل انجازات قرون كاملة من حيث أهميتها لم يتحقق مثلها في المراحل الماضية , حيث أنشئت فيها العديد من المشاريع التنموية والثقافية والتعليمية والطبية والمؤسسات الصناعية. و تم صيانة واعادة بناء المعالم التاريخية والأثرية فيها. وافتتحت الفنادق العالمية والمصارف وتم توسعة الشوارع والطرق , حتى تطورت العاصمة الأوزبكية وتغير مظهرها وازداد وجهها جمالا عن كل يوم .وتوجد فيها (300) مؤسسة صناعية و(1400) مؤسسة ذو شراكة مع شركات أجنبية مكونة من (80) دولة.
وفي عام 2007م تم تشغيل (28) مصنعا حديثا , و زادت القدرات الانتاجية للمنشآت الصناعية كما زادت الاستثمارات والشركات الأجنبية التي تعمل فيها. و توجد (160) منظمة تعمل في مجال السياحة.
و في خلال السنوات الأخيرة تم جذب الاستثمارات بحوالي (1,3) مليار دولارأمريكي في القطاع الخاص. وفي العام الماضي تم تصدير المنتجات بمقدار(2,6) مليار دولارأمريكي.
وتكمن صناعاتها الرئيسية في الطاقة وصناعة الطائرات وكذلك في معالجة المعادن وصناعة الماكينات ومكائن قاطفات القطن والجرارات ومشاغل الخياطة وصناعة الأسلاك النحاسية والألكترونيات وصناعة النسيج والأحذية والمنتجات البلاستيكية والمصنوعات المنقوشة و الخزفية وصناعة المواد الغذائية والمشروبات.
و توجد أكاديمية العلوم بطاشقند وتضم (40) دائرة للأبحاث العلمية. وكما توجد فيها (32) مؤسسة تعليمية عليا و(30) أكاديمية و(51) معهد مهني و(300) مدرسة. وبعد الاستقلال فتحت في العاصمة (15) مؤسسة تعليمية عليا مرموقة جديدة مثل جامعة الاقتصاد العالمي والدبلوماسية و جامعة تكنولوجيا المعلومات وجامعة طاشقند الإسلامية وغيرها. وكما يوجد في العاصمة عديد من فروع الجامعات الأجنبية مثل جامعة وستمنستر الدولية وجامعة موسكو الحكومية باسم م. لومونوسوف ومعهد سنغافورة للتنمية الإدارية وغيرها. ويتلقى العلم فيها عدد كبيرمن الطلبة ينتمون لأكثر من (40) دولة.
وكما توجد فيها (30) مدرسة موسيقية و( 13) مسرحا و( 12) متحفا و(25) مرفق رياضي.
وتصدر دورالنشر (19) صحيفة على مستوى الجمهورية و ( 2)على مستوى المحافظات و( 2) على مستوى المدن و(44) صحيفة تصدر بأعداد كبيرة و( 62 ) مجلة.
و في العاصمة توجد مطاران ومحطتان سكة حديد وخطوط لمترو الأنفاق وخطوط للنقل كالباصات و ترولي باص والترام والسيارات.
ويجرى في العاصمة سنويا الاحتفال الرسمي بعيد استقلال الوطن في شهر سبتمبر.
معالم طاشقند:
الشاشي" الذي لقب بحضرة الامام , وكذلك "مدرسة براق خان" وكانت تعرف باسم كوك قمباز" أي القبة الخضراء , و" مسجد نمازكاغ" الذي أعيد اعماره وأقيم فيه معهد الامام البخاري. وكما تضم المجموعة " مدرسة موي مبارك" وتحتفظ في مكتبتها مصحف الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه المخطوط عام 634-644م , و "مسجد تلا شيخ" , وكذلك ضمن المجمع "مبنى الادارة الدينية لمسلمي أوزبكستان". وتحتوي مكتبتهاعلى (20,000) كتاب و(3000) منها من المخطوطات القديمة النادرة .
الانسجام في الماضي والحاضر:
ما شهدته العاصمة الأوزبكية من انجازات في مدة تاريخية قصيرة لهو دليل ساطع على الأهتمام والتطويرالذي تسعى اليها الحكومة الأوزبكية منذ الاستقلال حتى اليوم . وأخذت تخطو خطوات سريعة لاستعادة مجدها وجذورها التاريخي . ولم تألوا جهدا باقامة المشاريع التنموية الحديثة والمنشآت الثقافية والتعليمية و الصناعية و صيانة الآثار والمعالم التاريخية واعادة بنائها , والاهتمام بالتطوير في جميع المجالات العلمية والثقافية والصحية والصناعية والاستفادة من خبرات الآخرين خصوصا من الدول المتقدمة , اضافة الى الاهتمام باحياء التقاليد القومية الأصيلة للشعب الأوزبكي ودراسة التراث الاسلامي لتحقيق الهويه الاسلامية والوطنية والحفاظ عليها , واحياء ميراث أجدادهم المبدعين الذين كتبتأسماؤهم بحروف ذهبية في صفحات التاريخ وفي صفحات الحضارة العالمية.
وبذلك فتحت من جديد صفحات مهمة من تاريخها الذي يشهد بأنه تحقق في بلادها تبادل الثقافات العالمية خلال العديد من القرون.
وأن عاصمتها طاشقند مدينة عريقة وغنية بالتراث بشهادة التاريخ. والتي أصبحت مركزاعلميا وثقافيا وصناعيا هاما , ورمزا للسلام والصداقة بين الشعوب منذ القدم. ولذا جدير بأن تلقب عاصمتها
ب " سفيرة السلام " اذ تتوافق هذه التسمية مع جوهر المدينة. وانسجاما لهذا الحدث تستعد العاصمة الأوزبكية طاشقند للاحتفال بالذكرى السنوية بمرور(2200) عام لانشائها.
واننا متفائلون بأن تعود الحضارة الاسلامية للازدهار مرة أخرى في تلك الديار.
###
قوانين الكتابة في المنتدى تنص على منع ادراج الإيميل الشخصي في المشاركات.. نأمل التنبه لذلك مستقبلاً..
الإدارة..