أبو ريناد الشهري
05-09-2022 - 05:41 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بينما كنا نتحدث أنا وقريبي عن الأمطار التي من الله بها علينا وعلى البلاد حتى فاضت السدود وانتعشت الأرض وارتوت، وشربت الأشجار والنبات من بركات السماء، فلله الحمد والشكر على ما أنعم به علينا من خيرات عم به أرجاء البلاد.
تحدثنا عن ذكرياتنا مع الأمطار قديمًا فجاء حديثنا عن المطر الذي انهمر علينا عام 1416 وكانت قوية وهائلة ولم تكن إلا لحظات قليلة حتى سالت الأودية وفاضت السدود، وتحطمت السيارات وزجاجها بفعل البرد والذي لم أرى مثله منذ سنوات وهي بحجم ثمرة البخارى، فلو سقط على رأس شخص ما لفلقته وجرحته جرحًا بليغًا وربما مات من ذلك، وتهدمت بعض المنازل التي لم تتحمل قوة المطر المنهمر في تلك السنة.
وفي مجرى حديثنا حول هذه الذكرى قال لي قريبي إن صاحبًا له يبحث عن صورة السحابة السوداء التي جاءت على الرياض في تلك السنة حيث أنه لم يجدها في الإنترنت، فقلت له لدي ألبوم قديم فيه صور تلك اللحظة قبل سقوط المطر وبعده، وفيها صورة مشوشة صورها شقيقي تظهر فيها السحابة السوداء وهي قادمة من الغرب لعلها لا تصلح للنشر، فقلت في نفسي لما لا أنشرها وحتى ولو كانت مشوشة فهناك من يتشوق لرؤية ذلك، وسأقص عليكم القصة بتفاصيلها عن الكاميرا التي صورت السحابة السوداء والأمطار في تلك السنة.
في يوم السبت الموافق 4 / 11 / 1416 هجري ذهبت إلى مكتبة الملك عبدالعزيز العامة الملاصقة لقصر الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله، وكان عندي بحث كنت أعمله عندما كنت أدرس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وعند الساعة الخامسة تقريبًا أو أكثر عصرًا سمعت مجموعة ضربات قوية تضرب بشيءٍ ما وكأنها رشاشات ضخمة تضرب باستمرار دون توقف، وكان الصوت مخيفًا جدًا لا يهدأ ولا يتوقف، فرأيت تجمعًا من الناس عند مدخل المكتبة من الداخل ينظرون للخارج فإذا هي عاصفة هوجاء ومطرًا سيالاً غزيرًا ومعه برد حجمه كبير، يضرب المبنى والسيارات في المواقف، واستمر الوضع حوالي ربع ساعة حتى هدأت هذه العاصفة وتوقف المطر !
بعدها خرجنا مذهولين من هذا الموقف الذي نحن فيه، فرأينا مجموعة من أحجار رخام مبنى المكتبة قد تكسرت على الأرض بفعل قوة البرد فسبحان الله ماذا لو كان شخصٌ ما كان خارجًا لمات في الحال. ورأيت سيارتي قد طُعجت هيكلها وكُسرت زجاجها، وكذلك أغلب السيارات في المواقف منها ما كُسر زجاجها الأمامي والخلفي ومنها وما كُسر أبوابها واضواءها ومنها ما طُعج هيكلها ولم تتحمل قوة سقوط البرد، ولم أقل غير سبحان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وقبل تلك اللحظات بقليل خرج شقيقي حاملاً معه كاميرتي العتيقة ( ياشيكا ) الفلمية، ومعه خالي للنزهة وكان نزهتهم على طريق مكة الذاهب إلى المزاحمية وقريبًا من وادي سحيق نزلوا هناك وأخذوا بعضًا من الصور فالصورة الوحيدة التي صورت السحابة السوداء عند ظهورها وقبل سقوط المطر ، قد كانت فعلاً مشوشة وغير واضحة، والسبب أن شقيقي أراد تصوير خالي حتى ارعبه صوت الرعد فاهتز من الخوف وبعدها بلحظات نزل المطر بغزارة الشديدة وركبوا السيارة لاتقاء غزارة المطر ولم يكن هناك برد، سبحان الله البرد لم يسقط إلا في مناطق معينة من الرياض مثل الشمال. بالرغم من أن الصورة غير واضحة بفعل خوف شقيقي من صوت الرعد إلا أن السحابة السوداء تظهر بوضوح !
يقول شقيقي إن المطر كان غزيرًا جدًا وكان الجو أقرب ما يكون إلى السواد وكأنك بالليل ونحن في منتصف العصر، وكان المطر يسقط بشدة وكأن سطول من الماء يُسكب على زجاج السيارة، فسبحان الله الذي قال " ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر ".
وبعد هدوء العاصفة التي استمرت تقريبًا عشر دقائق إلى ربع ساعة، خرجوا مستمتعين بمنظر السيول. ثم حاولا الخروج من المكان وكان معهم سيارة جمس، فانغرزت في الوحل ولم يستطيعا الخروج حتى رأو أحد رعيان الإبل ومعه سيارة وانيت فطلبوا منه ان يخرجهما إلى الطريق العام، وفي صباح اليوم التالي عادا إلى السيارة ليخرجاها ومعهما نفرٌ من الأقارب.
كانت أحداث لا تنسى، حتى سمعت من الشيبان في تلك الأيام بأن المطر لم ينزل مثله منذ ثلاثين سنة، حتى قررت وزارة المعارف بأن يوم الأحد عطلة وكذلك الجامعات. ,وأخيرًا هذه كاميرتي ( ياشيكا ) اليابانية الفلمية، والتي اشتريتها منذ عشرين سنة وقبل ظهور الديجيتال، ما زلت احتفظ بها وهي معطلة لعلي أصلحها حتى تعود إلى عهدها القديم في التصوير
وكتبه أبو ريناد
على نقلك لهذه المعلومات القيمة ... والذكريات الجميلة ...
نسأل الله ان يرحمنا برحمته ... ولايؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ...
وان يغيثنا غيثا مغيثا نافعا غير ضار ...
عاجلا غير آجل ...
اللهم انزل لنا من بركات السماء ...واخرج لنا من بركات الارض ...
وبالله التوفيق
دمت في حفظ الله وفي رعايته ...
والسلام ختام الكلام