psp
13-07-2022 - 08:48 pm
للمار في شوارع الرياض عند مطار القاعدة الجوية و الطرق المؤدية للديوان الملكي .. يلاحظ أن الشوارع قد إمتلأت بأعلام تركيا التي سيزور رئيسها الرياض الثلاثاء القادم .. ويبدوا واضحا من الإستعادات المبكرة أهمية الزيارة وحجمها ..
تركيا .. بقايا الإمبراطورية العثمانية العظيمة . رغم الإمكانات الجبارة التي تمتلكها هذه الدولة إلا إنها تأثرت كثيراً من الصراعات السياسية التي غيبتها عن القيام بدورها الطبيعي في المنطقة ..
اليوم تركيا تستعيد عافيتها وتعيش أفضل حالاتها منذ تأسيسها عام 1923 على يد كمال أتاتورك . يرجع الفضل لكثير من هذه النجاحات إلى الحزب الذي يحكم البلاد حالياً , وهو حزب العدالة والتنمية الذي يبدو أنه يسير في توجه يختلف عن توجه أسلافه . فهو حزب إعتمد في نجاحة على الكفاءة بغض النظر عن القومية والحزبية , و وضع تركيزه في الإهتمام بوضع المواطن التركي وتحسين حالته الإقتصادية قبل الإهتمام بالشكليات التي أشغلت تركيا لعقود من الزمن .. وعمد الحزب إلى عدم تكريس مفهوم القومية والعنصرية للأتراك دون غيرهم من الأقليات الكردية والأرمينية , ليعيده لمفهوم أشمل وأوسع وهو مفهوم الدولة العثمانية . فعاد الإنتماء للأصل والإفتخار بالأمة وهو شيء يفجر طاقات الشعوب لبناء دولها وإن إستهتر به البعض (انظروا لخطاب رؤساء أمريكا وتأثيره على الشعب لتعرفوا أهمية الإفتخار بإرث الأمة ومبادئها).
ولذلك كان غير مستغرب عندما فاز الحزب بالإنتخابات في عام 2002 أن ينجز في 7 سنوات مالم تحققه جميع الحكومات العلمانية لأكثر من 50 عاماً .
فبعد أن وصلت تركيا في 2002 إلى الحضيض إقتصادياً , إستطاع حزب العدالة أن ينتشلها من سقوطها ..
فاستطاعت الحكومة أن تقضي على أكثر من 50% من التضخم ..
وارتفع حجم الناتج المحلي لأكثر من الضعف ..
وتضاعفت عائدات السياحة لأكثر من الضعف أيضاً ..
كما أن دخل المواطن التركي ازداد بنسبة 100 % ..
بينما تضاعف الإستثمار الأجنبي لما يقارب ال 20 مرة !
كما زاد تمثيل المرأة في البرلمان من 5% إلى 11,5% ..
وفي 2005 ترأست إمرأة لأول مرة أعلى محكمة في البلاد وهي المحكمة الدستورية ..
الطريف أن بعد كل هذه الإنجازات يطالب العلمانيين في تركيا بحل الحزب .. و محاكمة عبدالله جول بتهمة الخيانة العظمى
التيار العلماني في تركيا شبيه بالتيار العلماني في السعودية .. هو تيار شكلي يهتم بالشكليات و التقليل من الإرث والتاريخ ومحاربة حجاب المرأة ..
أما إقتصاد البلد , وكرامة الإنسان , وحقوق الأقليات السياسية , وفساد السلطة , والمحافظة على المال العام , ودخل المواطن البسيط .. فبستين داهية !
هذه العقليات .. تظن أنه مادام الرجل يجلس على كرسي في الشارع بيده سيجارة و باليد الأخرى كأس ويسكي , وتمر أمامه إمرأه بتنورة قصيرة فمعناه أن البلد بخير ! الطريف أن الإسلاميين في السعودية ليسوا ببعيدين عنهم , بل شبيهين بهم ويتصارعون معهم على نفس الإهتمامات (المرأة والجنس) ..
الأتراك وحزب التنمية قادمون للسعودية بيد ممدوة و بيدهم الكثير ليقدموه . وضع المملكة يدها بيد الأتراك سيكون أفضل بكثير من وضع يدها بيد الدول العربية والغربية .
ولو تحققت إتفاقات كبيرة بين السعودية وتركيا فهذا سيؤكد أن المملكة لديها توجه جديد في التحالفات الإقتصادية والسياسية . فقبل ثلاث سنوات أسندت المملكة عقد بناء مدينة جازان الإقتصادية لشركة MMC الماليزية .
فبعد الشركات الأمريكية والبريطانية والفرنسية والكورية جاء الماليزيون بقوة لتنفيذ المشاريع الكبرى في المملكة .. الماليزيون ليسوا كغيرهم هدفهم المادة وتوفير الوظائف لمواطنيهم فقط .. بل هم حريصون على تطورك لأنهم يعرفون أن تقدمك تقدم لهم , ولذلك يحققون الذي حققه قبلهم بسعر أقل وبوقت أسرع .
فبعد مشروع جسر الجمرات سينشيء الماليزيون مدينة جازان بتكلفة إنشاء 30 مليار دولار , وتغطية تكلفة الإنشاء بجذب إستثمارات على مدى 25 عام . لكنهم جذبوا ال 30 مليار بعد سنتين من إنشاءها فقط !!
كما جذبوا شركات صينية و ماليزية لإنشاء مصنع للسيارات هو الأول في المنطقة , وحاليا وعن طريق الغرفة التجارية بجيزان بعثت MMC ألف طالب وطالبة من أهالي المنطقة للدراسة في ماليزيا لتأهليهم للعمل في المدينة الإقتصادية .
الأتراك سيكونون بعد أيام في الرياض ثم في جدة و بوفد ضخم لأول مرة , وسيعرض الأتراك إمكاناتهم التجارية والتقنية للمشاركة في مدينة الملك عبدالله و مدينة المعرفة بالمدينة المنورة . كما سيعرض الرئيس التركي إمكانات بلاده العسكرية لإستفادة السعودية منها وتطوير قدراتها الحربية . إضافة إلى إقتراح تركي بإنشاء قطار يربط السعودية بتركيا ومن ثم ربطه بدول آسيا و أوروبا ..
عندما إنحنت تركيا لأوروبا سنين طويلة كانت أوروبا دائماً تدير لها ظهرها ..
اليوم أدرك الأتراك أنهم غير مرغوبين في أوروبا المسيحية وقرروا أن يعودو لمن يشاركهم في تاريخهم و دينهم وعاداتهم .. مثلما أدرك الأتراك والماليزيون أننا منهم يجب أن ندرك أنهم منا , وتقدمنا في النهاية لن يأتي إلا إذا إشتركنا مع أناس يسيرون معنا في نفس الطريق ..
مرحباً ببلد جول
مرحباً ببلد أردوغان
مرحباً ببلد حميد ألتينتوب
مرحباً بأحفاد بايزيد والفاتح ..
موقف تركيا كان جميل جدا
بل عظيم
من حرب غزة الاخيرة
نسأل الله لهم الثبات والتمكين
ومرحبا هيل عد السيل