ناصح الناصح
17-12-2022 - 04:46 am
معاشر المؤمنين إن النبي أعطي فَوَاتِحَ الْكَلِمِ وَخَوَاتِمَهُ وَجَوَامِعَهُ ، ويتضح ذلك لكل من تتبع سنته واقتفى أثره، وكان حريصاً كلَ الحرص على نجاة أمته، بتعليمها وتربيتِها التربية النبوية العقدية القويمة، يفعلُ ذلك في كل أوقاته، حتى أثناء تنقله من مكان إلى آخر، كما في أحاديث، منها وصيته إلى ابن عباس رضي الله عنهما عندما كان رديفَه على الدابة، وهو موضوع هذه الخطبة ، وهذا الحديث العظيم وإن كان موجهاً من رسول الله إلى ابن عباس رضي الله عنهما إلا أنه وصيةٌ عظيمة القدر للأمة جمعاء ، وإرشادٌ نبوي لكل من أراد النجاة في الدنيا والآخرة .
وقد اعتنى العلماء بهذا الحديث خاصة، وشرحوه، وبينوا منزلته، ومن ذلك ما ذكره ابن رجب الحنبلي (ت 795ه) حيث قال: (( هذا الحديث يتضمن وصايا عظيمة،وقواعد كلية من أهم أمور الدين، وأجلِّها، حتى قال الإمام أبو الفرج في كتابه (صيدُ الخاطر): تدبرت هذا الحديث، فأدهشني، وكدت أطيش، فوا أسفي من الجهل بهذا الحديث، وقلة التفهم لمعناه ))
فالله أكبر! القلوب التي تتدبر وتتفكر ، وآتاها الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قوةَ الفهم والمعرفة واليقين ، لا تحتمل بعض الأحاديث أو بعض الآيات، بل تكاد تطيش.
وقال ابن حجر الهيتمي (ت 974ه) بأن هذا الحديث اشتمل على((هذه الوصايا الخطيرة القدر، الجامعة من الأحكام والحكم والمعارف ما يفوق الحصر ))
وقال ابن عثيمين: (( فهذا الحديث الذي أوصى به عبد الله بن عباس ينبغي للإنسان أن يكون على ذكر
له دائماً، وأن يعتمد على هذه الوصايا النافعة، التي أوصى بها النبي ابن عمه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما )) وما ذاك أحبتي في الله إلا لأن الحديث تضمن نتائج عظيمة وأرشدنا لطرق الوصول إليها .
وللموضوع بقية والله يحفظكم ويرعاكم