- كيف تمضي نهاية العام في الريف الانجليزي؟
- يقدم الفندق الكثير من العروض الخاصة:
كيف تمضي نهاية العام في الريف الانجليزي؟
تخيل نفسك في مكان تحيط به الخضرة، وملاعب الغولف من كل جوانبه، يروي قصصا تاريخية عن أصحابه القدامى، عاملون مبتسمون يلقون عليك التحية بكل شفافية، ألوان جميلة تغازل بعضها بعضا، الاثاث فيه أنيق يبدو وكأنه حفل زواج بين القديم والحديث، إكسسوارات لا تجدها حتى في أهم كاتالوغات تصميم الديكور، تفاصيل صغيرة، لا تخطر على بال أحد.
تخيل نفسك في ذلك المكان تحظى بما يتمتع به أهم مشاهير العالم وما ينعمون به من معاملة، تسبح في بركة من الغرانيت الاسود، وبعدها تزيح عن كاهلك تعب الحياة اليومية من خلال علاجات طبيعية ومساجات، في أجواء رائعة، وفي كنف أضواء خافتة، تأكل في أفخم المطاعم وتنام على سرير وثير..
من الجيد أن نتخيل ونحلم .. ولكن عندما يكون بإمكاننا تحقيق أحلامنا فلا بد أن نفعل ذلك من دون تردد.
عندما تزور لندن سوف تبهر بمرافقها السياحية والكوزموبوليتانية التي تتميز بها، غير أن هناك شيئا يغيب عن بال الكثير من الزوار العرب، وهو أن لندن لا تقتصر فقط على شارع «إدجوير رود» الشهير أو المقاهي المنتشرة في منطقة نايتسبريدج ومحيطها، بل هناك روعة حقيقية بانتظارهم، تقبع على أطراف العاصمة تنقلهم إلى عالم خاص يجمع ما بين الرفاهية والرخاء والهدوء، والاهم من ذلك كله تنقلهم الى الريف الانجليزي ملهم الشعراء والفنانين.
فإذا كنت تبحث عن الرفاهية والراحة الاكيدة لا بد أن تزور فندق وسبا «ذو غروف» The Grove الذي يعتبر أحد المنتجعات الصحية الرائدة في العالم Leading Spas والاهم في انجلترا. فعلى مسافة 30 دقيقة من مطار هيثرو الدولي ووسط العاصمة البريطانية لندن، سوف يأخذك الطريق السريع M1 أو M25 إلى مكان من الصعب أن تتصور بأن يكون على مقربة من العاصمة، فعندما تصل الى شمال منطقة «واتفورد» ستكون هناك بانتظارك أشجار شامخة، وطريق ضيق يتخلله جسر أثري، وتحته قناة مياه يطفو على سطحها مركب سياحي قديم، ويطل بعدها، على تلة عالية مبنى مستطيل الشكل مبني من الحجر الاحمر، يحيط به 300 فدان من الاراضي والحدائق، الذوق الرفيع والتصميم يبدآن من موقف السيارات، إذ يضم عددا كبيرا من الاشجار التي تم غرسها على أشكال هندسية جميلة تتناسب مع تصميم الفندق الداخلي، وعندما تصل إلى المدخل الرئيسي، سوف ترى حائطا كبيرا تزينه المفاتيح القديمة، أول شيء سيشد انتباهك هو تصميم الديكور الرائع والالوان الداكنة والحدائق واستعمال المعادن والزجاج والكريستال.
مكان يعبق بالتاريخ: تم افتتاح الفندق عام 2003 بعد أن قام المصمم مارتن هولبرت بوضع لمساته في جميع أرجائه من الداخل والخارج، في الغرف وفي المركز الصحي والمطاعم والحدائق والشاطىء الرملي الاصطناعي، ويقول هولبرت عن التصاميم التي اتبعها في الفندق إنها تناسب المكان الذي يعبق برائحة الخزامي، ومذاق الاكل الطبيعي في مطاعمه التي تعتمد على منتجات الحدائق الخاصة بالفندق.
للفندق تاريخ طويل، فقد كان يملكه ايرل كلارندون ويعود تاريخ بنائه الى القرن الثامن عشر، ويقع في مقاطعة هارتفوردشير الانجليزية، وتم استعماله في السابق للسكن وخلال القرن التاسع عشر تحول الى مركز للاحزاب السياسية، وفي عام 1920 تحول الى مدرسة داخلية للبنات ومن ثم تحول الى كلية الى ان تحول الى واحد من أهم الفنادق العالمية. المبنى قديم، يتمتع بأسقف عالية جدا وهو أشبه بالقصور الانجليزية، يضم أبوابا ضخمة وشبابيك تعود بتصميمها الى الحقبة «الفكتورية» وفيه ممرات عريضة تصل المبنى القديم بالمبنى الجديد الذي بني على نفس الطراز المعماري.
فندق النجوم والمشاهير: من المعروف عن الفندق استقطابه للاعبي كرة القدم الانجليز، لانه يضم ملعبا لكرة القدم بالقياسات الدولية، التي تساعد اللاعبين على القيام بالتدريبات اللازمة قبل المباريات. كما يأتي اليه الفنانون والممثلون العالميون ولاعبو الغولف، حيث تجرى التدريبات والمباريات على أرض ملاعب الفندق الشاسعة، فقد استضاف الفندق العام الماضي بطولة الغولف العالمية واللاعب الشهير تايغر وودز. وتأتي إليه، أيضا زوجات وشريكات لاعبي كرة القدم، أمثال فكتوريا بيكهام التي تنزل في الفندق مع أفراد من عائلتها.
المكان مناسب لقضاء عطلة نهاية الاسبوع بهدف الراحة والاسترخاء، وبنفس الوقت فهو مناسب جدا لانعقاد المؤتمرات والاجتماعات الضخمة والاعراس، كما أنه يعتبر مثاليا للعائلات التي تسافر مع أطفالها، فهو الفندق الوحيد الذي يضم حضانات خاصة برعاية الاطفال بمختلف الاعمار، وهي حضانات رسمية تديرها جليسات متخصصات وتخضع لمراقبة «الاوفستد» البريطاني الذي يعنى بتقييم ومراقبة الخدمة في بريطانيا، وهذا ما يجعل من الفندق متعة حقيقية، ففي وقت يتمتع فيه الاهل بالخدمات المتوفرة في الفندق يمكنهم ترك أطفالهم برعاية أخصائيين يقومون بتسلية الصغار واصطحابهم الى الحديقة الخاصة بهم والسباحة في بركة مخصصة لاعمارهم.
شاطىء رملي في الريف: قام المصمم مارتن هولبرت بتصميم شاطىء رملي بمحاذاة بركة السباحة الخارجية ليكون امتدادا لتصميم الفندق من الداخل، فقد تم وضع أكواخ خشبية ملونة، بعضها للمراهقين، وفيها آلات موسيقية كالغيتار والالعاب الالكترونية، وبجانبها أكواخ أخرى بألوان زاهية مخصصة للاصغر سنا، فيها معدات اللعب على الشاطىء والعرائس والالعاب البلاستيكية. وللأهل حصتهم من التسلية فتوجد أكواخ خشبية مصبوغة باللون الابيض مخصصة لتقديم المساجات السريعة بعد ساعات من الجلوس على الرمال الناعمة والخضوع لحمام شمس دافىء، عندما يسمح الطقس بذلك، وتوجد بركة سباحة كبيرة ومكشوفة مياهها مدفأة، وبمحاذاتها خيمة من القش مخصصة لتقديم العصير وكوكتيلات الفواكه. وتقع بركة السباحة ضمن حديقة الفندق التي تزرع فيها الخضراوات المخصصة لمأكولات مطاعمها الثلاثة.
رفاهية وفخامة : يضم «ذو غروف» 227 غرفة و12 جناحا، ولاصحاب الميزانيات العالية يمكنهم استئجار قسم من المبنى الضخم الذي يعرف باسم «مانشون» The Mansion at the Grove، وتحصل مقابل مبلغ 20 ألف جنيه استرليني أو ما يعادل 40 ألف دولار أميركي لليلة الواحدة، على 26 غرفة وجناح فاخر، يتسعون لحوالي 52 شخصا، بالاضافة الى غرفتين خاصتين، للاستقبال، وغرفة المكتبة وعشاء في مطعم كوليت الراقي الذي يطل على أجمل المناظر الطبيعية. إذا كان هذا كله لا يكفي، يمكنك طلب فريق عمل خاص مع مدخل خاص بك وبضيوفك، بعيدا عن عيون النزلاء الاخرين.
أفضل سبا: هذا الفندق مصمم لراحتك التامة، فهو عنوان الباحثين عن العلاجات الطبيعية والراحة والاستجمام، فعلى مساحة 2750 مترا مربعا، يقدم سبا سيكويا Sequoia الذي يعتبر واحدا من بين 10 مراكز صحية فقط في العالم، ينفرد بتقديم علاجات «الايورفيديك» Ayurvedic Treatments والمساجات بواسطة الاحجار الساخنة المستوردة من اليونان والتي تساعد على التخلص من التشنجات العصبية.
من الممكن أن تقضي يوما كاملا في السبا، حيث يمكنك الاختيار من بين مجموعة من العلاجات وجلسات التدليك، وهناك غرف مخصصة للازواج، إذ من الممكن خضوع شخصين للعلاج في نفس الوقت. وتوجد غرف للرجال وأخرى وللنساء، مخصصة للاسترخاء، تتميز بألوان داكنة وإضاءة خافتة، تفصل بين أسرتها ستائر ناعمة لونها بنفسجي وجدران مغلفة بقماش مخملي من نفس اللون، ويقدم لك مجانا بعد العلاج عصير «اللايتشي» الخالي من الدهون والسكر والماء. وتوجد أيضا سلة من الفواكه المجففة التي تساعد على تخلص الجسم من السموم الضارة.
يجب عليك بأن تقوم بحجز العلاج مسبقا من خلال المركز الصحي أو الفندق، فتوجد في السبا نخبة من الاخصائيات في التدليك ومختلف العلاجات الطبيعية الاخرى، غير أن الاخصائية فانيسا كانت من أفضل الاخصائيات في مجالها، فهي تقوم بطرح العديد من الاسئلة عليك، لتكوين فكرة عن شخصيتك، ومن بعدها تقوم باختيار الزيوت التي تراها مناسبة لك، كما أنها تقوم بشرح مفصل لما سيجري خلال جلسة العلاج. وعلمت من إحدى الاخصائيات بأن لاعب الكرة ديفيد بيكهام تلقى جلسة تدليك في هذا المركز قبل أيام من مباراة انجلترا مقابل البرازيل التي جرت الصيف الماضي.
تستعمل في سبا سيكويا مساحيق «إيسبا» Espa التي ترتكز في مكوناتها على الاعشاب والنباتات العضوية، فبعد أو قبل العلاج لا بد ان تزور بركة السباحة «السوداء» كما يسميها البعض، فهي فعلا فريدة في نوعها في العالم، لانها تتمتع بأرضية وجوانب من الفسيفساء الاسود، وفوقها سقف عال معقود بالخشب، وبقربها غرف بخار وساونا لتزيدك راحة واستجماماً.
ولمحبي ممارسة الرياضة، يقدم السبا دروسا خاصة ب «البيلاتيس» و«الايروبيكس» و«اليوغا».
تبدأ أسعار جلسات المساج من 60 جنيها استرلينيا، وإذا كنت ترغب في قضاء يوم كامل في السبا قد يكلفك ذلك ما بين 180 الى 350 جنيها استرلينيا. يشار الى انه تم اختيار سبا سيكويا، السبا الافضل لعام 2005 بحسب استطلاعات الرأي التي قامت بها مجلة كوندي ناست المتخصصة بالسياحة.
طعام فاخر: يقدم فندق «ذو غروف» خيارات عديدة، لا سيما بمناسبة عيد رأس السنة فتوجد فيه ثلاثة مطاعم رئيسية وهي مفتوحة أيضا لغير النزلاء، فيمكنك حجز طاولة في مطعم «كوليت» الراقي، فهو جميل وفاخر جدا، ويقدم مختلف أنواع المأكولات الاوروبية اللذيذة وبجانبه مدرج خاص بطائرات الهليكوبتر للزائرين الراغبين بالمجيء عن طريق الجو. ولكن تنبه الى مسألة مهمة جدا وهي اللباس، إذ يتحتم على الزبائن المجيء باللباس الرسمي للرجال والنساء. (حوالي 70 جنيه استرليني للشخص الواحد) ما عدا ليلة رأس السنة.
ولمحبي الجلسات الشاعرية، يمكنهم حجز طاولة في مطعم ال Stables الذي كان بالاصل اسطبلا للخيول، وبقي اليوم على شكله الاولي مع إجراء بعض التعديلات البسيطة في الديكور، وهو شهير بتقديم أشهى أطباق الاسماك. (حوالي 50 جنيها استرلينيا للشخص الواحد).
أما بالنسبة لمطعم «غلاس هاوس» Glass House فهو اسم على مسمى ويعني «بيت من زجاج» طرازه عصري جدا، مطبخه مفتوح، يقدم الطعام على طريقة البوفيه، وتجد فيه جميع أنواع المأكولات الاوروبية والاسيوية والايطالية. (حوالي 35 جنيها استرلينيا للشخص الواحد).
غرف استقبال خيالية: في كل فندق تجد بهو استقبال رئيسيا، ولكن، في «ذو غروف» ستجد أكثر من غرفة استقبال تفصلها عن بعضها البعض أبواب شبيهة بتلك التي تجدها داخل القصور. عند دخولك الى الغرفة الاولى تطالعك جدران كحلية اللون وأثاث أزرق داكن مع ثريا مصنوعة من زجاج مورانو الايطالي، يضفي عليها جو غريب من الراحة، على الرغم من الالوان الغامقة التي تلفها من كل زواياها، وتنتقل منها الى غرفة أخرى، جدرانها عاجية اللون وأثاثها فاتح اللون والاكسسوارات فيها، مصنوعة من الحديد وستائرها من الحرير الطبيعي، وإضاءتها مريحة، ومنها تنتقل الى غرفة تأخذك الى القرن الثامن عشر، ولكنها تجمع بنفس الوقت ما بين الماضي والحاضر لما تضمه من أثات قديم وغيره عصري مع مدفأة طبيعية من الرخام الاصلي.
وتمشي بعدها في ما يشبه دهاليز تقودك الى غرف أخرى تضفي كل منها نوعا من الخصوصية للضيف.
جميع غرف الجلوس تطل على الحدائق الغناء، وتضم أبوابا عملاقة تفتح جميعها في ايام الصيف الدافئة.
ديكور لا يخطر على بال أحد: في طريقك الى غرفتك او جناحك، سوف تشعر بالذوق الرفيع يضع بصمته منذ اللحظة الاولى التي تطأ فيها قدمك المصعد الكهربائي، فستظن نفسك على خشبة مسرح تجسد دورا دراميا في أفلام السينما، أيام الستينات، فجدران المصعد تكسوها الستائر المخملية السميكة السوداء، المشهد لا ينتهي هنا، تخرج من المصعد لترى ممرا تغلف جانبيه ستائر مشابهة، مع إضاءة غريبة تتسلل عبر «شراشيب» طويلة موضوعة بين الستائر.
أما بالنسبة للغرف فبعضها يقع بمحاذاة الحدائق والبعض الآخر يقع في الطوابق العلوية، ولكنها تطل على ملاعب الغولف العالمية، فالغرفة محاطة بالشبابيك الواسعة، والسرير يتوسط الغرفة لتستفيق على أجمل المناظر الطبيعية.
نشاطات في الهواء الطلق: كل النشاطات الرياضية متوفرة أمام الزائر، فإذا كنت من محبي لعبة الكرة الطائرة، فالملعب موجود، أما إذا كنت تحبذ لعبة كرة القدم فالمكان مهيأ لذلك، وإذا كنت تهوى لعبة الكرة الطاولة فمن الممكن القيام بذلك فالطاولة بانتظارك، ولمحبي ركوب الدراجات الهوائية، من الممكن القيام برحلة استكشافية في الغابات والمساحات الخضراء المحيطة بالفندق، وإذا كنت تبحث عن الراحة الحقيقية، يكفي أن تجلس في إحدى زوايا الحدائق وتتأمل مشاهد رائعة طبيعة تتخللها تصاميم راقية تتناسب مع الجو العام للمكان، فتوجد شجرة مصنوعة من الكريستال تحيط بها أحواض الزهور الملونة، كما تجد تحت عدد من الاشجار شتلات مصممة على شكل قلوب.
كلمة أخيرة : زيارة «ذو غروف» مناسبة جدا لتمضية عطلة نهاية الاسبوع، وستترك حتما أثرا واضحا فيك، لانها ستفتح عينيك على تصاميم فاخرة جدا، وستمدك بالطاقة والحيوية بعد تلقي أي نوع من العلاج في «السبا»، كما ان هدوء المكان وصفاء الريف الانجليزي الساحر سينعكسان بالايجابية على راحتك النفسية.
يقدم الفندق الكثير من العروض الخاصة:
- الاقامة مع وجبة إفطار أو عشاء (ابتداء من 295 جنيها استرلينيا).
- قضاء اليوم بالكامل في السبا من دون النزول في الفندق (حوالي 350 جنيها استرلينيا).للمزيد من المعلومات : http://www.thegrove.co.uk
المصدر «سيكويا».. أجمل سبا في فندق يعبق بالتاريخ http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=41&issue=10620&article=451330