بينما تحاول السلطات السويسرية إبعاد مستثمري العقارات الأجانب عن بعض أكثر منتجعاتها شعبية، حفاظاً على هذه المنتجعات، وجد المستثمرون طرقاً بديلة للشراء في هذا البلد شديد الشعبية، والخالي من مخاطر السوق. وفي مسعاها للحفاظ على هذه المنتجعات من هجمة مستثمري العقارات الأجانب جمدت الحكومة في مطلع هذا العام حق تملك الأجانب للعقارات (لمدة عام واحد فقط) كرد فعل على تصاعد الطلب على المنازل الجليدية من قبل المستثمرين الأجانب الذين كان يُسمح لهم بالشراء على مدى السنوات الست الماضية. لكن بعد أن بلغت الأسعار نمواً بنسبة 50% أكثر من المتوسط القومي أوقفت السلطات البيع للأجانب. ورغم ذلك فهي تنظر حالياً فيما يقارب الألف طلب للشراء تقدم بها اشخاص غير مقيمين. ويعد إقليم فالايز أحد أكثر الأقاليم شعبية للمشترين، فهو موطن منتجع فيربيير الشهير والأودية الأربعة. ويسري قرار الحكومة بتجميد البيع للأجانب على سبع مناطق في إقليم فالايز، هي: بيجانيز (فيربيير) وغريمنتز وهيريمنس ونينداز وريديس وفال دإلييز وفيسوناز. لكن الحكومة ستراجع قرار المنع بعد نهاية مدة العام. ويؤكد أندي هاوكينز من وكالة «شيسترون» الدولية للعقارات في إنجلترا أنه «ما زال هناك العديد من المنتجعات الرائعة التي يمكن للأجانب الشراء فيها، لذا فإن الطلب على عقارات سويسرا ما زال مرتفعاً». وأحد طرق الشراء في إقليم فالايز للتحايل على الحظر هو الشراء عن طريق إعادة التأجير (leaseback)، وهو نظام يتم من خلاله نقل حيازة المنزل إلى شركة لإدارة العقارات تقوم بالاعتناء به وعرضه للإيجار بالنيابة عن المالك. وقد دشنت ً شركة «سافيلز وألباينز هومز» اخيرا المرحلة الثانية من مشروعها في حي هاويت نينيداز حيث تقدم شققاً في مناطق التزلج تبدأ اسعارها من 199.500 دولار للشقة. كما تعرض وكالة «شيسترون» الدولية للعقارات ثماني شقق فاخرة للبيع في حي شاليهات دوماري في منطقة أوفروناز التي لا تشملها قيود المنع لمدة سنة. والشقق مواجهة للجنوب في منتجع يحتوي على حمامات صحية ومشهور بكونه جذاباً صيفاً تماماً كجاذبيته إبان موسم التزلج في الشتاء. وتبلغ قيمة شقة ذات غرفة نوم واحدة نحو 294.500 دولار. كما تعرض وكالة «شيسترون» في إقليم فالايز في منتجع «لومارينز دوسيون» خمسة شاليهات بنتها شركة «شاليهات ألباين»، وهي الشركة الشقيقة لشركة المصمم الفرنسي الشهير غروسيت جانين. وتمتاز الشاليهات بطراز مميز ونوافذ واسعة وسقف عال، وتبدأ أسعارها من حوالي 1406.000 دولار.
وهناك أيضا إقليم فاود الذي لا تسري عليه القيود الجديدة ويحتوي على عدد من القرى الجميلة مثل قرية «فيلارز» المشهورة بكونها منطقة «فقيرة ومهملة» على حد قول لاري ليفاين من شركة «ألباين هوم» التي تملك 10 شقق فاخرة في «ليس كيميس» ضمن المرحلة الثالثة لمشروع لبناء 72 شقة في ضواحي فيلارز. وتبدأ أسعار هذه الشقق من 461. 700 لشقة من غرفة واحدة. وتطل الشقق على مناظر ساحرة لجبال دينز دوميدي التي تبعد عن جنيف نحو 90 دقيقة بالقطار، لكنها تبعد عن القرية 20 دقيقة فقط بالحافلة. وفي أطراف القرية في منطقة تُسمى كناية «بيفرلي هليز فيلارز» (على نسق حي بيفرلي هيلز الشهير في هوليوود) يمتلك دافيد كولثارد، نجم سباق السيارات «فورميولا وان»، شاليهاً يبلغ سعره 8.55 مليون دولار. والشاليه جزء من مجمع مساكن «سولاكس» الخاص بشركة ألباين هومز ويضم 14 شاليهاً من أربع غرف نوم وجاكوزي. إلا أنه يتعين أن يكون دخلك موازيا لدخل نجم سباق السيارات حتى تستطيع شراء إحداها. إذ تبدأ أسعار الشاليهات من 2.1 مليون دولار، وتطل على مناظر خلابة، فضلاً عن كونها قريبة من ساحات التزلج ووادي «ميروار دولارجينتيير» الشهير بجماله الخلاب.
وبعداً عن قصور الأثرياء يمكنك أيضاً العثور على عقار بأسعار أقل عن طريق وكالة «هوم سيرتش» الدولية التي تعرض للبيع شققاً من غرفتي نوم في مناطق ريزيدانس لوكلوسيل وغاردين دولوكلوسيل بفيلارز بأسعار تبدأ من 524.138 دولار. وعلى سبيل المثال فقد اشترى مستشار العقارات سيمون تريجز شقة فاخرة من ثلاث غرف نوم في وسط فيلارز مطلة على مونت بلانك قبل ثلاث سنوات. ثم ارتفعت قيمة الشقة بنسبة 30% خلال هذه الفترة، بينما يؤكد تريجز أنه يفضل منطقة فيلارز لأنها جميلة وتتمتع بموسمين جميلين (الصيف والشتاء). كما أن هناك منطقة أخرى متاحة للمستثمرين الأجانب على الرغم من أنها ما زالت غير معروفة نسبياً، وهي منطقة أوبيرلاند في إقليم بيم الناطق باللغة الألمانية. وتعرض وكالة «شيسترون سن بروك» العقارية مجموعة من 12 شاليهاً فاخراً يتولى بناءها مستثمرون محليون يتوقعون تسليمها في الربيع المقبل، وتبعد نحو خمس دقائق سيراً على الأقدام من مركز القرية، وتبدأ أسعارها من 950 ألف دولار.
من ناحية أخرى، وعلى العكس من سويسراً، فإن سلوفينيا الواقعة أيضاً على جبال الألب تفتح حاليا ابوابها للمشترين من مختلف أنحاء العالم. وكان المستثمرون الأجانب يواجهون عدداً من العوائق إلا أن الوضع تغير منذ انضمام سلوفينيا إلى الاتحاد الأووربي في عام 2004. ومن المنتظر حدوث قفزة أخرى في يناير من العام المقبل حين تتبنى سلوفينيا عملة اليورو، لأن ذلك سيبعث رسالة واضحة إلى المستثمرين الأجانب مفادها بأن الأمور تسير نحو الوجهة السليمة، على حد ما قول مايك بارنر الباحث المتخصص في وكالة «نايت فرانك» البريطانية للعقارات. وتتوقع الوكالة أن الأسعار التي تضاعفت في السنوات الأخيرة سوف تزيد بنسبة 10% إلى 15% في العام المقبل. كان نيل ساكسون، اخصائي في الكومبيوتر، وعائلته، البريطانيين الوحيدين في قرية ماجيسترانا بالقرب من منتجع كرانجسكا الجليدي وذلك بعد أن اشتريا منزلهما ذا الخمس غرف نوم بمبلغ 285 ألف دولار قبل حوالي عامين. ويقول ساكسون «هناك الكثير من المزايا في سلوفينيا أياً كان الموسم، إذ يمكنك التزلج على الجليد في الشتاء والاستمتاع بالخضرة الرائعة في الربيع، أما في الصيف فيمكنك الاستمتاع بقيادة الدراجات في الجبال أو الانغماس في واحدة من الرياضات المائية العديدة». كما أن سبل المواصلات تحسنت كثيراً بين سلوفينيا وبقية دول أوروبا، إذ ان هناك العديد من الرحلات الجوية المنخفضة التكلفة، فضلا عن إمكانية الوصول إليها براً عبر الحدود الإيطالية. ولا تقتصر العوامل الجاذبة في سلوفينيا على جبالها المدهشة، فهناك العديد من الحمامات المعدنية الطبيعية والمزارع الواسعة للكروم وساحل فضي صغير. وتقول فرانسيس سارجنت مديرة شراكة عقارات في سلوفينيا إنها تستلم عددا متزايدا من الاستفسارات من مستثمرين أوروبيين يبحثون عن شقة في العاصمة إما للسكن فيها أو لجعلها محطة انتظار قبل البدء برحلة إلى جبال الألب التي تبعد عنها بحوالي ساعة بالسيارة. ومن الممكن شراء منزل في جوليان ألبس بمبلغ 410.400 دولار، أو منزل من أربع غرف نوم في لوبيليانا بمبلغ 319.200 دولار. لكن من أهم السلبيات التي تواجه المستثمرين الأجانب في سوق العقارات في سلوفينيا هو صعوبة العثور على العقار المناسب. فالبحث قد يأحذ وقتاً طويلاُ مقارنة بمناطق مثل بلغاريا وكرواتيا، كما أن الحصول على قرض عقاري من البنوك المحلية لا يزال أمراً صعباً، على عكس الحال في غالبية الدول الأوروبية.
> منقول