- قلعة مارد بالجوف
مئذنة مسجد عمر بن الخطاب في دومة الجندل
قلعة مارد بالجوف
أبدى عدد من المهتمين بالآثار من أهالي محافظة دومة الجندل دهشتهم سقوط دومة الجندل ومعالمها الأثرية من دليل الهيئة العليا للسياحة حيث لم يرد اسم قلعة (مارد الجوف) في دليل الهيئة العليا للسياحة على من أنها أحد أهم المعالم الأثرية في المحافظة فالقلعة تقع على تل مرتفع في دومة الجندل وتشرف على مدينة الجوف القديمة وتمثل حصناً منيعاً أمام الأعداء وهي شبه دائرية الشكل لها أبراج مخروطية الشكل بنيت في أربع جهات منها، وأقدم ذكر لها يعود إلى حوالي القرن الثالث الميلادي عندما غزت ملكة تدمر زنوبيا مملكة دومة الجندل وفيها قالت ملكة تدمر القول الشهير: "تمرد مارد وعز الأبلق" وقلعة مارد تحتوي على مبان من مراحل متعددة بعضها محكم البناء يعود إلى عهود حضارية مزدهرة.
ويقول حمود الزارع (مهتم بالآثار) إن القلعة من أقدم آثار الجزيرة العربية حيث إن هناك مقولة لملكة سبأ عن حصن مارد بالجوف هي (لو سقطت قلعة مارد لسقطت الجزيرة العربية) فقلعة مارد هي من أكبر القلاع الأثرية بالسعودية عامة والجوف خاصة, ويتجاوز عمرها آلاف السنين, وبها من المقومات ما يجذب السياح إلى المنطقة وينشط حركة السياحة بوجه عام.
ويضيف صياح مناور: أن القلعة التي تتميز بعلوها ومعانقتها الضباب وتصميمها الهندسي الفريد وبشكلها الأسطواني الجميل فوق صخرة شاهقة كالجندل تستحق الاهتمام ولكن الواقع مغاير تماماً لتاريخ هذه القلعة حيث هضم حقها التاريخي في الإصدار الأخير للدليل السياحي للمنطقة.
وأوضح الإعلامي عبدالله الحسن: أن هناك قصوراً واضحاً تجاه آثار محافظة دومة الجندل بوجه خاص حيث أصدرت الهيئة العليا للسياحة عدة خرائط جديدة للتعريف بالمناطق السياحية المختلفة بالمملكة إضافة إلى معجم خاص للمصطلحات السياحية ليكون دليلاً للسياح السعوديين عند قضاء إجازتهم باللغتين العربية والإنجليزية يضم خرائط تعريفية لمدن الرياض ومكة المكرمة والطائف وتبوك وعسير وسكاكا والقريات وتحتوي هذه الخرائط دليلا لكل ما يحتاجه السائح من فنادق ومحطات وقود وأماكن تأجير سيارات وهواتف عمومية وأسواق ومجمعات تجارية وحدائق عامة واستراحات ومحميات طبيعية وأماكن تطعيس وركوب الخيل والتلفريك وفوجئ أهالي محافظة دومة الجندل بأن مسمى الخريطة خريطة منطقة الجوف والتي اقتصرت على مدينتي سكاكا والقريات فقط
وكأن القارئ الذي لا يعرف المنطقة يفهم أن هاتين المدينتين ليستا في منطقة الجوف، وإغفال محافظة دومة الجندل وعدم إدراجها ضمن مدن المنطقة الرئيسية والاكتفاء بتصوير آثار 5 مواقع من أصل 8 وإضافتها للخريطة والتي نرى فيها إجحافا بعدم إدراجها ضمن المدن الرئيسية بالمنطقة.
ويضيف عبدالله مبارك أن الخارطة لم توضح الخدمات والمرافق العامة التي أوجدتها الدولة في مدينة دومة الجندل ومنها المتحف الحكومي الوحيد بالمنطقة، ومسجد عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين كما أسقطت قلعة مارد أكبر قلاع الجزيرة العربية وسور دومة الجندل الغربي من بيانات هذا الدليل ومن المتوقع أن الهيئة العليا للسياحة اعتمدت في معلوماتها على أشخاص من المنطقة تجاهلوا تاريخ دومة الجندل العريق لسبب أو لآخر وهو ما يخالف الواقع الملموس.
ويضيف أشرف النويصر (ابن صاحب متحف النويصر) أن الدليل هضم حق آثار مدينة دومة الجندل ومن أشهرها مسجد عمر بن الخطاب وقلعة مارد وسور دومة الجندل الشمالي وسوق دومة الجندل الذي هدم قبل حوالي عشرين عاما .
ويؤكد مازن المفرج أن شعار وكالة الآثار والمتاحف التي كانت تتبع لوزارة التربية والتعليم كان مئذنة مسجد عمر بن الخطاب القائمة حاليا بدومة الجندل في منطقة الجوف والتي لم تدرج ضمن الدليل السياحي للمنطقة، وتعتبر هذه المواقع الأثرية في دومة الجندل معروفة لدى المستشرقين والغربيين.
وتتركز مطالب المهتمين بالآثار في دومة الجندل في التركيز على نظافة الأماكن الأثرية وتسويرها لحفظها من أيدي العابثين بالآثار والباحثين عنها ووضع حراس عليها إضافة إلى وضع كشافات كهرباء ليلية على منطقة الآثار حتى تعطي جمالها ليلا.
وقامت "الوطن" بالاتصال بالهيئة العليا للسياحة فقال أحد الموظفين ( فضل عدم ذكر اسمه): إن دومة الجندل من أهم المدن السياحية والأثرية في المملكة ولكن سقطت من الدليل السياحي نتيجة الاعتماد على مصدر شخصي والذي بدوره أغفل تاريخها ونتمنى أن يتدارك هذا الخطأ في المرات المقبلة، حيث سيتم تعديل الوضع في الإصدارات المقبلة، وأضاف أن القصور وارد في هذا الأمر لعدم ووجود قاعدة معلومات سياحية، أما بالنسبة للخرائط فسوف يتم إصدار خريطة خاصة بالمنطقة قريبا وستضم جميع المدن والقرى، وستبذل الهيئة العليا للسياحة قصارى جهدها في وضع الخطط والحلول في لتلافي الأخطاء والبحث عن آلية للحفاظ على الآثار في بلادنا والمحافظة عليها من أيدي العابثين وتذليل جميع العقبات والصعوبات وسيتم رفعها للمسؤولين أولاً بأول، ووعدت الهيئة بأن هذه المواضيع ستناقش وتدرس من قبل المسؤولين وسوف تلامس الواقع في القريب العاجل، وأشادت الهيئة بالمواطنين الغيورين وبتوضيحهم للخطأ الواقع والإشارة إليه.
وإضافة إلى الأماكن الأثرية سابقة الذكر تمتلك دومة الجندل مقومات سياحية مثل بحيرة دومة الجندل التي تصل مساحتها إلى أكثر من مليون متر مربع، حيث طالب بعض أهالي دومة الجندل بتحويل البحيرة إلى منتجع طبيعي وتهيئة الظروف الملائمة وإنشاء المرافق العامة ليكون أحد المعالم السياحية حيث يأمل هؤلاء المواطنون بدراسة مشروع تحويل البحيرة إلى منتجع سياحي والاهتمام به من الناحية السياحية.
المصدر صحيفة الوطن
الهيئة العليا للسياحة تبي من يدلهم الدرب