- حظيرة القالة
حظيرة القالة
قبل انسحاب فصل الشتاء، يتسلم الربيع سيد الفصول، مفتاح جنة حظيرة القالة، وقتها تكون بحيرة طونفة قد بسطت جناح منسوبها المائي ليعانق في محيطها الغابي الذي يحمل اسمها 'مشجرة طونفة' مفجرة إبداع جمال الطبيعة في أوج عطائها السحري.
يتحوّل المحيط الغابي لبحيرة طونفة، ابتداء من منتصف شهر فيفري إلى منتصف شهر أفريل، حسب نسب الأمطار المتساقطة بين 800 إلى 1200 ملم، إلى ما يشبه أدغال نهر الأمازون؛ حيث يتوسّع منسوب مياه البحيرة إلى مساحة 3200 هكتار ليغمر السهل الغابي المجاور الذي تتشابك أشجاره المحلية العالية 'السرول الأصلع' وأشجار 'الأوليا' أمريكية الأصل وما تحتها من رياحين وحشائش نباتية زاهية الألوان.
فتمتزج ألوان غطاء هذا المحيط الطبيعي الذي تنضم إليه حركة الطيور متنقلة بين الأشجار والرياحين وسباحة البط والإوز فوق سطح المياه وغوصها بين النباتات المائية، وكلها تشكّل بساطا طبيعيا في غاية المتعة والجمال الساحر. ومثل هذا الفضاء الذي تبدعه الطبيعة، خلال فترة نهاية الشتاء وبداية الربيع، يعتبر واحدا من الأنماط السياحية التي مازالت خارج اهتمامات الهيئات المعنية بحظيرة القالة. ومن ذلك، حسب تصورات متعاملين إيطاليين، كانت لهم وقفة على هذا الفضاء الطبيعي إمكانية إنشاء محطة للسياحة الشتوية تكون مرافقها من الهياكل الخفيفة مع مرفأ لرسو الزوارق الخشبية الصغيرة المتحركة بالمجداف توضع في خدمة السواح لاكتشاف عالم غابات الأشجار المغمورة بمياه البحيرة، وما تحتويه من مناظر خلابة. وفي الوقت الراهن، فإن الاستمتاع بهذا المحيط الطبيعي الساحر ينحصر في توقف العائلات ومستعملي الطريق الوطني رقم 44 عند مروج ضفاف البحيرة ومشجرتها المجاورة، تشد أنظارهم المشاهد الطبيعية الرائعة التي أبدعتها بحيرة طونفه عند فترة بسط منسوبها المائي الفائض، ليعانق أدغال الغابات الخضراء المجاورة. والجميع يتمنى لو توفر لديه زورق خشبي صغير ليكتشف المزيد من السحر وسط الأدغال المائية بعمق الغابات ومكنونها من الطيور البرية والمائية، وأسرار النظم البيئية المكونة لهذا الفضاء الطبيعي الساحر.
المصدر : جريدة الخبر 22/04/2009
صور البحيرة و مدينة القالة
في اجمل من هيك شاطيء ؟؟؟؟ أكيد