تركيا المسافرون العرب

أكتشف العالم بين يديك المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة. artravelers.com ..
عبدالعزيزالماجد
20-05-2022 - 07:12 pm
  1. فإذا وقفت مصغياً إليه ولاّني ظهره وانصرف عني من غير أن يقول شيئاً،

  2. ففتحت عيني من الدهشة، ولم أكد افهم شيئاً.

  3. وفي 1925 أقر قانون القيافه..فمنع الحجاب واقر الزي الأوربي.

  4. تصريحين من ذاك الزمن المر...

  5. فأقول: إنه لا يعلمني شيئاً.

  6. واستمر ذلك مدة طويلة،


يقول لي:
كنت يومئذ صغيراً، لا أفقه شيئاً مما كان يجري في الخفاء، ولكني كنت أجد أبي رحمه الله يضطرب، ويصفر لونه، كلما عدت من مدرستي،
بالذات عندما اتلو عليه مباديء اتاتورك والقواعد التي أرساها لتأسيس جمهوريتنا..ومباديء حزب الشعب الجمهوري و أهم مبادئ الفكر الكمالي.. فرض اللادينية Laiklik ،
ثم يتركني ويمضي إلى غرفته التي كانت في أقصى الدار، والتي لم يكن يأذن لأحد بالدنو من بابها، فلبث فيها ساعات طويلة، لا أدري ما يصنع فيها،
ثم يخرج منها محمر العينين، كأنه كان بكى بكاءً طويلاً،
ويبقى أياماً ينظر إلىَّ بلهفة وحزن، ويحرك شفتيه، فعل من يهم بالكلام،

فإذا وقفت مصغياً إليه ولاّني ظهره وانصرف عني من غير أن يقول شيئاً،

وكنت أجد أمي كلما ذهبت إلى المدرسة، حزينة دامعة العين، وتقبلني بشوق وحرقة، ثم لا تشبع مني، فتدعوني فتقبلني مرة ثانية، ولا تفارقني إلا باكية،
فأحس نهاري كله بحرارة دموعها على خدي، فأعجب من بكائها ولا أعرف له سبباً، ثم إذا عدت من المدرسة استقبلتني بلهفة واشتياق، كأني كنت غائباً عنها عشرة أعوام، وكنت أرى والديّ يبتعدان عني، ويتكلمان همساً بأمور ٍ لا أعرفها ولا أفهمها، فإذا دنوت منهما قطعا الحديث، وحوّلاه، وأخذا يتكلمان بما أعلمه ..فأعجب وأتألم، وأذهب
أظن في نفسي الظنون، حتى أني لأحسب أني لست ابنهما، وأني لقيط جاءا به من الطريق، فيبرح بي الألم، فآوي إلى ركنٍ في الدار منعزل، فأبكي بكاءً مراً.
وتوالت علي الآلام فأورثتني مزاجاً خاصاً، يختلف عن أمزجة الأطفال، الذين كانوا في مثل سني، فلم أكن أشاركهم في شيء من لعبهم ولهوهم، بل أعتزلهم وأذهب، فأجلس وحيداً، أضع رأسي بين كفي، واستغرق في تفكيري، أحاول أن أجد حلاً لهذه المشكلات..
حتى يجذبني زملائي من كم قميصي، لأذهب إلى متحف في آخر الشارع العام يمجّد من اسسوا لجمهوريتنا ويحكي بطولاتهم ..وفيه صورٌ لهم وهم يحملون دستورنا وشعارات تمتدح الفكر اللاديني الذي دعموه ليكافحوا به الرجعيه..مع انني لااعلم ماهي الرجعيه!!.
وولدت أمي مرة، فلما بشرت أبي بأنها قد جاءت بصبي جميل، لم يبتهج، ولم تلح على شفتيه ابتسامة، ولكنه قام بجر رجله حزيناً ملتاعاً، وعلى وجهه علائم الحزن المبرح، واليأس القاتل، حتى وصل الى غرفة امي.. فرأيت وجهها يشحب شحوباً هائلاً، وعينيها تشخصان، ورأيتها تدفع إليه الطفل خائفة حذرة.. ثم تغمض عينيها، فحرت في تعليل هذه المظاهر، وازددت ألما على ألمي.
حتى إذا كان ليلة عيد الجمهوريه 29 اكتوبر ،
وكانت مدينتنا غارقة في العصر والنور، وشوارعها تتلألأ بالمشاعل والأضواء، وصور اتاتورك وكلماته تومض على شرفاتها ومآذنها،
دعاني أبي في جوف الليل، وأهل الدار كلهم نيام، فقادني صامتاً إلى غرفته، إلى حرمه المقدّس، الى غرفته التي لم ادخلها من قبل!!
فخفق قلبي خفوقاً شديداً واضطربت، لكني تماسكت وتجلدت،
فلما توسط بي الغرفة أحكم إغلاق الباب، وراح يبحث عن السراج، وبقيت واقفاً في الظلام لحظات كانت أطول عليّ من أعوام، ثم أشغل سراجاً صغيراً كان هناك،
فتلفتّ حولي فرأت الغرفة خالية، ليس فيها شيء مما كنت أتوقع رؤيته من العجائب،
وما فيها إلا بساط وكتاب موضوع على رف.. فأجلسني على هذا البساط، ولبث صامتاً ينظر إليّ نظرات غريبة اجتمعت علي، هي، ورهبة المكان، وسكون الليل،
فشعرت كأني انفصلت عن الدنيا التي تركتها وراء هذا الباب، وانتقلت إلى دنيا أخرى، لا أستطيع وصف ما أحسست به منها.. ثم أخذ أبي يدي بيديه بحنو وعطف، وقال لي بصوت خافت:
يا بني، إنك الآن في العاشرة من عمرك، وقد صرت رجلاً، وإني سأطلعك على السر الذي طالما كتمته عنك، فهل تستطيع أن تحتفظ به في صدرك، وتحبسه عن أمك وأهلك وأصحابك والناس أجمعين؟
إن إشارة منك واحدة إلى هذا السر تعرض جسم أبيك إلى عذاب الجلادين من رجال " التحقيق" .
فلما سمعت اسم رجال التحقيق ارتجفت من مفرق رأسي إلى أخمص قدمي، وقد كنت صغيراً حقاً، ولكني أعرف من هم رجال التحقيق وأرى ضحاياه كل يوم، وأنا غاد إلى المدرسة، ورائح منها وأرى الصحف لا تفتأ تعدّد من امسك بهم رجال التحقيق أو من أبادوهم.. فسكتُ ولم أجب.
فقال لي أبي : مالك لا تجيب! أتستطيع أن تكتم ما سأقوله لك؟
قلت: نعم
قال: تكتمه حتى عن أمك وأقرب الناس إليك؟
قلت: نعم
قال: أقترب مني. أرهف سمعك جيداً، فإني لا أقدر أن أرفع صوتي. أخشى أن تكون للحيطان آذان، فتخبر المحققين عني ..فيحرقونني حياً.
فاقتربت منه وقلت له:
إني مصغٍ يا أبت.
فأشار إلى الكتاب الذي كان على الرف، وقال:
أتعرف هذا الكتاب يا بني؟
قلت: لا
هذا كتاب الله.
قلت : ماذا ؟؟
فأضطرب وقال:
هذا هو القرآن الذي أنزله الله، الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، على أفضل مخلوقاته، وسيد أنبيائه، سيدنا محمد بن عبد الله النبي العربي صلى الله عليه وسلم.

ففتحت عيني من الدهشة، ولم أكد افهم شيئاً.

قال: هذا كتاب الإسلام، الإسلام الذي بعث الله به محمداً إلى الناس كافة.. فظهر هناك.. وراء البحار والبوادي.. في الصحراء البعيدة القاحلة.. في مكة في أقوامٍ، مختلفين، مشركين، جاهلين، فهداهم به إلى التوحيد، وأعطاهم به الاتحاد، والقوة، والعلم والحضارة،
فخرجوا يفتحون به المشرق والمغرب، حتى وصلوا إلى هذه الأرض فعدلوا بين الناس، وأحسنوا إليهم، وأمنوهم على أرواحهم وأموالهم، ولبثوا فيها ستمائة سنة.. ستمائة سنة، جعلوها فيها أرقى وأجمل بلاد الدنيا..ملكوا فيها اكثر من 13مليون كلم مربع..من وسط كوسوفو ومن حدود فيينا الى تبريز واليمن ومصر والجزائر وآخر بلاد المسلمين بالمغرب..
نعم يا بني نحن المسلمين..
دينك الاسلام..
لا مباديء وكفريات انخدع بها ساسة البلاد وروجوا لها في اوساط الناس..حسبوا انهم حينما يتركون دينهم سيرتفع لهم شأن وتتطور صناعتهم..شابهوا الغربيين في تقاليدهم ونسوا ان يشابهوهم في علمهم وتقنيتهم..
فلم أملك لساني من الدهشة والعجب والخوف، وصحت به:
ماذا.؟ نحن؟ .. المسلمين!
قال: نعم يا بني. هذا هو السر الذي سأفضي به إليك.
نعم نحن. نحن أصحاب هذه البلاد،
نحن بنينا هذه القصور،وهذه المساجد الكبرى العامره..تُحفٌ بنيناها حبا في ديننا واحياءً لشعائره...
مباني.. كانت لنا فصارت لعدونا(وكان عدونا هو كل من يحارب ديننا ويُذلّ أهله)،
نحن رفعنا هذه المآذن التي كان يرن فيها صوت المؤذن،
فصارت متاحف ومزارات للأرجاس وغيرهم..
و لو كنا كما كنا ..لما وطأتها أقدامهم ..إلا ..أن يُسلموا فيسلموا..
نحن أنشأنا هذه المساجد، التي كان يقوم فيها المسلمون صفاً بين يدي الله،
وأمامهم الأئمة، يتلون في المحاريب كلام الله، فصارت اماكن للهو والتبسط ومجالس للسياح والسائحات العاريات...
نعم يا بني .. نحن المسلمين، لنا في كل بقعة من بقاع ارضك أثر،
وتحت كل شبر منها رفات جد من أجدادنا، أو شهيد من شهدائنا. نعم .. نحن بنينا هذه المدن، نحن أنشأنا هذه الجسور، نحن مهدنا هذه الطرق، نحن شققنا هذه الترع، نحن زرعنا هذه الأشجار.
ولكن منذ عدة سنوات .. أسامعٌ أنت؟ منذ عدة سنوات ..
انخدع عامتنا وبسطاء شعبنا ببريق انتصارات مصطفى كمال ..
وانطلت علينا وعود الحريه والمساواه والاستقلال عن الغرب وتحرير المدن..
فأحببناهم..وسلمناهم رقابنا..
وعاونهم الناس..على خليفة ذلك الوقت(لأننا كنا نراه عائقا يعيق تقدم الأمه التركيه)..
فانتصر مصطفى ومجموعته..ففرضوا على الناس في خمس عشرة سنه..
مالايتصوره عقل..ولايؤيده منطق..
ففي 1924 اصدر قانون توحيد التدريسات (رقم 430 في 3 مارت 1340 رومي)
وبموجبه اُلغي تدريس الدين واُلحقت المدارس جميعها إلى وزارة المعارف. وأغلقت مدارس القرآن الكريم والدين..
وفي نفس العام تم إلغاء وزارة الأوقاف والشؤون الدينية و المحاكم الشرعية.
وإعادة النظر في دستور الدولة

وفي 1925 أقر قانون القيافه..فمنع الحجاب واقر الزي الأوربي.

اما في عام1926فكانت الكارثه..التي لانستطيع لها منعا..لضعفنا واغترارنا به باديء الأمر..
فقد تقرر إلغاء النكاح الإسلامي ووضع قانون النكاح المدني (برقم 743) وبموجبه: حرّم تعدد الزوجات وأُلغي المهر المفروض على الزوج ، ومنع الزوج من حق الطلاق، واصبحت البنت حرة في اختيار الزوج من أي دين كان، والتسوية بين الذكر والأنثى في الميراث، وأُلغي نظام الإرث بالقرابة والتعصب...
وفي4/10 من نفس العام تم قبول القانون المدني الأوروبي - الذي هو عبارة عن الترجمة الحرفية للقانون السويسري وترجمة القانون الإيطالي- وعدّه قانون الجزاء التركي . وإلغاء القوانين الشرعية كافة.
وفي عام1935جعل يوم الأحد عطلة الأسبوع بدلاً من الجمعة
وتم تحويل مسجد اياصوفيا إلى متحف بعد إغلاقه مدة من الزمن وتحويل جامع الفاتح إلى مستودع !!
اذن ناموا في احضان من حاربوهم..وقلدوهم..ونسوا امجاد امتك يابني..مصطفى كمال..اضاع الكثير ..وهدم الكثير..لكن في حكم العسكر من يستطيع الكلام..
اتدري يابني,,أن رئيس تركيا عدنان مندريس ..الذي اعاد الأذان بالعربيه..اعدمته الدوله بأمر العسكر..فمابالك تلوم اباك على خوفه..مصطفى كمال..فرط..وسمح للغرب بمالايتوقع..
وأباحهم حمى أمته، ومدافن أجداده،، هذا غير مكاتب التحقيق التي تعاقب كل محب لدينه يغار عليه ..وتتهمه بالرجعيه.. وأجبرتنا على ترك لغة ديننا ..وأخذ منا أولادنا، لينشئهم، على الالحاد...حيث انه في 1940 تقرر تدريس الالحاد بالقرى..فذلك سر ما ترى من إستخفائنا بالعبادة، وحزننا على ما نرى من أمتهان ديننا، وتكفير أولادنا.
وشكّلت محاكم زرعت الخوف والإرهاب في طول البلاد وعرضها، ونصبت المشانق لعلماء أجلاّء، ولكل من تُحدثه نفسه بالإعتراض على السلطة الحاكمة.
انظر يابني..الى هذه الورقه الصفراء القديمه..احتفظت بها لتراها فتعذرني على صمتي عنك كل هذه السنين...انها تحمل تصريحين من زماننا المر..

تصريحين من ذاك الزمن المر...

وقد صرّح الجلاد "قارا علي" الى صحيفة "صون بوسطة" في عددها الصادر في 3/ 3/ 1931بالآتي: علّقتُ بيدي على المشانق خمسة آلاف ومائتين وستة عشر شخصاً في إثني عشرة سنة الماضية..
ووصفت صحيفة "جمهوريت" في عددها الصادر يوم 16/ 7/ 1930 الاعمال الجارية في شرقي الاناضول كالاتي: لقد إلتجأ ما يقرب من ألف وخمسمائة شقي الى مغارات جبل آرارات، وألقت طائراتنا قنابل مكثفة عليهم، فكانت الانفلاقات مستمرة حتى طهرت تلك البقاع من العصاة، حيث أحرقت جميع القرى التي التجأ اليها الاشقياء، وامتلأ وادي زيلان بجثث الذين ابيدوا والبالغ عددهم "ألف وخمسمائة شخصا"
ساد جو من الذعر و الإرهاب في أرجاء البلاد، حتى أصبح الناس يخفون القرآن الكريم عن أنظار موظفي الدولة. ونشطت الصحافة في نشر الإبتذال في الأخلاق والإستهزاء بالدين، فانتشرت كتب الإلحاد وحلت محل كلمات (الله، الرب، الخالق، الإسلام) كلمات (الطبيعة، التطور، القومية التركية..الخ)1
وأخذ المعلمون والمدرسون يحاولون مسح كل أثر إيماني من قلوب الطلاب الصغار إذ أصبحوا يلقنونهم الفلسفة المادية وإنكار الخالق والنبوة والحشر. وسعت السلطة الحاكمة آنذاك بتسخير جميع إمكانياتها وأجهزتها وقوتها ومحاكمها إلى قطع كل الوشائج والعلاقات التي تربط هذه الأمة بدينها ونزع القرآن من قلوبهم،حتى أنها قررت جمع المصاحف من الناس وإتلافها، ولكن لما رأوا صعوبة في ذلك خططوا لكي ينشأ الجيل المقبل نشأة بعيدة عن الإيمان والإسلام فيتولى بنفسه إفناء القرآن..
سنين يا بني، ونحن صابرون على هذا العذاب، الذي لا تحمله جلاميد الصخر، ننتظر فرج الله، لا نيأس لأن اليأس محرم في ديننا، دين القوة والصبر والجهاد.
هذا هو السر يا بني فاكتمه، واعلم أن حياة أبيك معلقة بشفتيك، ولست والله أخشى الموت أو أكره لقاء الله، ولكني أحب أن أبقى حياً، حتى أعلمك لغتك ودينك أنقذك من ظلام الكفر إلى نور الإيمان، فقم الآن إلى فراشك يا بني.
صرت من بعد كلما رأيت شرف جامع ابو ايوب الانصاري أو مآذن آيا صوفيا ، تعروني هزة عنيفة، وأحس بالشوق والحزن، والبغض والحب، يغمر فؤادي، وكثيراً ما ذهلت عن نفسي ساعات طويلة فإذا تنبهت أطوف بآيا صوفيا التي حولوها الى متحف,,وأخاطبها وأعاتبها، وأقول لها ابياتا حفظتها من والدي لشاعرٍ عربي:
أيا صوفيا حان التفرق فاذكري
عهود كرام.. فيك صلَّوا وسلموا
إذا عُدتِ يوما للصليب وأهله
وحلّى نواحيك المسيح ومريم
ودُقّت نواقيسً وقام مُزمّرٌ
من الروم في محرابه يترنّم
فلا تنكري عهد المآذن إنه
على الله من عهد النواقيس أكرم..
ثم أخاف أن يسمعني بعض الجواسيس ..فأسرع العودة إلى الدار لأحفظ درس العربية،
الذي كان يلقيه عليّ أبي، وكأني أراه الآن يأمرني أن أكتب له الحرف الأعجمي، فيكتب لي بجواره الحرف العربي، ويقول لي: هذه حروفنا.
ويعلمني النطق بها ورسمها، ثم يلقي عليّ درس الدين،
ويعلمني الوضوء والصلاة لأقوم وراءه نصلي خفية في هذه الغرفة الرهيبة.
وكان الخوف من أن أزل فأفشي السر، لا يفارقه أبداً، وكان يمنحنني فيدس أمي إليّ فتسألني:
ماذا يعلمك أبوك؟
فأقول : لا شيء
فتقول: إن عندك نبأ مما يعلمك، فلا تكتمه عني.

فأقول: إنه لا يعلمني شيئاً.

حتى أتقنت العربية، وفهمت القرآن، وعرفت قواعد الدين، فعرفني بأخ له في الله، نجتمع نحن الثلاثة على عبادتنا وقرآننا.
وأشتدت بعد ذلك قسوة المحققين تجاه الرجعيين كما يسمونهم، وزاد في تنكيله بالبقية الباقية من سادة اهل الدين ..فلم يكن يمضي يوم لا نرى فيه عشرين أو ثلاثين مقبوضا عليه، ولا يمضي يوم لا نسمع فيه بالمئات، يعذبون أشد العذاب وأفظعه،

واستمر ذلك مدة طويلة،

فقال لي أبي ذات يوم: إني أحس يا بني كأن أجلي قد دنا وأني لأهوى الشهادة على أيدي هؤلاء، لعل الله يرزقني الجنة، فأفوز بها فوزاً عظيماً، ولم يبق لي مأرب في الدنيا بعد أن أخرجتك من ظلمة الكفر، وحملتك الأمانة الكبرى، التي كدت أهوي تحت أثقالها،
فإذا أصابني أمر فأبحث عن سعيد النورسي ولاتتركه.. ولا تخالفه في شيء..وان لم تجده فابحث عن رسائله..رسائل النور..وهي رسائل سريه هدفها حفظ الدين ومقاومة من يهدمه.. بالمنطق والفكر..
ومرّت على ذلك أيام، وكانت ليلة سوداء ..وإذا بهم يقتادون ابي الى سجونهم..واذا بهم يتهمونه..بإنغلاق الفكر ومحاربة مباديء الدوله العلمانيه..


التعليقات (9)
عبدالعزيزالماجد
عبدالعزيزالماجد
روابط لها علاقه مباشره ورئيسيه بماورد بالقصه..
https://artravelers.com/p/re/219102

عبدالعزيزالماجد
عبدالعزيزالماجد
علي الطنطاوي: محمد الصغير http://www.alnoor-world.com/ali/topicbody.asp?TopicID=46&SectionID=6

aldosee
aldosee
ابو معاذ
يبدو ان زمن قراءة التاريخ ذهب الى غير رجعه عند جيل اليوم
وماعسانا ان نفعل....
ماحدث في تركيا حدث ومع الأسف الشديد في بلدان عربيه شتا
ولايزال يتكرر الى اليوم....
الا اننى اعتقد بأنه كف في تركيا فمن خلال تكرار الزيارة نجد صحوة كبيره
واهتمام عظيم
القضية ان اخواننا في تركيا يعتقدون بأننا لانعرف تاريخهم ولا نهتم بحضارتهم ولا نقدر خلافتهم
وعندما أخبرتهم بأننا في السعودية نطلق على مدارسنا ومعاهدنا اسماء خلاف العثمانيين يندهشون بل لايكادون يصدقون ذلك...
ولكن عندما تخبرهم عن رؤس اقلام من تاريخهم المجيد يوقنون باننا أخوة...
نعم أخوة...
فلايملكون الا ان يرددون
{ أنما المؤمنون أخوة}
نسأل الله ان يعز الأسلام وينصر المسلمين

الهجرة
الهجرة
الحمدلله على نعمة الاسلام والقران
قصة جميلة
دائما تتحفنا ياابا معاذ بكل ماهو نافع
نفع الله بك

دمـعـ غيـوم ـة
دمـعـ غيـوم ـة
فعلا احسست باحساس القهر والحزن وأنا اتجول في أيا صوفيا وكنت أظن بأن الآخرين يعتبرونها سياحة فقط فلم تحرك فيهم ساكنا
الحمدلله على نعمة الإسلام واتمنى أن تعود سياسة تركيا شامخة معتزة بمساجدها وإسلامها

عبدالعزيزالماجد
عبدالعزيزالماجد
مع الاعتذار عن الرد والشكر لمن مر ..
القصه لحبيبنا الأديب ذو الأسلوب الممتع الجذاب الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله ..عنوانها (محمد الصغير) عن شاب اندلسي..القصه في كتابه (قصص من التاريخ)
حولتها بتصرف بسيط وليس لي فيه الا الرصد التاريخي لبعض التغييرات الهادمه التي قامت بها العلمانيه بتركيا..زمن سقوط الخلافه..ومن عمره الآن 70 - 80 عاما في تركيا ..يكون ابوه وأمه..عاشا تلك المرحله ....

Fahd04
Fahd04
استمتعت بقراءة القصة ..
زيارتي لتركيا أول الصيف الحالي جعلتني أبحث أكثر عن آواخر الخلافة العثمانية وسيرة حياة مصطفى كمال أتاتورك وكيفية تحول الدولة .. ومن الأفضل لمن يريد الذهاب إلى هناك وزيارة بعض الأماكن التاريخية والمتاحف أن يقرأ أكثر عن أوآئل وأوآخر الدولة العثمانية وبداية الدولة التركية الحديثة (أتاتورك بالذات) حتى تكون لديه صورة مكتملة عن الأماكن اللتي سيزورها ..
لفت نظري أمر .. أتاتورك لايزال مقدسا في تركيا .. سواء بالرضى أو الغصب .. عندما حاولت الدخول إلى اليوتيوب هناك وجدته محجوبا لديهم! بحثت عن السبب .. وجدته يعود إلى محاولة بعض اليونانيين نشر مقاطع فيديو تشوه صورة أتاتورك في اليوتيوب فقرروا حجبه كاملا !

الفيصل 22
الفيصل 22
شكرا لك اخي عبدالعزيز الماجد على الموضوع الاكثر من رائع
وعلى المعلومات المهمة وكتابتك لتاريخ بصورة رائعة وعلى انتقاء الموضوع المثمر ..!!!
شكراا لك اخي مرة اخرى ..
وتقبل تحياتي اخوك .... الفيصل .....

قارئ
قارئ
اشكرك أخي الغالي على اثراء هذه البوابة بمثل هذه المواضيع المهمة عن تاريخ هذا البلد الإسلامي العظيم
والحمد لله العودة إلى الدين واضحة في تركيا برغم الجهود الكبيرة من جنود ابليس لطمس الدين وابعاد المجتمع عنه
والله متم نوره ولو كره الكافورن


خصم يصل إلى 25%