مهاجر
31-05-2022 - 10:31 am
تعتبر ساحة ساسين جوهرة منطقة الاشرفية في بيروت لاحتوائها على مراكز تجارية عدة ومطاعم ومقاه يلتقي فيها اهل السياسة ونجوم الفن والاعلام. فهذه الساحة التي تبلغ مساحتها نحو 3000 متر مربع تعتبر احدى اكبر الساحات في مدينة بيروت واقدمها. وقد تحولت منذ سنوات الى رمز من رموز النضال الوطني تنطلق منها التظاهرات وتحتشد فيها التجمعات المعارضة.
والساحة موجودة منذ اكثر من ثمانين عاماً، تم تدشينها رسمياً في اواخر السبعينات برعاية رئيس الجمهورية اللبنانية السابق الياس الهراوي ورئيس حكومته يومذاك الرئيس الشهيد رفيق الحريري. فأعيد تأهيلها وترميم عماراتها وارتدت حلة جديدة ونفضت عنها غبار الحرب واثار شظايا القنابل والمدافع التي دكتها بين اواسط السبعينات واوائل التسعينات من القرن الماضي. ويتوسط الساحة نصب لشهداء الاشرفية وبينهم الرئيس بشير الجميل، الذي اغتيل بعد قليل من انتخابه وقبل تسلمه مقاليد الحكم في 14 سبتمبر (ايلول) 1982.
وتنتشر على جوانب الساحة المقاهي والارصفة التي تزدحم باللبنانيين من مختلف الاعمار. وقد اتخذ بعضها خصوصية يمتاز بها عن غيره، فهذا مقهى يلتقي فيه طلاب جامعيون وذلك لتلامذة المدارس، فيما ثالث ترتاده العائلات ونجوم الاعلام والفن.
ويرى البعض في ساحة ساسين ميزان الطقس السياسي الذي يسود البلاد. فاذا كانت تزدحم برواد المقاهي والمشاة والسيارات فهذا يعني ان الحالة العامة هادئة، واذا فرغت وكانت خالية من الناس فذلك يعني العكس.
وترتدي ساحة ساسين في كل موسم او مناسبة الحلة الملائمة في اعياد رأس السنة تتلألأ فيها الانوار وتنتصب فيها الاشجار المضاءة. وفي الاعياد الوطنية ترتفع فيها اللافتات حاملة عبارات وشعارات ترتبط بالمناسبة.
وحملت الساحة اسمها تكريماً لاحد زعماء المنطقة في الاربعينات جورج ساسين، والد الوزير والنائب السابق ميشال ساسين، كما ان نسبة كبيرة من عقاراتها يملكها آل ساسين ولذا عرفت باسمهم. ويؤكد مسؤول سابق في بلدية بيروت ان الساحة رسمياً لا تحمل هذ الاسم لكن اسمها الحقيقي توارى وبات مجهولاً، تماماً كما تسميات ساقية الجنزير وطلعة جنبلاط ونزلة العكاوي وحي بيضون، وكلها لشوارع اطلقت عليها هذه الاسماء لمجرد شيوعها وتردادها بين الناس، مشيراً الى انها في الحقيقة بمثابة لقب غلب الاسم ورافق هذا الموقع او ذاك ولم يتغير.
وحضنت الساحة على مر السنين مهرجانات واحتفالات عدة، واشهرها عيد الزهور وعيد الموسيقى، حيث كان نجوم الطرب والغناء يقفون على مسرح ضخم يقام خصيصاً في المناسبة وسط الساحة فتصدح اصواتهم في ارجائها وفي المنطقة كلها.
وبالنسبة للمطاعم فسوف تحتار بسبب وجود خيار واسع يضم كل المطابخ العالمية منها مطعم عبد الوهاب الانجليزي الذي يقدم المأكولات اللبنانية، ومطعم مايريغ ويقدم المأكولات الارمنية المعدلة fasion لتناسب جميع الاذواق، هذا الى جانب مطعم La Piazza ومطعم Al- Dente الايطاليين و Pascucci Julia"s الفرنسي ولمحبي الاطباق الاسبانية يمكنكم التوجه الى Solea ولا ميزون دي سومون لمحبي ثمار البحر. والجميل في منطقة الاشرفية وبالتحديد في ساحة ساسين هو وجود مقاهي الرصيف التي تقدم القهوة على أنواعها منها العربية والغربية الى جانب وجود الكافيهات العصرية التي تجتاح العالم مثل ستارباكس كوفي وغيرها، من دون ان ننسى The Chase الذي أمسى نقطة لقاء الاحباب والاصحاب، ولا يمكن ان تزور منطقة ساسين من دون ان تجرب أي صنف من الاصناف اللذيذة التي يقدمها من الحلوى والمأكولات الغربية والعربية، ويتميز هذا المكان أنه يقف شاهدا على لقاءات جميلة تكللت بالزواج وهو معروف أيضا بفرعه الاول في منطقة جونية.
سي السيد
حياك الله أخي الكريم
وشاكر لك مشاركتك وإطرائك