اللزاز
11-08-2022 - 03:55 pm
زوار المسجد النبوي يحنون ل"السقاية" التي كانت رائجة في عاصمة الإسلام الأولى
يفتقد زوار المسجد النبوي في المدينة المنورة هذه الأيام، مع سطوة الشمس الحارقة، إلى خدمات السقاية التي كانت رائجة، تبعا للمرويات التاريخية، في عاصمة الإسلام الأولى، يوم كان الحجيج والمعتمرون ينعمون بماء تلك "الأزيار" الفخارية الكبيرة، والتي يّبرد فيها الماء، ويحمل على الظهور عن طريق الدوارق إلى طالبه في كل مكان في الحرم النبوي وساحاته المحيطة.
وعلى الرغم من توافر ماء زمزم اليوم في كل مكان داخل الحرم النبوي عن طريق المبردات التي وزعت في كافة أرجاء المسجد، غير أن ذاكرة أهالي طيبة الطيبة ما تزال تحن إلى مشهد "السقايين" الذين كان شباب ورجال المدينة يتنافسون عليها في سبيل خدمة ضيوف الرحمن.
وعن مهنة السقاية قديما في المسجد النبوي الشريف يقول الباحث في تاريخ وآثار المدينة المنورة أحمد سعيد بن سلم إن "السقا يقوم بوضع الماء في "أزيار" كبيرة حتى يبرد وينقل الماء إلى داخل الحرم، إما بواسطة "الحجلة" وهي عبارة عن دورق كبير مصنوع من الفخار يوضع على الكتف ويسقى الناس ب"طاسة" من نحاس، أو بواسطة الدوارق الصغيرة".
ويستطرد ابن سلم في وصف وظيفة وآلية السقاية: "ينقل السقاء عددا كبيرا من الدوارق وتوضع في أحواض من الخشب مصفحة بالزنك".
وعن المورد المالي لمهنة السقاية يقول ابن سلم إن "السقا يتعاقد مع من يريد أن يتصدق بالماء على المصلين، ويحضر له العدد المتفق عليه من الدوارق إلى المكان الذي يحدده ويضعها في الأحواض المذكورة وفق مبلغ معين يتفقان عليه مسبقا" وهي الظاهرة التي تبرز، على نحو خاص، في شهر رمضان.
وتختلف الدوارق في المدينة المنورة، كما يؤكد ابن سلم، عنها في مكة، حيث تمتاز بصغر حجمها بحيث تكفي لشرب فرد واحد.
أما الفخار في طيبة الذي كان يلعب دورا هاما في الحياة اليومية فكان يصنع من الخامات المحلية، وعلى المدى الطويل يصنع "الفاخراني" المشارب والتي تسمى "الشراب" في اللهجة المدنية، وهي التي تستعمل لتبريد الماء وتكاد تكون عماد هذه الصناعة، حيث يحرص زوار المدينة من أهل مكة وجدة والطائف على أخذ الهدايا من "شراب المدينة" لما امتازت به من سرعة التبريد وطيب طعم الماء.
وعن "الأزيار" التي تستعمل في تبريد الماء فتأخذ مقاسات مختلفة، منها الكبير الذي يحفظ به الماء اللازم للشرب، وهو يبرد الماء إذا كان جديدا، وأما إن كان قديما فلا يقوم بذلك، والزير الصغير يوضع مع الشراب على قاعدة خاصة تسمى "المرفع" مكونان بذلك صورة جمالية ملفتة.
وللسقاية في المدينة المنورة أنظمة دقيقة لا يستطيع السقا مخالفتها، وعندما يحدث خلاف بين السقا وأحد عملائه بسبب التأخير في إحضار الماء أو زيادة الثمن لا سيما في المواسم يقوم شيخ السقاية بمحاكمة السقا وفرض العقوبة اللازمة عليه، وهي التي تتراوح بين الضرب أو التوقيف عن العمل والفصل في حالة التكرار، والتي يقوم بتنفيذها شيخ السقاية أو نقيبة بحضور جمع من "السقايين" وهو الأمر الذي كان مقبولا حينها.
لكن كيف يكون اذا ارتبط الحنين بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم
اكيد انه اكثر لأرتباطة مع شرف خدمة ضيوف الرحمن مع عادة استمرت زهاء 14 قرناً من الزمان
الحمد لله الآن لو كان الوضع كالسابق لصعبت المسألة لكثرة الزوار للمسجد النبوي الذي يزوره في رمضان ملايين من المسلمين