- حلول هندسية
- تقنيات البناء
- خلاف على الأطول
- الصين تحسم الخلاف
يصف المراقبون الجسر اليوناني الجديد المسمى بجسر «ريون انتيريون» والذي اكتمل بناؤه أخيراً بتكلفة مليار دولار تقريبا، أنه أطول وأعرض جسر في العالم لأنه «يمتطي ظهر البحر وجانبا من اليابسة» ويربط شبه جزيرة كورينثة الواقعة إلى الجنوب بالجزء الرئيس من البلاد الواقع شمالا وهذا يعني أن الجسر الجديد يربط شمال البلاد بجنوبها.
ويحمل الجسر الجديد أسمه من المدينتين اليونانيتين اللتين يصل بينهما عبر البحر بخليج كورينثة Gulf of Corintha. ويبلغ طول الجسر فوق الماء 1837 قدما أما طوله الكلي من بدايته الى نهايته بما في ذلك الاجزاء فوق الارض 7388 قدما، ويبلغ عرضه 275 قدما، ويعتبر على هذا الاساس أعرض جسر في العالم حتى الآن بانتظار إنجاز الجسر الأطول في العالم الذي تقوم الصين بتشييده حاليا.
ومن شأن الجسر الجديد أن يغير وسيلة المواصلات بين البر الرئيس وشبه الجزيرة. وقد اعتاد الناس منذ القدم على الانتقال بين الشاطئين باستخدام العبارة أو القوارب. وعادة ما تستغرق هذه الرحلة البحرية بالعبارة 45 دقيقة. أما الآن فإنها لا تستغرق أكثر من 5 دقائق عبر الجسر.المعروف أن مدينة «انتيريون» تقع عند طرف الجسر ناحية البر الرئيس شمالا، بينما مدينة «ريون» فتقع عند الطرف الآخر للجسر على شاطئ شبه الجزيرة جنوبا.
تحديات البناء...وبدأ اليونانيون يفكرون في إقامة الجسر منذ عام 1880 إلا أن التنفيذ لم يبدأ إلا في عام 1998 أي بعد أكثر من 100 عام بسبب طبيعة قاع المضيق وحركة المياه أسفل الجسر التي يصل عمقها في بعض الأحيان الى 200 قدم كما أن قاع البحر الصخري يمتد تحت الرمال الناعمة لمسافات طويلة في الأعماق.
ويقول الخبراء إن هذا الجسر أطول جسر في العالم ويعتمد على ربط أجزاء السطح مباشرة بالدعامات الأساسية «وعددها أربع دعامات» بأسلاك «كابلات» قوية.واضطر المهندسون بشركة «أكاشي كايكبو» اليابانية إلى تقوية التربة تحت أساسات الجسر بوضع قضبان من الصلب وانابيب معدنية عملاقة بحيث يمكن تحقيق التماسك والصلابة اللازمين لقاع المضيق تحت الجسر مباشرة.وهذا التماسك ضروري خاصة في حالة وقوع الزلازل، التي سبق لها وضربت المنطقة سبع مرات في غضون الاربعين عاما الماضية.
حلول هندسية
وكوسيلة لتحقيق المزيد من الصلابة والثبات قام المهندسون بتزويد قواعد الدعامات الاساسية الأربع بوسائل خاصة لامتصاص الهزات Dampers.وأصبح من شأن الجسر الجديد مقاومة الرياح القوية التي تهب بسرعة 250 كيلو مترا في الساعة، ومقاومة الزلازل التي تصل قوتها الى 5. 7 على مقياس ريختر . ناهيك عن التأثيرات الناتجة عن مرور نقلات بحرية ضخمة تسير بسرعة 18 عقدة في الساعة.
يبلغ طول الجسر فوق الماء 1837 قدما أما طوله الكلي من بدايته الى نهايته بما في ذلك الاجزاء فوق الارض 7388 قدما، ويبلغ عرضه 275 قدما، ويعتبر على هذا الاساس أعرض جسر في العالم.
تقنيات البناء
ومن بين وسائل تقوية الاساسات تحت سطح الماء وعلى الرمال الناعمة في القاع استخدام انابيب معدنية عملاقة يصل طول كل واحد منها الى 80 قدما وعرضها 5. 6 أقدام . وتم تغطية هذه الانابيب بالحصى والصلبوخ وكسرات الحجارة.
ولوحظ أن كل دعامة من الدعامات الاساسية العملاقة تضم خمسة سيقان داخلية لتحقيق المزيد من القوة والثبات تحت سطح الارض وفي قاع البحر. كما ان ارضية الجسر تحت السطح الخرساني الذي تعبر عليه السيارات مصنوعة من الصلب مما يتيح لهذا السطح ان يتأرجح وقت حدوث الزلازل لكنه يصمد ولا يتأثر على الاطلاق.
واستمر بناء الجسر من عام 1998 حتى أكتمل عام 2004 وبلغت كمية الخرسانة المستخدمة فيه 662 الف طن فيما بلغ عدد الكابلات «الأسلاك» المصنوعة من الصلب والمستخدمة في تثبيت الاجزاء 368 كابلا . ويبلغ متوسط عدد السيارات التي تعبر الجسر يوميا 10 الاف سيارة وبلغت التكلفة الاجمالية لتشييده 800 مليون يورو اي قرابة مليار دولار وتبلغ الرسوم المفروضة على عبور السيارات 9 يورو اي نحو 12 دولارا.
خلاف على الأطول
ويرى البعض أن جسر ميلاو الذي قام الرئيس الفرنسي جاك شيراك بتدشينه أخيرا أطول جسر في العالم، حيث تمّ إنشاؤه بأربعة خطوط طرق فولاذية التكوين على طول 2460 متراً كما أنه معلّق على ارتفاع 270 متراً. لكن الخلاف لم يستمر طويلا حيث أعتبر أن جسر ميلاو اطول جسر طرقي في العالم.
وقد تمّ التقاط صورة له عن طريق الأقمار الصناعية في الحادي عشر من ديسمبر من العام الماضي حيث يقع فوق وادي تارن الموجود ضمن سلسلة جبال ماسيف.ودعّم هذا الجسر بوساطة أربع دعامات بيتونية يصل ارتفاع كلّ منها إلى 343 متراً، وهو ما يجعلها أكثر ارتفاعاً من برج إيفل المعلَم الهندسي الشهير في باريس.
وفي الحقيقة، قامت شركة إيفل نفسها بإنشاء هذا الجسر بإشراف المهندس السير نورمان فوستر بطريقة تضمن حمايته لمدة تصل إلى 120عاماً، وذلك باستخدام 205 آلاف طن من البيتون لإنشاء هذه الأعمدة والمواد المدعّمة للجسر، و36 ألف طن لبناء الطبقة السطحية للجسر، الأمر الذي يجعل هذه الكمية تكفي لبناء خمسة أبراج كبرج إيفل.
وبعد ثلاثة أعوام ونصف من العمل الدؤوب تم إتمام إنشاء هذا الجسر في الشهر الخامس من العام الماضي. ويعتبر هذا الجسر واحداً من 75 طريقاً سريعاً تصل باريس بمنطقة البحر المتوسط، وتمّ تصميمه ليصل عدّة طرق فرعية ببلدة ميلاو القريبة التي تعاني حتى الآن من عدد كبير من الأزمات المرورية الخانقة.
الصين تحسم الخلاف
ولم تتأخر الصين طويلا لحسم الخلاف حيث وضعت حجرالاساس لاكبر جسر بالعالم وهو جسر سوتونغ على نهر اليانغتسي في مدينة نانتونغ بمقاطعة جيانغسو شرقي الصين، ومن المصمم ان يكون جسر سوتونغ الذي يمتد 10880 قدما أطول من اكبر جسر في العالم بحوالى 2000 قدم.
ويصل ارتفاع البرج الرئيسي للجسر إلى 298 م ليصبح اطول برج في العالم. ويبلغ عمق اساس الجسر 80 م والارتفاع الصالح للملاحة تحت الجسر 62م مما يسمح لسفن حاويات حمولة كل منها 50 الف طن بالمرور. كما يتمكن الجسر من مقاومة عواصف بسرعة 47 م / ثانية.
ويعتبر جسر سوتونغ الكبلى واستثماراته الاجمالية 27. 6 مليارات يوان ومدة انجازه 6 سنوات يعتبر جزءا مهماً من شريان المواصلات بالطرق العامة بين مقاطعتى هيلونغجيانغ بشمال شرق الصين وفوجيان بجنوب شرق الصين. يذكر ان هذا الجسر هو اكبر مشروع في تاريخ بناء الجسور بالصين. وقد شارك في تصميمه أكثر من مئة خبير من داخل الصين وخارجها.