اولاً..
رمضان 223 ه
بحثتَ عن الراحة الكبرى فلم ترها
تُنال إلا على جسرٍ من التعب
إن كان بين صروف الدهر من رحمٍ
موصولة أو ذمامٍ غير منقضب
فبين أيامك اللاتي نُصرت بها
وبين أيام بدرٍ أقرب النسب ...
ثانياً...
فتح الفتوح تعالى أن يحيط به
نظمٌ من الشعر أو نثر من الخطب
فتح تفتّح أبواب السماء له
وتبرز الأرض في أثوابها القشب
ثالثا....
خليفة الله جازى الله سعيك عن...
منظومة الدين والإسلام والحسَب
مشاهد لن تخسر لو تابعتها مشهدا مشهدا...موقفا موقفا..
مشاهد..ستصاغ بطريقه مختصره.. محاولة مني في اختتام شوطي التاريخي هنا بلمسه معتصماتيه رائعه ..
اتمنى ان تجعل هذه المشاهد من جمهور القراء مستفيدين مشاركين بصنع الحدث
لا مستسلمين لعبارات الإطراء وقيود المجامله..لي ولكيبوردي..
ولا أنسى ان انصح..بأن تقرأ المشهد بقلبك..
وتقرأ ماخلف السطور ..فالتاريخ نرويه للعبره..لا للمتعه فقط..وتسلية الوقت..
المشهد الأول..
مدينة مَلَطْيَة (:Malatya).
تقع قرب نهر الفرات كانت زمن الخلافة العباسية من مدن الثغور الاسلاميه على حدود مملكة الرومان .
المشهد الثاني..
توفيل ميخائيل Theophilos..ملك من ملوك الروم..يقطع آذان أهل مالطيه ويقتل الألاف من مسلميها ..ويأسر فوق الف امرأه..
فعل ذلك بعد رساله وصلت له من الملك بابك حاكم اقليم البذ في اذربيجان..(وكانت جيوش الخلافه تحاصره )
أنه ..ياتوفيل خذ راحتك..فملك العرب جهز معظم جيشه باتجاهي..ولم يبق من يحفظ له اطراف بلاده..فاغتنم
الفرصه..فجمع توفيل جيوشه ولم يقصّر او يتأخر..
المشهد الثالث..
ضج المسلمون في مناطق الثغور كلها، واستغاثوا في المساجد والطرقات، وبلغ الخبر المعتصم فاستعظمه،
بلغه..الخبر..بعد انتهاء جيوشه من قتل بابك ودخول مدينته البذ.. وبلغه أن مسلمه صاحت وهي في أيدي الروم: وامعتصماه، فأجاب...لذلك قال ابوتمام في ذلك الموقف..
لبيّت صوتًا مسلما هَرَقْتَ لَهُ..
كَأْسَ الْكَرَى وَرُضَابَ الْخُرّدِ الْعُرُبِ...
ونادى بالنفير العام()وتعبئة الجيوش واستدعى كماقال ابن كثير في كتابه البدايه والنهاية..استدعى القاضي والشهود ليشهد انه يتصدق بثلث ممتلكاته لله..
وعسكرت جيوشه غرب دجله..
فسأل مستشاريه أي بلادهم اكثر تمنعا وتحصينا؟
فقيل..له..عموريه....
المشهد الرابع...
عمورية ( http://www.marefa.org/index.php/%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7.
المشهد الخامس
المنجمين ومتابعيهم وكثير من المتشائمين..لايحبذون حسب طوالعهم وابراجهم وتخاريفهم الخروج في صفر او رجب للحرب..
لكن المعتصم..ترك دجل الصحائف والاوراق والمنجمين وخرج..
لذلك قال ابوتمام..
السَّيْفُ أَصْدَقُ أَنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ
في حَدهِ الحَدُّ بَيْنَ الجِد واللَّعِبِ
بيضُ الصَّفَائِحِ لاَ سُودُ الصَّحَائِفِ في
مُتُونِهنَّ جلاءُ الشَّك والريَبِ
والعِلْمُ في شُهُبِ الأَرْمَاحِ لاَمِعَةً
بَيْنَ الجيوش..لافي السَّبْعَةِ الشُّهُبِ
أَيْنَ الروايَةُ بَلْ أَيْنَ النُّجُومُ وَمَا
صَاغُوه مِنْ زُخْرُفٍ فيها ومنْ كَذِبِ
المشهد السادس..
الزحف نحو انقره..
بالطريق قسم المعتصم جيشه الجرار إلى فرقتين: الأولى بقيادة القائد..الأفشين، ووجهتها أنقرة، وسار هو بالفرقة الثانية، وبعث قائده "أشناس" بقسم منها إلى أنقرة ولكن من طريق آخر، وسار هو في إثره، على أن يلتقي الجميع عند أنقرة.علم المعتصم من عيونه المنتشرين في المنطقة أن الإمبراطور البيزنطي قد كمن شهرًا لملاقاة الجيش الإسلامي على غرّة، وأنه ذهب لمفاجأة الأفشين، وحاول الخليفة أن يحذر قائده، لكنه لم يستطع، واصطدم الأفشين بقوات الإمبراطور عند "دزمون" وألحق الأفشين بالإمبراطور البيزنطي هزيمة مدوية في (25 من شعبان 223 ه= 838م) ولم يحل دون النصر الضباب الكثيف الذي أحاط بأرض المعركة أو المطر الغزير الذي انهمر دون انقطاع، وهرب الإمبراطور إلى القسطنطينية، وبقي قسم من جيشه في عمورية بقيادة خاله "ياطس" حاكم "أناتوليا".
دخلت جيوش المعتصم أنقرة التي كانت قد أخليت بعد هزيمة الإمبراطور، وتوجهت إلى عمورية فوافتها بعد عشرة أيام، وضربت عليها حصارًا شديدًا.
المشهد السابع..
حصار عمورية
بدأ الحصار في (6 من رمضان 223ه= 1 من أغسطس 838م)، وأحاطت الأبراج الحربية بأسوار المدينة، في الوقت نفسه بعث الإمبراطور البيزنطي برسوله يطلب الصلح، ويعتذر عما فعله جيشه بزبطرة، وتعهد بأن يبنيها ويردّ ما أخذه منها، ويفرج عن أسرى المسلمين الذين عنده، لكن الخليفة رفض الصلح، ولم يأذن للرسول بالعودة حتى أنجز فتح عمورية.ابتدأت المناوشات بتبادل قذف الحجارة ورمي السهام فقُتل كثيرون. وكان يمكن أن يستمر هذا الحصار مدة طويلة، لولا أن أسيرًا عربيًا قد أسره الروم دلّ الخليفة المعتصم على جانب ضعيف في السور، فأمر المعتصم بتكثيف الهجوم عليه حتى انهار، وانهارت معه قوى المدافعين عنه بعد أن يئسوا من المقاومة، واضطر قائد الحامية "ياطس" إلى التسليم، فدخل المعتصم وجنده مدينة عمورية في (17 من رمضان 223ه= 12 من أغسطس 838م