- (ملاحظة وجدت في الأرشيف موضوع قديم للأخ إبن بطوطة عن رمضان في تركيا)
- رمضان في تركيا
- إنارة المآذن وصلاة التراويح
- قراءة القرآن الكريم
- معرض الكتب الدينية
- البرامج الدينية
- موائدالطعام الرمضانية
- زيارة جامع الخرقة الشريفة
- خبز "البيدا "والكنافة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت عن رمضان في تركيا
وحبيت أجمع ما قرأت بعد التنسيق الى منتدانا بهذة المناسبة
أرجو ان يروقكم ويفيدكم
(ملاحظة وجدت في الأرشيف موضوع قديم للأخ إبن بطوطة عن رمضان في تركيا)
رمضان في تركيا
يستقبل الشعب التركي المسلم شهر رمضان المبارك بمظاهر من الفرح والبهجة، مثلما هو الحال عند كل الشعوب الإسلامية في أركان المعمورة،والحقيقة أن هذه المظاهر العلنية من الشعب التركي فيها البراهين والأدلة الكافيةعلى عمق وترّسخ الإسلام، ورفض المبدأ العلماني اللاديني الذي تتمسك به النخبةالحاكمة في تركيا منذ عام 1923وحتى اليوم، وفي فقرات هذا التقرير نستعرض ونقدم بعضًا من هذه المظاهر التي تجتاح الشارع التركي مع أيام شهر رمضان المبارك.
إنارة المآذن وصلاة التراويح
على الرغم من اعتماد هيئة الشؤون الدينية التركية على أسلوب الحساب الفلكي في تحديد موعد بدء هلال شهر رمضان المبارك، وهو الأمر الذي يجعل تركيا عادة تبدأ أيام الشهر في موعد مختلف عن بقيةالعديد من الدول الإسلامية ، إلاّ أن ظاهرة إنارة مآذن الجوامع المنتشرة في تركياعند صلاة المغرب وحتى الصباح الباكر تُرى واضحة في المجتمع التركي مع بدء أيام شهررمضان المبارك، وأيضًا في المناسبات الدينية الإسلامية. ومظهر إنارة المآذن ويسمى عند الأتراك ب "محيا"وهو المظهر المعبر عن الفرحة والبهجة بحلول الشهرالمبارك-(يقول رئيس هيئة الشؤون الدينية التركية بأن الهيئة ترعى حوالي 77ألف جامع في تركيا، وأن الشعب التركي لا يمكن أن يعيش دون جامع وأذان).
وتصحب ظاهرة إنارة المآذن ظاهرة أخرى هي أيضًا من نفحات الشهر الكريم، ألا وهي صلاة التراويح التي تتمتع بحب عظيم واحترام كبير عند أفراد الشعب التركي، فبعد تناول طعام الإفطار يهرع الأطفال والشباب والنساء والرجال ناحية الجوامع والمساجد لحجز الأماكن في صلاةالعشاء ومن بعدها صلاة التراويح التي تتم على المذهب الحنفي، ويقوم أهل الخير من الأتراك بتوزيع الحلوى على الأطفال المشاركين في صلاة التراويح عقب انتهائها.
قراءة القرآن الكريم
الحقيقة أن الأتراك من أكثر الشعوب الإسلامية حساسية واحتراماً وتبجيلاً لكتاب الله، فالقرآن الكريم مثلاً يوضع أعلى الكتب في المكتبات أو في مكان بارز داخل المنزل أو المكتب، ولا يقبل الأتراك بأي حال وضعالقرآن الكريم بين الكتب العاديّة أيًّا كان شأنها أو قيمتها، بل يضعونه أعلاها دائماً، ومن العادات الجميلة والمحبوبة عند الشعب التركي اهتمامه بقراءة القرآن طيلة شهر رمضان، فعلى صعيد تلك العادة المحبّبة يقوم الأتراك من الرجال بتقسيم سورالقرآن الكريم فيما بينهم، على أساس قدرة الشخص في تحمل قراءة كمٍّ من السور القرآنية، فالبعض يقبل قراءة سورة والبعض الأخر يقبل قراءة أكثر من سورة، وفي الأيام الأخيرة من شهر رمضان تقوم هذه المجموعة أو تلك التي انتهت من ختم القرآن بالذهاب سويًّا إلى أحد الجوامع القريبة لكي تقوم بالدعاء الجماعي الخاص بختم قراءةالقرآن، و يشارك إمام الجامع في الأغلب هذه الجماعة في مسألة الدعاء والحفل الديني الصغير الذي يقام داخل الجامع على شرف القرآن الكريم.
معرض الكتب الدينية
قبل 18 سنة تقريباً بدء الشعب المسلم في تركيا اتباع ظاهرة جديدة،لم تكن موجودة عند الأتراك من قبل، وهي إقامة معرض للكتب الدينية يبدأ في الأسبوعالثاني من شهر رمضان، ويستمر حتى نهايته، و يقام هذا المعرض سنويًّا في الجامع الكبير"أولو جامع" بالعاصمة أنقره، وفي الرواق الداخلي لجامع السلطان أحمد بمدينةإستانبول، وترعاه هيئة الشؤون الدينية (الوقف الخيري للنشر) بالتنسيق مع وزارةالثقافة التركية، وتبدأ أنشطة هذا المعرض بعد صلاة المغرب من كل يوم، حيث يتوافدالآلاف من الأتراك، رجال ونساء، على ميدان السلطان أحمد في إستانبول لأداء صلاةالعشاء وصلاة التراويح، ثم يتجولون في معرض الكتب المقام في الصحن الداخلي للجامع،وعلى هامش نفس المعرض يتم إقامة معرض آخر يتعلق بفنون الخط العربي والتذهيب ،وهمامن الفنون الإسلامية الشهيرة عند الأتراك.
البرامج الدينية
يقوم تلفزيون وإذاعة الدولة trt 1- tv في أيام السنة العادية ببث فقرة دينية لمدة تتراوحبين ربع إلى نصف ساعة عصر يوم الخميس فقط، ولكن في شهر رمضان وقبل سنوات قليلة فقطبدء تلفزيون الدولة ببث أذان المغرب والفجر حيّا من الجوامع الكبيرة طيلة أيام الشهر، ولعلّ تلفزيون الدولة يحاول بهذا الموقف الجديد -بث الأذان على الهواءمباشرة وقراءة القرآن- الحفاظ على موقعه بين المحطات الخاصة التي تنافسه بشدة وتخطف منه الأضواء كل يوم، وفي الوقت الذي يقدم تلفزيون الدولة برنامجين أو فقرتين دينيتين قبل الإفطار وقبل السحور مدتهما محدودة، وبرنامجًا ثالثًا يوميًّا يخص مائدة الإفطار خلال شهر رمضان، علاوة على بعض الأفلام أو المسلسلات الدينيةالمدبلجة من العربية، تقوم المحطات الخاصة ببث برامج كثيرة ومختلفة خلال الشهرالكريم، فهناك أفلام سينمائية ومسلسلات اجتماعية -في عام 1993 قدمت محطة التلفزيونالخاصةkanal- 6 مسلسلاً بعنوان "أهلا رمضان "وهى المرة الأولى في تاريخ تركياالمعاصر أن تقوم محطة تلفزيونية بإعداد مسلسل خاص لشهر رمضان -، إضافة لبرامج وقتالإفطار ووقت السحور التي تبث فقط في شهر رمضان، وفي السنوات الأخيرة درجت بعضالمحطات التلفزيونية الخاصة على ختم القرآن الكريم خلال أيام الشهر، وتخصص البعضمنها برنامجًا يوميًّا عن المسحراتي.
ومثلما تنشط المحطات الخاصة التلفزيونيةفي رمضان، فإن المحطات الإذاعية الخاصة والتي تبث على موجات fm تنشط بشكل أكبر،وتسيطر على مشاعر الناس في أوقات النهار وعلى النساء بالذات .
موائدالطعام الرمضانية
كان أهل الخير والجمعيات الخيرية في الماضي القريب يقومون بإعداد موائد الرحمن المجانية لإفطار الصائمين الذين يدركهم وقت الإفطار وهم فيالشوارع أو في الطريق إلى منازلهم، ولكن كانت الموائد تتم داخل المباني والحوائط شبه المغلقة، ولم تأخذ هذه الظاهرة شكل العلن أو النزول في الشوارع والميادين التركية إلاّ على أيدي رؤساء البلديات التابعة لحزب الرفاه (المحظور)، وقد استمرحزب الفضيلة وبلدياته في تعقب هذه الخطوة بعد إغلاق حزب الرفاه، وتعد بلديتي إستانبول وأنقرة أولى البلديات العامة التركية التي تقدم طعام إفطار ساخن وطازج للصائمين في الشوارع والميادين، وقد بدأت هذه الظاهرة في عام 1995/1415ه.
ومن المعروف أن الحكومة التركية لا تراعي حرمة الشهر أو ترفع المشقة عن العاملين وموظفيها، فهي لا تحدث أي تقليل في ساعات العمل، بل تصرف العمال والموظفين في الساعة الخامسة من كل يوم وهو نفس توقيت أذان المغرب، ولكن الأمر يختلف في شركات القطاع الخاص التي تصرف عمالها قبل موعد الإفطار بساعة تقريباً، ومنثم فقد كانت فكرة الموائد الرمضانية العامة والمجانية التي تقام في الشوارع مناسبة جداً لخدمة الألوف من الصائمين الأتراك الذين لا يستطيعون إدراك الإفطار في بيوتهم.
زيارة جامع الخرقة الشريفة
يقع جامع الخرقة الشريفة في أشهر أحياءمدينة إستانبول، وهو حي أو محلة "الفاتح" والذي يقع في القطاع الأوروبي من المدينة،وهو من الجوامع التي بنيت في العصر العثماني، حيث سمي باسم الخرقة الشريفة بسبب أنه يحتضن في مكان مميّز داخله بالخرقة النبوية الشريفة التي أحضرها السلطان سليم لإستانبول بعد رحلته للشرق في عام 1516م، وتعد زيارة الجامع وإلقاء نظرة على "بردة" الرسول صلى الله عليه وسلم من أشهر مظاهر شهر رمضان عند الأتراك، ولا يسمح فيالعادة بفتح مكان الأمانة الشريفة للزيارة في أيام السنة، ولكن ابتداء من النصف الثاني لشهر رمضان المبارك يسمح بزيارته وخاصة للنساء، حيث تتوافد الألوف كل يوم من جميع أنحاء تركيا لإلقاء نظرة على الأثر أو الأمانة النبوية الشريفة، فتبدأ الزيارةبعد الإفطار وتستمر حتى ما قبل وقت الفجر، ويتم تنظيم دخول الرجال قبل الإفطار و أوقات النهار، أما النساء فتكون زيارتهن في الليل، وربما يكون المقصود من السماح للنساء بالزيارة في وقت المساء والليل لكي تعطى الفرصة للوفود والجموع النسويةالراغبة في الزيارة اللواتي يأتين من على بعد مئات الأميال فلا يصلن بالطبع إلا في الليل، ويعدن في حافلات جماعية تخصص من طرف الجمعيات الخيرية لنقلهن بين بلداتهن وقراهن وبين مدينة إستانبول.
وزيارة جامع الخرقة الشريفة أصبحت من العادات الشعبية عند الأتراك والتي تتجلى بوضوح في شهر رمضان.
خبز "البيدا "والكنافة
.JPG
من عادات الأتراك في شهر رمضان أن يبدءوا إفطارهم بتناول التمر أو الزيتون،ويأكلون التمر والزيتون والجبن بأنواعه قبل تناول الطعام الشهي، والبعض يقوم لأداء صلاة المغرب أولاً، ثم يعود لمائدة الطعام مستمراً في إفطاره، والبعض يكمل إفطاره ثم يؤدي صلاة المغرب، وفي شهر رمضان تقوم الأفران والمخابز بعمل خبز خاص لا يُرى إلاّ في شهر رمضان ويسمونه ب"بيدا"وهى كلمة فارسية تعني"الفطير"، وهو نوع من الخبز المستدير بأحجام مختلفة ويباع بسعر أغلى من سعر الخبز العادي، ولمّا كانت فطائر" البيدا" تخص شهر رمضان؛ فإن الأطفال يقفون في صفوف طويلة قبل موعد الإفطار بقليل للحصول على الفطائر الطازجة، والأتراك عادة من الشعوب الإسلامية التي تتمتع بثقافة في الطعام والشراب تفوق قرناءها، وتعتبر الكنافة (العجائن المستديرة والتي تمتلئ أوتحشى بالمكسرات وتسمى عند أهل الشرق بالقطائف) والجلاّش والبقلاوة من أبرز أنواع الحلويات التي يقبل عليها الأتراك في شهر رمضان، ولكن يظل دائمًا وأبدًا طبقالشوربة الساخنة من الأطعمة الأساسية في المائدة التركية، ولعل هذا راجع لظروف المناخ البارد في أكثر أوقات السنة.
في الختام فإن أبرز مظاهر شهر رمضان عندالأتراك تبدو بوضوح في مدينة إستانبول التي تضم أكبر وأجمل جوامع الدنيا من الناحيةالمعمارية والفنية، وفي إستانبول أيضا تكمن أكبر كثافة سكانية في تركيا (حوالي عشرة ملايين نسمة)، والمدينة تمثل الرمز الإسلامي عند الشعب التركي منذ فتحها في عام 1453 السلطان محمد الأول الذي لقبّه الأتراك بالفاتح، ولا غرابة في أن تستحوذ إستانبول على المظاهر الحيّة لشهر رمضان فهي المدينة التي ظلت عاصمة للدولةالعثمانية الإسلامية قرابة خمسة قرون، ففيها يقرأ القرآن يوميًّا وبدون انقطاع على مدار الأربع والعشرين ساعة في قصر طوبقابي (الباب العالي) إضافة إلى الأمانات النبوية المقدسة التي جلبها السلطان سليم الأول عند نزوله للشرق العربي في مطلع القرن السادس عشر
يتبع غداً بإذن الله
متابع