الاسكندرية المسافرون العرب

أكتشف العالم بين يديك المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة. artravelers.com ..
bualaa
25-09-2022 - 12:26 am
  1. رمضان القاهرة : قليلٌ من الهدوء كثيرٌ من الصخب

  2. القاهرة في رمضان

  3. القاهرة الأخرى

  4. زحمة يا دنيا


مدينة الكباري والأنفاق والخيام والفوانيس والفتاوى

رمضان القاهرة : قليلٌ من الهدوء كثيرٌ من الصخب

القاهرة في رمضان

لا الغلاء ولا ارتفاع الأسعار، ولا حروب الخليج الأولى والثانية والثالثة، ولا قلة حيلة الحكومة ولا فسادها، ولا العرض المسرحي المثير لاستقالة فاروق حسني، ليغلق بذلك ملف محرقة بني سويف ولا أي شيء يمنع الشعب المصري من ممارسة كل أنواع الاحتفالات بهذا الشهر، يشترك في ذلك الأتقياء والعصاة، الصائمون والمفطرون، الأقباط والمسلمون، وهذه الاحتفاليات بلا شك تختلف في القاهرة عن سواها من حواضر العرب والعجم التي تعرف رمضان، وتعرف له قدره ومنزلته . حالة معقدة مركبة من الحفاوة يختلط فيها الموروث الشعبي، بزخمه الفرعوني والقبطي والإسلامي، مع ابتكارات الفاطميين العبقرية، مع تراث لازال ينبض تحت الجلد لحقبة المماليك، وزمن "العثمانلية"، ووداعة الفلاحين القابعين على ضفاف النهر منذ مطلع الخليقة، وصخب المتعولمين من جيل الشباب "الروش طحن"، مع تلك الجهامة التي أتى بها العائدون من أفغانستان تارة، ومن نفطستان تارات، أي الذين قضوا أعواماً في البلاد العربية "الشقيقة"، وحين يعودون يبدأون في استنكار هذه المظاهر الاحتفالية، التي طالما مارسوها قبل ربع قرن من هجرتهم إلى الدنانير والريالات، ومع هذا تراهم حين يعودون يتصرفون بتأفف، يقول أحدهم : "عندنا في لكويت الألف محذوفة عمداً ما يصير ها الهرج"، أو يطلق آخر فتوى صاروخية ساحقة ماحقة يقول فيها "كل هذه مظاهر شركية وحرام"، ثم يلوذ بإحدى الزوايا التي يؤمها زملاء لهم نفس تجربته، لكن كل هذه الأنماط تتعايش معا في نهاية المطاف، الراقصة التي تصر على إقامة "مأدبة رحمن"، والعائد من ديار الخليج متأففاً ومفتياً يتهم الناس بالشرك والكفر والبدعة، والقابض على جمر الوظيفة الحكومية متسولاً أو قانعاً بما كان، ومتجاهلاً لما قد يكون، والراقصة صاحبة المائدة، كل هؤلاء وغيرهم، تجمعهم مظلة غير مرئية، فينخرطون رغماً عن قناعاتهم في صنع مشهد فريد هو مشهد قاهرة رمضان، حيث لم تختلف المظاهر الاحتفالية بهذا الشهر قديما عن وقتنا الحالي كثيراً، بل تنوعت أشكالها ومظاهرها وصار المشهد أكثر تعقيداً وتشابكاً .

القاهرة الأخرى

تتحول القاهرة في رمضان إلى مدينتين متناقضتين تماما حسب التوقيت المحلي لها، الاولى هادئة وديعة رقيقة ينساب المرور متدفقا في شرايينها بلا عائق وذلك في صباح رمضان الباكر وحتى الثانية بعد الظهر•• ثم في لحظة انطلاق مدفع الافطار وحتى بعد صلاة العشاء والتراويح.
اما القاهرة الاخرى فتكشر عن أنيابها من الثانية بعد الظهر وحتى أذان المغرب ثم بعد صلاة التراويح وحتى منتصف الليل•• وهي قاهرة صاخبة لا تحتمل•• قاهرة تعيش ساعات كأنها الحشر، تسقط فيها القواعد والقوانين والاخلاقيات ويصبح السير في شوارعها وطرقاتها مغامرة يجتازها الاقوى والاكثر قدرة على دهس البشر والحجر والقيم والقوانين بسيارته أو بذراعيه، أو بماله أو نفوذه.
في القاهرة الوديعة تشعر بانك عاشق حالم لا يعكر صفوه شيء، فآلات التنبيه تختفي والهدوء يلف كل مكان كأنك رجعت فجأة الى قاهرة القرن التاسع عشر، فجأة واذا كنت مازلت في الشارع تنفجر حولك قنابل مرورية مروعة وينطلق المارة والسيارات في كل الاتجاهات المعاكسة ولا تجد موطئا لقدم أو لعجلة سيارة وسط هذا التكدس ويقف رجال المرور بلا حول ولا قوة يتفرجون على المشهد وكأنهم غير معنيين بما يجري، وتدب الخلافات التي تتحول الى مشاجرات ومعارك ساخنة حول أسبقية المرور وكل يتهم الآخر بانه المخطئ مستخدما كل ما في قاموس الشتائم من كلمات بالغة الوقاحة.
يزداد الموقف سخونة في بعض الشوارع الرئيسية حيث اذن المغرب حيث يتطوع بعض اصحاب المنازل بافطار الصائمين على التمر والماء ويفاجأ سائق السيارة بشخص قفز في طريقه يمد له يدا مملوءة بالتمر وبين رغبة البعض في الوقوف لتناول بعض التمر ورغبة الاخرين في زيادة السرعة ومع تأثير الصيام على الجميع تقع حوادث التصادم ، وهي حوادث لا تجد من يسجلها او يحكم فيها فرجال المرور يذهبون ساعة الافطار الى اكشاكهم لأنهم صائمون ايضا ومن حقهم ان يتناولوا فطورهم مثل بقية خلق الله من الصائمين وتحت ضغط عبارات من نوعية رمضان كريم والمسامح كريم، ونريد ان نفطر في بيوتنا يتم حل المشاكل بين الصادم والمصدوم ويهرع الجميع الى سياراتهم ليشاركوا مرة اخرى في المشهد السريالي الذي تنفرد به قاهرة رمضان.

زحمة يا دنيا

وللازدحام في العاصمة المصرية اسباب عدة، كما يرى مسؤولو المرور الذين يرفعون شعار "ما يقدر على القدرة سوى القادر" في مواجهة زحام ساعة الافطار الذي تحول الى ظاهرة رمضانية مثله مثل الفوانيس والكنافة والمدفع وموائد الرحمن. فالزحام في القاهرة له خارطة خاصة، واماكن معروفة بعينها، وكما ان الزحام له شوارعه الخاصة فان الانسياب المروري له شوارعه أيضا وهو ما يجعل المتأمل في القاهرة ساعة الافطار يتخيل ان القاهرة تحولت الى مدينتين في وقت واحد ، والسر في التناقض هو ان المناطق التجارية المتركزة في شوارع وسط البلد تغلق ابوابها ساعة الافطار وغالبا ما يتجه العاملون بها الى مساكنهم في الاحياء الشعبية لتتحول شوارع وسط القاهرة الى جنة وتتحول الطرق الرئيسية المؤدية للاحياء الى نار من الزحام والصخب، فإن شوارع مثل طلعت حرب و26 يوليو وكافة شوارع وسط المدينة الشهيرة بزحامها القاتل في كافة اوقات السنة تتحول الى قطعة من الجنة في ساعة الافطار والعكس صحيح ولعل اكثر مناطق القاهرة ازدحاما في رمضان هي كباري العاصمة العلوية.
واكثر هذه الكباري ازدحاما هو كوبري أكتوبر الذي يتمدد كثعبان هائل من أقصى شرق المدينة حتى أطرافها الجنوبية، ويتحول الى علبة مغلقة من الزحام وهو يقود الى أحياء العباسية والوايلي ومدينة نصر ومصر الجديدة والمهندسين والدقي ووسط المدينة، اما شارع الكورنيش اطول شوارع القاهرة فان حاله لا يسر ويشكو وجعه لمن لا يسمع، وهو نفس حال محور 26 يوليو الذي يقود الى مدخل الطريق الصحراوي بين القاهرة والاسكندرية• ورغم حالة الزحام الواضحة للجميع، لكن مسؤولي المرور يرون أن الوضع جيد وانه لولا جهود شرطة المرور ما امكن السيطرة على الموقف في مدينة عدد سكانها 15 مليونا يبقى مليونان منهم على الاقل خارج البيوت حتى ماقبل المغرب بدقائق ثم يبدأون رحلة اللحاق بالافطار ولا شك ان التواجد المروري المكثف ساهم في تخفيف حدة الزحام وحقق قدرا كبيرا من السيولة وبشكل عام فان الوضع المروري للشوارع مازال تحت السيطرة رغم حالات الاختناق والكثافة المرورية التي يتوقعها رجال المرور في رمضان.
منقول


التعليقات (2)
عاشق الاسكندرية
عاشق الاسكندرية
مقال جميل جدا ,,,,
مشكور أخوي / bualaa على النقل .....

bualaa
bualaa
الاخ الكريم عاشق الاسكندرية
اسعدني تشريفكم وادام الله عزكما .
تحياتي لك


خصم يصل إلى 25%