- بداية الحكاية..
- لماذا أدرس اللغة؟
هذه سلسة من الذكريات الشخصية التي سبقت أن نشرت بعضها في مدونتي الشخصية عن تجربتي في السفر لتعلم اللغة الإنجليزية في نيوزلندا،.. أحببت أن أشاركم بها ..وأود أن أنبه في البداية إلى هذه السلسة ليست مخصصة للإجابة عن أفضل المعاهد أو التكاليف أو نحو ذلك, بل هي مخصصة لعرض انطباعاتي الشخصية عن نيوزلندا وعن عملية الدراسة فيها, أم الأسئلة المتعلقة بكيفية الدراسة والتكاليف ونحو ذبك فسأحاول أن أجيب عليها من خلال الرد على المواضيع المنشورة في القسم.
بداية الحكاية..
تعود حكايتي مع اللغة الإنجليزية إلى أيام الطفولة حيث حاول والدي أيام دراسته في أمريكا إلى إدخالي الروضة هناك, إلا أن ظللت أبكي و أصرخ من أول اليوم إلى نهايته و استمررت على هذا الحال أسبوعا كاملا جعلا والدي يعدل عن قراره تعليمي اللغة في سن مبكرة, ربما كانت مشاعر القومية العربية تراودني من ذلك الحين!!, و بكل صراحة أقول: أنني لا زلت نادماً على هذا القرار و ألعن القومية العربية دائماً..!!, وربما يزداد هذا السخط إذا رأيت أنني أكاد أضعف واحد من العائلة في اللغة الإنجليزية.
وفي المرحلة المتوسطة زاد ولعي وحماسي باللغة العربية و أقبلت على قراءة الشعر من الشعر الجاهلي إلى العصر الحديث, بل إن الحال وصل بي إلى التحدث باللغة العربية الفصحى في كافة شؤون الحياة, ورفض التحدث باللغة العامية ( أخذ مقلب في نفسه)..!!, ولا زلت أبتسم كلما قرأت أشعاري التي كتبتها في هذه المرحلة و التي تشبه في ألفاظها قصائد العصر العباسي..!!.
وفي نهاية المرحلة الثانوية حاولت العودة مجدداً إلى رحاب اللغة الإنجليزية, و انضممت إلى دورة لمدة شهر إلا أنني لم شعرت في تلك المرحلة أن هذه اللغة غير منطقية بداية من التهجئة التي تختلف عن النطق, ونهاية بالأفعال الشاذة التي لم أستسغها في تلك المرحلة إطلاقاً, ورغم أنني اجتزت تلك الدورة بتقدير جيد جداً, إلا أنني ابتعدت عن التعرض للغة الإنجليزية حتى نهاية دراساتي العليا.
لماذا أدرس اللغة؟
وبالرغم من كل ما سبق لا زلت أؤمن بأهمية اللغة الإنجليزية في الحياة, و يمكنني القول بأن الذي لا يستطيع التحدث باللغة الإنجليزية بعد عشر سنوات من الآن سيصبح كالذي لايعرف كيف يتعامل مع الكمبيوتر في وقتنا الحاضر, و بالنسبة لي تعود الرغبة في تعلم اللغة إلى أسباب متعددة يأتي على رأسها رغبتي الشديدة في التمكن من القراءة باللغة الإنجليزية وعدم الحاجة إلى انتظار المترجم يختار ما سيترجمه لي, كما أن اللغة أصبحت وسيلة مهمة لمن يحمل أفكار ورسالة معينة في الحياة.
وعلاوة على ما سبق فإنه لا تخفى أهمية اللغة في السفر, وفي التعامل مع الأجهزة والبرامج, وكم حرمت من تعلم أشياء كثيرة بسبب حاجز اللغة, كما أن اللغة الإنجليزية تكاد شرط أساسي للعمل في بعض الشركات والمؤسسات الحكومية.
وقد يتسائل البعض: إذا كانت اللغة بهذه الأهمية لديك فلماذا انتظرت كل هذه السنوات؟ يمكن أن أقول في الإجابة على هذا السؤال بأن لدي عادة شخصية سيئة!! وهي الرغبة في تعلم أي شيء بسرعة, وبإتقان!!, كما أن تخصصي الجامعي كان بعيداً عن اللغة الإنجليزية, فكنت أؤجل عملية التعلم في اللغة إلى وقت أكون فيه متفرغ بشكل كامل لدراسة اللغة, وكنت أظن أن ست أشهر كفيلة بأن تجعلني في نهاية المتوسطة من اللغة!!!.
إلا أنني اكتشفت من خلال التجربة أن عملية تعلم اللغة هي مسألة تراكمية, وليست فناً أو مشروعاً تنهيه في فترة محددة, فكل يوم تتعلم كلمة جديدة وتضيفها إلى رصيدك.
يتبع..
أخوكم: شخص لا يعرف أنني هو
يمنع وضع المدونات الشخصيه- الادارة
بانتظار الباقي
على احرّ من الجمر
اخوك