بودروم المسافرون العرب

أكتشف العالم بين يديك المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة. artravelers.com ..
bualaa
18-01-2022 - 08:45 pm
  1. السفر بالمراكب الشراعية.. متعة وخصوصية

  2. رحلة فريدة في نوعها بتركيا


السفر بالمراكب الشراعية.. متعة وخصوصية

رحلة فريدة في نوعها بتركيا

استيقظت فجأة على اصوات المؤذن. ولم ادر اين انا. وبدأت في التفكير لاستعادة الاحداث: رحلة استغرقت 22 ساعة، من ناشفيل الى شيكاغو بالولايات المتحدة الى اسطنبول في تركيا ثم الى بوردم على ساحل بحر ايجة. ثم رحلة بالتاكسي والميني باص عبر تلال ريفية الى بلدة توروغوتريس الساحلية. ثم السير عبر وسط البلدة. واخيرا مسكني للاسبوع القادم: القارب الشراعي اديلي الذي يصل طوله الى 40 قدما.
وكانت هذه هي المرة الاولى التي استمع فيها للمؤذن ولكنها ليست المرة الاخيرة. بل هي واحدة من المرات التي تمتزج فيها تركيا الدينية والعلمانية والشرقية والغربية والقديمة والمعاصرة لجعل مثل هذه الرحلة بالقوارب الشرعية رحلة مميزة لم يسبق لها مثيل.
ورفاق الرحلة صديقة من نيويورك وقبطان القارب وصديقة له لديهم العديد من الاسباب للقيام بمثل هذه الرحلة. فالقبطان جنكيز اونوك، الذي يقضي معظم شهور السنة يدرس في جامعة نيويورك، يعرف سواحل كاريا في جنوب غرب تركيا بين بوردروم وبحر مرمرة، وهي اكثر مناطق الابحار شعبية في تركيا بسبب خلجانها المحمية. ولذا يقضي اجازته في مسقط رأسه يقود القارب ادلي، وهو واحد من القوارب الاميركية القليلة في هذه المنطقة.
وقد وجه جنكيز دعوة الى بحارة اخرين، وفي النهاية انضم اليه ثلاثة: انا الراغب في اكتساب بعض المعلومات عن الابحار الشراعي ومشاهدة تركيا بعيدا عن الامكان السياحية، وصديقتي كارلا مورفي، التي تبحر في قوارب صغيرة في ميناء نيويورك واويتون التسلي وهي سيدة اعمال تركية تعيش في لندن، وتلميذة سابقة لجنكيز التي كانت تبحث عن رحلة بعيدة عن الحياة في المدن الكبرى.
وسنكتشف بسرعة ان الابحار في تركيا يختلف عن الابحار في الولايات المتحدة واوروبا، حيث تعتبر المدن الساحلية هي منطقة تجمع الاثرياء والمشاهير. فالموانئ الصغيرة التي توقفنا بها هي موانئ محلية تهتم بالحياة اليومية العادية، اكثر من صورة الموانئ الدولية التي تنتشر في اوروبا والولايات المتحدة.
وبدأنا رحلتنا من تورغوتريس، على الساحل الغربي لشبه جزيرة بودرم، واتجهنا الى خليج جوكوفا، وهي محمية وطنية تمتد لمسافة 45 ميلا شرقا من بودرم. وتمتد الجبال التي تنتشر فيها اشجار الصنوبر على مد البصر بلا تنمية بشرية تحد من رؤيتك. وتشهد بين الحين والاخر بعض القوارب الشراعية الاخرى.
وتوقفنا في بودروم بعدما تعرضت انا واويتون الى دوار البحر. ولم يكن هيرودوت ابو التاريخ يمكن ان يتصور كيف اصبحت بودروم المدينة القديمة التي يغزوها الاوروبيون والاتراك لقضاء اجازتهم السنوية.
فبعد منتصف الليل يزدحم الطريق الرئيسي المخصص للمشاة في البلدة بالناس، اما خلال فترة ما قبل الظهر، وخلال نوم السياح تصبح الشوارع والمقاهي المقامة على الشواطئ خالية، ويمكنك عندئذ الاستمتاع بسحر البلدة.
وفي اليوم التالي وقفنا على مقدمة القارب الى ان اختفى حصن البلدة الساحلي وقلعتها التي تعود للقرن الخامس عشر (بمتحفها الرائع المخصص للاثار البحرية) او بمعنى اخر الى ان اختفت الحضارة البلدان الصغيرة والمنتجعات. وتراوحت سرعة الرياح ما بين 15 الى 20 عقدة في الساعة وهو «حلم البحارة» كما ذكر جنكيز وهو يمسك بدفة القارب ويبلغ كارلا متى ترفع الشراع الرئيسي.
وفي البداية حاولت انا واويتون الابتعاد عن الطريق. الا اننا سرعان ما تعلمنا اول درس في كيفية نشر الشراع عن طريق الرافعة. وكانت خطتنا هي الاعتماد على مزاجنا. فميزة الابحار في قارب صغير مثل قاربنا هو القدرة على الرسو في أي جزيرة وزيارة أي قرية. وكنا نشاطر الخليج مع عدد من القوارب الشراعية الاخرى، بعضها خاص، والبعض الاخر مستأجر ومع عدد من القوارب الشراعية التقليدية التركية المعروفة باسم GULET المجهزة بكل الاحتياجات العصرية. وقضينا يوما كاملا ننظف سطح القارب. وفي الوقت الذي تورمت عيناي من قرصة حشرات، كان وجه ايتون قد انتشر فيه الطفح وارتطم انف كارلا بشيء معدني، لم نكن نحن الفتيات على ثقة في رغبتنا في ان نصبح بحارة.
ولكننا وصلنا الى كوكرتمي وهو خليج صغير به ثلاثة مطاعم، مكان صغير يمكن الا ينتبه اليه المرء اذا كان في واحد في القوارب الكبيرة، لانك تتناول الطعام في قاربك. ومع اقترابنا من المرفأ اقتربت منا ثلاثة قوارب في كل منها رجل يوجهنا نحو قاربه. واخترنا واحدا وتلقينا مساعدة من العاملين في المطعم على الرسو قبل ان نتوجه للمطعم.
وفي البداية ذهبنا للمطبخ لمشاهدة مجموعة المزات: سلطة الاخطبوط وسلطة الباذنجان المدخن وسلطة الطماطم، قبل ان نذهب الى الثلاجة الهائلة (يمكنك السير بداخلها) لاختيار السمك. واخترنا سمكة زلابية. وبعد قليل حضر النادل يحمل طبقا كبيرا به السمكة كاملة وعليها صلصة من الليمون وزيت الزيتون وكمية من البطاطس المقلية وسلطة خضراء. كانت وجبة لذيذة. وفي نهاية الرصيف يوجد مقهى مثير للانتباه، وهو عبارة عن خيمة نصبت على رصيف المرسى. ومن الحديث مع صاحب المقهى ادركنا ان اعتماد مناطق مثل هذه على البحر في العيش والنقل والاتصال لم يمض عليه زمن طويل. توجهنا صباح اليوم التالي الى السباحة ولم يكن في الشاطئ سواي وأويتون وأسرة من القرية كانت في رحلة فيما يبدو. كان الزورق وسيلة النقل التي نعتمد عليها في التنقل عبر الخليج الصغير، إلا ان الرياح كانت ضعيفة في بعض الأيام وكان علينا ان نشغل المحرك. أفادنا جنكيز ببعض الإرشادات حول كيفية قراءة الخارطة البحرية ومعرفة أحوال البحر بصورة عامة وأفضل الأوقات لاستقلال الزورق في الجولات البحرية، كما كنا نستعين كثيرا بكتيبات رود هيكيل الارشادي Turkish Waters and Cyprus Pilot. وفي خليج ديغرمين كانت بعض الزوارق واليخوت تحتل مساحة واسعة من الرصيف. توقفنا على مسافة من الرصيف وربطنا الزورق بأحد الأشجار على اليابسة. أثارت الأخطاء شعورا بالإحباط والحرج، كما أثارت نقاشا ساخنا. لم نعرف على وجه التحديد عدد المرات التي حاولنا فيها وضع الهلب بنجاح، ولكن عندما نجحنا في النهاية بدأنا نشعر بأننا اصبحنا اكثر خبرة ودراية بالإبحار. قضاء اسبوع على المركب معناه وقت مطول من الحديث مع رفاق الرحلة ووقت أكثر للتفكير، إذ ليس هناك جو افضل للتأمل من هدوء البحر في ذلك الوقت ومنظر النجوم ليلا. دار بيننا نقاش مطول في تلك الليلة حول المغامرات ذات الصلة بالعيش في الخارج. وقالت آيتون انها تريد العودة الى تركيا مرة اخرى، إذ بدأت معرفتها بتركيا والمجتمع التركي تتعمق تدريجيا، وتصف آيتون تركيا بأنها مجتمع له ثقافة شرقية، حيث للعلاقات اهمية خاصة، بعكس الغرب، على حد رأيها. اما جنكيز، فقد قال انه لا يستطيع العودة الى البلد مرة اخرى معلقا بقوله: «انا نيويوركي». يقول الناس هنا ان كليوباترا زارت بالتأكيد هذا المكان (شاطئ كليوباترا)، وهذا هو السبب في تسميته، إذ تقول الأساطير ان الملكة المصرية عاشت مرة في كاسل آيلاند وان آنطوني استورد كميات كافية من الرمال من افريقيا كي يجهز كليوباترا شاطئا جميلا تستمتع فيه بالحمام الشمسي. من اللحظات التي لا تنسى خلال تلك الرحلة وصولنا على متن الزورق الى ييدي آدالاري (الجزر السبع). عثرنا على موقع مناسب للزورق ورمي الهلب. الأمر الأكثر إثارة للاطمئنان اننا جلبنا معنا مخزونا كافيا من الأغذية من خبز وجبنة فيتا والبطيخ والزيتون وزيت الزيتون. وبغروب الشمس وظهور القمر التركي جلسنا اربعتنا على ظهر الزورق وبدأنا نتجاذب أطراف الحديث على مدى ساعات خلال تلك الامسية الرائعة.
data_travel/data/500/man.gifجريدة الشرق الاوسط


التعليقات (1)
bagher
bagher
أشكر لك التوضيح ::::::::::::: أخي الحبيب


خصم يصل إلى 25%