- الجزء الثاني من رحلة بكين .
- هنا النصب الذي يوضح مقر دفن الإمبراطور .
- هنا بالصورة لو دققتم سترون العمال كنقط على الأعمدة .
- اماكن خارج بكين
الجزء الثاني من رحلة بكين .
بسم الله نبدأ معكم إخواني الكرام مع الجزء الثاني والمكمل لرحلة بكين العاصمة ويشمل هنا المواقع الخارجية عن المدينة وهي الأهم سياحيا ومنها سور الصين الكبير والذي يتجاوز طوله 6000 كيلومتر وانجاز سنرى بعض منه إن شاء الله في ثنايا موضوعنا اليوم فلنبدأ الرحلة .
أول الأماكن التي زرناها هي قصور ومقرة سلالة مينغ التي حكمت الصين .
قبور سلالة الإمبراطور مينغ MING
والمنطقة خارج بكين بحوالي 60 كيلومتر وهي تضم رفات (13) إمبراطور من هذه السلالة التي حكمت الصين لفترات طويلة بين (1368-1644م) .
ولو أن المبنى أصلا خصص لدفن الإمبراطور(زوهودي- Zhu Di) ولكن دفن بعده البقية الباقية من سلالته.
والمنطقة التي بها القبور تتكون على مساحة 24كلم مربع والمدخل الرئيسي من البوابة الحمراء.
وتتشابه المباني هنا مع المدينة المحرمة بأسقفها ذات البلاط الأصفر الإمبراطوري.
وبأقواس متقنة الصنع ليس للزينة فقط إنما لتدعم السقف ولحمل الأعمدة .
وبعد المرور عبر البوابة الرئيسية مررنا على درب سمي بدرب الروح وقد وضعت بجوانبه (36) تمثال لأربع وعشرون حيوان واثني عشر إنسان تحرس الممر.
وقد ألبست تماثيل البشر بألبسة رسمية تحضيرا لمرور الإمبراطور .
وهنا داخل إحدى قاعات القرابين وهي هنا بالصورة مثال فقط للحالة التي كان عليها هذا المبنى فقد اندثرت هذه العادة منذ زمن .
المبنى الأساسي لمقبرة الإمبراطور زوهودي والتي تضم مبنى من عدة طوابق وسرداب ارضي كبير منعنا من زيارته ولا أعرف السبب .
هنا النصب الذي يوضح مقر دفن الإمبراطور .
لازال للزوار من الصينيون بعض الاعتقاد بالنفع والضر لهؤلاء البشر في ظل التطور والتمدن وهي أمور لا تندثر ولا تموت لتعلق البشر بالقوة الروحية المتجسدة بالفطرة الربانية ولكن إن زال الدين الإسلامي أستبدل الشيطان مكانها أصناما ومخلوقات كما في الصورة ولله الحمد والمنة على نعمة الإسلام .
وسبب مقالنا هذا في الصورة أسفل حيث نرى أحد الصينيين وقد وضع قطعة معجنات وبيضتين في نصب القبر اعتقاد بنفع من هذا النصب .
ومن المناظر الملفتة في هذا المبنى هذه الشجيرات الثلاث والتي نبتت في جدار السور وقد تظاهرت بالخروج على المبنى ومن بداخله معترضة على البناء المخالف للقيم الفطرية وهي تسبح الله الواحد الأحد الفرد الصمد لا اله الا الله الواحد القهار .
مناظر عجيبة وكثيرة تلك التي يستغرب من الإنسان بتمسكه بالخرافات واللجوء لغير الله نتيجة للخواء الروحي فيتجه لصخرة ما أو لاعتقاد ما ليملأ جوفه الباطني بشيء يتمسك به ويعينه على تقلبات الزمان .
وهذا ما نراه يوميا من أشكال التخبط والبحث عن الراحة ونجد في هذا المعبد وقد توافد الناس البسطاء لشراء القلائد والمعلقات ليكتب اسمه وطلبه لتنقلها أرواح العظماء لتحقيقها ، والله يعوض ما هنالك أرواح ولا تحقيق رغبات بل تجار العقول الصغيرة وقد بسطو في هذا المعبد ووجدوا من يشتري تلك القلائد الحمراء كما ترون بالصورة .
وهاهو التاجر يقول هلموا قبل فوات الربح واشتروا قبل أن تنتهي والكل يقف بطابور ليشتري تلك الترهات .
وبعد أن يمتلك كل واحد منهم قلادته يدخلون المعبد الذي يضفي طقوس الرهبة في نفوسهم وليعتقدوا بأهمية ما عملوا وهنا تكتب الفتيات في القلائد الرغبات والأمنيات .
وبالأخير هنا مصير كل تلك الأموال معلقة في غصن شجرة ترفرف بها الرياح وتعصف بها والله الهادي إلى سواء السبيل .
رجعنا إلى بكين بعد يوم مضني وللمرور على بعض المعالم قبل انتهاء اليوم .
ومرورنا على حديقة ذات فن صيني قديم مستوحى من القصص الصينية التي تحكي عن تراث الصين .
ومن ضمن مرورنا الذي كان زيارة لأجمل التصاميم الهندسية الحديثة التي أبدعتها اليد الصينية استعداد لعام 2008 لاولمبياد بكين وهذا الإستاد الرياضي الذي صمم على شكل عش طير وضخامته الكبيرة فما ترونه من الأعمدة المتشابكة إنما هي قضبانا من الحديد الكبير الحجم وبالصورة الثانية يتبن الحجم.
هنا بالصورة لو دققتم سترون العمال كنقط على الأعمدة .
واتجهنا بعد عناء ومسير بالسيارة إلى الفندق وكانت لنا مشاهدة في أحد بقالات الخضار والفواكه وتجولنا في السوق السوبر ماركت لأخذ بعض المقاضي وللتزود بالفاكهة ومما وجدناه وأثار دهشتنا هذه التقليعة من الخوخ وقد تمت كتابة هذه الكلمات بطريقة الشمس والظل .
وأقصد بالشمس والظل أن الخوخ قبل أن ينضج يكون لونه أصفر وعند النضج يتحول سريعا إلى اللون الأحمر تقريبا والأحمر منه هو المقابل للشمس أما جهة الظل فتكون بالأصفر على حالها ولذا ابتكر أصحاب العيون الصغيرة(الصينيون)هذا الابتكار بوضع قطعة ستكر مقصوصة الكلمات لكي تدخل أشعة الشمس إلى الكلمات فتحولها للأحمر وإذا نضجت أزالوها كاملة ورفعوا الستكر ويظل الكلام المكتوب بأشعة الشمس واضحا كما ترون بالصورة .
اماكن خارج بكين
اليوم كانت وجهتنا إلى سور الصين ومنها كان مرورنا إلى مجمع الفنون والأحجار الكريمة وهو مركز يجمع التحف والمجوهرات والرخاميات الصينية وجمع من الفنانين من النحاتين والرسامين الذين يشتغلون أمام الزوار بأعمالهم الفنية ويعرضون ما أنتجوه بمعرض كبير جمع الكثير من التحف الراقية والغالية ولم نشتري منه شيئا فوجود أمثالها وبرخص التراب في سوق بنجايايوان وبغيره من أسواق بكين .
المعرض وقد أحتوى الآلاف من القطع الفنية التي تشمل حضارة الصين وتراثها .
وهنا جمع من الفنانين وقد شكلت أناملهم مجموعة من الفنون البديعة .
والتشكيلات الزخرفة التي احتواها المكان كثيرة وجميلة وبديعة ولعل من أكثرها سعرا وأجملها هذا الشكل الجداري والمصنوع من الرخام الصيني الأصفر والمشكل بطريقة معقدة وقد كتب أمامه ممنوع التصوير وهم يخافون من التقليد من قبل الفنانون خارج المركز ولمعرفتهم بسحنتي الغير صينية !!.. فقد تساهلوا بالمنع وأجازوا لي التصوير، سؤال؟؟ للقراء الأعزاء.... بكم تعتقدون يساوي من الدولارات ؟؟
أحزروا قبل أن تنتقلوا للصورة التالية التي فيها المبلغ ..
هاهي الصورة وبها المبلغ وقد كتب على ورقة صغيرة لا تنسجم مع ضخامة المبلغ !!!
والمبلغ المكتوب مليونين ومائتين ألف دولار !!!
هل من مشتري!!! .
انتهينا من المحل وخرجنا إلى خارج المبنى وصورة للمدخل من الخارج .
زيارة مبنى ذو شهرة
غونغ معبد لاما (معبد الكاهن)Yonghe Gong (Lama Temple):
لم أكمل المسير كثيرا في المعبد فقد أخذت فكرة عامة وأضعها هنا لمن يريد المعرفة السريعة لهذا المبنى المهم لديهم.
فان معبد لاما ، أو كما يعرف باسم معبد السلام والوئام في الأصل ملك إلى الأمير(Yin Zhen )يين جين ، ابن الإمبراطور كانغ الحادي عشر من سلالة كينغ(Qing).
تضم أجنحة هذا المعبد المنغولي سلسلة جميلة من أربع وخمسون قدم لبوذا محفورة من قطعة واحدة من خشب الصندل التبتي الأصفر .
ومن السمات الخمس الكبرى بالمعبد القاعات والأفنية الخمس مع أقواس ذات شكل أطواق تزيين المكان بزخارفها الجميلة ،. والمعبد يضم خزانة الفن البوذي من تشكيل وأفاريز غاية في الدقة والصنعة وهو أسلوب تبتي في الجداريات ، بما في ذلك نحت لصور ألهتهم المسماة بوذا وكذلك شياطينهم.
ودينهم الذي يستجلب الصور بتصويرها المجسم لتعطي معتقدها قوة انبهار وإيمان بهذا الدين فالصور تملا الفراغ الروحي لكي يتعلق بها ويظل حبيسا لتلك الخرافات ولا تزيدنا زيارتهم إلا تأكيدا بقوة تمسكنا بديننا الإسلامي العظيم الذي أخرجنا من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد .
الرحلة باتجاه سور الصين
اليوم كان اتجاهنا شمال بكين لمنطقة بودلينغ(Badaling) والتي تبعد مسافة 80 كيلومتر عن بكين واستأجرنا سيارة أجرة بقيمة 200 ار ام بي ومن الصباح الباكر انطلقنا عبر الطرق السريعة .
والطرق كانت مهيأة لثلاث مسارات بكل اتجاه وطبعا هي ليست مجانية بل يتم دفع الرسوم لكل مسافة وقد اخذ الطريق إلى السور رسما يقدر ب 15 ار ام بي .
وبعد حوالي الساعة تقريبا من المشوار بدأت تتكشف لنا بعض القمم الجبلية وقد بدأ في حوافها أبراج السور لسور الصين والتي تعطي مهابة لهذا البناء الضخم.
وكان شوقي لرؤية هذا الحدث كبير مما حدا بي التصوير كل لحظة مخافة أن يفوتني شيء منه فللسور في نفسي شيء كبير فكم رغبت في رؤيته والمشي عليه فهو يعد من الأمور المهيبة لبناء ضخم بل يعد الأضخم على وجه الأرض .
وبين اللحظة والأخرى نرى جزء من سور أو مرقاب (برج مراقبة) كهذا الذي بالصورة والمرقاب النجدي الدائري يماثل هذا الصيني المربع في الأداء ولكل منهما خصوصياته.
ها قد وصلنا إلى المنطقة التي ترجلنا منها وتوقفنا بالسيارة لكي ندخل لمنطقة السور وبدفع الرسوم وهي بمبلغ 40 ار ام بي للشخص والسور مفتوح 24 ساعة على العموم .
ومن حول المدخل والذي هو عبارة عن منطقة عسكرية قديمة تعتبر نقطة تحكم لمنطقة بودلنغ وجدنا أبنية متناثرة وقد تكون خاصة بكبار الضباط أو أبنية حكومية .
والمنطقة التي ابتدأنا بها المسير بها مجموعات من المساحات الخضراء وبعض المظلات المبنية من الرخام والخشب وهي تعطي للمكان رونقا وجمالا ومنها إطلالة على أجزاء السور من بعيد .
سور الصين الكبير في منطقة (Badaling) :
Great Wall of China
من عجائب الدنيا السبع إن لم يكن أكبرها وأعظمها فهو البناء الوحيد بالعالم من صنع بشر ويرى من القمر !!هذه المعلومة الخاطئة التي تحتها سطر والتي يصر البعض على تكرارها هي من نسج الخيال فلا يمكن أن يرى بناء من عرض 3 إلى 4 أمتار ولو كان طوله يصل إلى 6000 متر من القمر وخاصة انه متقطع ونفس لون البيئة من الصخور ويوجد في مناطق شجرية وهذا ما قاله احد رواد الفضاء الصينيين وهو الرائد (لي بي) ولكن لتصحيح المقولة أو بعبارة اصح نقول:
انه لو رشح أي الأبنية الأعظم والتي يمكن رؤيتها من القمر فهي سور الصين.
يقع سور الصين الكبير شمال الصين وعلى امتداد كبير بطول يسميه الصينيون ، (السور ذي العشرة آلاف لاي) (‘The Wall of Ten Thousand Li’) ، واللاي بلغة الصين قياس مثل الذراع والفرسخ والمتر وهو للأشياء الكبيرة القياس ويقدر اللاي بالمتر بما يساوي = 600 متر ، وعلى هذا فالعشرة آلاف لاي x 600 متر = 6000 ستة آلاف كيلومتر .
والمكان المحافظ على بناءه من سور الصين هو بالقرب من بكين يبعد 80 كيلومتر ويقع في منطقة بدلنغ – Badalingوهي منطقة محمية من قبل الإرث التاريخي العالمي للأمم المتحدة .
وللسور فتحات لمرور العربات وهي معدلة حديثا وبعضها قديم حسب الطرق القديمة للمنطقة حسب ما نراه في الصورة .
كما يوجد في المقرات الدفاعية المركزية لمنطقة بودلنغ Badaling بناء ضخم عبارة عن مواقع للجنود وللقيادة ومساكن ومعبد بوذي حسب الصورة التالية .
والسور الكبير الافعواني البناء وبارتفاع مابين 15 الى 30 قدم. يمتد من الشرق شرق إقليم (Hebei) هيبي ومنطقة تشنهوانغتاو على خليج بحر بوهاي (البحر الأصفر) على الحدود الشمالية ويمر عبر اقليمي شنكسي و شانكسي (Shanxi and Shaanxi) إلى أن ينتهي بإقليم جانسو(Gansu) في الشمال الغربي للصين إلى منطقة غاوتاي في مقاطعة غانسو في الغرب.
والسور يمر عبر المناطق الجبلية والأنهار والغابات وبمناطق جميلة وصعبة وكل هذا للدفاع عن إمبراطورية الصين من التتار والمغول الواقعين في منطقة منغوليا شمال الصين .
وتكثر في الطرق الرئيسية التي تتقاطع مع السور وخاصة في المنطقة التي عبرناها بعض الأبنية والتي تعبر عن ضخامة هذا المشروع ببناء البوابات الفخمة والمزينة بالزخارف الصينية الجميلة .
كما أن انهار الصين الكثيرة والتي تقاطع السور معها نرى أنها احتوت الجسور وذلك خدمة للجانبين من تكامل السور بطريقة مكلفة ولكنها مفيدة أيضا لساكني تلك المناطق من الاستفادة منها على أي حال .
البوابات التكميلية والتي ألحقت بالسور تعطي مهابة لهذا البناء فكما ترون التكلفة والإسراف في التجهيزات الجانبية للبوابات والتي تضيف الفخامة والعظمة لبناء أريد منه ذلك .
وكما أن الأنهار التي تعتبر تحدي للبنائين الأول كذلك الجبال وبقممها لا يتوقف امتداد السور بل نجد صعوده وبقوة والقوة هي أيدي الناس المسخرين عنوة والتي يحمل السور جثثهم ليقول للعالم أنني جسم حي من دم وحجر وكل ذلك ليحمل الإمبراطور فخر الانجاز بأيدي شعبه المسكين .
وهنا بعض من الصور التي تعطي هذا المكان الهيبة التي يستحقها .