السلام عليكم و رحمة الله و بركاته,,,
تقرير تأخر في الظهور لأكثر من شهرين لا بسبب مشاغل الحياة و حسب, بل بسبب ما تركته هذه الرحلة من أثر سيء في نفسي....
هذا التقرير و لا شك سيكون مختلف جملةً و تفصيلاً عن تقاريري السابقة, فهذا أول أختراق لي للبوابة الأفريقية, و أرجو أن يجد البعض منكم فيه الفائدة بشكل عام...
بشكل عام زيارة هذه المنطقة المجهولة بالنسبة لي كانت ضمن مخططاتي المستقبلية, لكن المفاجأة كانت عندما أضطررت للقيام بهذه الرحلة لحضور مؤتمر هناك...
لم أوافق على الذهاب مع العلم أن المؤتمر سيقام في أحد أجمل المناطق من حيث الطبيعة في قارة أفريقيا, الأ بعد أن حصلت على كافة الضمانات من القائمين على المؤتمر بإن الإجراءات الأمنية مشددة و أن الأمور ستكون طبيعية بالنسبة لنا كعرب...
بداية المفاجأت في ترتيب حجوزات هذه الرحلة عندما علمت وجوب قيامنا بإستخراج تأشيرات لزيارة تنزانيا!!!
و طبعاً تم إرسال الجوازات لسفارة تنزانيا في الرياض لإتمام معاملة التأشيرات و الحمدلله أن الإجراءات كانت سريعة و خلال أيام أنتهت المعاملة - المصيبة أنهم متشددين في معاملات التأشيرات , بعد مشكلة التأشيرات أكتشفت أن الحجز على القطرية كان غير مؤكد بسبب أزدحام الرحلة من الدوحة إلى دار السلام, و أستغربت من هالموضوع لكن إذا عرف السبب بطل العجب...
بدايةً من يوم السفر كانت الأمور لا تبشر بخير, فقد أكتشفت أصابتي بالبرد بمجرد أستيقاظي من النوم, طبعاً أخذت معي الأدوية اللازمة لمواجهة البرد و توجهت للمطار و كانت رحلتنا صباحية, و أنا أعشق السفر من الدوجة في الصباح...
في مطار الدوحة و تحديداً في مبنى البريميوم الرائع الذي يقدم خدمات 5 نجوم للمسافرين و كان هادئاً في الفترة الصباحية أكتشفت أني نسيت المال الذي قمت بتحويله للدولار في اليوم السابق و تركته في المنزل, فأتصلت بالمنزل و طلبت أرساله لي للمطار, و هذا ما حدث - طبعاً بسبب الأزدحام في الفترة الصباحية في شوارع الدوجة أنتظرت ساعة بس و أنا أكره الأنتظار....
في صالة الأنتظار شعرت للوهلة الأولى أني في مطار الكويت لكثرة المسافرين الكويتين - ما شاء الله, و الله يزيدهم, ثم أكتشفت أن المسافرين العمانيين يفوقون الكويتيين عدداً و كانوا متجهيت إلى دار السلام معنا على نفس الرحلة...
الطائرة كانت نوعاً صغيرة و عدد المقاعد في درجة الأعمال 8 فقط و باقي الطائرة للدرجة الأقتصادية, و كانت المقاعد مليانة على الآخر ألا المقعد الذي بجانبي و تمنيت أن يظل فارغاً...
طاقم الضيافة كان في منتهى اللطف مع المسافرين, و عندما أستفسرت منهم عن سبب الأرتباك و التأخر في إغلاق الباب ذكر لي المضيف أنهم بإنتظار راكب على ما يبدو أنه نام في صالة الأنتظار و لم يسمع النداءات المتكررة, و طبعاً تم إنزال أمتعته من الطائرة و إلغاء مقعده و إعطائه لشخص آخر على قائمة الأنتظار...
المفاجأة كانت أن هذا المسافر و هو تنزاني نائم طبعاً, و هو مسافر على القطرية من دولة أخرى, و عندما أرتبك موظفي القطرية بسبب إلغاء حجزه و عدم وجود مقاعد شاغرة قاموا بترفيعه لدرجة رجال الأعمال و جلس في المقعد المجاور لي...حظه و نصيبه...
لكن الطامة الكبرى أنه بمجرد دخوله الطائرة تبدلت وجوه طاقم الضيافة على الباب و الذين كانوا في أستقباله, و خلال ثواني هبت رائحة تزكم الأنوف و تكتم الأنفاس و أثارت أستياء الركاب - و الأخ ما عنده فيها, و لا على باله...
أقلعت الطائرة و أنا في حال لا يعلم بها ألا الله سبحانه و تعالى, و الحمدلله أن المضيف كان مدرك لمعاناتي و قام بحركة في منتهى الذكاء سهلت الأمور و حلت الموضوع لبعض الوقت...أحضر غطاء نوم للأخ اللي جنبي بعد أن قام برش كافة أنواع العطور الموجودة عندهم, و غطى بها صاحبنا الذي تفاجأ في البداية و لكن المضيف شرح له بلغة الأشارات أن الغطاء له حتى ينام بحرية أكبر, و صاحبنا ما صدق غطى نفسه و نام و كتم رائحته التي أذتنا, و أرتحنا و لله الحمد و المنه...
بدون ذكر تفاصيل أخرى لمواقف و نودار صاحبنا ذا الرائحة العطرة, و صلنا إلى مطار دار السلام أخيراً, و لست بحاجة لأن أذكر لكم أني فوجئت بالمطار و مستواه, فهذا كان متوقع, و كأنك داخل مطار في عصر آخر, يفتقد لأهم قواعد النظافة, و مسكون بكافة أنواع الحشرات التي قد تخطر على بالك...
نزولنا لمطار دار السلام كان لمجرد تغيير الطائرة و أخذ رحلة داخلية و التوجه لمطار كلمنجارو الدولي في شمال تنزانيا...و في أي مطار في العالم إذا كان نزولك ترانزيت فإنه يتم تحويل المسافرين لقاعة الأنتظار مباشرة دون المرور على الجمارك أو ختم الجوازات...و لكن في مطار دار السلام الوضع مختلف, و أضطررت لتعبئة بطاقة الدخول و الوقوف في طابور أنتظار طويل و يسير بمنتهى البطئ...
عند وصولي لكاونتر الجوازات لاحظت تعمد مسئول الجوازات التأخر في ختم و إنهاء المعاملة و السبب طبعاً و الذي أكتشفته و أنا أراقب الأوضاع حولي أنهم ينتظرون منك وضع مبلغ مالي لتتم معاملتك بسرعة...
تخيلوا منذ أن أستلم الموظف جوازي و حتى أعاده لي بعد ختمه العملية أستغرقت 20 دقيقة...خلال ال20 دقيقة قام بوضع الجواز أمامي عدة مرات في محاولة منه لأفهامي بضرورة دفع رسوم العبور و الختم و أنا مسوي نفسي ما أفهم, لغاية ما زهق و ختم جوازي و مشيت... بس طبعاً كانوا محضرين لي مفاجأة ثانية...
في مطار الدوحة قمت بدفع الوزن الزائد و الذي كان عبارة عن هدايا تذكارية و كتب دينية بأكثر من لغة و مصاحف شريفة, و أخذت وصل دفع الوزن و معه أن أستلم الحقائب في مطار كلمنجارو...
لكن في دار السلام قاموا بإنزال الحقائب و تفاجأت عند مكتب تحويل الرحلات أنهم يطلبون مني دفع الوزن مرة أخرى!!! كان باقي على الرحلة إلى كلمنجارو ساعة واحدة فقط, و لما شعرت بأن لغة العقل و المنطق و قوانين الملاحة الجوية لن تفيد معهم قمت بالإتصال باللجنة المنظمة و ذكرت لهم الوضع و أنهم في حال لم يحلوا هذه المسألة فإننا سنرجع على نفس الرحلة إلى الدوحة, و قاموا بمكالمة الموظف و أنتهت المسألة عند هذا الحد, بالرغم من محاولاتهم المستميتة للحصول حتى و لو على دولار واحد منك...
في مطار دار السلام قد يقتلك الحر إذا لم يقتلك غباء الموظفين هناك ... المهم أننا خرجنا من مبنى و دخلنا في مبنى آخر و منه توجهنا لصالة أنتظار ملحق بها كافتيريا صغيرة... أتجهت للكافتيريا لحاحتي لتناول قهوة و شرب ماء بارد, و تفاجأت أنهم لا يمتلكون أكواب ورقية للطلبات الخارجية, بل أكواب بلاستيكية فقط!!!
المهم تم الأعلان عن الرحلة و توجهنا للطائرة التابعة لشركة خاصة بأسم Percision Air و الحق يقال أن الطائرات قديمة لكن الخدمة فيها جيدة و المقاعد بالرغم من صغر حجم الطائرة ألا أنها مريحة...
أستغرقت الرحلة لمطار كلمنجارو حوالي ساعة و خمسون دقيقة, و بمجرد خروجنا من الطائرة سبحان مغير الأحوال, فالمنظر جول المدرج و الطقس الغائم و برودة الجو تشعرك أنك في أوروبا, أضف إلى ذلك مبنى المطار المنظم و النظيف و رغم بساطته ألا أنه يفوق مطار دار السلام مئات المرات, و لا عجب في ذلك إذا عرفت أنه مملوك لشركة سويسرية...
بعد الأستقبال البسيط في صالة خاصة تابعة لمبنى المطار الرئيسي, بدأت بوادر سوء التنظيم تظهر و في ذلك الوقت كنت أشعر بتعب شديد و كل ما أريده هو الذهاب للفندق و الذي سيستغرق الوصول له أكثر من 40 دقيقة....
أتوقف هنا, و لنا عودة و أترككم مع بعض الصور و التي أعتذر عن ردائتها و ستعرفون السبب فيما تبقى من التقرير....