الدول العربية المسافرون العرب
أكتشف العالم بين يديك
المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة.
artravelers.com ..
-
- الدول العربية
- رحال الخبر في طاجكستان
وائل الدغفق
09-12-2022 - 11:05 pm
الطيران الى دوشانبه عاصمة طاجكستان
وأما الطيران فقد كانت لنا قصة معه، فلا يوجد في مكاتب الطيران ما يوحي معرفتهم بالعاصمة دوشانبة وكان البحث عن الطيران مضنياً وبعد جهد توصلنا إلى الطيران التركي وهو الوحيد الذي يخدم السفر إلى تلك الدولة ولكن بمبالغ عالية جداً تصل إلى ستة آلاف ريال ولكن بتوفيق الله وعبر الأخ أحمد الابراهيم تم أخذ رابط عن طريق النت للطيران الطاجيكي ولكن عبر دبي ، وكنت المسؤل بالرحلة عن تجهيز التذاكر وفوجئت بأن الموقع لا يعمل ، وبالبحث المضني وجدت بعد تعب جوال لمكتب راس الخيمة للسفر والسياحة وهو مكتب يختص بالرحلات السفاري داخل الإمارات ومنه وجدت الأخ سهيل أغا وهو المسئول عن رحلات خطوط الطاجيك بدبي ومنه تم ولله الحمد الحجز وإصدار التذاكر بمبلغ 2200 ريال للتذكرة من دبي وبعدها كانت الأمور كلها طيبة إلى أن حان وقت السفر يوم 22/7/2009 وكان تجمعنا في مطار الشارقة حيث أن أهل تمير أقلعوا من الرياض إلى دبي ونحن أهل الشرقية أقلعنا من البحرين إلى الشارقة والتقينا هناك ، وبطائرة الأربعاء التي أقلعت من مطار الشارقة الساعة الواحدة ليلا عبر الطيران الطاجيكي بطائرة 737 قديمة ولمسافة ثلاث ساعات ونصف الساعة إلى مطار العاصمة دوشانبة .ولمسافة غير طويلة وصلنا بحمد الله الى العاصمة والتي رأيناها وقبلها من أراضي الطاجيك والتي يغلب عليها الجبال والوديان الكثيرة ومناطق زراعية قليلة بفعل تكوين الارض الوعر فكما ذكرنا أن 90% من أراضي طاجكستان جبلية .
وهنا وفي الطائرة وجدنا أنه من المناسب التقاط بعض الصور للمنطقة ولكن لعلنا نسينا أننا في بلد لم يصحو من الشيوعية وما ألقته عليه من تركة سياسية كئيبة من كبح للحريات والمنع لكل ما هو مباح ، فمجرد التقاطنا الصور فزع ألينا مضيف الطائرة بقوله ممنوع التصوير !!
عجبا لم نقاطعه فكوننا في بلد كهذا وبقايا الحكم العسكري فيه لم نرد أن نثير الأمر وأغلقنا الكاميرات مع الاحتفاظ بما استطعنا التصوير قبل المنع .
صورة أثناء مرورنا على جبال اللاي شمال العاصمة دوشانبة والتي تغطيها الثلوج طوال العام صورتين لأحد المناطق السهلة والتي استغلت للزراعة [ صور تمثل العاصمة بشوارعها الكبيرة ذات التصميم الروسي وبمبانيها الحكومية الفارهة . وها نحن ننزل الى مدرج المطار ومن خلال النوافذ رأينا مدى الحالة المزرية للبنى والمدرجات وكميات من الطائرات الحربية المهملة والجيدة بين هلكوبترات وطائرات حمل ونقل وطائرات مدنية ومن أكبر مارأينا طائرة الانتينوف الروسية وهي فاتحة خلفيتها وحولها صواريخ الله أعلم بها وبطريقة من الاهمال أو أنهم واثقين من السيطرة الكاملة على المطار فوجود مثل هذه الترسانة ونحن نرلااها بكل سهولة لاتدل من وجهة نظري الا من ناحيتين إما أن تكون الدولة غير ابهة بما تعمل وهي مسيطرة تماما على كل الامور ، وإما أن تكون الامور خارجة عن ادارة للمنطقة والامور تسير بالبركة وهذا ما أرجحه .
طائرة الانتينوف وهي تحمل العتاد ومرورنا حولها بكل سهولة .
مطار دوشانبه الحربي والمدني
وماهي الا دقائق الا وتوقفت الطائرة في المدرجات ومما رأينا شاحنة من الطراز الروسي القديم وهي تقترب من باب الشحن لطائرتنا في بداية لأستلام الحقائب بطريقة عفوية وبكل لامبالاة فالحقائب ترمى في الصندوق بشكل أكوام وثم تنطلق الى الصالة ، ومن الطائرة كان نزولنا الى الحافلة ومنها الى ممرات من الشينكو تمنع الرؤية لمناطق المطار والتي كشفناها من الطائرة !!وثم الوصول الى مبنى من الشينكو وله بوابة من الالمنيوم وأنزلونا ولكن ليس للدخول فقد منعنا من الدخول حيث يتواجد بالصالة مسافرون وصلوا قبلنا والصالة لاتقبل حسب قوانينهم الا كل طائرة لوحدها !!
وبانتظار اشارة الدخول من قبل العساكر ذو القبعات الكبيرة الحجم ذات الطراز الروسي وبقمصانهم الزرقاء ظللنا لمدة ساعة تقريبا في الهواء الطلق وفي حول المدخل .
صورة استطعت التقاطها بكاميرا الجوال خوفا من المنع الذي لازمنا من الطائرة وحتى رجوعنا . وبعد انتظار ودخول جميع المسافرين قبلنا سمح لنا بالدخول وبطريقة عشوائية وعدم التزام بالنظام وهو الظاهرة الواضحة هنا وإجراءات عقيمة ، ومما كان لابد من وجودة ورقة الجمارك أو ورقة الدخول وهي لابد من وجودها حين الدخول ويسأل عنها وقت الخروج وهذا ماعرفناه لاحقاً وأهميتها حينما خرجنا راجعين ، ولكن لعدم وجودها فقد ابتكر الشرطي الختم على بطاقة صعود الطائرة الصغيرة التي ولله الحمد احتفظنا بها وقد سمعت من العسكري أو فهمت من إشارته أن هذه البطاقة بالختم الموجود عليها مهمة جدا، وهذا ما بلغته للإخوة ولله الحمد أنهم لم يرموها والا كانت أمورنا حيص بيص.
كانت لنا في صالة الخروج فرصة للتحدث مع أحد الطاجيكيين الذين درسوا في جامعة أم القرى وقد اظهر لنا تصورا جميلا عن البلد وكيفية العمل وتدبر الامور بالاضافة لأرشادة لكثير من الاماكن التي كانت لنا وجهة بعد خروجنا من المطار فجزاه الله خير.
خروجنا من المطار الى وسط العاصمة
خرجنا من المطار وكانت جموع غفيرة من المستقبلين لإخوانهم القادمين من دبي وبمرورنا بينهم كان الشيخ سعيد أكبر بلباسه الابيض البنجابي وطاقيته الطاجيكية التي يعتمرها مميزا بين المستقبلين وبوجهه السمح جزاه الله خيراً استقبلنا وكان يحمل بنفسه الحقائب رغم كبر سنة ولكننا منعناه بما اوتينا من قوة فبأسه كبير الله يعطيه العافية ويبارك فيه.مبنى قاعة المغادرة بمطار دوشانية وهو مبنى حديث على خلاف مينى القدوم المتهالك كانت سيارته الفورنر الجيب متسعا لنا ومنها ركبنا الى وسط العاصمة كل مامررنا بمبنى ارشدنا بلغته الفارسية وبعض العربية الركيكة ماهي عليه فقد كان طيبا ومؤنسا لنا في تجوالنا كله .
كان الوقت صبحا ومرورنا عبر شوارع فسيحة وكبيرة وحولها المباني الضخمة وهي كما عرفنا لها الشيخ سعيد بمباني حكومية ، منها وزارات ومنها مباني الحكم وفنادق أعتقد أنها من الحقبة الشيوعية فطرازها قديم ودلالتها كمباني الدول الشيوعية التي أعرفها .
مبنى قصر الحكم ولكن ما لفت انتباهي هو عدم وجود زحام وقلة المشاه ولكن يكفي أن نعرف أن السيارات هنا غالية جدا والوقود كل لتر يعادل دولار واحد تقريبا وحالة البلد ضعيفة والمواطنين يكدحون من أجل لقمة العيش فلذا كانت هذه النظرة قلة وجود السيارات .
وصف العاصمة دوشانبة Dushanbe
تقع العاصمة في وادي حصار وتعني كلمة دوشانبة يوم الاثنين من أيام الاسبوع ، وللعاصمة قبل الثورة البلشفية الروسية وأحتلال المنطقة كانت العاصمة وقبل أن تكون عاصمة مكونة من ثلاث أجزاء وتسمى المواقع الثلاث ( قشلك - kishlaks) وقد يعني بالقشلك مستعمرة أو ناحية ، فالقشلك الاول (سراي اسّيجا- Sary Assija) والثانية (شاه منصور- Shahmansur) والثالثة (سوق دوشانبة –يعني سوق الاثنين- bazarDushanbe).وقبل العاصمة وإنشائها كان يوجد قرية (شيشي خان) ويعود أهتمام الروس بها كونها المقر الصيفي لأخر أمراء بخارى وهو (سعيد علي موهان) وقد فرّ من بخارى واستقر هنا حتى عام 1920م وفي 14 /7/1922م حين هجمت جيوش البلاشفة الروس سقطت المنطقة واضطر الأمير على مغادرة المنطقة للخارج.
وخلال سبعون عاما من عام 1929م وحتى عام 1970م أزدهرت المنطقة لتنتقل من أربع بيوت خشبية وبعض عربات النقل بالخيول وقرية بها 282 نسمة وهي مايطلق عليها ( قشلك - kishlaks) الى أن كانت في أوج أزدهارها وكونها عاصمة طاجكستان الاشتراكية بعدد سكان تجاوز 600.000 نسمة وثم الان أصبحت بعد عام 1991م عاصمة طاجكستان المستقلة.
البلد عموما ليس بمصاف الدول المتحضرة والمتمدنة فهي لازال عليها قطع اشواطا من اللحاق بالتطور وأشواطا مضاعفة بالنسبة لقوانين البلد وخاصة العسكري منها ، فالرشوة قائمة والتفتيش مورد لها ، وهذا مارأيناه في كل زاوية سواء لعسكري المرور أو لشرطي الامن ووقوف السيارات شيء اعتيادي هنا وهي فرصة للعساكر في حلب جيوب من يجدونه فقد رخصته أو نسي ختم تصديق ورقة من أوراقه ولكن بمجرد وضع عشرة أو خمسة سوموني وهي عملة البلد والسوموني يعادل ريال الا قليلا ، فهي تكفي بتجاوز كل المخالفات ولكن لكل مخالفة قدرها حسب سعر الصرف العالمي.
ولعل جمال الطرق بنا تزينت به من أشجار على طرفي الطرق وبعناية في كل الطرق الرئيسية قد أعطت الطرق رونقاً وبوجود شرطة المرور وبكثافة ومنع التوقف في تلك الشوارع زادها هيبة وترتيباً ولكن......
من خلف الشوارع الرئيسية ومباني الشقق وقد مدد لها انابيب التدفئة بالماء الحار وبمجرد خروجنا من الشوارع الرئيسية ودخولنا خلف تلك الطرق باتجاه المباني السكنية... فقد تغيرت الصورة الى العكس فتبدل الجمال تشويهاً والنظافة والترتيب الى عكسه فالساحات الداخلية غير معبدة والمباني في حالة يرثى لها وقد تشابكت حولها انابيب التدفئة المركزية لجميع الشقق في كل العاصمة وفي مناطق أخرى فلعل هذه من الأمور التي كانت ايام الحكم الشيوعي فتوصيل جميع المباني السكنية بالماء الحار لتدفئة الغرف هو من الأمور المنتشرة حيث تقل درجة الحرارة في الشتاء عن الصفر بمراحل ، ولعل القانون الشرقي الذي نحن مشاركون معهم فيه لايتغير حتى هنا وأقصد بالقانون وهو تجميل الطرق العامة وترتيبها في حال زيارة مفاجئة لمسؤل أو زيارة من ضيوف خارج البلد ولكن للمواطنين فالله لهم ولامولى لهم غيره....
ايجار شقة والتسوق في أول يوم
حين وصلنا الى الشقق وتم اختيارنا شقة تحتوينا بمبلغ 50 دولار لليوم حيث تتراوح الأسعار هنا مابين 20 إلى مائة دولار لليوم حسب حالة الشقة ووجود التكييف بها من غيرها .كان وصولنا بعد يومين من الإجهاد والتعب بين المطارات وقد استغرقنا بالنوم الى العصر وثم استيقضنا لأداء صلاتي الظهر والعصر جمع تأخير كان بعدها خروجي أنا والاخ أحمد للتسوق وشراء ما نطبخ به غدائنا حيث سوق الخضار والحبوب قريب منا فانطلقنا مشيا لنرى ما يملآ أعيننا من فضول حول سوقهم وحياتهم .
وصلنا سوق الخضار وهذا السوق أسمه (بركات مزار) وهوواحد من أسواق متناثرة في العاصمة ويسمى باللغة الطاجيكية ( Market Silonyسيلوني بازار) وهو مغطى السقف وله أبواب من الأربع جهات ويحيطه الدكاكين التي تبيع المؤن الغذائية المتنوعة وأما وسط السوق فقد خصص للخضار والحبوب التي يأتى بها من المزارع القريبة وفتحت شهيتنا لرؤية الخضروات الطازجة رغم أسعارها المرتفعة جدا فهي أعلى ما هي عليه في بلادنا رغم أنهم ليس في بحبوحة من العيش وكان الله في عون الضعفاء منهم .
الحبحب والشمام في وسط السوق الحبوب لها مكان خاص وهي الرز بانواعه الكثيرة والقمح وهنا الخبز البلدي له ركن أيضا في سوق الخضار تبضعنا ما يهمنا لأعداد الغذاء فطماطم وخيار وفلفل وبعض البهارات التي يقل وجودها هنا وبعض البصل رغم رداءة جودته وثم عرجنا الى بعض الدكاكين لشراء الحليب والخبز ومستلزمات الإفطار وبالرجوع كان منظر الحبحب (الركي) شهي في هذا الجو الحار فحجمه الكبير وإطراء البائعين له حملنا على شراءه ولكن هنا لابد من إيقاف أحدى سيارات الأجرة فالمؤن كثيرة والمشي متعب وبخمسة سوموني كانت أجرة الوصول للشقة التي لم تكن بعيدة أصلا .
الغذاء في أشهر مطعم بدوشانبه
وصلنا الشقة وافرغنا ما تم شراؤه ولوجود عزبتنا الذي أحضرها أخونا أحمد وهي قدر الضغط وخلافه كانت لنا جولات في فن الطبخ بمطبخ الشقة وخارجها بالرحلات الخلوية، ولكن كوننا اليوم متعبين أرجأنا الأمر للغد ورأينا أنه من المناسب اللجوء الى احد المطاعم القريبة والمشهورة في دوشانبه وهي (جايخانة راحتي-Chay khona Rokhat) وهي ذات تصميم فريد بأعمدتها العالية وانفتاحها بالهواء الطلق على الشارع وما احتوته من قاعات تستخدم وقت الشتاء وقاعات وقت الصيف وهي التي تناولنا غدائنا فيه .المطعم الاشهر في دوشانبه (جايخانه راحتي -Chay khona Rokhat)) ونظرا للائحة الطعام فقد رأينا الكثير من أنواع الطعام –طبعا لم نفهم شيئا منها- وهو مارأيناه في الطاولات وقت تقديمه للزبائن ويقدم الطعام في طاسة من الصيني لكل وجبة وقد تشكل مابداخلها وأحترنا في النوع المفضل لنا من غيره.
الواجهة الخلفية لجايخانه راحتي ولحين وصول العاملات الاتي يخدمن بالمطعم وقد لبسن الزي الطاجيكي الرسمي والمحتشم كما نراه في الشارع ولكن في شكل موحد لجميع عاملات الخدمة في المطعم ، وقد لبسن الطواقي فوق رأسهن .
ومن ما رأينا كثرة رواد المطعم من الطاجيك أنفسهم ولم يوجد أي غريب سوانا وأمتلأت القاعة العلوية بالرواد وهي دلالة لنا بنظافة المكان وقبول اهل البلد لطعامه مما زاد فينا الحماس لطلب مايقدمون ولو لم نعرف ماهيته.
الطابق العلوي للمطعم صالة الاكل الشتوية المغلقة والمزخرفة بالخشب الملون كانت المشكلة في عدم وصول المترجم فهو في الطريق من قرقيزستان حيث أنه متزوج من هناك واتى خصيصا لنا حيث معرفته بأحدنا وثقتنا فيه من سواه.
وفي المطعم حيث لائحة الطعام بالطاجيكي ذو الأحرف الروسية وهو مالا نستطيع فهمه ، ولكن سرعان ما أتي لنا بلائحة بالأحرف الانكليزية ولكن تكررت المشكلة في أن المكتوب بالأحرف الانكليزية وبمعاني طاجيكية وعلى قولة المثل (كأنك يا زيد ما غزيت) وتركنا اللائحة واعتمدنا على الحظ وبطريقة الإشارات كانت لنا سفرة من المقبلات والشوربة المنوعة وبوادي من مرقة بكرات اللحم وخيوط المكرونة وما أشبه طريقتهم بالطريقة الصينية ماعدا أنهم يأكلون بالملاعق بدل أعواد الخشب الصينية .