خوله حياتي
07-12-2022 - 04:58 am
الحَديثُ عن المَغرب لا ينتهِ أبداً في ذاكرتنا وأحاديثنا
نحنُ نعشقهُ وهو يحبنا، يبادلنا المحبة في معادلةٍ من الدرجة (المجنونة)، يأخذني الحَنين ويرافقني الأنين إلى كل التفاصيل متمثلةً في تلك الأحياء الشعبية البسيطة وضجيج المركبات ، هنالك في المغرب سِر لا يعرف كنهه إلا العشاق .
ساقتني أقدامي إلى مثلجات (موطا) في شارع الحسن الصغير ، ذلك المقهى البسيط الذي يزخرُ بتفاصيل أخرى تحكي لك الجمال والدهشة التي تعقد لسانك ..!
هُنالك في الزاوية البعيدة شابٌ يطالع في الصحيفة والآخر ينفثُ دخان سجائره وتِلك تلاعب ابنها وتؤنبه كلما قام من على الطاولة وأنا وشقيقي نتأمل روعة المنظر .
كانَ التلفازُ يذيعُ نشرة الأخبار ومن المُسلم به بأن يكون هنالك بعض التعليقات من الحضور ما بين مؤيد ومعارض وغير مُبال .
كانَ الرعدُ ينشرُ الرُعب في بعض الأطفال بالخارج والبَرقُ جعل الغالبية العُظمى من المارين على الرصيف المجاور للمقهى يلجأون إلى أقرب مكان .
سبحان الذي يسبح الرعد بحمده ، والملائكة من خيفته وهو على كل شيء قدير.
إنها تُمطر يا سعد !!
لم يحرك ساكناً وراح يقلب صحيفته التي أدماها حِبراً وأحرق قلب الكلمات المتقاطعة بحثاً عن الحُلول..!
خرجتُ والشوق يدفعني وأدفعه يجذبني وأجاذبه لم أشاهد مطراً كهذا منذ سنين، اشتقتُ لذكريات الطفولة واللعب تحت المَطَر.
لا أحد من المُشاةِ على الأرصفة !!
وحيداً كنت تحت المَطَر ..!
يُتْبَع
أشرتُ إليهن بأن يتوجهن إلى المظلة الكائنة في أقصى الرصيف قِبالة مخدع الهاتِف ، لكنهن واصلن السير حتى بلغن ذلك المقهى المقابِل.
لا اعلمُ كم سأمكثُ تحت المَطر رغم توقعي لنزلة البرد التي ستصيبني جراء هذا المَطر والبرد الذي جعل أطرافي تتراقصُ باحثة عن الدفء .
وفي خبايا نفسي قلت: لو اتصلت زوجتي الآن وأخبرتها ستقوم الدنيا وتدور الدوائر على رأسي
وسبحان الله ما هي إلا ثواني بسيطة حتى اتصلت قائلة: إنها تمطر بالخارج فأين أنت ؟
تحت المَطر يا أنشودة المَطَر ؟
ماذا ؟
هل أنت مجنون ؟
كلا إنها نوبة جنون فقط فلا تجزعي ..!
لا تتأخر على الغداء وأين ذهب شقيقك ؟ هل هو برفقتك ؟
(التحقيق النسائي الدائم شيء جَميل إذا ما كانَ قلبك أكبر محامي والصمتُ هو القاضي ).