- ماذا تأكل قبل السفر؟
- بيروت:
ماذا تأكل قبل السفر؟
بيروت:
لا تخلو رحلة المسافر من اضطرابات نفسية وجسدية ترافقه منذ اليوم الأول لاتخاذه هذا القرار، وتستمر حتى موعد الانطلاق وصولا الى موعد العودة مرورا بالأيام التي يمضيها في الخارج حيث يواجه تغييرات في نظام الحياة اليومي.
ومما لا شك فيه أن حسن التصرف في هذه الفترة والوعي أو التنبه للأخطار التي قد تنتج عن هذه التبدلات تساعد الى حد كبير في درء الأخطار للوصول الى هدف الرحلة ونجاحها، عملية كانت أو سياحية. في هذا الاطار، تظهر نتائج أبحاث قام بها عدد من الباحثين الاسكوتلنديين أن كمية الأوكسيجين تنخفض في جسم المسافر جواً نسبة 50 في المائة، ما يشكل خطرا على المسافرين، لا سيما الذين يعانون أمراضا في القلب، اذ تتدنى نسبة الأوكسيجين في أجسامهم بين 93 و97 في المائة، الأمر الذي يتطلب علاجا بالأوكسيجين.
ويظهر بحث آخر احتمال تعرض هؤلاء للتلوث الجرثومي نتيجة خلل أجهزة التهوئة داخل الطائرة أثناء تحليقها. كذلك ترافق المسافرين بعض الأمراض أو الأعراض الصحية التي تعكر صفو رحلتهم. الا ان اتخاذ بعض الاحتياطات اللازمة يساهم في ابعاد خطر حدوثها أو التخفيف من وطأتها.
وأشهر هذه الأمراض «الاسهال السفري»، الذي تسببه في كثير من الأحيان الجرثومة العصبية وجراثيم أخرى مثل الشيفيلا والمونيلا والجرثومة الحلزونية اضافة الى الفيروسات، وعوامل أخرى، ومنها تغيير العادات الغذائية والتعب والاختلاف في التوقيت بين بلد وآخر. وترافق ذلك أعراض كآلام البطن وارتفاع الحرارة والغثيان والتقيؤ وأوجاع الرأس ونقص الشهية.
كما يعاني معظم المسافرين مشكلتي الأرق والضغط النفسي قبل أيام معدودة من السفر، لذا من الافضل تجنب بعض المأكولا ت التي تعتبر محفزاً أو مسببا لمشكلات كهذه، ما يساعد في التخفيف من وطأتها أو ابعادها بشكل نهائي، وينصح الاطباء بعدم تناول أنواع معينة من الفاكهة والخضار، مثل التفاح وعصير الليمون والأفوكادو والعنب والخيار والذرة والبصل والبهارات وبالتأكيد الكافايين.
ولتفادي مشكلة الاسهال وغيرها من الأعراض الصحية التي قد تواجه المسافر في ظل تغير الظروف المناخية والحياتية، تنصح المتخصصة في التغذية، كارلا ياردميان الحاج، بالقيام بخطوات دقيقة والتنبه الى تفاصيل الحياة اليومية، لا سيما منها اختيار أنواع الطعام من دون الامتناع قدر الامكان عن التعرف على أطباق البلاد المقصودة والتمتع بها. كما تنصح بعدم تناول مشتقات الحليب والبوظة، والتركيز على الطعام الساخن والمطبوخ جيدا أو المسلوق والمقشّر، أو المبرد من البراد أو الثلاجة، والابتعاد عن الطعام النيء باستثناء الخضار والفاكهة.
وتؤكد الحاج ضرورة غلي الماء العادي قبل الشرب، أو استبداله بالمياه المعبأة في زجاجات والامتناع عن اضافة الثلج الى المشروبات.
وتشير الى أن التقيد ببعض التعليمات المهمة من شأنه قطع الطريق على المشكلات الصحية، وأهمها القيام ببعض التمارين الرياضية وشرب كوبين من الماء قبل الانطلاق، وكوب كل ساعة خلال الرحلة اضافة الى العصير والزهورات، لا سيما أن جو الطائرة جاف ولا تزيد نسبة الرطوبة عن 20 في المائة وما يسبب خسارة ما يقارب ليتر ونصف من الماء خلال 6 ساعات.
وللمحافظة على مرونة الجسم وابعاد خطر الاصابة بجلطة في القدم ناتجة عن تخثر الدم الذي قد يسببه الجلوس لوقت طويل، تشدد الحاج على ضرورة التحرك بين الحين والآخر، اما عن طريق المشي في ممرات الطائرة أو الوقوف والجلوس أو تحريك القدمين أو ثني الركبتين، لتحريك الدورة الدموية، والاكثار من شرب الماء والعصير والابتعاد عن الطعام المالح.
وتوصي بالاطلاع على لوائح وجبات الطعام التي ستقدم في الطائرة قبل يوم أو يومين من موعد السفر أو طلب تأمين وجبات خاصة، كما يستطيع المسافر احضار طعامه معه وحفظه في محفظة صغيرة خاصة، مع تجنب تناول الحلويات والمأكولات الغنية بالسعرات الحرارية.
وتنصح الحاج الأشخاص المعرضين للاصابة بالدوار والغثيان باختيار المقعد القريب من جناح الطائرة أو الى جانب النافذة، وتناول الأدوية اللازمة قبل السفر.
وللتمتع بالنشاط والحيوية عند الوصول الى البلد المقصود، تعود خطوات مهمة تساعد المسافر على تجنب الأرق قبل بضعة أيام من الرحلة، كالابتعاد عن تناول النشويات والاستعاضة عنها بالأطعمة الغنية بالبروتيين والقليلة الدسم.
كذلك يساعد النوم في الطائرة، كما تفيد ابحاث الوكالة الاميركية للطيران والفضاء (ناسا)، على استعادة حيوية المسافر ونشاطه، شرط ألا يتخطى ال45 دقيقة لأن الفترة الطويلة تعطي مفعولاً عكسياً وتؤدي الى شعور بالكسل والخمول.
كما يشكو المسافر من أعراض صحية يسببها الاختلاف في التوقيت بين البلدان ما يؤثر على حيوية الجسم ونشاطه ويؤدي الى اضطرابات في الجهاز الهضمي وتعكر في المزاج وآلام في المعدة...
فتعديل أوقات النوم والاستيقاظ قبل يومين أو ثلاثة من موعد السفر يساعد تدريجيا على التأقلم مع توقيت البلد المقصود.
وقد بيّنت الدراسات الطبية ان تغير المواقيت اليومية قد يؤدي الى خلل في افراز بعض الهرمونات كالأنسولين وزيادة مفاجئة في مستوى الجلوكوز والدهنيات.
وقد تنتج الأعراض المذكورة نفسها (أي الارهاق والتعب والأرق والتوتر والقلق والانفعال الزائد) عن فرق التوقيت، والسبب يعود الى عدم قدرة الانسان على التكيف مع التوقيت في المناطق الزمنية المختلفة، ما يؤدي الى جهد يبذله الجسد ليتكيف مع التوقيت الجديد.
وهناك بعض النصائح السلوكية التي يمكن اعتمادها لابعاد الآثار السلبية الناتجة عن هذا التغيير قدر الامكان.
فاذا قرر احدهم أخذ قسط من الراحة والنوم فور وصوله، يجب ألا تزيد هذه الفترة عن الساعتين كي يتمكن من النوم عند حلول الليل، ومن الأفضل التكيف مع نظام النوم الجديد وعدم اللجوء الى الحبوب المنومة.
> خذ معك أدوية ضد الإسهال مثل «ايموديوم» ومغلفات «الغلوكوز» وحبوب آلام الرأس والمعدة >اِشرب الماء من الزجاجات المغلقة فقط >لا تأكل الخضار النيئ في أي مطعم >تحاشى أكل اللحوم