- حتى لا تصبح سياحة على حساب الوزارة!
- عبدالله المغلوث*
السلام عليكم ,
هناك مقاله رائعه لطالب دراسات عليا في امريكا قريتها باحد المنتديات وهي نشرت بجريدة الوطن قبل ثلاث ايام.
حتى لا تصبح سياحة على حساب الوزارة!
عبدالله المغلوث*
تلقى المجتمع السعودي قرار ابتعاث نحو خمسة آلاف طالب إلى الولايات المتحدة بكثير من السعادة والحماسة نظرا لما تتمتع به المراكز التعليمية الأمريكية من إمكانات تقنية وبشرية تساهم في تنمية الطالب علمياً وعملياً، الفرح استحوذ على ملامح العديد من الأسر في أنحاء الوطن نظرا للشروط والتخصصات التي بدت للوهلة الأولى إيجابية وسترسل الطالب المناسب للمكان المناسب، لكن سرعان ما تلاشت الأحلام الوردية التي نسجتها وغيري عندما شاهدنا الوزارة تقبل مئات الطلاب من أصحاب المعدلات المتدنية والتي تصل أحياناً إلى 64%، فهل يستوي الطالب النجيب المثابر بالطالب غير المجتهد؟ "لا يجب تقييم الطالب بناء على معدله في الثانوية العامة" فكرة دائمة في عقلي كون إخفاق عام لا يجب أن يحطم كفاءة يافعة، وأؤمن أيضاً أنه ينبغي أن تتاح فرصة جديدة لصاحب المعدل المنخفض سواء في الجامعة أو عن طريق الابتعاث شريطة مقابلته والاطلاع على تفكيره ومشاريعه قبل الأخذ بيده، لكن ما يجري حاليا لا يعكس وجود منهجية في قبول الطلاب الذين لا تنطبق عليهم الشروط، فالشرط الذي يبين استقبال معدلات 85% فما أعلى تم تجاوزه بذرائع متعددة من أبرزها وجود مقاعد متبقية مما يعكس الحرص على ملء البعثات على جناح السرعة، ويوضح الاهتمام بالكم وليس الكيف، أسيرُ وفي رأسي سؤال يكبر حول مصير البعثات في السنوات القادمة ولا أجد إجابة شافية من الوزارة أو الملحقية الثقافية في واشنطن، دلائل واضحة تشير إلى أن خريجي عام 2005 حظوا بشرف لم يسبقهم إليه السابقون ولا اللاحقون، فما ذنب الطلبة المتفوقين في السنوات القادمة الذين يرغبون في متابعة دراستهم في أمريكا وغيرها من الدول المتقدمة علميا، هل سنقول لهم إن خريجي العام طيب الذكر -من يستحق منهم ومن لا يستحق - أكلوا عليكم الكعكة كاملة ولم يتركوا لكم سوى الحسرة والضيق لأنكم لم تأتوا إلى الحياة مبكرين قليلاً؟
أيضا كان الكثير ينتظرون من الوزارة إلحاق الدارسين على حسابهم الخاص في أمريكا والذين تنطبق عليهم الشروط في برنامج الابتعاث مباشرة في ظل إنفاقهم لملايين الدولارات عبر أولياء أمورهم أو القروض البنكية التي تهدد مستقبلهم وإفراطهم في العمل لتلبية أبسط احتياجاتهم المالية على حساب تركيزهم الدراسي خاصة أن عددهم لا يتجاوز 880 طالبا وعملية ضمهم إلى البعثة ستنعكس على أدائهم ومعنوياتهم في بقية أيامهم بالولايات المتحدة.
من الحقائق المحزنة أن طالباً يدرس على حسابه الخاص في عامه قبل الأخير في جامعة أمريكية - موصى بها من الوزارة - حاول مؤخرا الانضمام إلى برنامج الابتعاث شأنه شأن الخمسة الآلاف، تمت الموافقة فعلا على منحه بعثة بعد اجتماع اللجنة المخصصة لكنه ينتظر البند المالي الذي ربما يصل أو لا يصل، وعندما سأل عن سبب إلحاق الطلاب الجدد مباشرة خلافه كانت الإجابة أن لديهم ميزانية مستقلة، بما معناه أنه باستطاعته الحصول على بعثة لمدة 4 سنوات لو تقدم بقبول كطالب مستجد بينما هو لا يحتاج فعليا إلا منحة لمدة عام!
التقيتُ الأسبوع المنصرم بعدد من الطلاب الجدد الذين وصلوا إلى الولايات المتحدة، سعدت للغاية بالاستماع إلى عقليات منفتحة وأحلام شاسعة وإصرار كبير، وصدمت من تفكير البعض أيضاً لاسيما الذين اعتبروا الحصول على البعثة فرصة للتجريب والسياحة في حالة الفشل، لا أعتقد أن من يحمل في حقيبته خيار الفشل أهل للحصول على بعثة خارجية نشف الآلاف سابقا من أجل الظفر بنصفها جراء الخطابات المتعددة والملفات الخضراء الشهيرة السمينة التي شُيدت بمئات الشهادات، المستندات، الصور، والأصابع التي دفنت في داخلها...
ثقافة المقابلات الشخصية مفقودة في مؤسساتنا التعليمية، وبرنامج الابتعاث أحد الشهود على غياب هذا العنصر الرئيس في اختيار الكفاءات ودعم مشروع التعبير عن المشاعر وكسر الحواجز بين الطالب وصاحب القرار.
هل استعددنا لاستقبال هذا الكم الهائل من الطلاب؟ لا أعتقد ذلك، فعدد المشرفين الدراسيين في أمريكا هو ذاته إذا لم ينقص إثر تسرب عناصر منهم إلى ملحقيات مجاورة، 30 مشرفاً دراسياً في الملحقية الثقافية لمتابعة شؤون ما يقارب 7500طالب (القدامى والجدد) ما يعني أن كل مشرف سيتابع 250 طالبا، هذا العدد الكبير من الطلبة مقارنة بالعدد الضئيل من المشرفين سيساهم بلا شك في استنزاف المشرفين وسيعود سلبا على أداء الطلبة لاسيما الجدد منهم الذين هم بأمس الحاجة إلى متابعة واهتمام...
نجاح الطالب المبتعث من أرامكو على سبيل المثال يعتمد بشكل كبير على تأهيل الطالب قبل ابتعاثة من خلال كورسات مكثفة في اللغة الإنجليزية تتوج باجتياز اختبار "التوفل" ثم تبدأ رحلة ابتعاثه وفق متابعة دقيقة من مشرفين-يتناسب عددهم والمبتعثين- ينتقلون أحياناً إلى مقر إقامة الطلبة للوقوف على مستوياتهم.
أيضاً، لا أنسى أن السعوديين العاملين في الملحقية لا يحصلون سوى على تذكرة واحدة(ذهابا وإيابا) طوال مدة الإيفاد التي تمتد إلى أربع سنوات فما الذي يمنع أن يحظى الموظف أو المشرف بتذكرة سنوية من شأنها أن تجدد طاقته وتعزز فعاليته؟
سؤال آخر ينتفخ في ذهني:لماذا توقفت مجلة المبتعث؟ كيف نعرف أخبار الأندية السعودية المتعددة، القرارات الجديدة ومواعيد زيارات رجال السفارة والملحق الثقافي للجامعات المتفرقة ليتسنى اللقاء بهم وتنسيق أجندتنا باكرا.
في ذات السياق يعاني المبتعث حاليا من عدم قبول مشاف أمريكية للتأمين الصحي الذي توفره الملحقية بسبب تجاربهم السابقة وتأخر صرف مستحقاتهم مما يجعل الطالب في موقف حرج يزيد من أوجاعه وأسرته. فلماذا لا يتم اعتماد شركة أمريكية متخصصة في التأمين الصحي تتولى بدورها هذا الملف الذي يستهلك المبتعث والملحقية خاصة بعد المشاكل التي نشرتها الصحافة الأمريكية حول تواطؤ طبيب إيراني مزيف مع لص سرق البطاقة الصحية لطالب مبتعث سعودي استعملاها لتحصيل مبالغ من الملحقية.
و أتذكر في هذه اللحظات الرسالة التي بعثها لي الزميل القريب عبدالله الحربي طالب الدكتوراة في الاقتصاد بجامعة كانساس بلورنس والتي عنونها ب: "مكافآت الطلبة السعوديين...الشيء الوحيد الذي لم يرتفع في أمريكا" استنادا إلى ارتفاع أسعار البترول منذ عام 1995 وحتى الآن بنسبة 318% بينما بقيت مكافأة الطالب(1219 دولاراً) ثابتة ولم تتغير منذ ذلك الحين...
القضية ليست في الابتعاث بل في استراتيجيته وتنظيمه، لا يمكن أن ترمي أحدا في الصحراء وحافظة، دون خريطة ودون ماء!
- كاتب وطالب دراسات عليا سعودي، الولايات المتحدة
تحياتي لكم , المستلج
المشكلة الاهتمام في الكم وليس الكيف..............
عدد المبتعثين هو 5000 طالب صدقوني انة ماراح يرجع بالشهادة اكثر من 500 او 600 طالب