الفاتح
28-04-2022 - 11:08 am
كولومبو-اف ب
صرح المتحدث باسم الحكومة السريلانكية نيمال سيريبالا دي سيلفا السبت 13-8-2005 بان اغتيال وزير خارجية سريلانكا لكشمان كاديرغامار يشكل "نكسة خطيرة" لعملية السلام في سريلانكا.
ورفض المتحدث من جهة اخرى ما اكده السبت نمور تحرير ايلام التاميل من عدم وجود اي صلة لهم باغتيال الوزير مساء الجمعة.
وقال امام الصحافيين في كولومبو ان "نمور تحرير ايلام التاميل نفوا اي صلة لهم الا اننا نجد من الصعب قبول هذا النفي".
وجاء في بيان وزعته هذه الحركة الانفاصلية على موقع "تاميلنت" القريب منها ان الحكومة السريلانكية يجب ان "تبحث داخل صفوفها" للعثور على مرتكبي الجريمة بين القوات التي تريد نسف عملية السلام المتوقفة منذ نيسان/ابريل 2003.
واضاف البيان ان "المسؤول السياسي للحركة يؤكد ان على كولومبو التي تمزقها الخلافات الداخلية والصراع على السلطة ان تبحث داخل صفوفها للعثور على المسؤولين عن الاغتيال".
وفي سياق متصل، وجهت السلطات السريلانكية اصابع الاتهام الى اجهزة الامن لانها لم تتمكن من منع اغتيال وزير الخارجية لاكشمان كاديرغامار بالرغم من تدابير الحماية البالغة التشديد.
وكان قناصان اطلقا النار مساء الجمعة على وزير الخارجية (73 عاما) فيما كان يخرج من مسبح مقر اقامته في حي سينامون غاردنز الراقي في العاصمة كولومبو.
وبحسب الشرطة فان العناصر الاولية للتحقيق تبعث على الاعتقاد بان القناصين كانا متمركزين على بعد منزلين فقط من منزل الوزير مما اثار تساؤلات حول عمل اجهزة الامن.
وقال مسؤول كبير في الشرطة طلب عدم كشف هويته "ما من شك انهم (الشرطيون) لم يراقبوا الجوار كما يجب".
واوضح "اثناء عملية تفتيش جرت ليل (الجمعة السبت) عثرنا على سلاح ناري وست رصاصات على ارض خلاء قريبة من منزل الوزير" مضيفا انه لم يكن قد تم التأكد بعد من ان السلاح هو سلاح الجريمة.
واكد الشرطي ايضا ان الشرطة عثرت ايضا على ركيزة بندقية وضعت في مراحيض منزل مجاور كان فارغا عند حدوث الوقائع.
وكان الوزير يتمتع باكبر حماية اذ كان محاطا بحوالى مئة عنصر من حرس النخبة يساعدهم عناصر من اجهزة استخبارات الشرطة والجيش.
واضاف الشرطي ان "اجهزة الامن كان تركز خصوصا على تأمين حماية للوزير اثناء تنقلاته.. وقبل ثلاثة ايام اتخذ تدبير لزيادة عدد السيارات لمواكبته".
وقال مسؤول الشرطة شاندرا فرناندو انه تم استجواب ثلاثة اشخاص في جوار منزل الوزير لكن لم يتم توقيف احد في اطار عملية الاغتيال.
وقد استجوب سبعة اشخاص السبت في العاصمة كولومبو اثناء عملية تفتيش الشرطة. واستجوب هؤلاء الاشخاص بسبب عدم حملهم اوراق ثبوتية على ما قال مسؤول عسكري موضحا انه تم اخلاء سبيلهم بعد التأكد من هويتهم.
وقد اعلنت الرئيسة السريلانكية, شاندريكا كوماراتونغا حال الطوارئ لمدة غير محددة في البلاد ومنحت قوات الامن صلاحيات واسعة توقيف واحتجاز اي مشبوهين.
وكان كاديرغامار قتل بسبع رصاصات في الرأس والصدر ويشتبه المحققون بالدرجة الاولى بحركة نمور تحرير ايلام تاميل الانفصالية التي كانت قد هددت مرات عدة وزير الخارجية الذي كان معارضا شديدا للتمردين.
ورسميا يطبق الجانبان وقفا لاطلاق النار منذ شباط/فبراير 2002 لكن المفاوضات الجارية برعاية اوسلو منذ نيسان/ابريل 2003 وصلت الى طريق مسدود.
نبذة عن لاكشمان كادريغامار
وكان وزير الخارجية لاكشمان كاديرغامار الذي اغتيل الجمعة ينتمي الى الاقلية التاميل لكنه كان احد قادة الحرب التي تخوضها الحكومة ضد المتمردين التاميل الانفصاليين.
وعين كاديرغامار (73 عاما) وزيرا للخارجية في حكومة الرئيسة شاندريكا كاماراتونغا منذ 1994, باستثناء الفترة الممتدة بين 2001 و2004 .
ويرى السريلانكيون ان الجهود التي بذلها وزير الخارجية هي التي سمحت بحظر نمور تحرير ايلام تاميل في عدة دول وخصوصا في بريطانيا والولايات المتحدة.
ولد كاديرغامار في جفنا معقل الانفصاليين التاميل لكنه كان دائما معارضة للحركة الانفصالية التي يقودها نمور تحرير ايلام تاميل. ودرس في اكسفورد حيث ترأس اتحاد الطلاب في 1959.
وكاديرغامار كان ينتقد ايضا عملية التسوية السلمية التي تجري برعاية النروج واتهم بعض الوسطاء بتجاوز مهامهم. لكنه كان يؤمن ان الازمة في بلاده يجب ان تحل بطريقة سلمية.
وفي مارس/آذار الماضي, صرح لجمعية مراسلي وسائل الاعلام الاجنبية ان استئناف محادثات السلام لتسوية النزاع بسرعة ليس واردا.
وبعد ان دعت الرئيسة شاندريكا كاماراتونغا النروج رسميا الى دعوة نمور تحرير ايلام تاميل الى طاولة المفاوضات, بقي كاديرغامار مشككا في نوايا الانفصاليين وفي الدور الذي يلعبه الوسطاء الاجانب.
كان كاديرغامار, وهو محام, يعد مرجعا دوليا في مجال الملكية الفكرية.