1. ***************************


2. إبراهيم الوافي

انضم مفتي عام المملكة، الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ إلى ضحايا الخطوط الجوية السعودية في رحلاتها المتأخرة في عدد من مطارات المملكة، مما اضطره ومرافقيه إلى قطع 900 كيلومتر من الطائف إلى الرياض براً.
ونقلت صحيفة " الوطن" في خبر أعده الزميل أحمد ردة من جدة أن الخطوط "السعودية" أجلت للمرة الثانية رحلته لمدة 13 ساعة.
وكان آل الشيخ وصل إلى مطار الطائف الإقليمي ظهر أمس حين ُبلّغ مرافقوه بتأخر الرحلة رقم 1900 المتجهة للرياض، والمقرر إقلاعها الساعة الثانية و20 دقيقة ظهراً، إلى الثالثة و20 دقيقة، قبل إبلاغهم مرة أخرى بأن موعد الإقلاع الجديد سيكون في الثالثة من فجر اليوم التالي.

***************************

إبراهيم الوافي

ينمو الكلام ويتكاثر على مستوى ( المعجم اليومي ) .. نتيجة الحضور القوي للاهتمامات الإعلامية والثقافية والخدماتية .. فمفردة ( تداول ) مثلا مفردة فصيحة مهجورة قابعة في سطر بعيد داخل المعجم ..أعادها سوق الأسهم خلال السنوات القليلة الماضية إلى مجرى الكلام كمصطلحٍ طارئ ظهر على سطح المحكي ليجرّ وراءه الأفراح والأتراح ، والثراء وصكوك الإعسار .. وهي مفردة فصحى من الطبيعي جدا أن تُستدعى متى ما احتاجها المجتمع كمفردة عمليّة مثقّفة ، لكنّ الطريف في الأمر أن هناك مفردة أجنبية تسرّبت إلى لغة الكلام لدينا ! منذ أن رغبنا في التحليق في سماواتنا الشاسعة مع بدايات تشكيل مجتمعنا المدني وأعني بها مفردة ( كانسل ) أي إلغاء التي انطلقت دائما من موظف الخطوط السعودية على الهاتف وعلى الكونتر على حد سواء ، وبدأنا نتيجة التكرار تعلّمها وتعميمها على كل ماهو ملغى في حياتنا اليومية حتى على مستوى الشعر وجماهيره وعشاقه وأصدقائه ... فقد واصلت هذه المفردة الغريبة والمقيتة جرأتها الكبيرة على لغتنا ممثلة بالشعر ذاكرتنا اللغوية الحية حين تسبّبت بساديّةٍ وفوقية وعدم اكتراث إلى إلغاء الرحلة المتّجهة من الرياض إلى نجران صباح الخميس ما قبل الماضي والتي كان من المؤكد عليها أن أكون في نجران لإحياء أمسية شعرية هناك برفقة الصديق الشاعر جاسم الصحيح ، وعلى الرغم أن موعد سفري المؤكد والمؤمّن من قبل الأصدقاء في النادي الأدبي بنجران كان قد أمهل الخطوط السعودية أكثر من ثلاث عشرة ساعة لنقلي إلى هناك إلا أن مفردة ( كانسل ) التهمت الرحلة برمّتها حينما لم تستطع التهام حجزي المؤكّد ..
كان موعد الرحلة في السابعة صباحا بينما الأمسية تقام في التاسعة مساء ، وكل هذه الساعات لم تسعف الخطوط السعودية في نقلي إلى هناك للمشاركة في الأمسية التي تم الإعداد لها منذ أشهر وتم الإعلان عنها في وسائل الإعلام ، ولأنني تحلّيتُ دائما بالواقعية والتماس الأعذار كنت أبحث فقط عن موعد جديدٍ للرحلة لإدراك ولو صياغة الاعتذار عن إقامة الأمسية ، لكنني بقيت إلى الثالثة عصرًا دون أن ألقى من موظّفي ذلك النهار الكبيس غير الساديّة والتجاهل و فتوى ( لا أدري ) .. ومع تواصل حميم مع الصديق ( صالح زمانان ) من النادي الأدبي بنجران تم إطلاعي بأن هناك رحلة أخرى في الرابعة والنصف عصرا توسّلنا جميعا كي أكون على متنها عوضًا عن الرحلة ( المكنسلة في الصباح ) لكن مصطلح الكنسلة ، تشبّث بموقفه وكنسلت هذه الرحلة أيضا بعد أن بقينا في الطائرة أكثر من ساعة ، بتكييفٍ تعيسٍ ، واعتذارٍ مكرر مصحوب بدعوة وابتسامة صفراء ( نأمل أن لايتسبّب هذا التأخير في إزعاجكم وتذمّركم ) .. حينها فقط أدركت أن مفردة ( كانسل ) إنما تغلغلت في نسيج الكلام لدينا جرّاء حضورها الكبير منذ سنوات طويلة دون رادعٍ أو منافس حتى بلغ بها الأمر إلى الجرأة على الشعر وآله وصحبه أجمعين ..!