تعد جزيرة روبن الواقعة في جنوب افريقيا رمزا جليا لانتصار الإرادة والروح الإنسانية على الظلم والاستبداد والتفريق العنصري ليس فقط لتلك الدولة الافريقية بل للعالم بأكمله. لجزيرة روبن الصغيرة التي تبعد 12 كيلومترا عن مدينة «كيب تاون» او رأس الرجاء الصالح تاريخ طويل يعود الى نحو 400 عام عندما كانت الجزيرة تعتبر مكانا للعزلة والنفي والسجن حيث كان الحكام ينفون اليها من يعتبرونه مثيرا للمشاكل والمنبوذين اجتماعيا. وخلال سنوات سياسة التمييز العنصري أصبحت الجزيرة معروفة عالميا كرمز للوحشية والظلم حيث كانت السلطات التي كان يسيطر عليها البيض حينها تنفي معارضي سياسة التمييز العنصري من الافارقة والأعراق الأخرى الى الجزيرة لعزلهم وتحطيم معنوياتهم حيث قضى بعض المطالبين بالحرية والمساواة أكثر من ربع قرن في سجون الجزيرة بسبب معتقداتهم. ولم تستخدم الجزيرة كسجن فقط بل ايضا كمركز تدريب ودفاع في الحرب العالمية الثانية (1939 1945) كما وضع فيها مستشفى لعلاج مرضى الجذام والمعاقين ذهنيا ايضا (1846 1931) لأنه لم يكن هناك علاج شاف وفعال للجذام والأمراض النفسية والأمراض المزمنة الأخرى في القرن ال 19. ويمكن للسائح ان يصل الى الجزيرة عبر عبارات خاصة يوفرها متحف ممتلئ بالصور والوثائق والمعلومات التي تحكي تاريخا طويلا لها ومآسي من سجن فيها من مناهضي سياسية التمييز العنصري.
يعطيك العافية.