- جزر سيشل سياحة بيئية للأثرياء فقط
- وبها مسجد سيشل الوحيد شيَّده آل نهيان
- الاسلام في سيشل
جزر سيشل سياحة بيئية للأثرياء فقط
تعد جزر سيشل مقصدا رائعا للسياحة البيئية لكن زوارها بالكامل تقريبا من الاثرياء، حيث ان الجزر ليست رخيصة وكل البضائع هناك مستوردة وتفرض عليها رسوم استيراد باهظة.
وزائر جزر سيشل يكون عادة من السياح الاثرياء كثيري السفر الذين لا يمثل المال أهمية بالنسبة لهم. ويسهم السياح الذين يزورون الجزيرة وعددهم 130 ألف سائح بنحو 70 في المائة من دخل البلاد من العملات الاجنبية.
ويعيش سكان الجزر الواقعة في المحيط الهندي والبالغ تعدادهم 80 ألف نسمة في رغد من العيش بفضل عائدات السياحة وتسجل البلاد أعلى مستويات دخل للفرد في افريقيا.
والتأمين الصحي مجاني وليس هناك أي تكدس سياحي وليس هناك فنادق عبارة عن كتل من الخرسانة على الشواطئ غير أن ثمن زجاجة البيرة في المطاعم عشرة يورو على الاقل (90.12 دولار) ويبلغ سعر زجاجة الخمر الرخيصة خمسة أضعاف سعرها في أي مكان آخر وتتكلف ليلة واحدة في فندق فاخر 300 يورو.
وتتكون جزر سيشل من نحو 115 جزيرة وجزيرة نورث آيلاند التي فتحت أمام السياحة قبل عامين فقط هي مثال جيد للسياحة الفارهة والبيئية. والجزيرة التي تبلغ مساحتها كيلومترين مربعين بها ثلاثة تلال من الجرانيت وأربعة شواطئ وغابة وأماكن إقامة السياح هناك عبارة عن 11 منزلا فاخرا من طابق واحد على الشاطئ.
وتبلغ مساحة كل بيت 450 مترا مربعا وبه حجرتا نوم ومكان استحمام وحديقة وحمام سباحة خاص وكل فيلا لها شاطئها الخاص على المحيط الهندي.
ويمكن العثور على منتجع فاخر آخر في جزيرة فريجات التي كثيرا ما تصنف مجلات السفر الدولية شواطئها كأفضل شواطئ في العالم.
والضيوف الكبار الذين يفدون إلى سيشل تتوافر الحماية الكاملة لخصوصيتهم مما يجعلها مقصدا مشهورا لنجوم المجتمع الدوليين وعندما تزور كلوديا شيفر أو روبي وليامز أو شتيفي جراف الجزيرة الفاخرة فإن خبر الزيارة يظل طي الكتمان.
وبها مسجد سيشل الوحيد شيَّده آل نهيان
على ارتفاع يصل إلى 300 متر فوق قمة جبل وسط مدينة فيكتوريا عاصمة جمهورية سيشل في قلب المحيط الهندي يُفاجأ الزائر بمئذنة وقبة مسجد وسط الوادي وفي احضان الجبل الاخضر· وكان السؤال الذي طرحه اعضاء الوفد الإعلامي الزائر إلى سيشل مع طيران الإمارات: هل هنا مسجد وما قصته سألنا بعضُ رواد المسجد عن هويتنا فقلنا نحن من الإمارات·· فردوا من (آل نهيان)·· ومن هنا جاءت قصة هذا المسجد، حسبما يرويها امام المسجد سليمان بن علي بن يوسف والذي ينتمي إلى اصول صومالية:
في مطلع الثمانينات زار سمو الشيخ سرور بن خليفة آل نهيان جمهورية سيشل في قلب المحيط الهندي والتي تقع شرق افريقيا وشمال مدغشقر وعلى بعد 1600 كيلومتر شرق سواحل مدينة مومباسا الكينية·· وبعد جولة في الجزيرة الام والاكبر (ماهي) وفي العاصمة فيكتوريا، تبين ان المسلمين في سيشل يمثلون 1 بالمئة من اجمالي السكان البالغ 82 ألف نسمة· اي بما يوازي 850 شخصا مسلما، وكل اماكن الصلاة زوايا صغيرة جدا بل لاتتجاوز الزاويتين ،من هنا قرر ان يبني مسجدا في العاصمة· الفكرة لاقت ترحيبا لتشييد أول مسجد بالمفهوم العام للمساجد من كل النواحي، وفي 9 اكتوبر 1981 تم وضع حجر الاساس للمسجد الذي يحمل اسم الشيخ محمد بن خليفة آل نهيان متوسطاً قلب المدينة العاصمة، وبعد نحو اقل من عام وفي سبتمبر 1982 تم افتتاح المسجد ليصبح ملتقى المسلمين في جزيرة (ماهي) في سيشل وتديره جمعية باسم المركز الإسلامي في سيشل·
الاسلام في سيشل
يقول سليمان بن علي بن يوسف: ان بناء هذا المسجد سد فراغا كانت تعاني منه سيشل على مدى سنوات، حيث لا يوجد سوى زوايا صغيرة في شرق فيكتوريا والتي يتركز فيها المسلمين البالغ عددهم 850 مسلماً من اصول مختلفة، ورغم ضآلة نسبة المسلمين (1 بالمئة) الا انهم يتمتعون بالحرية الكاملة اذا ما قارناهم بسواهم· وأوضح ان الإعلان عن الآذان بمكبرات الصوت مسموح في كل أوقات الصلاة من الفجر حتى العشاء واظهار العلامات الدينية مسموح بكل حرية لكل الاديان، كما تم تأسيس جمعية تدير المسجد والمرافق والخدمات الدينية التابعة له، ويتولى امامة المسجد امام جديد كل اربع سنوات، ومازال باني المسجد ومؤسسة ينفق عليه حتى الآن·
هي مجموعة طبيعية ساحرة تتألف من 115 جزيرة, 16 منها غير مأهولة بالسكان, وتبعد مسافة 1600 كم من الساحل الشرقي لأفريقيا, وثلاث جزر منها هي ''ماهي'' و''براسلين'' و''لاديجو'' من طبيعة جرانيتية صخرية, أما البقية فهي مرجانية يغوص معظمها تحت سطح الماء مكونة قمماً منخفضة ليست بركانية, وجميعها تتمتع بطقس استوائي على مدار العام; إذ تتراوح درجة حرارتها بين 26-23 درجة مئوية, وتوقيتها يتطابق مع توقيت الإمارات, أما خليط سكانها, الذي يرجع لأصول أوروبية وأفريقية وصينية وهندية, فتجمعه اللغتان الفرنسية والإنجليزية, عدا عن اللغة المحلية وتعرف ب¯''الكرويل'' إضافة للغة السواحلية, وهما اللغتان الأكثر استخدماً بين سكان الجزر, كما أن اللغة العربية شائعة هي الأخرى.
رغم أن شواطئ تلك الجزر مزدانة بالنخيل وشعابها المرجانية متعة للغواصين وغاباتها الكثيفة مليئة بالحياة البرية النادرة, إلا أن هناك تواضعاً في النمو الاقتصادي للبلاد, ومؤخراً نشطت حكومة سيشل لتروج لسياحة جزرها ممثلة بوفد ترأسه نائب رئيس جمهوريتها جوزيف بيلمونت, أتى إلى دبي, وقد أفصح نائب الرئيس عن أهدافهم المرجوة من الترويج السياحي لتلك الجزر, فهم على مايبدو لايتطلعون لأعداد كبيرة من السياح; إذ يستقبلون سنوياً 130 ألف سائح, معظمهم من أوروبا, أما منطقة الخليج العربي فلا يفدهم منها أكثر من 3 آلاف سائح فقط, كما أنهم لايسعون لزيادة أعداد السياح بقدر استهدافهم لنوعيتهم, يقول بلمونت إنهم لا يقصدون منطقة الخليج العربي لجذب سياحها فقط, بل مرادهم الأكبر هو ترغيب رجال الأعمال من أصحاب رؤوس الأموال الضخمة للاستثمار في سيشل.
ربما كان استهدافهم لنوعية معينة من السائحين أمراً يثير تساؤلاً محدداً, فهل شيشل جزر مكلفة السياحة إلى هذا الحد? أم أن تطلعات مسؤوليها المستقبلية تهدف لجعلها حلماً لايراود إلا الأثرياء? ولكن - حسب قول نائب الرئيس الذي لم يخف رغبة دولته بتلك الفئة من السياح - هذا لايعني أن جزر شيشل هي حلم الأغنياء فقط, فلديهم منتجعات بأسعار مناسبة, غير أن تخطيطاتهم لمشاريع استثمارية سياحية تحتاج لمبالغ مغامرة, تستدعي تفضيل هذه الفئة عن غيرها, فأحد منتجعاتهم الصحية مثلاً والواقع في جزيرة ''فريجاتي آيلند بريفت'' يتربع على قمة أحد جبال الجزيرة وسط الصخور الطبيعية, ويصله السياح من خلال جسر يمر تحت جذور أشجار البانيان, فوصف دقيق لإحدى هذه المنتجعات وتخيل تكلفة الإقامة فيها, قد تبرر لنائب رئيس الدولة قوله: ''استراتيجية خطتنا بالتحديد هي رفع عدد السياح سنوياً من 130 ألفاً إلى 180 ألفاً فقط? خلال السنوات الخمس القادمة'', وسيشل تمتلك شركة طيران صغيرة وتسير رحلاتها بشكل رئيسي إلى أوروبا, لكنها ليست يومية, وتستقبل رحلتين أسبوعياً من دبي إلى عاصمتها ماهي, وبعد تسويقهم في منطقة الخليج قررت الخطوط القطرية أيضاً تسيير أربع رحلات أسبوعية إلى سيشل, ابتداء من كانون الأول القادم لتحريك السياحة بين البلدين, وقد قبلت الحكومة القطرية الدفع بالروبية, وهي عملة سيشل, للمسافرين منها, رغم مشكلات تحويل أرباحها للخارج, علماً بأن حكومات خطوط جوية أخرى لم تقبل بتداول تلك العملة.
كما أكد نائب رئيس دولة سيشل أن جهودهم التسويقية بأهدافها الواضحة قد أتت أكلها, إذ أن بعض المستثمرين العرب, وخصوصاً من الإمارات, توجهوا لإنشاء مشاريعهم في سيشل, كشركة البوادري للاستثمار التي بدأت ببناء فندق خمس نجوم بتكلفة قدرها 50 مليون دولار, عدا عن الفلل الملحقة به, والتي تكلف وحدها 20 مليون دولار, وبعيداً عن رؤية حكومة سيشل الخاصة فإن رؤية هذه الشركة في تحقيق عوائد سياحية عالية تتطلع إلى الأثرياء من السياح أيضاً, وفي النهاية حكومة سيشل لا تبني آمالها على هذه الاستثمارات بشكل مجرد, بل هي متأكدة بأن مستثمريها, الذين وضعوا رؤوس أموالهم الضخمة في تلك الجزر البكر, سيجذبون السياح من مناطقهم الأصلية ليحققوا أرباحاً في مشاريعهم, وبالمقابل يعودون بالفائدة على الدخل السياحي للجزر, أما عن حجم هذه المشاريع العربية, فبرأي نائب الرئيس أنها لاتقارن طبعاً بما هو جار الآن في دبي , فالفنادق في سيشل قد لايتجاوز عدد غرفها العشرة, واعتبر أن مشروع الفندق الجديد بعدد غرفه ال¯,54 مشروعاً كبيراً بالنسبة لمقاييس سيشل.
وأفادنا نائب الرئيس بأن معظم سكان سيشل يعملون بالسياحة بالنسبة لعددهم البالغ 80 ألف نسمة, إذ أن 10 آلاف منهم يعملون بالسياحة بشكل مباشر, وإذا أخذت الأعمال المتعلقة بالسياحة بعين الاعتبار فإن 30 ألفاً من السكان يعملون تماماً بالسياحة, ولديهم نشاطات اقتصادية أخرى, فسيشل هي ثاني دولة في العالم مصدرة لسمك التونا, وبرأيه أن سيشل, التي تتألف من 115 جزيرة, تعتبر تجربة مثيرة للسائح, لأنه يستطيع أن يرى في وجهة واحدة عدة وجهات, بسبب التنوع الجغرافي لطبيعة هذه الجزر وثقافات السكان المتعددة واختلاف أصولهم, ويظهر ذلك جلياً في الحياة اليومية, إذ أن بعض الجزر تبدو عصرية, وبعضها يبدو تقليدياً لازالت العادات القديمة تطبع سكانها, بينما هناك جزر تجمع بين النمطين, ومما سبق يتضح أنه ليس لسكان جزر سيشل عادات أصيلة وموغلة في التاريخ, لأنها لم تكن مسكونة أصلاً قبل مئتي عام, والسكان القادمون إليها عبر السنين قدموا بعاداتهم وتقاليدهم, ومنهم من طورها ومنهم من مزجها بعادات أخرى, مما أنشأ ثقافات جديدة في المحتوى طبعت المكان بشيء من الخصوصية, فهم في أحد منتجعاتهم مثلاً يروجون لأدوية تعتمد على وصفات محلية تتيح للسائحين فرصة اختيار أسلوب العلاج الملائم لهم بعد مشاهدة تركيبه من مكونات طبيعة تلك الجزر.
أن السلبية الوحيدة الموجودة بالنسبة للسائحين القاصدين لتلك الجزر أنهم يجب أن يضعوا في فكرهم بأن سيشل ليست مكاناً للتسوق, فمن هذه الناحية لن يجد فيها أياً مما يطلبه, فهي مكان للراحة والهدوء والاستجمام والاسترخاء وسط طبيعة خلابة مازالت بكراً.
طبيعة جزر سيشل قد تكون ملاذاً لقاصدي الراحة, بعد أن كانت ملاذاً للقراصنة قبل مئات السنين, أو مخرجاً للأزواج الذين يصطحبون زوجاتهم المغرمات بالتسوق, ذلك أن جزر سيشل ليست مكانا للتسوق بل للراحة والاسترخاء فقط.
تسلم يالغالي على الموضوع الرائع
تسلم الايادي :x1:
وفي أنتظار جديدك ..