- جده ترتعش من حمى «الضنك» و«الحفريات» خلال موسم السياحة هذا العام
- جدة: علي مطير
جده ترتعش من حمى «الضنك» و«الحفريات» خلال موسم السياحة هذا العام
جدة: علي مطير
قبل سنوات قليلة كان أول ما يواجهك وأنت قادم من مطار الملك عبد العزيز بجدة، لوحة شهيرة مكتوب فيه (ابتسم أنت في جدة). وهي اللوحة التي كانت تحوّل إرهاق السفر إلى مشروع ابتسامة في زيارة المدينة، التي تعتبر احدى أهم المدن السعودية.
اليوم وعلى نفس امتداد الطريق من المطار إلى وسط البلد، ستصدم الزائر لوحات الحملة الوطنية بأخطار حمى الضنك (هذه بيئتها). فيما تشكل لوحات جانبية لتحذير السائقين من عمليات حفريات في الطرق، هاجسا آخر يجب الانتباه له ضمن خريطة التجول في المدينة، التي تستعد هذه الأيام لاستقبال المصطافين من داخل البلاد وخارجها.
وفي الوقت الذي أكدت فيه السلطات الصحية في جدة، بأن عدد الحالات المصابة بحمى الضنك بلغ 1010 حالات، فإن أمانة المدينة لم تعلن خلال الأيام الماضية عن عدد الحفريات في معظم الشوارع والتقاطعات الرئيسية، وإن اكتفت بالعبارة المعروفة (نحن نعمل من أجلكم).
يقول منصور الحازمي، وهو طالب جامعي، كان يقف بجوار سيارته في احدى ورش التصليح بالمنطقة الصناعية: «مكافأتي الجامعية يبدو أنها ستذهب هذا الشهر لإصلاح سيارتي، أسكن في حي الجامعة الشعبي، ويوميا أنا على موعد مع حفرة جديدة.. سامحهم الله».
النبرة الحزينة التي كان يتحدث بها الطالب الحازمي، كانت تقابلها سعادة غامرة من العامل الآسيوي الذي تكومت السيارات أمام ورشته انتظارا لدورها في الإصلاح، وهو ما يعني أرباحا موسمية ينتظرها في كل عام.
في المقابل، دخل التنافس مراحل قوية بين شركات المبيدات الطاردة للبعوض، بعد أن كانت إحدى الشركات أطلقت في فندق هيلتون جدة حملة لمكافحة (بعوضة حمى الضنك)، بالتعاون مع الرعاية الأولية في صحة جدة، وهو ما دعا شركة منافسة للدخول على الخط بتنفيذ حملة موازية بالتعاون مع كلية الطب في جامعة الملك عبد العزيز، في ما يتضح أنها حرب على اقتناص أكبر قدر من كعكة «الأرباح» التي عززها الحضور القوي لاسماء تلك الشركات في مختلف الشوارع والميادين، والمرافق الحكومية والخاصة.
ويقول بهادر أحمد، عامل في أحد الأسواق التجارية بجدة، إنهم استعانوا خلال الأشهر الثلاثة الماضية بوساطات مندوبين لتوفير الكميات المطلوبة من المبيدات الطاردة للبعوض، وأجهزة البعوض التي تعمل بالكهرباء، كذلك الكريمات الطاردة للحشرات، والمصائد الكهربائية «أكثر الزبائن يطلبون اسماء معينة من المبيدات، اضطررنا لتخصيص رفوف في أماكن بارزة من السوبر ماركت لجذب العملاء أكثر».
في المقابل، تأثرت قرارات مواطنين قاطنين خارج جدة بقضاء إجازاتهم المعتادة، في جدة، حيث غطت الأخبار الصحافية عن حمى الضنك، وأعمال الحفريات، وانقطاع المياه المستمر، على المحاولات «الخجولة» التي تبذلها بعض وكالات السفر والسياحة لتسويق السياحة الداخلية، وبينها جدة. وهو ما انعكس بالتالي على نفسيات المواطنين الذين كانوا يعتبرون جدة مصدر جذب سياحي كبير لهم عطفا على حزمة من البرامج الترفيهية لا تكاد تتوفر في مدينة أخرى خلال موسم الصيف.
غير أن مراقبين يرون بأن جدة لن تتأثر بالشكل الذي يراه البعض من الناحية السياحية، خاصة أن حمى «الحفريات» و«نقص الخدمات»، كل منهما مشكلة متعاقبة منذ سنوات، لكنها لم تمنع جدة من أن تكون المدينة الأكثر جذبا للسياح داخليا، عطفا على كونها تعتمد على شرائح مختلفة من الزوار والمعتمرين والقادمين للعلاج والترفيه.
فيما تشير التقديرات الى أن إجمالي ناتج السياحة في جدة خلال العام المنصرم، بلغ نحو ملياري ريال، بحجم يصل لثلث الناتج القومي من السياحة في السعودية.
مقال من جريدة الشرق الاوسط السعوديه
http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=3&article=366437&issue=10049
.