- جازان.. جبال من عسل.. وسهول من فل
- في البدء كانت واديا
جازان.. جبال من عسل.. وسهول من فل
في البدء كانت واديا
تسكن جازان في الجنوب الغربي من الكيان السعودي الكبير، وفي كل يوم تهرول بين الجبل والبحر، فتظهر السهول والسواحل والشواطئ والجزر، تعانق السحاب في الشرق، ويحفها البحر من الغرب، وما بينهما طريق الماء، الذي يزورها من أعالي الجبال والسحاب، وينام في جوف الأرض أو في وسط البحر.
جازان تنام وتصحو على قصيدة شعر، وتسهر مع البحر حتى الفجر، ويُداعب فيها الفلّ من نسائم الوادي، ويبتسم الكادي لشمس الأصيل، ويشدو الطين برائحة الماء، فتصبح جازان «رديمة» فل بعد هطول المطر.
وأطلق على جازان، المنطقة الإدارية السعودية الواقعة في الجنوب الغربي، أربعة أسماء تاريخية منذ العهد الجاهلي وحتى العصر الحديث، هي «مخلاف حكم» و«مخلاف عثر»، وهما اسمان اختصا بجزءي المنطقة الجنوبي والشمالي، انتهيا في النصف الأخير من القرن الرابع الهجري، ثم وحّدا في إطار سياسي واحد أطلق عليه «المخلاف السليماني»، والذي انتهى هو الآخر في منتصف القرن الرابع عشر الهجري، وحل محله اسم «جيزان» بعد ضم المنطقة تحت لواء المملكة العربية السعودية بعد توحيدها على يد الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود.
ويعود اسم «جازان» إلى الوادي المشهور في المنطقة، ثم أطلق الاسم نفسه على بلدة داخلية بين مدينتي أبو عريش وجازان الحاليتين، ثم أطلق الاسم نفسه على موقع ساحلي عرف ب «بندر جازان»، والبندر كلمة فارسية تعني مرفأ، ثم تحولت إلى مقاطعة «جازان»، إلى أن أصبحت منطقة إدارية سعودية يطلق عليها الاسم ذاته.
وتتكون منطقة جازان من 13 محافظة، وتضم 25 مدينة و3850 قرية، وتبلغ مساحة المنطقة 32 ألف كيلومتر مربع، حيث تمتد بطول 250 كيلومترا وعمق متوسط 100كيلومتر، ويبلغ عدد سكانها حوالي 1.6 مليون نسمة تقريباً، ويعد النشاط الأساسي لسكان المنطقة الزراعة والرعي وصيد الأسماك والتجارة، حيث بلغ مسطح الأراضي الزراعية بالمنطقة أكثر من 144 ألف هكتار، وتعتمد الأراضي الصالحة للزراعة في الري على مياه الأمطار والمياه الجوفية، وبها سد جازان العملاق، الذي يحجز ملايين الأمتار المكعبة من المياه، وأبرز المحاصيل الزراعية تتمثل في الأعلاف والفاكهة والخضراوات والنباتات العطرية.
بينما يقدر الإنتاج السمكي في المنطقة بنحو 16 ألف طن في العام الواحد، ويمثل 45.7 في المائة من إجمالي إنتاج السعودية، وتزخر المنطقة بالعديد من المناطق السياحية، بسبب التنوع البيئي الممتد بين الجبال وحتى الجزر، مروراً بالسهول والأودية والسواحل والشواطئ، مثل جزر فرسان وجبال فيفا وبني مالك والريث، إلى جانب مناطق العيون الحارة والباردة، وبعض الآثار في مدن جازان وصبيا وأبو عريش والموسم، والتي يبلغ عددها نحو 150موقعاً.
ويتسم النمط العمراني لمنطقة جازان بانتشار التجمعات العمرانية في صورة قرى شريطية على جوانب الأودية، التي يزيد عددها عن ال 20 وادياً، في مناطق السهول الساحلية، كما تنتشر القرى في سفوح الجبال وفي المناطق الجبلية، المتسمة بصغر الحجم.
ويعد وادي جازان، واحدا من أكبر الأودية في منطقة جازان، ويتبع محافظة «وادي جازان»، أنشئ عليه سد ضخم، يقع إلى الشرق من مدينة أبو عريش، وتحديداً على الطريق الواصل بين مدينة أبو عريش والعارضة، وتنتشر حوله بعض البيوت المحمية، والتي يزرع فيها شجر المانجو وبعض الحمضيات، كما تجرى فيها بعض التجارب لاستزراع أنواع جديدة من الخضراوات والفاكهة، ويقع مركز وادي جازان إلى الشرق من مدينة جازان، ويبعد عنها حوالي 16كيلومترا، ويشتهر المركز بغزارة مياهه وعذوبتها وخصوبة الأرض، وتعتمد مدينة جازان على الآبار في قرية «الماطري»، التابعة لمركز وادي جازان، للتزود بالمياه، وتنتشر المزارع والاستراحات بالمركز، لتوفر المياه وجودة الأرض، وتقدر مساحة المركز ب21 كيلومترا مربعا، فيما يتجاوز عدد السكان 47 ألف نسمة، منتشرين على طول الوادي في قرى صغيرة ومتوسطة، يبلغ عددها حوالي 34 قرية، أشهرها قرى الريان والواصلي والبديع والقرفي.
وتعتبر مدينة جازان مركزا للتنمية الإقليمية بالمنطقة، حيث يبلغ عدد سكانها حوالي 160 ألف نسمة، وتتركز بها الخدمات العامة من الدوائر الحكومية ومراكز تجارية وخدمية وفروع البنوك والشركات الكبرى، كما يوجد بها الميناء الوحيد بالمنطقة الجنوبية الغربية للمملكة، إضافة لوجود مطار الملك عبد الله بن عبد العزيز الإقليمي، الذي يربطها بكافة مدن المملكة الأخرى، وبها مدينة الملك فيصل الرياضية.
أما أمانة منطقة جازان فمن أقدم البلديات التي أسست في السعودية، حيث أسست في 1932 بمسمى مراقبة الأسواق والجباية، وتم تعيين الشيخ عيسى فتح الدين عقيلي، رحمه الله، كأول رئيس لبلدية جازان بمسماها السابق، ومن ثم توالت مراحل التأسيس لإدارات وأقسام البلدية، وتتابع من بعده الرؤساء وعددهم11 رئيساً وأمينا حتى الآن، وهم حسن عارف، محمد زيلعي، عبد القادر علاقي، محمد زارع عقيلي، محمد علي السنوسي، وعبد الله بن زيد، حسن عبد الحميد بديوي، ناصر الكودري، محمد أحمد سالم بريك، المهندس محمد الشنقيطي والأمين الحالي المهندس عبد العزيز الطوب.
جريدة الشرق الاوسط
شكرا جزيلا على المعلومات القيمة واللة يكثر من امثالك