لم يكن سفري إلى كينيا وليد لحظة .. بل كان أمنية تمنيتها من قديم ، وشاء الله تعالى أن يهيئ لي أ
سباب السفر في إجازة عيد الأضحى لهذا العام ( 2008 ) ، كان السفر من مطار دبي على متن الخطوط
الجوية الإماراتية ، وكانت انطلاقتنا من المبنى رقم 3 والمخصص لطائرات الإمارات ، وحقيقة .. كان المطار
رائعا بكل المقاييس ، وليست الروعة في البناء والتصميم فقط ، بل كانت الروعة والجمال هو في الاهتمام بك
أيها المسافر داخل أروقة المطار ، ففي كل 100 متر تقريبا ، تجد هناك من يقف ليرشدك أو يدلك أو يقدم
لك المساعدة ، فما عليك إلا أن تسأل فقط ، لتجد الإجابة جاهزة .. ، وهكذا يكون الاهتمام ، ومن الأجمل
في هذا المطار أن التدخين ممنوع في جميع أروقة المطار ، وهناك : ممنوع = ممنوع ، وليس الممنوع
عندهم كلمة تقال أو شعارا يرفع .
في الليلة السابقة للسفر ،، استعديت بشراء كاميرا تصوير ، ولست حقيقة من محبي التصوير كثيرا فضلا
عن أكون من محترفيه .. ولكنني رأيت أن من حق هذه الدولة علي وكذلك من حق هذه الرحلة أن ألتقط
فيها بعضا من الصور ، لتبقى ذكرى ..
كانت رحلتي في صباح الغد الساعة 10.45 دقيقة ، وفي تمام الخامسة فجرا ، انطلقت من الشارقة
متوجها إلى مطار دبي ، وهناك كانت المفاجأة الأولى ، وهي أن سائق التاكسي أوصلني للمبنى رقم 1 ،
فلما دخلت وسألت قالوا لي إن طيران الإمارات يقلع من المبنى رقم 3 ، وأخذت أسأل عن المبنى رقم 3 ،
فكان هناك ( حافلة ) تقل الركاب للمبنى رقم 3 ، ركبت الحافلة وتوجهت للمبنى رقم 3 ، وهناك كما قلت
سابقا تفاجأت بهذه التحفة المعمارية الرائعة ، وكذلك الخدمات المقدمة . ( وبصراحة ضاعت بوهتي وانا فاتح
فمي في المطار تقول مخبول )
أنهيت إجراءات سفري بمساعدة أحد الموظفين ، والذي تطوع ليقوم بخدمتي ، ودخلت صالة المغادرين ،
وجلست أرقب في تعجب حركة الطائرات ، وكذلك هذا المطار ،
سحبت كاميرتي .. لألتقط بعض الصور . . ولكن خاب ظني ، فقد كانت الكاميرة متعطلة ، وللأسف حينما
اشتريتها لم أطلب من البائع أن يقوم بتشغيلها لي .. فاتجهت لأحد مراكز بيع الات التصوير ، فعرضت عليه
مشكلتي .. فأفادني أن المشكلة تكمن في ( البطاريات ) فقلت .. بسيطة .. هات بطارية .. قال للأسف
ليس عندي .. ولن تجد في المطار أي بطارية ، وذلك لأمور تتعلق بالأمن والسلامة ، فهي ممنوعة .. قلت ..
الخيرة فيما اختاره الله .. ولأن جوالي كان مريضا جدا ، فلم أعتقد أنه سيكون أحسن حالا من هذه الكاميرة
البائسة ..
عندما أعلنت الخطوط الإماراتية عن رحلتها .. انتظرت حتى خف الزحام ، واتجهت إلى بوابة الطائرة ، وهناك
كانت المفاجأة الثانية ..
عند بوابة الطائرة .. سألني الشخص المسؤول .. هل معك ( فيزة ) لكينيا ؟ فقلت لا .. ( وذلك لعلمي أن
الفيزة تستخرج من المطار .. هناك في نيروبي ) ، فقال الشخص .. لابد أن يكون معك فيزة .. ثم سألني /
ما هي جنسيتك ؟ فقلت له : سعودي .. قال انتظر .. جلست أقلب عيوني .. وقلبي يدق من الخوف ،
وأخذت أندب حظي .. ودخل على جهاز الحاسب أمامه .. وأخذ يقرأ ويكتب .. وأنا تكاد الأرض تبتلعني من
الخوف ... ثم قال .. من السعودية .. نعم .. الفيزا من المطار .
أقلعت بي الطائرة متجهة إلى مطار نيروبي ، وكانت الطائرة جميلة فسيحة ، فيها مقاعد فارغة ، خلال
خمس ساعات كانت هي مدة الرحلة .. كنت أتأمل كثيرا في الفضاء ، ولما اقتربنا من كينيا .. بدأت تلوح لنا
أرضها الخضراء وأنهارها الجارية ، ثم حلقنا على جبل ( كلمنجارو ) ، وهناك ترى العجب ، من مشاهد
الطبيعة الخلابة ، حطت الطائرة على أرض المطار ، والذي كان صغيرا ، ولكنه كان مرتبا ، وأنا أبحث عن كاونتر
الفيزة ، لم يطل انتظاري .. فقد كان أمامي .. وأنهيت إجراءات السفر والفيزة بسرعة كان خلالها الموظفون
في غاية اللطف ، وعلى الاستقبال كان صديقي ينتظرني ، استقلينا سيارته ( الصني ) ، وقبل الصعود حلف
علي أن أقود السيارة .. فتعذرت بشتى الأعذار .. ولكن .. لا مجال .. فقد حلف ..
ركبت في مكان السائق .. ولكن للأسف .. لم أجد مقود السيارة .. فقد كان ( الدريكسون ) من الجهة
الأخرى ، فضحك زميلي حتى كاد أن يستلقي .. كان الطريق مزدحما بالسيارات ، فنحن في وقت خروج
الموظفين ..ومن خلف شبك المطار .. أطلت علينا زرافة من بعيد .. وبعدها رأينا ثلاثا من طيور النعام ، تلعب
في العشب ، في أرض فلاة .. ( هذي بعارينهم )
في الطريق .. كان الباعة المتجولون لا يفارقون الطريق ، فهناك الخضروات والفواكه وبعض التحف والمصنوعات
، وهناك أيضا الشحاذون .
نبهني زميلي ألا أكلم أحدا منهم .. ولو أردت أن تكلمهم فليكن والجزء الأكبر من النافذة مغلقا ، لأنهم قد (
يمتحنونك ) ولربما أجبروك على الشراء .
وصلنا إلى ( الكامباوند ) بعد حوالي 3 ساعات ..حيث كان الطريق مزدحما جدا ،
كان وصولنا قريبا من المغرب ، ارتحنا قليلا ، ثم قبل العشاء ، توجهنا لمطعم ( فلفل ) للعشاء ،
كان العشاء لذيذا .. فقد كان عبارة عن أوصال ، وبعض الإيدامات ، والخبز
رجعنا للكامباوند ( وكان عبارة عن مجموعة شقق في سور واحد تحت حراسة دائمة ، مكونة من دورين
تطل على مسبح ، آمنة جدا ، غرفة وصالة ومطبخ صغير أجارها 250 ريال في اليوم )،
يتبع في الحلقة القادمة