- 31 أغسطس, 2010
31 أغسطس, 2010
خارطة تفاعلية لمناطق الجذب السياحي لتونس من الشمال الى الجنوب سمعت وقرأت لبعض من ينقلون عن هذه البلدة تصوراً إما يمينياً أو يسارياً وهذا يساهم في تكوين هالة من الغموض أردت برحلتي أن أبدد تلك التناقضات في تصور رحًال عربي يعيش بين الناس ويلامس شغاف قلوبهم ويتحدث ويعيش همومهم ومتاعبهم وتطلعاتهم ،كما يستشرف بإمكانيات البلد ومقدراته السياحية والاقتصادية والمعيشية ليست على شكل رسميات أو انشائيات أدبية إنما على ما يتم ملاحظته ورؤيته والشعور به وتلقي المقابل بكل ما يفيض من قيم ومعاني وآهات فتتبلور الصورة الحقيقية ولو أنها تمثل جزءاً ولا أدعي الإحاطة وأحسب أنها ستظل لبنة في بناء تصور للمنطقة مع ما يسندها من رحّالة أُخر .
خارطة تونس العاصمة بكل احيائها لقد ظلت تونس في مخيلتي شكلاً من أشكال السهل الممتنع ولطالما أردت كشف اللثام عنها لتزول تلك الأستار والتعرف على إخواننا في المغرب العربي ، ولعل في رحلتي هذه أوفق في نشر تصور حي واقعي لهذه البلدة الشقيقة والعزيزة على قلوبنا والتي فتحها المسلمون في عهد الخليفة عثمان ابن عفان وظلت إلى اليوم منارة للإسلام والمسلمين بحواضرها وبواديها وجبالها وسهولها وسواحلها وصحاريها وقد اكتشفت كل ذلك ولله الحمد بزيارتي هذه فلم أترك مدينة ولا منطقة إلا وقد شملتها فمن العاصمة تونس الأكبر عددا للسكان والمركز الاقتصادي الرئيسي وما يتبعها من مناطق والتي يفخر أهلها بأطلاق الوصف لأجمل مناطقها بقولهم (الاربع الباهية) وهي مايقصد بالاربع مناطق الأجمل في تونس العاصمة وهي (قرطاج-سيدي بوسعيد- المرسى-حلق الوادي)ولكل منها مجال سنتكلم عنه لاحقاً إن شاء الله تعالة.
فمنطقة قرطاج بتاريخها العريق وسيدي بوسعيد الوجهة السياحية الأشهر والمرسى بسواحلها الرائعة كقرمات والبحيرة بما فيها من عوامل جذب سياحية راقية وذات طبيعة مميزة، وحلق الوادي التاريخية بقصورها ومنازلها والتي تضيف للعاصمة تونس مركزاً وعمقاً تاريخياً وتجارياً وسياحياً بتنوع مزايا تلك المناطق المحيطة بها، ومن المركز العاصمة إلى تجوال يشمل مناطق ومدن تونس كافّة وهي مدن جديرة بالزيارة والمعرفة .
مخطط رحلتي لكافة مناطق تونس والمخططة باللون الأزرق وسيكون تقريري لزيارتي لتونس مقسم على أربعة أقسام :
الأولى : ما أنا الآن بصدد البدء به في الجزء الأول وهو التحدث عن العاصمة تونس وما حولها من الأربع الباهية كما يطلق عليها هنا وهي منطقة قرطاجة وسيدي بوسعيد وحلق الوادي والمرسى.
والثانية : منطقة الساحل الشرقي لتونس (نابل-الحمامات-سوسة-صفاقس-القيروان-قابس)
والثالثة: منطقة الصحراء التونسية (مطماطة-تطاوين-دوز-توزر- الشبيكة -تمغزة)
والرابع: منطقة الغرب والشمال الأخضر(سبيطلة-الكاف-بلارجيت-حمام بورقيبة-عين دراهم –طبرقة-بنزرت)
وأول مدينة زرتها جنوب العاصمة مدينة نابل الساحلية الجميلة وتتميز بسوق الجمعة المزدحم بالبائعين والذين افترشوا الأرض لبيع الفخاريات التونسية والسجاد القيرواني والتحفيات المنوعة ، يتبعها أيضا للجنوب مدينة الحمامات الساحلية الشهيرة بسواحلها المخصصة والمهيأة بالمنتجعات والخدمات السياحية الرائعة ومراكز ترفيه وشواطئ فيروزية ورمال ذهبية وخاصة منطقة ياسمين الحمامات، ويستمر المضي في استكشاف تلو استكشاف والى مدينة سوسة بأسوارها العتيقة ورباطها القديم ، ثم مدينة الفتح الأول المنستير والتي منها كانت البذرة للامتداد الاسلامي ، ثم مدينة المهدية والتي كانت يوماً ما عاصمة للدولة المهدية في المغرب العربي وهي أيضاً من المدن الشرقية الساحلية القديمة وفيها الأسوار للمدن العتيقة وقلاع الرباط التي شكلت في الماضي درعاً للحماية على سواحل البحر الأبيض المتوسط والتي تشتهر بأكلة الكسكسي بالحوت المهداوي ، ومن المدن المميزة التي زرتها مدينة القيروان العاصمة الأولى للمسلمين الفاتحين وهي في وسط تونس وتبعد عن الساحل مسافة 40 كيلومتر تقريباً وفيها مسجد القيروان مسجد عقبة بن نافع و(فسقية الاغالبة) وهي برك الاغالبة الفريدة والتي تشبه في فكرتها برك زبيدة في السعودية اليوم والتي أنشأتها زوجة هارون الرشيد وأيضاً بئر بروطة التاريخي وكثير من المواقع الأخرى ، ومدن الساحل الجنوبي صفاقس ثاني أكبر مدينة وتجمع سكاني بعد العاصمة وقابس المدينة الصناعية وثم مدينة الفج وفيها أجمل مسرح روماني شبه متكامل والذي يعد ثالث مسرح روماني من ناحية احتفاظه على شكله بعد روما ثم بوصولنا لقابس اتجهنا الى المناطق الوسطى حيث الصحاري والسهول التي تحتوي على الغريب والعجيب من بناء وطرق العيش التي تنفرد بها تونس عن بقية العالم كما في مدينة مطماطة وما حولها من مناطق وقد احتوت منازل عجيبة بنيت تحت الأرض لاتقاء حرارة الشمس اللاّهبة وثم مدينة مندنين وقلب الصحراء تطاوين ومناطق البدو الرحًل وفيها رأيت العجب من أبنية غريبة في رؤوس الجبال تبنى لحفظ الحبوب والغذاء لقبائل البدو الرحًل وفي شكل لم أرى مثله قط ، وأما مدن دوز وقبلًي وتوزر فهي مناطق صحراوية من الدرجة الأولى برمالها الصفراء ونخيلها الباسقة الكثيفة ومن الغريب كون الدولة هيأت لتلك البلاد الضعيفة الماء بآبار ارتوازية عميقة جداً تصل إلى طبقات الأرض الجوفية فيخرج الماء الحار الكبريتي والتي جعلت له هيئة المياه بروج للتبريد وثم دفعه للمزارع للسقيا وهي طريقة فريدة للسقي نظراً لقلة الأمطار في تلك المنطقة .
ومن شرق تونس إلى غربها وعلى الحدود الجزائرية مررنا بالشبيكة وتمغزة بينابيعها المميزة ومساقط المياه التي جعلت منها مقصداً سياحياً وبما تحتوي من نخيل كثيف يغطي وديان المنطقة ، والى الوسط حيث زرنا المستعمرة الرومانية القديمة ومعاصر الزيتون القديمة والكابيتول في مدينة سبيطلة وقصرين وجندولين وأيضا مدينة بلارجيت التي تحتوي على غرائب القصور المبنية تحت الأرض وقد زينت بالفسيفساء الملًون الجميل والباقي إلى يومنا هذا .
ومن مدينة الكاف بقلعتها التركية الشاهقة والمطلة على سهول مترامية الأطراف وهي نفس القلعة التي صوّر فيها أجزاء من الفلم المشهور صلاح الدين وعند زيارتنا تجهز لوقائع بعض اللقطات لفلم عن مريم أم عيسى عليهما السلام وهو فلم أجنبي التمويل والغاية . ومن الكاف إلى مناطق الشمال الغربي التي تعد الأجمل طبيعياً حيث الغابات والسهول الخضراء الممتدة وقطعان الأغنام والبقر التي تكثر هنا ولاشك أن الاستجمام في حمام بورقيبة بمياهه الحارًة ومنتجعة الجميل والمشهور عالمياً له خصائص فريدة في رحلتنا هذه كما أن عين دراهم المدينة والمنطقة والتي تعد الأجمل في تونس وبأشجار الفلين الطبيعية الممتدة في سفوحها ، وفي الطرف الزاوية الشمالية الغربية لخارطة تونس تقبع مدينة طبرقة بموقعها الفريد وبسواحلها وخلجانها الأجمل وقلعة المنظار التركية على رأس جزيرة متصلة بالساحل .
وتوالت رحلتنا إلى مدن الشمال التونسي مدينة بنزرت الرائعة بسواحلها ذات الميناء القديم وبالدور السكنية التي تعطي انطباعاً مميزاً للمدن القديمة التونسية وهي بأزقتها الملتوية والضيقة والمتجهة نحو البحر ويضمها سور منيع يحمي المدينة العتيقة ولبنزرت سواحل كبيرة والتي تضفي جمالا إلى جمالها وما تحتويه من خضرة يانعة وهواء عليل لتنتهي رحلتنا بالوصول إلى تونس العاصمة وقد قمت بدورة شاملة لتونس وقد سجل عدّاد السيارة نحو 2400 كيلومتر وبصور تصل إلى نفس العدد تقريبا وبالصدفة وهي 2455 صورة تبين تفاصيل الرحلة الممتعة والتي قضيت خلالها أياما لا تنسى واجهنا بها الناس والنظام والتاريخ والطبيعة فتعرفنا أكثر ولامسنا الواقع برؤية الرحًال الناقل ليترك لكم الحكم في ما رأينا .
ولا أتحرج في أن أنقل لقارئي العزيز الصورة كاملة في مسيرنا بين المناطق والتعرض للناس والعيش بينهم وتعرضنا للكثير من المواقف الماتعة أو السيئة والتي تعرضنا لها من قبل الأمن المتنوع في أشكاله والمتفق في هدفه المستمر في إيقاف كل تونسي وسائح عربي من دون التعرض إطلاقا للسائح الأشقر !
ومما رأيت في هذا البلد والغريب في شكله ولعلّه يشابه بعض الدول العربية في وصفه هذا التنوع الفريد في أشكال الضبط الأمني من حرس وطني وشرطة الأمن وشرطة المرور وشرطة الجمارك وما تسمى هنا بالديوانة وكذلك المباحث في زيها المدني وهي كلها تتمتع بحصانة ومنعة وسلطة في وضع الحواجز بالطرق وإيقاف كل من يمر عليها ويقال أن بعضها يتعرض للمارًة ليتلقى بعض الإكراميات نظير تسهيله للمرور ولكننا ولتمسكنا بقانونية سيرنا ولعدم وجود ما يعيقنا قانونياً فلم نتساهل ابدأ في تقديم أي مبالغ لهم وللأمانة فلم يطلب منّا أي عسكري ولو بالإشارة ولهذا أعتقد أن مسألة الإكراميات غير واردة والله اعلم .
ومثل هذه الأمور أدت لتأخرنا المستمر في كثرة الإيقاف وأخذ أوراقنا الثبوتية والتسجيل المستمر في طريقة مبتذلة جداً حيث لا يبتعد التوقف بين النقطة والأخرى في بعض الأماكن سوى سبعة كيلومترات تقريباً ولنفس القوة المنفذة كالحرس الوطني أو الشرطة !
ومن الأمور الطريفة في رحلتنا هذه وخلال مسيرنا بطرق تونس أصبح لنا طريقة طريفة لحساب زمن قطع الطريق لم تتبع سابقاً وهي بجمع طريقتين الأولى المسافة بالكيلومتر والثانية بعدد مرات التوقف للتسجيل من قبل تلك النقاط الأمنية J
لا يعني تعرضنا لتلك الطرق المزعجة نقل الصورة السيئة ولكن هناك الكثير من الصور الجميلة في تونس والتي لا يخالطها سوء ما تعرضنا له من حالة أمنية مستمرة ، فمن الأمانة نقل كل الرؤية وبشكل حيادي ليكون قارئنا العزيز هو الحكم والفصل فيما يريد فهمه وتصوره .
إن تونس تحتضن الجميل من كل شيء تاريخياً وطبيعياً وأمنا ونظاماً متبعاً في الطرق أو تنظيم المناطق البلدية والسياحية ، فمن الملاحظ أن الانضباط واضح جداً فالطرق والنظافة والاحترام مظاهر تستحق الإشادة كما أن الشعب محب ودود يقدم المساعدة وبكل أريحية وابتسامة على محياه .
من الأمور التي يجب عليً توضيحها بعض الصور التي كوّنت تصوّر خاطئ عن حال الإسلام والمسلمين هنا في تونس وهي الصورة السيئة التي أشيعت لواقع المسلمين المحافظين والملتزمين بتونس وهي صورة لم تكن بالشكل التي سمعنا فقد رأيت صوراً مشرقة وصور مظلمة والكل هنا له صفحات تستعرض من غير انحياز إلى أحد لكي نكون على مبدأ الوضوح والنقل الأمين ليعطي صورة واضحة وهي واجب يحتّمه علي ديني وما تعلمته من أن الحقيقة لا يغطيها شيء .
والأمور التي سأنقلها هي أمانة في عنقي أجد نفسي ملزماً لتوضيحها لتعطي صورة ليس فيها مدح مزيًغ ولا هجاء مضيًع .
من الصور المشرقة والكثيرة تلك المساجد الشامخة في كل قرية ومدينة والآذان يصدح في مآذنها لكل صلاة ورؤية كبار السن بعضهم بالعكّازات والبعض ملتحين وقلّ رؤيتنا للشباب ولعل في رؤيتنا بعض من كلّ ، وقد عمّرت تلك المساجد بروادها، ولم يكن فيها ما سمعنا من إشاعات عن بطاقات الدخول لكل شخص فهي مفتوحة للجميع وبلا استثناء كما لاحظت ذلك ، ومن الأمور التي تشرح الصدر أيضاً وجود حلقات تحفيظ القرآن والمحجبات يطوفون بين المدن والقرى وأن كانت بالقرى أكثر وضوحاً وعدداً كما أن تواجد المحجبات بين طالبات المدارس والمعاهد نادرة جداً وقد يعود أن الحجاب هنا ممنوع في المدارس والله أعلم .
وكذلك ما شاهدناه لبعض حلق المتصوفّة وهي تردد كلماتها المعهودة بالذكر الجماعي وكلمة الله الله بشكل للأسف يسيء لمعاني الشريعة السمحاء من معاني الذكر ومقاصده ، وأما رؤية الملتحين وغيرهم والطاقية التي تعرف كطاقية للمسلمين فهي أيضاً منتشرة بشكل بسيط وأيضاً العمّة التقليدية والتي يستخدمها أهل الجنوب أهل الصحاري ورعاة الإبل والغنم فهي منتشرة هناك بشكل كبير ، كما أن من الأمور المميزة ونحن بالسيارة أن تلذذنا كثيراً بسماع إذاعة القرآن الكريم والتي احتوت برامج عن التوعية والأمور العامة التي تهم المسلم وترتيل القرآن الكريم بصوت شجي .
ومما استقرأنا وضع الملتزمين بدينهم ومن متابعة الأمن وتعقب الملتحين وكذلك غلق المساجد بعد الصلاة وسؤال من يصلي في غير أماكن المساجد وايضا متابعة ممن يصلي من الشباب بشكل مجاميع هذا صورة من الصور السيئة للحريات ولايعدو كونه مدافعة بين أهل الدين والعلمانيين الذين يريدون لتونس أن تكون فرنسية كاملة وبين المحافظين الذين يريدون لتونس المسلمة والمحافظة الحرية لما يصلح لهم دينهم.
والملاحظ في تونس بأهلها الطيبين والمحبين للغريب وبزيادة للعربي المسلم وبالكرم الذي شاهدنا وبالحب الذي شعرنا به فحبهم وودهم وانفتاحهم لنا تعدٌّ صورة مشرّفة بل وحتى رجال الشرط والحرس والذين هم صورة كربونية للسلطة فلم نلاقي منهم إلا الابتسامة والترحيب وأدب جمّ لا شك أنه نابع من تربية وخلق الآباء وممن تربّوا على جيل الموحدين والفاتحين من أهل القرون الأولى .
الجمهورية التونسية(افريقية)
تونس الخضراء هي واحدة من أجمل الدول العربية، اسمها الرسمي الجمهورية التونسية، تقع في قارة أفريقيا على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وتتميز بمدنها الرائعة وخلفيتها التاريخية العريضة نظراً لمرور العديد من الحضارات المختلفة عليها.علم جمهورية تونس ولعل أصل تسمية قارة افريقيا هي تونس حيث كانت قبل الإسلام أسمها افريكا وثم حرفت إلى افريقية وانتقل الاسم ليشمل القارة كلها وأما تونس وأصل هذه التسمية فهو يعود إلى "تيناس" وهي قرية بربرية قديمة قرب قرطاج سكنها البربر ثمّ الرومان .
تقبع تونس في أحضان كل من الشقيقتين العربيتين ليبيا والجزائر، وفيها شيء من الاستقرار السياسي والاجتماعي، كما أن سجلها في قمع الحريات واضح من خلال متابعتي للأخبار ومن خلال مارأيت مباشرة من التحفظ والتحسس من أي بوح بالرأي ومخالفة السلطة.
بالإضافة لمكانتها الثقافية والحضارية، وتتعدد المهرجانات الثقافية والفنية التي تعقد بها، كما تزخر تونس بالعديد من الأماكن السياحية والتي تجذب عدد كبير من السياح الذين يتوافدون على البلاد لاستكشاف معالمها الأثرية التاريخية والتمتع بالشواطئ الممتدة على الساحل التونسي، والمناظر الطبيعية الخلابة ، ويحسب عليها انفتاحها للغرب وبعدها عن الجوار والعروبة والاسلام .
الموقع
تقع الجمهورية التونسية، في شمال قارة أفريقيا يحدها من الشمال والشمال الشرقي البحر الأبيض المتوسط، وتشترك في حدودها الشرقية الجنوبية مع الجماهيرية الليبية، ومن الغرب والجنوب الغربي مع الجزائر، ويفصلها عن جزيرة صقلية ممر بنتلاريا.معلومات عامة عن تونس
المساحة: تبلغ مساحة تونس163.610 كم2.
عدد السكان: يبلغ عدد السكان حوالي 10.175.014 نسمة.
العاصمة: تونس عدد سكان تونس 993.0 ))
اللغة: اللغة الرسمية للبلاد هي اللغة العربية، بالإضافة للغة الفرنسية.
العملة: الدينار التونسي
الديانة: الديانة الأساسية في البلاد هي الإسلامية، بالإضافة للديانة المسيحية واليهودية.
مظاهر السطح
يمكن تقسيم تونس من الشمال إلى الجنوب إلى أربعة مناطق طبوغرافية: في الشمال يقطع الدولة بعض النتوءات قليلة الارتفاع من جبال أطلس التل في الاتجاه جنوب غربي إلى شمال شرقي البلاد حيث يتراوح معدل الارتفاعات بين 610 إلى 1.520 متر، وتنتشر الأودية والسهول الخصبة حول الجبال في هذه المنطقة، إلى الجنوب تفصح الجبال عن هضبة يبلغ ارتفاعها حوالي 610 متر، وإلى الجنوب أكثر تنحدر الهضبة تدريجيا نحو سلسلة من "الشطوط" المنخفضة (بحيرات ملح) تمتد من الشرق إلى الغرب عبر الدولة، ويقع العديد من هذه البحيرات تحت مستوى البحر، في الجنوب تجاور الشطوط الصحراء الكبرى التي تشكل حوالي 40% من مساحة الأرض التونسية، والنهر الوحيد بتونس هو " وادي مجردة " والذي يمر بشمال تونس من الغرب إلى الشرق ويصب في خليج تونس ، كما أن تونس تزخر بالعديد من العيون والمياه المعدنية في شتى مناطقها .المناخ
يسود المنطقة الواقعة شمال تونس مناخ بحر متوسط معتدل، وكلما اتجهنا جنوباً يزداد المناخ حرارة وجفافا، و تتراوح درجات الحرارة بين 11 درجة في شهر يناير و 26 درجة في شهر يوليو، ويبلغ معدل سقوط الأمطار سنويا حوالي (24 بوصة) ولكن يختلف هذا المعدل من عام إلي أخر، وتتعرض المناطق الشمالية لموسم المطر في الفترة من أكتوبر إلى مايو ، ويقل معدل سقوط الأمطار السنوي كلما اتجهنا جنوبا حيث يكون حوالي (7 بوصة) فقط في الصحراء، ومن أفضل الأوقات واميزها لزيارة تونس بين شهر ابريل ومارس وذلك لكثرة الخضرة وتفتح الورود اليانعة برائحتها الزكية واعتدال الجو مابين الشتاء والصيف .نبذة تاريخية لمنطقة تونس :
أقامت تونس منذ القرن الثاني عشر قبل الميلاد علاقات تجارية وثقافية مع الشعوب المتوسطية الأخرى. وعرفت قرطاج التي تأسست سنة 814 قبل الميلاد ازدهارا حضاريّا وتجاريا مما جعلها مطمعا لتوسع الإمبراطورية الرومانية.وكان سقوط قرطاج في أيدي الرومان في أواسط القرن الثاني قبل الميلاد بداية للهيمنة الرومانية التي امتدت 700 سنة، ازدهر أثناءها العمران والزراعة حتى غدت تونس تعرف ب"مطمورة روما". وتقوم المواقع الأثرية العديدة المنتشرة على التراب التونسي شاهدا على المكانة المتميّزة التي كانت تحظى بها تونس ضمن الإمبراطورية الرومانية.
وخلال القرنين الخامس والسادس بعد الميلاد تقلصت الهيمنة الرومانية تاركة مكانها للوندال والبيزنطيين. ودخل الإسلام تونس في القرن السابع بعد الميلاد .
تاريخ تونس منذ الفتح الاسلامي:
تاريخ دخولالإسلام الى تونس أخذت جزءا منه من كتاب الكاملفي التاريخ لابن الأثير مختصراً في المجلدالثاني ، في ذكر أحداث سنة سبع و عشرين ، وكان عبد الله { أي عبد الله بن سعد بن سرح }من جند مصر، وكان قد أمرهعثمان بغزو إفريقية سنة خمس وعشرين، وقال له عثمان: إن فتح الله عليك فلكمن الفيء خمس الخمس نفلاً. سار بهم عبدالله بن سعد إلى أفريقية. فلما وصلوا إلى برقة لقيهم عقبة بن نافع فيمن معهمن المسلمين، وكانوا بها، وساروا إلى طرابلس الغرب فنهبوا من عندها منالروم. وسار نحو إفريقية وبث السرايا في كل ناحية، وكان ملكهم اسمه جرجير،وملكه من طرابلس إلى طنجة، وكان هرقل ملك الروم قد ولاه إفريقية فهو يحملإليه الخراج كل سنة. فلما بلغه خبر المسلمين تجهز وجمع العساكر وأهل البلادفبلغ عسكره مائة ألف وعشرين ألف فارس، والتقى هو والمسلمون بمكان بينهوبين مدينة سبيطلة يوم وليلة، وهذه المدينة كانت ذلك الوقت دار الملك،فأقاموا هناك يقتتلون كل يوم، وراسله عبد الله بن سعد يدعوه إلى الإسلام أوالجزية، فامتنع منهما وتكبر عن قبول أحدهما. ثم إن عبدالله بن الزبير قال لعبد الله بن سعد: إن أمرنا يطول مع هؤلاء وهم في أمدادمتصلة وبلاد هي لهم ونحن منقطعون عن المسلمين وبلادهم، وقد رأيت أن نتركغداً جماعة صالحة من أبطال المسلمين في خيامهم متأهبين ونقاتل نحن الروم فيباقي العسكر إلى أن يضجروا ويملوا، فإذا رجعوا إلى خيامهم ورجع المسلمونركب من كان في الخيام من المسلمين ولم يهشدوا القتال وهم مستريحون، ونقصدهمعلى غرة فلعل الله ينصرنا عليهم، فأحضر جماعة من أعيان الصحابة واستشارهمفوافقوه على ذلك. فلما كانالغد فعل عبد الله ما اتفقوا عليه المسلمونوقتل جرجير، قتله ابن الزبير، وانهزم الروم وقتل منهم مقتلة عظيمة وأخذتابنة الملك جرجير سبية. ونازل عبد الله بن سعد المدينة، فحصرها حتى فتحهاورأى فيها من الأموال ما لم يكن في غيرها، فكان سهم الفارس ثلاثة آلافدينار وسهم الراجل ألف دينار.ولما فتح عبد الله مدينة سبيطلة (وسط تونس) بث جيوشه في البلاد شمالاً فبلغت قفصة، فسبواوغنموا، وسير عسكراً إلى حصن الأجم، وقد احتمى به أهل تلك البلاد، فحصرهوفتحه بالأمان فصالحه أهل إفريقية على ألفي ألف وخمسمائة ألف دينار وعشرينألف دينار.
و في سنةخمسين من الهجرة ولي عقبة ابن نافع افريقية و بنى فيها مدينة القيروان(جنوب العاصمة 80كلم) لتكون حصنا منيعاً ويكون بها عسكر المسلمين وأهلهم وأموالهم ليأمنوا من ثورة تكون من أهلالبلاد، فقصد موضع القيروان، وكان أجمةً مشتبكة بها من أنواع الحيوان، منالسباع والحيات وغير ذلك، فدعى الله، وكان مستجاب الدعوة، ثم نادى: أيتهاالحيات والسباع إنا أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ارحلوا عنا فإنانازلون ومن وجدناه بعد ذلك قتلناه. فنظر الناس ذلك اليوم إلى الدواب تحملأولادها وتنتقل، فرآه قبيلٌ كثير من البربر فأسلموا، وقطع الأشجار وأمرببناء المدينة، فبنيت، وبنى المسجد الجامع، وبنى الناس مساجدهم ومساكنهم،وكان دورها ثلاثة آلاف باع وستمائة باع، وتم أمرها سنة خمس وخمسين وسكنهاالناس، وكان في أثناء عمارة المدينة يغزو ويرسل السرايا، فتغير وتنهب، ودخلكثير من البربر في الإسلام، واتسعت خطة المسلمين وقوي جنان من هناك منالجنود بمدينة القيروان وأمنوا واطمأنوا على المقام فثبت الإسلام فيها.