- نادين وديما أمام إحدى اللافتات التي صممتاها.
- نادين فغالي مصممة غرافيك في بيروت.
#
#
نادين وديما أمام إحدى اللافتات التي صممتاها.
لطالما تغنّى لبنان بلقب "بلد المنطقة الأخضر". لكن سنوات الحرب والأزمات الاقتصادية غيّرت وجهه وحوّلت عاصمته إلى مملكة للإسمنت. واقع دفع بشابتين لبنانيتين إلى إضفاء بعض الخضرة على بيروت... ولو ليوم واحد.
في العاصمة اللبنانية، يتمتّع كل فرد بمجرّد 0.8 متر مربع من المساحات الخضراء أي بمعدل أدنى بخمسين مرة مما توصي به منظمة الصحة العالمية (40 مترًا مربعًا للفرد الواحد).
وتمتدّ بيروت على مساحة عشرين كيلومترًا لكنها لا تضمّ سوى ثماني حدائق عامّة تجاور مساحتها ال390 ألف متر مربع. أكبر حديقتين، جنينة الصنائع (22 ألف متر مربّع) وجنينة السيوفي (20 ألف متر مربّع) تفتقران إلى الصيانة والاهتمام. أمّا حرج بيروت (300 ألف متر مربّع) الذي قضت عليه النيران خلال الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 فمغلق أمام الجمهور منذ سنة 1990.
في 18 يناير الماضي، وقّعت بلدية بيروت مع الوكالة الفرنسية للتنمية اتفاقية تمويل بقيمة 350 ألف يورو في مجال التنظيم المدني. ومن أهم أهداف الاتفاقية زيادة المساحات الخضراء واستحداث منطقة للمشاة وميدان للدرّاجات.
ونهاية فبراير 2010، قدّم الحزب الأخضر اللبناني مشروعًا عِشريًا طموحًا يقضي بتحويل نهر بيروت، الذي تجّف مياهه 8 أشهر في السنة والممتد على طول 8.5 كلم، إلى منتزه طبيعي مع مساحات خضراء ومقاه وممرات للدراجات.
المساهمون
نادين فغالي
"لقيت فكرتنا استحسانًا واسعًا لدى المارّة وسمعنا الكثير من كلمات التشجيع"
نادين فغالي مصممة غرافيك في بيروت.
قرّرت مع صديقتي ديما بولاد القيام بتحرّك في اليوم العالمي للبيئة (5 يونيو) للفت الأنظار إلى قلّة المساحات الخضراء في بيروت.
فقصدنا منطقة البقاع واشترينا سجّادة من العشب الطبيعي وقمنا بقصّها مربّعات مربّعات ثم ثبّتنا عليها لافتات صمّمناها بأنفسنا، حملت كلّ منها عبارة: "تمتّع بالفسحة الخضراء". ونهار الجمعة، وزّعنا هذه المربّعات على 9 أحياء تشهد حركة مرور كثيفة في بيروت. لقيت فكرتنا استحسانًا واسعًا لدى المارّة وسمعنا الكثير من كلمات التشجيع من الشباب والأكبر سنًا.
أصبحنا نرى في بيروت الإسمنت في كلّ مكان. ومع ورش البناء المستمرة، يجري قطع ما تبقّى في العاصمة من أشجار. حتّى جنينة الصنائع، أكبر الحدائق العامّة، كادت أن تخسر جزءًا من أرضها السنة الماضية لصالح بناء موقف للسيّارات. سكان العاصمة بحاجة إلى مكان يقضون فيه بعض الوقت في إطار طبيعي يقرأون كتابًا أو يشاهدون أولادهم يلعبون، كلّ ذلك يساهم في راحتهم الجسدية والنفسية.
طيلة سنوات الحرب، لم يفكّر اللبنانيون في البيئة والطبيعة. لكن اليوم، هناك جيل صاعد أكثر وعيًا لأهمية البيئة. وفضلاً عن المطالبة بمساحات خضراء، تعلو الأصوات للدعوة إلى إنشاء ممرات خاصة بالدرّاجات وبمنع دخول السيارات إلى بعض المناطق وإنشاء خطوط للترامواي داخل بيروت للحدّ من تلوث انبعاث الدخان من السيارات".
منقول الفرنسية
يعطيك العافية