- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- العنف المستند إلى دوافع عرقية
- حالة "جوزيف بيتر"
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أثناء بحثي عن حقيقة الوضع الأمني في روسيا وخاصة المسائل المثارة حول حليقي الرؤوس ، وجدت في موقع الانترنت التابع لمنظمة العفو الدولية تقريرا يصف الانتهاكات الجسمية المقترفة في روسيا وسوف أعرض لكم جزء من التقرير والذي يخص حليقي الرؤوس:
العنف المستند إلى دوافع عرقية
فضلاً عن أنباء سوء المعاملة والاحتجاز التعسُّفي على يد الشرطة لأشخاص بناء على مظهرهم العرقي المميّز، مازالت منظمة العفو الدولية تتلقَّى أنباء ممارسة العنف لدوافع عرقية على يد قوى فاعلة غير رسمية في موسكو وسان بطرسبرغ وفي مدن أخرى في شتى أنحاء روسيا الاتحادية. وكان الضحايا في الأغلب الأعم طلاباً من ذوي البشرة الداكنة القادمين من أفريقيا أو قوقازيين، بمن في ذلك أصحاب الأصول الشيشانية. وأعرب هؤلاء الأشخاص عن وجهة نظر مفادها أن السلطات لم تفعل سوى القليل لمعالجة مناخ الإفلات من العقوبة الذي يتمتع به مرتكبو هذه الاعتداءات، وأبلغ بعض الضحايا، وخاصة أولئك الذين ترفض الشرطة الإقرار بصحة مستندات هُوياتهم، المنظمة أنهم يترددون في الإبلاغ عن الاعتداءات التي وقعت بدوافع عرقية خشية تعرضهم لمضايقة الشرطة، ومحاولتها ابتزازهم للحصول على نقود. وفي كثير من الحالات التي وثَّقتها منظمة العفو الدولية، تردد محققو الشرطة في تصنيف الاعتداءات باعتبارها ذات دوافع عرقية، وكانوا يصرون حسبما ورد على أن يذكر الضحايا أن المعتدين كانوا مخمورين.
وفي يوليو/تموز 2001، أوردت قوة العمل البروتستانتية الكاثوليكية المعنية بالاعتداءات والتحرش العرْقيّ، ومقرها موسكو، أنباء حدوث اعتداءات كثيرة وغير مبرَّرة وذات طابع عرقي ظاهر في موسكو على طلاب أفريقيين على يد "حليقي الرءوس"((31) يُقصد بمصطلح "حليقي الرءوس" حرفياً، أولئك الذين يحلقون شعر رءوسهم، والذين ينتسبون من خلال الزيّ والموقف السياسي إلى جماعات يمينية متطرفة تعتنق صراحة سياسة التمييز العنصري وتستخدم رموز الحركة النازية. وتُعتبر الجماعة الروسية "راسيسكايا ناتسيانلنايا يدينتسفو" أو الوحدة الوطنية الروسية، من أبرز تلك الجماعات.31) ومشجعي كرة القدم. وانتهت قوة العمل إلى أن الاعتداءات كانت أقرب إلى الحدوث عندما يكون الضحية بمفرده، وخاصة في الأماكن البعيدة عن المدينة. كما أبلغت المجموعة أن الضحايا الذين التقت بهم، تعرض أغلبهم للعدوان عدداً من المرات يتراوح بين الثلاث والخمس.
حالة "جوزيف بيتر"
قامت مجموعة من "حليقي الرءوس" يتراوح عددها بين 15 و20 شخصاً في 16 يونيو/حزيران، بضرب طالب الدكتوراه السوداني "جوزيف بيتر" ضرباً مبرِّحاً باستخدام القضبان المعدنية، في منتزه قريب من النُّزُل الذي يقيم فيه "جوزيف بيتر". وكانت صديقة روسية في تلك الأثناء تقوم بالتصوير بكاميرا فيديو بجوار البركة، عندما اعتدى عليهما "حليقو الرءوس" وضربوهما ودفعوا "جوزيف بيتر" في البحيرة. وخشى جوزيف أن تحاول المجموعة إغراقه وهو يرى آخرين من "حليقي الرءوس" يركضون في اتجاههما، فحاول الخروج من الماء ولكنه ضُرب مرة أخرى. وأثناء الهجوم، تمكَّن من تصوير بعض من اعتدوا عليه قبل أن يضربوا الكاميرا ويتلفوها.
وبعد تدخُّل امرأة من المارة استطاع "جوزيف بيتر" أن يذهب الى المنزل ويستدعي سيارة إسعاف نقلته إلى المستشفى، وكان تشخيص الأطباء أنه مصاب بكسر في أحد الضلوع وارتجاج في المخ. وعولج في مستشفى آخر لمدة أسبوع، حيث تلقَّى علاجاً من آلام حادة في المعدة ناجمة عن الاعتداء الذي وقع عليه.
وقدم "جوزيف بيتر" للحكومة إفادة مكتوبة بشأن الاعتداء الذي تعرض له للشرطي المناوب في مخفر الشرطة المحلي في منطقة كوزمينسكي/ليوبيلينو. وبعدها حضر ثلاثة من أفراد الشرطة إلى النُّزل الذي يقيم به، وأخبروه أنه من أجل المضيّ في التحقيق عليه توقيع إفادة تتضمن تبديلاً ملحوظاً في تفاصيل الحادث، بحيث تُحذف مزاعم الدافع العرقي؛ وورد أن رجال الشرطة أصروا على أن يكتب إفادة جديدة تتضمن أن المعتدين كانوا في حالة سُكْر كانت هي الدافع للاعتداء. وقال "جوزيف بيتر"، إن الشرطة ألمحت إليه أنه إذا لم ينفذ ما طلبوه منه، فإنهم لن يستمروا في التحقيق.
وبعد مشاهدة شريط الفيديو الذي صوره أثناء الاعتداء، لاحظ "جوزيف بيتر" أنه يتضمن لقطات واضحة لثلاثة من المعتدين، فأخذ نسخته الوحيدة من الفيلم وذهب إلى مخفر الشرطة. وشاهد رجال الشرطة الشريط في المخفر في حضوره. وورد أنهم وعدوه بالتقاط صور ثابتة من الشريط، وإعادته إليه خلال أسبوعين. ولكنه عندما عاد إلى المخفر في 4 سبتمبر/أيلول للاستفسار عن سيْر التحقيق، أخبرته الشرطة أن ملف التحقيق قد حُفظ، ولكنهم بصدد فتحه من جديد. وأصرّ المحققون على أن يذكر "جوزيف بيتر" أن المعتدين كانوا مخمورين أثناء الاعتداء. وفيما بعد وقَّع "جوزيف بيتر" نسخة من وصف للأحداث أعدتها الشرطة، حيث قام بتعليم الأجزاء التي كانت تختلف من وجهة نظره مع ما توصل إليه رجال الشرطة. هذا، ولم تُعِد الشرطة إليه شريط الفيديو الذي يخصه. وحتى وقت كتابة هذا التقرير، لم تُلْق الشرطة القبض على أحد له صلة بالحادث.
وفي اعتداء آخر وقع في 23 أغسطس/آب، اعتدت عصابة من المراهقين على ستة أفارقة من طالبي اللجوء بمضارب "بيسبول" وزجاجات مكسورة خارج مركز للاجئين تشرف عليه المفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، والواقع شمال شرق موسكو. وضرب الشباب واحداً من الستة، يُدعى ماسا مايوني" أنغولي الجنسية وعمره 35 عاماً، إلى أن فقد وعيه. وفي 5 سبتمبر/أيلول، تُوفِّي المذكور في مستشفى بوتكين في موسكو متأثراً بجراحه. وفي 20 نوفمبر/تشرين الثاني، قبضت الشرطة حسبما ورد على صبيٍ من "حليقي الرءوس" عمره 15 عاماً بشأن حادث القتل، وأخذت في البحث عن شخص آخر على الأقل. وبعد إجراء التشريح الثاني بعد وفاة الضحية، انتهى المُدَّعي المكلف بالقضية، حسبما ورد، إلى أن الإصابات التي لحقت "بماسا مايوني" كانت نتيجة السقوط على الأرض وليس الاعتداء عليه. ولا تتفق هذه الرواية للحادث مع إفادة شهود العيان.
وقيل إن ممثل المفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في موسكو أدان الاعتداء، وطالب الشرطة والسلطات في موسكو والحكومة بالتصدي لعدد الاعتداءات الآخذ في الازدياد التي يتعرض لها أفراد الأقليات العرقية في المدينة.
وفي 30 أكتوبر/تشرين الأول، أغار حوالي 300 شاب تتراوح أعمارهم بين 14 و20 عاماً منهم كثيرون من "حليقي الرءوس" حسبما ورد على سوق في جنوب موسكو بالقرب من محطة قطار أنفاق تساريتسينو. واعتدى هذا الحشد على بائعين أغلبهم من أصحاب البشرة الداكنة، وكان عدد كبير منهم من منطقة القوقاز، واستخدموا في الاعتداء قضباناً معدنية، وورد أنهم قتلوا في الحال رجلاً أرمينياً عمره 37 عاماً، يُدعى فارتان كوليدزهانيان. كما ورد أن رجلاً هندياً اسمه كومار شارما بروفيد، ضُرب حتى فق وعيه أثناء الهجوم، ثم تُوفِّي في وقت لاحق في المستشفى. وذهب حوالي 150 شاباً إلى محطة قطار أنفاق كاخوفسكايا وتقدموا صوب فندق سيفاستوبول، وهي منطقة اشتهرت بوجود جالية أفغانية فيها. وورد أنه أثناء أحداث العنف اللاحقة التي جرت بجوار الفندق، ضرب الحشد رجلاً طاجيكستانياً عمره 18 عاماً، اسمه كرم دجان محمدوف، والذي تُوفِّي فيما بعد في المستشفى متأثراً بجراحه. وورد أنه في كلتا الحالتين أطلق أفراد الشرطة الحاضرون النار في الهواء من أسلحتهم لتفريق الجماهير المحتشدة. وبلغ إجمالي عدد المصابين أثناء الاعتداء 22 شخصاً، فيما ورد. وفي تلك الأمسية، احتجزت الشرطة حسبما ورد عدداً كبيراً من الشباب المتهمين بالتورط في الاعتداءات. بيد أنها أفرجت عن غالبيتهم بعد استجوابهم. ذكرت وكالة أنباء إنترافاكس في 5 نوفمبر/تشرين الثاني أن اتهامات بالقتل وُجِّهت إلى رجل عمره 17 عاماً بسبب الاعتداءات التي وقعت بالقرب من محطة قطار أنفاق تساريتسينو، وأنه تمَّ التعرف على آخرين غيره وجارٍ البحث عنهم.
المصدر http://ara.amnesty.org/library/Index/ARAEUR010022002?open&of=ARA-FIN
هل هناك من داعي للخوف والقلق!؟