- الرحلة :
- رحلة العمل :
- المفاجأة السيئة :
أخوتي الكرام أعضاء منتدى المسافرون ..السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
افتقدكم كثيراً .. وها أنا أعود إليكم بتقرير عن رحلتي إلى شنزن المدينة الجميلة وهي بلد صناعة الالكترونيات
في الحقيقة هذه هي المرة الأولى لي في شنزن ولكنها مختلفة تماماً عن سابقاتها لسببين :
الأول : أنها اول مرة أرى فيها هذه المدينة ، وهي افضل من كوانزو كثيراً ( من وجهة نظري )
والثاني : أنني هذه المرة قدمت على مكتب لرجل رائع بحق هو السيد / فؤاد على ( وهو رجل مصري الجنسية وله شركاء صينيون ) ، كنت قد تعرفت إليه قبل رحيلي من القاهرة ، وقد قدم لي خدمات أكثر من رائعة سأحكيها لكم في سياق الرحلة .
الرحلة :
بدأت رحلتي بالنزول في مطار كوانزو حوالي الساعة الرابعة عصراً بتوقيت الصين ، تأخرت قليلاً حتى عثرت على حقائبي على السير بالمطار ، ثم خرجت وكان بانتظاري السيد فؤاد الذي استقبلني ، وكان معه سيارة فان ، وضعت حقائبي فيها وجلسنا نتسامر حتى اخذتنا السيارة إلى الفندق (( في الحقيقة الرجل عرض عليّ عدة فنادق وقد أخترت أرخصها بحكم أني سأقضي هذه الليلة فقط ثم أذهب في الصباح إلى شنزن ))
الفندق كان متواضعاً لكنه نظيف وليس حوله الروائح السيئة المعروفة بكوانزو ، كما أنه كان بعيداً عن منطقة نزول العرب فكان خالياً من الازعاج المعتاد للعاهرات وغيرهن
بعد أن استرحت قليلاً أخذني السيد فؤاد في جولة قصيرة ( حيث شاهد مكتبه في الدور الثالث والعشرين بأحدى البنايات الشاهقة ) ثم انطلقنا إلى نانا فانتاشا للقاء صديق لي كان متواجداً في كوانزو فأردت لقاءه قبل أن أذهب إلى شنزن ، وقد التقيناه ثم دلنا السيد فؤاد على أحد المطاعم الصينية للمسلمين حيث تعشينا عشاء رائعاً ودفعنا نحن الثلاثة حوالي مائة يوان ، ثم سلمت على صديقي وعدت إلى الفندق .
أقمت ليلتي بالفندق وفي الصباح توجهت والسيد فؤاد إلى شنزن ، قام باستدعاء احد التاكسيات وقام بمحادثة الموظفة الصينية في مكتبه وطلب منها أن تبلغ السائق بأن يوصلنا إلى محطة القطارات في كوانزو ، بأقرب مكان لرصيف شنزن ، وبالفعل فعلت الفتاة ووصلنا السائق إلى وجهتنا ، دخلنا المحطة فإذا بها محطة كبيرة ، المهم أننا ركبنا القطار من كوانزو في الحادية عشرة صباحاً ، وكان موعد الوصول الثانية عشرة والثلث ( وقد أخبرني السيد فؤاد أن القطار يستغرق ساعة وثلث الساعة حتى شنزن ) وظننت أن حالهم كحالنا في مصر فتوقعت أن تستمر الرحلة أكثر من ساعو ونصف ،، إلا أنني فوجئت بأننا نصل إلى كل محطة في الدقيقة المحددة في مواعيد الوصول للمحطات التي تظهر على الشاشة الداخلية في القطار حتى أننا دخلنا إلى محطة شنزن في الثانية عشرة و19 دقيقة وتوقف القطار على الرصيف في تمام الثانية عشرة وعشرون دقيقة
في شنزن وجدت موظفة أخرى صينية من موظفي السيد فؤاد تنتظرنا في محطة القطار ، حيث قامت باصطحابنا إ‘لى التاكسي الذي أخذنا إلى الفندق
هذه المرة كان الفندق من ترشيح السيد فؤاد (( هو فضل لي الاقامة فيه )) والحقيقة أن اختياره كان مثالياً ، فالقندق ( واسمه فندق سيول ) جيد جداً ، وموقعه أكثر من رائع (( على بعد نحو كيلو متر واحد أو أقل من المنطقة التجارية في شنزن
وضعنا حاجياتنا بالفندق واسترحنا قليلاً ثم بدأت رحلة العمل ، حيث كان السيد فؤاد قد طلب من موظفته ان تتصل ببعض المصانع وترتب لنا مواعيد لزيارتها ، وبالفعل قمنا بزيارة ثلاث مصانع لكنني لم أجد بغيتي فيها ، فأخبرني السيد فؤاد أن الكميات التي أطلبها ليست كبيرة وبالتالي فالأفضل لي أن أحصل عليها من أحد الأسواق والمولات من المنطقة التجارية ، لأن المصانع لن تعطيني السعر الذي أريده إلا من كميات تزيد عن الخمسمائة قطعة .. فعدنا إلى الفندق على أن تبدأ في اليوم التالي رحلة العمل في المتاجر وأسواق المنطقة التجارية .
رحلة العمل :
في مدينة شنزن منطقة تجارية متكاملة اسمها "خوان شان بي" بها كل ما تحلم به من الالكترونيات ( من كمبيوترات وقطع غيارها واكسسواراتها ، وهواتف نقالة واكسسواراتها وقطع غيارها وانظمة الأمن الألكترونية وغيرها الكثير ) ، وبهذه المنطقة عدد كبير من المولات كل مول يحتاج وحده إلى يوم كامل أو أكثر لتتمكن من مشاهدة كل ما فيه والسؤال عما تريد ، والأسعار وغير ذلك ، هذا باستثناء مول سايجا ماركت وهو أكبر تلك المولات وبه نحو عشرة أدوار أو أكثر ، على مساحة هائلة ومقسم من الداخل إلى مساحات صغيرة وهذا المول وحده قد يستغرق منك ثلاثة أيام لتشاهد كل ما فيه
ما علينا المهم السيد فؤاد كان قد عرف بنوعيات البضائع التي أريد شراءها ، والرجل خبير تماماً بالمدينة وأسواقها فكان يدلني على الأسواق التي تناسب طلبي والكميات التي أريدها ، وكان يدخلني إلى المولات المختلفة فيقول لي هنا ستجد ما تريد لكن السعر لن يعجبك لأنها مكاتب تابعة لمصانع وبالتالي تحتاج أن تطلب منهم كميات كبيرة ، في أخر يقول لي هنا ستجد طلبك وبالكميات التي تريدها .. وهكذا
والحقيقة أن الرجل لم يكتفي بذلك بل كان يتحدث مع التجار الصينيين ويقوم بمفاصلتهم في الأسعار حتى نحصل على أعلى سعر ، حتى أنني في بعض الأحيان كنت أشعر بالرضا عن السعر الذي يطرحه الشخص الصيني وكان السيد فؤاد يقول لي انتظر لتحصل على افضل سعر فهذا ليس الأفضل ، وللمفاجأة فقد كان يحصل على سعر أقل مما كنت اتصوره .. بارك الله له في عمله وجزاه عني كل الخير
المفاجأة السيئة :
كنت في البداية أرغب في شراء الكمبيوتر اللوحي ( شبيه الأيباد ) لكني وجدت أن كل الأنواع في السوق ليس فيها اللغة العربية إلا القليل واللغة العربية به بها عيوب وأخطاء .. وبالتالي عدلت عن فكرة شراء هذا المنتج إلى منتجات أخرى ، وقد نصحني السيد فؤاد بنوع معين من قطع الغيار وقال لي ان العمل فيه مربح ، وبالفعل قمت بالاتصال ببعض الأخوة في القاهرة وطلبت منهم السؤال عن طلب السوق من المنتج وأسعاره ، وبفضل الله تعالى وجدتهة مطلوباً ومربحاً كما قال السيد فؤاد فقررت أن اشتري منه بعض الكميات المتوسطة ، والرجل ظل يبحث معي في الأسواق (( إذ أننا لم نكن قد بحثنا عن هذا المنتج من قبل )) فدلني السيد فؤاد على أحد المولات الكبيرة وأخبرني بأنني سأجد ضالتي فيه ، وبفضل الله وجدنا كل ما كنت أريده ، والرجل لم يكتف بذلك بل ظل يفحص معي جودة المنتجات ، ويفاصل في الأسعار حتى حصلنا على أفضل جودة وأقل سعر . بل أنه ( بارك الله له ) عند الاستلام كان يختبر البضائع بنفسه ( بحكم أن له خبرة كبيرة في هذا المجال ) حتى تسلمنا كل الكمية بعد تجربتها واحدة تلو الأخرى . وكل يوم يصطحبني السيد فؤاد بعد انتهاء العمل إلى مكان جديد لأشاهد معالم مدينة شنزن
فقد عرفني طريق ثلاث مطاعم مسلمين صينيين . الأكل عندهم رائع ورخيص .. كما اصطحبني إلى سوق تجاري يسمى " لاو جي " وهو سوق للملابس والهدايا والحقائب ، وهو بالأصل سوق للصينيين وليس للأجانب ولكن بحكم خبرة الرجل بالمدينة فقد اصطحبني إليه أكثر من مرة عبر مترو الأنفاق واشتريت منه عدة أشياء وهدايا وغيره .
الحمد لله في اليوم السادس لي في شنزن كنت قد أكملت شراء كل ما أريد رغم أن من تلك الأيام ثلاثة أيام كانت أجازة رسمية في الصين ، لكن الله أكرمني بالسيد فؤاد لأنه كان يعرف المولات التي تعمل خلال تلك الأجازة واصطحبني إليها فلم يضع الوقت هباء ً .
وها أنا ذا أستعد لمغادرة شنزن عائداً إلى القاهرة . فقررت أن أضع هذا الموضوع للأخوة ليستفيدوا من رحلتي
وألخص لكم الفوائد التي انتهيت إليها فيما يلي :1- مدينة شنزن مدينة رائعة وهي أفضل كثيراً من كوانزو ولم أعاني فيها من الروائح الكريهة ، فهي لا تظهر إلى بالقرب من المطاعم الصينية فقط
2- هؤلاء الناس يثبتون كل يوم أنهم سبقونا بسنوات . فمدينة شنزن بها خط مترو أنفاق لا يوجد مثيله في كل الوطن العربي ( رغم أنها ليست من المدن المشهورة في الصين )
3- لا يمكنك أن تحصل على افضل المنتجات في شنزن إلا إذا كان معك رفيق خبير وفاهم ما يفعل .. ولا أنصح الأخوة الشراء للبضائع وحدهم فيمكن أن يتعرضوا للخداع ببساطة لأن الالكترونيات بها أسرار لا يعلمها إلا أهلها والخبراء فيها ، والصينيون كل يوم يبتكرون الجديد سواء الجديد من البضائع أو الجديد من طرق الخداع للمغفلين
4- ليس بالضرورة أن يكون أفضل سعر تحصل عليه في مجال الالكترونيات هو أقل سعر ، بل يمكن أن يكون الأعلى منه قليلاً هو الأفضل .. لأن الأقل أحياناً يكون لبضائع مقلدة أو ليست على الكفاءة الفنية المطلوبة .
5- إذا عرفت أماكن المطاعم الخاصة بالمسلمين واسواق المعلبات والفاكهة فأنت لست بحاجة لاصطحاب طعام من بلدك إلى شنزن
وأخيراً أتمنى لكم التوفيق والخير ... وأسأل الله العلى القدير أن يوفق كل طالب رزق حلال إلى بغيته وأن يربحه ويغنيه من فضله . وأشأل الله أن يجازي السيد فؤاد علي عني كل الخير
وبالنظر إلى أنني صورت بقية الأماكن فيديو فسأقوم بتحميلها وعرضها بالموضوع عند عودتي للقاهرة بإذن الله تعالى
وأستودعكم الله الذي لا تضيع عنده الودائع .
تقبل تحياتي