- كتاب جميل.. تحضير لرحلة ممتعة !
- ياولدي قد ماتشهيدأ ..
- من مات فداً للمحبوب ..
" الحلقة الأولى "
ابوفاس .. صديق رحلة الوحيد
كتاب جميل.. تحضير لرحلة ممتعة !
على خطوط الملكيةالمغربية حملت حقيبتي وألقيت جسدي على أحد مقاعد الركاب في الصف الأخير للطائرة , رحت أرمي ببصري على أوجه الركاب الذي يزاحم بعضه بعض في البحث عن مقاعده , تمنيت فراغ المقعد المجاور لي أو جاراً يصلح أن يكون صديقاً لخمس ساعات , أنتظرت تكامل الركاب ولحسن حظي بقي المقعد المجاور لي فارغاً , فزحفت عليه فوراً وأحكمت استيلائي عليه.
بدأت الطائرة تشق طريقها في جو السماء حتى أستوت في حلقه , علّقت سماعات الآيفون واخترت أغنية " قارئة الفنجان " لعبدالحليم حافظ , وضعت ساقيَّ في المقعد المحتل وبقية جسمي في مقعدي بعد أن أزلت الحاجز المتحرك بين المقعدين ,طلبت من المضيفة ملأة تغطيت بها وغبت عن كل شيء حولي , فلم يبقى معي فوق السحابغير عبدالحليم يردد :
قالت ياولدي لاتحزن ..
الحب عليك هو المكتوب ياولدي ..
ياولدي قد ماتشهيدأ ..
من مات فداً للمحبوب ..
بإنتهاءالأغنية قفزت ونفضت عينيّ , ثم ألتقطت كتاب وائل غنيم " الثورة " ورحت أقرأ مساهمته الكبيرة في تحرير وطنه من عصابة اللصوص والمرتزقة , الذين جعلوا أمّ العرب وحاملة لوائهم تسقط في حضن العدو الصهيوني .
راحت عينايّ تلته مماكتبَ المؤلف عن الثورة في سرد لاينقطع , فعرفت كثيراً من التفاصل عن دروه فيثورة 25 يناير .
فوائل موظف في شركة البحث العالمية قوقل , إستطاع بمهارته الإلكترونية من حشد عدد كبير من الشباب في صفحة على الفيس بوك بعنوان" كلنا خالد سعيد " ذلك الشباب الذي مزقه زبانية النظام السابق وشوهوا ملامح وجهه , ثم رموه بلا أدنى رحمة ولاإنسانية .
كانت الجريمة مروعة فهزت الرأي العام المصري من أركانه واستطاعت صفحة " كلنا خالد سعيد" من إستغلال هذه الحادثة لصالح الشعب وجمع عدد كبير من صفوة الشباب المصري في صفحة واحدة , ذلك الشباب الذي حمل لواء الثورة من بدايتها حتى سلمها في يد الرئيس محمد مرسي , ليعيد رسم خريطة مصر والمنطقة بكاملها !
خرجت من مطار الدار البيضاء , فاخترت طاكسي وأتفقنا على 250 درهم , طلبته من السائق أن يرميني في أقرب فندق يختاره لي , فأختار لي فندق اربع نجوم كمازعم , نقدته ما أتفقنا عليه وحملت حقيبتي ورحت أنهي إجراءات الدخول , فإذا بالسائق يربت على كتفي ويقول : أعطني خمسين درهم !! لم أعرف قيمة ماذا!!..
ولأني في حالة إرهاق لم أسأله , نقدته الدراهم , فولى يلوح بيده متمنياً ليإقامة سعيدة !
صعدت إلى الغرفة ذات اللون الداكن الذ يغطي كثيراًمن أرجائها إن كانت لها أرجاء !!
لاشعورياً أحسست أن الغرفة كئيبة , فأزحت فكرة التجديد نهائياً من رأسي ثم صليت الفجر وأرتميت على السرير بحركة عدوانية وغبت عن الوجود لساعات ..