جنوب لبنان المسافرون العرب

أكتشف العالم بين يديك المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة. artravelers.com ..
لبناننا
21-05-2022 - 05:18 am
  1. قانا القديمة

  2. قانا بين المجهول والمعلوم

  3. تاريخ البلدة وذاكرتها الشعبية

  4. التماثيل الصخرية: الأيقونات الأولى

  5. أجران الخمر ومعجزة أخرى

  6. النبي الجليل


قانا القديمة

تقف قانا بين عرسين: عرس شهد أولى معجزات السيد المسيح حين فاضت أجاجين الماء خمراً وفاضت القداسة حباً غيّر تاريخ البشرية. وعرس الدم المتفجر الذي سال أنهاراً سقت تعطّش العدو الوحشي للّحم والدم، وروت أرضاً تستقي من شهدائها لتنبت أبطالاً... قانا الجليل: الفرح والحزن، القداسة والشهادة...

قانا بين المجهول والمعلوم

بقيت قانا الجليل في الجنوب اللبناني مجهولة من الباحثين والعلماء الغربيين حتى القرن التاسع عشر. وقد علل الباحث إدوارد روبنسون هذا الجهل بقوله: «كانت المنطقة الممتدة أمامنا إلى الغرب وحتى زمن حديث «أرضاً مجهولة»، فلا طرقات فيها لأي اتجاه سوى على الساحل، ولهذا كان القليل من السائحين هم الذين اخترقوها». كذلك كان تعليق كارل ريتر الذي قال: «كان روبنسون الوحيد الذي عرف الجانب الشرقي من الجليل حتى ضفاف الأردن الغربية والى الطريق المعتاد الذي يمتد من صفد الى الشمال الغربي مروراً بالجشّ وبنت جبيل وتبنين وقانا وصولاً الى صور. وفي الجانب الغربي كان الرحالة كلهم ومنذ زمن ريتشارد بوكوك (1737) يسلكون طريق الشاطئ عبر السهل الممتد من عكا الى صور؛ ولم يخاطر أحد بالتوغل داخل المنطقة الجبلية للجليل». وهكذا بقيت البلدة مجهولة بالنسبة للباحثين في جغرافية الأمكنة التي زارها السيد المسيح.
أما الباحث فيكتور غيران الذي وصل الى قانا الجليل فقد وصفها قائلاً انها تتألف من ثلاثة أحياء، أكبرها وأقدمها يدعى «قانا الفوقا» وهو على قمة التلة، استعملت حجارة بيوته القديمة لبناء بيوت جديدة في الحيين الآخرين. ويوجد على قمته مقام باسم "النبي الجليل" وفي أسفل التلة يوجد حي المسيحيين وهم من الروم الكاثوليك وعددهم 400 نسمة وكنيستهم على اسم مار يوسف وتجاورها كنيسة صغيرة للبروتستانت. وفي آخر المنحدر بين الكروم توجد «عين القسيس».
ويرى الباحث غيران ان هذه البلدة هي المذكورة في أرض أشير قرب صور على أنها «قانا الانجيل»، وعندئذٍ يتساءل قائلاً: «هل علينا أن نعتبر هذا الموقع قانا الإنجيل، حيث حقق سيدنا المسيح أولى معجزاته؟ ويستند الى وثائق تاريخية وكتابات للمؤرخ اليوناني أوزابيوس من كتابه «التاريخ الكنسي» يعود الى العام 325م تشير الى ان قانا الجليل تبعد 50 كلم عن صيدا وتقع في وادي عاشور (نسبة الى الإله آشور الكنعاني). اضافة الى كتابات للقديس جيروم باللاتينية يذكر فيها ان قانا الجليل تقع جنوب شرقي منطقة صيدا. ويؤكد غيران ان النصين يعنيان هذا الموقع، ثم يتابع قائلاً: «وحتى في يومنا هذا فإن اسم النبي الجليل الذي يطلق على الولي في قانا الفوقا يبدو كأثر من قانا الجليل، الاسم الذي تحمله قانا الانجيل».
وهكذا عندما عاين غيران البلدة اللبنانية لم يستبعدها من المنافسة التاريخية، بل كان هو أول من نبّه اليها لتوافق موقعها مع نص أوزابيوس، وتوافق اسمها مع اسم قانا الانجيل. كذلك رفض الباحث الفرنسي الشهير رينيه دوسو تعيين موقع قرب سهل البطون اسم «قرية قانا» على أنها «قانا الانجيل»، بل أكّد على ان المعنية هي قانا الجليل اللبنانية جنوب شرق صور.

تاريخ البلدة وذاكرتها الشعبية

يحفظ أهل قانا الجليل اللبنانية معتقدات قديمة تؤكد الشخصية التاريخية لبلدتهم ودورها في نشأة المسيحية، باعتبارها المكان الذي جرت فيه اولى معجزات السيد المسيح في حفلة العرس. أما الحجة الاولى فتقول إن البلدة هي الوحيدة التي تحمل الاسم الكامل (قانا الجليل) كما ورد في انجيل يوحنا. وهذا الاسم ليس من انتمائها الى منطقة الجليل كأرض جغرافية كما هو مألوف، وانما لوجود ولي له مقام مقدس فوق مرتفع في البلدة باسم النبي الجليل وهو مقام قديم جداً سبق وجوده انتشار المسيحية في المنطقة. وفي المنطقة عموماً والبلدة خصوصاً تتجلى الاستمرارية التاريخية للتقاليد والمعتقدات بعدة أشكال، ومنها، وجود عشرات المزارات التي لا تزال محافظة على قدسيتها وتسمياتها. منذ عهود الكنعانيين، كما ان القرى والمواقع الأثرية وعيون المياه هي بمعظمها كنعانية التسمية.
ومن تقاليد البلدة التي يتناقلها الأهالي وجود أشجار متميزة في قريتهم يؤمنون بأنها نبتت حيث مرّ يسوع مع تلامذته، وهم يتبركون بأوراق هذه الأشجار ويتخذون منها دواء شافياً لأمراضهم، ويتحدثون عن معجزات حصلت بعد المعالجة بواسطتها. وتخصّ الحجة الثالثة المغارة التي تقع في البرية في منطقة الخشنة والتي يقصدها الأهالي للتبرّك ،كما انهم يستعملون المياه النازّة من داخلها لشفاء المرضعات اللواتي نضب حليبهن. وفي القديم كانت العادة في البلدة أن تقدّم النذور الى هذا الموقع أيام الخميس والجمعة فقط من كل أسبوع. أما مدلولات هذه العادة فغامضة حتى اليوم. ويقال ان المسيحيين الأوائل لجأوا الى هذه المغارة هرباً من اضطهاد اليهود والرومان في تلك الأيام، وخوفاً من أن يمحى تاريخهم قاموا بنحت الصخور كي تظلّ كتاباً ناطقاً يروي سيرتهم ويخبّر عن إلههم.
وهنالك تفسير آخر تحدّث عنه أوزابيوس حين وصف حالة المسيحيين الأوائل الذين «يتخلون عن ممتلكاتهم لأقاربهم ويودعون كل اهتمامات الحياة ويخرجون خارج الأسوار، فيجعلون مقراتهم في الصحارى والبراري»... وهكذا كانت حياة البرية والعزلة مألوفة لدى المسيحيين الأوائل، لذا لم يكن وجودهم في البرية وجوداً طارئاً وعابراً، بل كانوا يقيمون فيها، ومثل هذه الاقامة مكّنتهم من إنجاز المحفورات الصخرية الى جانب المغارة الصالحة للإقامة والاحتماء من عوامل الطبيعة ومن الأعداء. وهذا التقليد في العيش في البرية نجده في حياة المسيح أيضاً كما تذكرها الأناجيل، حيث نرى في انجيل لوقا: «ولما رجع الرسل أخبروه بجميع ما صنعوا فأخذهم وانصرف الى موضع قفر على انفراد عند مدينة تدعى بيت صيدا». وهذا النص يجعلنا نرجح ان يسوع خلال تجوله في تخوم صيدا وصور، كان يألف هذا الموقع مع تلامذته، ولهذا داوم أتباعه على ارتياده بعده. وشاؤوا تخليد ذلك بنقوش على الصخور التي تحمل ملامح بعض البارزين من رسل المسيحية الأولين.

التماثيل الصخرية: الأيقونات الأولى

قرب المغارة منحوتات وتماثيل كبيرة منقوشة على الجدران الصخرية وهي المحاولات الاولى للأيقونات المسيحية. تمثّل المنحوتات أشخاصاً في وضع تعبّد وتواضع إما بوضع اليدين على الصدر، أو برفعهما بحركة توسّل خشوعي. وعلى طرف احدى الصخور تمثال محفور لامرأة تتوكأ على عصا، وهي نحتت بتقنية ملفتة حيث تبدو ثيابها واضحة بطياتها وطرازها وما فيها من حشمة، ويطلق الاهلون على هذا التمثال تسمية «العروس». ويبدو من نمط ثوبها وطرازه انها من العهد الروماني الذي عاصر انطلاقة المسيحية الأولى. وعلى صخرة أمامية منفردة نحتت تماثيل متلاصقة تمثل السيد المسيح يتوسط تلاميذه الاثني عشر وله هالة على رأسه، ويبدو اكبر من التماثيل التي عن يمينه وعن يساره للدلالة على مكانته المميزة. مع مرور الزمن أثرت العوامل الطبيعية في التماثيل ولم يعد بادياً من معالم الرؤوس إلاّ الأشكال وحسب.
نقوش اخرى منحوتة تمثّل ميلاد الطفل يسوع في المهد، وصفحة من الكتاب المقدس، وعرس قانا الجليل، اضافة الى منحوتات تمثل قيامة لعازر من الموت، والعشاء السري، وصلاة للتلامذة الاثني عشر، والعذراء تحمل طفلها، ورسم مثلث يرجح انه يرمز للثالوث الأقدس.

أجران الخمر ومعجزة أخرى

يتحدث النص الانجليلي في وصف معجزة الخمر عن أجران حجرية في باحة الاحتفال، ويقول: «وكانت ستة أجران من حجارة موضوعة هناك حسب تطهير اليهود يسع كل واحد مطرين أو ثلاثة». فهذه الأجران، سواء استعملت للتطهير أم لغيره، كانت منتشرة كآنية للمياه في جميع بلاد الجنوب والجليل. أما بالنسبة الى أجران قانا الستة التي يذكرها الانجيل فيصعب أن تكون معاً في بيت خاص نظراً الى حجمها الكبير، اذاً لا بد أن تكون في مكان عام كباحة معبد حين تكون للتطهير، أو قرب معصرة للزيت أو العنب. وهنا تشكل أجران قانا اثباتاً آخر على كون المعجزة حصلت في قانا اللبنانية. فهذه الأجران تقع قرب المقام الذي يعلو عنها قليلاً على قمة التلّة، كما انها في الوقت ذاته مجاورة لقاعدة معصرة، في فسحة منبسطة من الأرض تصلح للإجتماع والاحتفال، وعددها كما ورد في الانجيل ستة بالتمام والكمال.
وتقع قربها شجرات الميس الثلاث التي نبتت جدّاتها يوم زار يسوع قانا. ولا تزال أوراقها تغلى وتشفي من الأمراض.
في قانا الجليل حصلت معجزة أخرى حين قيل: «فأتى أيضاً الى قانا الجليل حيث صنع الماء خمرا. وكان رئيس للملك ابنه مريض في كفرناحوم، فسمع ان يسوع قد جاء من يهوذا الى الجليل فانطلق اليه وسأله ان ينزل ويبرئ ابنه لأنه كان قد قارب الموت. فقال له يسوع: امضِ فإن ابنك حي، فآمن الرجل بالكلمة التي قالها له يسوع ومضى. وفيما هو منحدر، استقبله غلمانه قائلين ان ابنك حي»... ومن قانا الجليل خرج أيضاً نثنائيل أحد تلاميذ يسوع الأوائل

النبي الجليل

لم تذكر النصوص الفرعونية الجليل كاسم لمنطقة جغرافية على الرغم من انها عينت المنطقة باسماء اخرى؛ وأول ذكر لها ورد لدى اشعيا باسم «جليل الأمم». وفي التفسير السهل لمدلول التسمية نجد انها أرض كانت تخصّ غير اليهود من الأمم في زمن اشعيا النبي، أي القرن الثامن قبل الميلاد. ويفترض ان اشعيا عند ربطه كلمة الأمم بالجليل، انما أراد التخلص من علاقة اليهود به من خلال مفهوم ديني وليس قومي أو جغرافي. وفي منطقة الجنوب توجد عدة مزارات لنبي كبير له حرمة عظيمة ويدعى «الجليل»، ومن المرجّح ان أشعيا كان يشير الى هذا النبي الذي يخص غير اليهود عند إضافة اسمه الى كلمة «الأمم». وقد عرفت منطقة جغرافية واسعة باسمه نظراً لوجود اكثر من مزار له في جنوب لبنان، ولما كان يحتله من مكانه رفيعة لدى الأهالي؛ فهم كانوا ينسبون اليه شفاءات ويقسمون باسمه في الأمور المستعصية وحسب، فيكون القسم به آخر ما يلجأ اليه الناس لإبانة الحق.
ويروى عن شفاعته انه كان يشفي القطعان المريضة حينما تمرّ في جواره، وهو يختار نذوره من هذه القطعان حيث يكون كل حيوان يرقد في دار المقام من نصيبه. كما ينسب اليه ترويض الخيول الجامحة حين تُربط ليلة في داره. وكان يقصده البدو الرعاة من أماكن بعيدة للتبرّك به ولإيفاء نذورهم في يوم عيده في الربيع. ويوقع النبي الجليل الرهبة في نفوس الأهالي، حتى انهم يتجنبون الدخول الى القبو الداخلي للمزار، حيث مقدساته وصندوق نذوره؛ واذا دخلوا فإنهم يدخلون حفاة الأقدام. أمّا الفتيات فلا يدخلن المقام جاسرات الرأس احتراماً لسيده.
أمام المقام بئر عميقة وواسعة يصل عمقها الى حوالى 20 متراً، وحوله ردميات تشير الى انه كان بناءً واسعاً ذا ممرات متعددة يصف بعضها المسنون الذين كانوا يحفرون في باحة المعبد ليدفنوا موتاهم في جواره تبرّكاً بما له من حرمة وقداسة.
منقول عن مجلة الجيش - الأحد 30 تموز 2006


التعليقات (3)
لبناننا
لبناننا
أعتذر من الإخوة الأعضاء عن رفع صور مرافقة للموضوع وذلك لاسباب تقنية

Sniper.ksa
Sniper.ksa
شكراً على هذه المعلومات التي يجب علينا نحن كعرب أن نعرفها
واتقدم بالتعازي للشعب اللبناني ، على أن يحسبهم الله شهداء بإذنه

لبناننا
لبناننا
sniper.ksa
العزاء مشترك لنا ولكم
حفظك الله وصان ديارك


خصم يصل إلى 25%