- بقلم / د. سعد الأحمد
بقلم / د. سعد الأحمد
يقترب مطار الملك خالد الدولي في مدينة الرياض من بلوغ عمره ال 30، وكان ولا يزال معلما معماريا في بنائه, حيث تفرد بتصميم جمع بين الموروث ومتطلبات المطارات العالمية في تلك الحقبة من الزمن. التغيرات الجذرية في صناعة النقل الجوي شملت المطارات والخطوط الجوية على حد سواء وكانت سياسات الشراكة بينها تشكل عجلة دائمة الحركة من التطور والإبداع. فالمطارات العالمية اليوم أصبحت تضم مجمعات للتسوق ومراكز أعمال وفنادق ومعارض وحتى مرافق رياضية ضخمة كميادين الجولف. أفضل المطارات في العالم وصلت إلى هذا التصنيف لسبب واحد هو تطبيق منهجية القطاع الخاص على أعمالها ما مكنها من اتباع إجراءات عمل حرة وسريعة تهدف إلى الربحية، فأصبحت لها بوابات تجارة إلكترونية تنشر خدماتها وأسعار تلك الخدمات وحتى تنفيذ تلك الخدمات عبر مواقع الإنترنت. أفضل المطارات في العالم تعمل وهدفها (الزبون) بمفهومه الشامل, وهو كل من يشتري خدمة. فالزبون للمطارات قد تكون شركات الخطوط الجوية التي منها العوائد الكبرى كرسوم الهبوط والبوابات وخدمات الركاب وخلافه, وقد تكون الشركات المساندة كشركات تزويد الطائرات بالوقود وشركات المناولة الأرضية وشركات الصيانة وغيرها من الخدمات. كما أن الزبون قد يكون المسافر بصورته المنفردة وما يمكن بيعه من خدمات في المطار, ولذلك نشأت ما يعرف بعوائد المطارات غير الجوية كالعوائد من الأسواق الحرة والمطاعم وغيرها من المرافق التجارية. وتتكامل مع المطارات مؤسسات أخرى ينعكس أداء المطارات على أدائها كالأقاليم والمدن التي تخدمها تلك المطارات. ويعتمد كثير من الدول في جزء من موازناتها على صناعات تعتمد على النقل الجوي كصناعة السياحة واستضافة الأعمال الدولية, مما يتطلب مطارات فاعلة تسهم في ديمومة تلك الصناعات وتنميتها. وهذا يفسر العلاقة بين المطارات ورجال السياسة والاقتصاد في مناطق وأقاليم المطارات الكبرى. المبادرة الإيجابية لتطوير مطار الرياض ليتناسب مع الاستراتيجية التنموية لمنطقة الرياض يدعونا أولا لتقييم واقع المطار من خلال تعريف عوامل رئيسة وفرعية لكل مناحي المطار ووضع مقياس كمي لها يبين مستوى جودتها مقارنة بأفضل المطارات العالمية كمطار هونج - كونج الدولي. وتستخدم إدارات المطارات الحديثة مقياسا يتكون من 40 مؤشرا تشمل خدمات متنوعة يقدمها المطار كوسائل النقل من المطار وإليه، جودة صالات انتظار الركاب، توافر المطاعم، توافر خدمات رجال الأعمال، وقت انتظار الحقائب ..إلخ. وسنتطرق إلى واقع تلك المقاييس في مطار الملك خالد الدولي.