تفخر تركيا بماضيها العريق وكنوزها التراثية التي جمعتها من الحضارات التي تعاقبت عليها على مدى أكثر من عشرة آلاف عام. وهي ملتقى الشرق والغرب ونقطة الوصل بين قارتي أوروبا وآسيا. ومعظم الأراضي التركية البالغة مساحتها قرابة 815 ألف كيلومتر مربع في قارة أوروبا. ويشكل بحر مرمرة ومضيق البسفور والدردنيل الحدود الفاصلة بين أوروبا وآسيا.
ويبلغ عدد سكان تركيا نحو 68 مليوناً، 99 في المائة منهم مسلمون، فيما يقطن معظمهم في أنقرة واسطنبول وأضنة وأزمير وبورصة ومنطقة البحر الأسود، لكونها مناطق تجارية وصناعية على حد ذكر مجلة “السياحة الإسلامية”.
واللغة التركية هي اللغة الرسمية للبلاد ويتحدثها نحو 90 في المائة من السكان، غير ان هناك أكثر من 69 لغة أخرى يتحدث بها بعض السكان، كما يتقن أتراك كثيرون بعض اللغات الأوروبية وخصوصاً الانجليزية والألمانية.
ومعظم الأراضي التركية مغطاة ببساط من الخضرة، فيما يتميز المناخ بالتباين تبعاً لطبيعة المنطقة، وتتراوح درجات الحرارة بين 20 و30 درجة مئوية في فصل الصيف، ومن 10 الى 15 درجة في الخريف، و13 الى 20 درجة في الربيع، فيما تصل درجة الحرارة الى الصفر في فصل الشتاء في بعض المناطق و15 درجة في أخرى.
وتوفر تركيا لزائرها وللعائلات الكثير من الأنشطة الترفيهية في العديد من المدن، من حدائق الحيوان والمتنزهات الهادئة والمسارح والألعاب الرياضية وألعاب الاطفال المتنوعة. كما تتوافر نواد للأطفال يشرف عليها متخصصون وتنظم فيها برامج ترفيهية. وتتضمن البرامج السياحية زيارة الحدائق العامة وشلالات المياه والكهوف والخلجان الجميلة.
وتركيا عبارة عن شبه جزيرة تحيطها مجموعة من البحار فيما تتشكل أراضيها من سهول يتراوح متوسط ارتفاعها بين ألف و1500 متر فوق سطح البحر. وهناك مجار كثيرة للمياه تتدفق من وسط السهول لتصب في البحار.
كما يوجد بها عدد كبير من الشلالات، مثل شلال “كورشونلو” وهو من أجمل الشلالات في تركيا، ويقع على بعد 20 دقيقة من مدينة انطاليا على البحر الأبيض المتوسط، ومن الشلالات الشهيرة تذكر شلالات مانافجات” على بعد 75 كيلومتراً من انطاليا. وتوجد بالقرب من هذه الشلالات حدائق الشاي والمطاعم المظللة. ويمكن هنا القيام برحلة في نهر “مانافجات” لمشاهدة المياه المتساقطة من الشلالات.
أما عن السهول فهي عديدة وأكثرها شهرة سهول البحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط. وقد اهتمت تركيا بتشييد العديد من المدن السياحية في جبال توروس، حيث البيوت الريفية التي توفر للزوار والعائلات فرصة الاستمتاع بجمال الطبيعة والطقس الرائع.
كذلك توفر تركيا لمحبي المغامرات فرصة تسلق الجبال واستكشاف الكهوف البحرية والجبلية، والقيام برحلات على العربات التي تجرها الثيران، بالإضافة الى ركوب الخيل والابحار باليخوت والمراكب والغوص والتزلج على المياه وصيد السمك.
والفرصة سانحة ايضاً لمحبي الجولف لممارسة هوايتهم. كما تتوافر في تركيا رياضات الجو التي تشمل رحلات الطيران والسقوط بالمظلات وركوب المناطيد. كذلك يمكن في الشتاء ممارسة رياضة التزلج على الجليد في جبال أولوداج القريبة من بورصة، والتي تكون مغطاة بالثلوج قرابة نصف العام.
وفي ما يتعلق بماضي تركيا العريق، لا غرابة في ان يسمى هذا البلد “مهد الحضارات”، اذ تكفي زيارة واحدة الى مدينة “العصر الحجري” التي يرجع تاريخها الى عام 6500 قبل الميلاد، لاكتشاف هذه الحقيقة. كما ان التنقل في مختلف بقاع تركيا يؤكد للزائر مدى غناها بالتراث.
وقد أدرجت “اليونسكو” العديد من الأماكن في تركيا كمواقع اثرية عالمية، مثل منطقة “ياموكالة” و”كابادوكيا” التي أدرجت كمواقع تراث ثقافي وطبيعي.
وتتميز “ياموكالة” بسهولها البيضاء المتكونة من المياه الكلسية. وهي تتمتع بموقع طبيعي ساحر يجذب السياح من كل انحاء العالم. كما يقصدها الناس طلباً للعلاج بمياهها وينابيعها الحارة، فضلاً عن زيارة آثارها التاريخية.
أما “كابادوكيا” فهي تقع وسط هضبة الاناضول. وتعتبر “كابادوكيا” من عجائب الطبيعة، الى جانب ما تحتويه من مواقع تاريخية وبيوتها المحفورة في الصخور ومدنها المثيرة الواقعة تحت الأرض. وفي أورغوب وكورامة وهما مركزان رائعان للسياحة، ويقعان في نهاية سلسلة جبلية تنتشر المنازل القديمة المحفورة في الصخور.
وبالنسبة لأماكن الإقامة تتوافر في تركيا خيارات كثيرة من البيوت القروية الرخيصة الى الفنادق الصغيرة وحتى الفنادق والمنتجعات الفاخرة، وتتركز الفنادق الفاخرة وقرى العطلات السياحية في سواحل البحر الأبيض المتوسط وبحر ايجة وكذلك في المدن الرئيسية. وهي تقدم خدمات ممتازة وتتوافر فيها مطاعم راقية وأحواض سباحة وشواطئ جميلة.
منقول مع إضافات من قبلي