- تركيا تخطط 'لاستغلال' رمضان سياحيا
ثالث اكبر بلد سياحي في العام يجتهد في الحفاظ على سياحه
تركيا تخطط 'لاستغلال' رمضان سياحيا
تراجع عدد السياح القادمين من الشرق الاوسط خلال شهر الصوم يدفع السلطات في تركيا الى وضع خطة استقطاب سياحية خاصة برمضان.
أعرب مسؤولون في قطاع السياحة بتركيا عن قلقهم من التراجع الكبير في أعداد السياح القادمين من الشرق الأوسط، خلال شهر رمضان المبارك. و يزداد هذا القلق كلما تحرك موعد شهر الصوم والعبادة ليتقاطع مع ذروة الموسم السياحي الصيفي في تركيا، التي تعتبر واحدة من أكثر دول العالم استقطابا للسياح.
ولم يتوقف المسؤولون الأتراك أمام هذا التحدي، حيث قرروا إطلاق استراتيجية سياحية كبيرة تهدف إلى جعل شهر رمضان جزءا لا يتجزأ من الموسم السياحي، ليستقطب هذا الشهر الراغبين في قضاء شهر له نكهة خاصة، تمزج بين العبادة والصوم و السياحة "التاريخية".
وأشار أحمد بلجلي مدير السياحة والثقافة في اسطنبول، العاصمة التجارية والسياحية لتركيا، إلى أن أعداد السياح القادمين من الدول العربية والإسلامية إلى اسطنبول، يتراجع خلال شهر رمضان بنسبة 98 في المائة "بل أحيانا يتوقف قدوم السياح من تلك البلدان بصورة كاملة خلال شهر الصوم".
وكشف بلجلي أن المسؤولين في القطاع السياحي التركي يعكفون على وضع استراتيجية سياحية جديدة، تمزج بين ما تملكه مدينتهم من تاريخ إسلامي، وما يكتنزه الشعب التركي من قيم وعادات خاصة باستقبال شهر العبادة، لجعل شهر رمضان جزءا من البرامج السياحية التي سيتم الترويج لها خلال السنوات المقبلة في الدول العربية والإسلامية.
وبحسب المسؤول التركي، فإن العديد من السياح الأوروبيين كانوا خلال السنوات الماضية يفضلون ضبط برنامجهم السياحي إلى اسطنبول مع شهر رمضان، وذلك لكي يتمكنوا من مشاهدة مظاهر هذا الشهر لدى الأتراك.
وتزخر الثقافة التركية المحلية بالعادات والتقاليد الخاصة بشهر رمضان المبارك، وتشتمل هذه العادات على طقوس اجتماعية وثقافية وترفيهية، تصل ذروتها في ساعات مع بعد الإفطار، حيث تنعقد حلقات الذكر الصوفية، والاحتفالات الخاصة، فيما تقام الأسواق الرمضانية التي تعج بأنواع السلع الخاصة بالشهر الفضيل.
ويقول بلجلي، إن "النكهة الخاصة" لرمضان في اسطنبول سيتم تسويقها على المستوى الإسلامي والعربي لجذب السياح إلى المدينة خلال شهر الصوم، ويشير المسؤول التركي إلى أن شهر رمضان خلال العقد المقبل سيخترق ذروة الموسم السياحي الصيفي.
و قلل بلجلي من أهمية تعارض بعض المظاهر السياحية مع شهر رمضان، مشيرا إلى أن المساجد التاريخية وأضرحة الصحابة، والاحتفالات الدينية الكبيرة والأسواق الخاصة التي تقام في شهر رمضان "تغطي على بعض مظاهر السياحة التي ربما تثير حفيظة الصائمين".
يشار إلى أن نحو 98 في المائة من سكان تركيا مسلمون، في الوقت الذي قدّرت فيه تقارير أن أكثر من 80 في المائة من سكان هذه الجمهورية العلمانية يصومون شهر رمضان، الأمر الذي يلقي بضلاله على شكل الحياة هناك خلال هذا الشهر.
وتمتلئ المساجد في اسطنبول بالمصلين والزوّار الذين يفدون إلى المدينة من مختلف مناطق تركيا لزيارة مساجدها التاريخية، وأضرحة الصحابة والصالحين التي تنتشر في أرجاء المدينة. ويقول المشتغلون في قطاع السياحة التركي إنهم يعملون على جعل تلك المساجد والأضرحة والمظاهر الاحتفالية عامل جذب سياحي ديني.
واستبعد بلجلي أن يكون حظر بيع الخمور في اسطنبول خلال شهر رمضان جزءا من الاستراتيجية السياحية الرمضانية، مشيرا كذلك إلى أن ذلك لن يشمل إغلاق النوادي الليلة، إلا أنه تحدث بثقة على مقدرة "التراث التاريخي الزاخر في المدينة على جذب السياح المسلمين خلال رمضان دون أن يشعروا بوجود تلك المتناقضات".
وتعتبر تركيا ثالث أكبر مستقطب للسياح في العالم، ويصل عدد السياح سنويا إلى نحو 13 مليون سائح، يشكل السياح القادمين من الدول العربية والإسلامية نحو 17 في المائة منهم، ويشهد هذا الرقم نموا سنويا بنسبة تزيد عن 2 في المائة، خصوصا في الفترة التي أعقبت أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001، وتراجع رغبة السياح الخليجيين بالتوجه نحو الولايات المتحدة وأوروبا.
من رمضان في الديار المقدسة مكة والمدينة
اللهم ارزقنا صلاة في المسجد الأقصى قبل الممات .
حفظكم الله ورعاكم وكل عام وانتم بخير